تشير الإحصائيات إلى أنّ أمراض القلب تُعدّ من أشهر أسباب الوفاة عند النساء. ومن المُمكن أن تُساعد معرفة أسباب أمراض القلب عند النساء وعوامل خطر الإصابة بها بتقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض والمضاعفات الناجمة عنها. [1]

وفي المقال التالي سنقوم بمناقشة كل ما يخص أمراض القلب لدى النساء، بما في ذلك أعراضها، وعوامل خطر الإصابة بها، وطرق علاجها والوقاية منها.

أمراض القلب عند النساء

تُعتبر أمراض القلب من المشكلات الصحية التي تؤثر في الغالب على الرجال. ومع ذلك، فهي تُعدّ السبّب الرئيسي لوفاة النساء عبر أنحاء العالم. وفي كثير من الأحيان لا يتم تشخيص إصابة النساء بأمراض القلب بالسرعة التي يتم بها تشخيص الرجال، وذلك نتيجة الأسباب التالية: [2]

  • تُعدّ النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأمراض القلب الصامتة، أي لن تظهر الأعراض لديهن.
  • يُمكن أن لا يتعرّف مقدمو الرعاية الصحية على أمراض القلب لدى النساء لأنّ الأعراض لدى النساء يُمكن أن تختلف عن أعراض الرجال.
  • تُعدّ النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأنواع معينة من أمراض القلب التي يُمكن أن يكون من الصعب تشخيصها، مثل: مرض الأوعية الدموية التاجية الدقيقة.

كل ذلك يُمكن أن يُساهم في تأخير تشخيص أمراض القلب عند النساء، الأمر الذي يؤخّر تلَقي العلاج في الوقت المناسب، مما يُمكن أن يؤدي إلى تطوّر المضاعفات الخطيرة، مثل: النوبات القلبية. [2]

يُمكن أن تؤثر أمراض القلب على النساء بشكل مختلف مقارنةً بالرجال، ويعود ذلك لاختلاف حجم وبنية القلب بين النساء والرجال، فقلب المرأة والأوعية الدموية لديها أصغر، كما أنّ الجدران العضلية لقلب المرأة تكون أكثر رِقّة. [3]

أشهر أنواع أمراض القلب عند النساء

يُمكن أن تُصاب المرأة بأنواع مختلفة من أمراض القلب، لكن تُعدّ أمراض القلب التاجية أكثر أنواع أمراض القلب شيوعًا عند النساء، وهي حالة تتمثل بحدوث انسداد في الأوعية الدموية الخاصّة بالقلب، حيث أنّ ما يُقارب 80% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 - 60 عامًا يتواجد لديهن واحد أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. [2][3]

ومن أنواع أمراض القلب التي يُمكن أن تحدث لدى النساء أيضًا ما يلي: [1][2][4]

  • عدم انتظام ضربات القلب: وهي حالة تحدث عندما ينبض القلب ببطء شديد، أو بسرعة كبيرة، أو بطريقة غير منتظمة، ويُعدّ الرجفان الأذيني النوع الأكثر شيوعًا من هذه الأمراض.
  • فشل القلب: وهي حالة خطيرة حيث يصبح القلب ضعيفًا جدًا بحيث لا يتمكن من ضخ ما يكفي من الدم لدعم الأعضاء الأخرى في الجسم. لكن هذا لا يعني أن القلب توقف عن النبض.
  • مرض الأوعية الدموية الدقيقة التاجية: وهي حالة أكثر شيوعًا عند النساء مقارنةً بالرجال، حيث يحدث تضيق مفاجئ في أصغر شرايين القلب مما يعيق تدفق الدم. ومن المُمكن أن تزيد هذه الحالة الخطيرة من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو أمراض القلب الأخرى.
  • متلازمة القلب المكسور: والتي تُسبّب ألم قوي في الصدر أو علامات أخرى تشبه النوبة القلبية، وتنجُم هذه الحالة عن الضغط النفسي والعاطفي القوي، مثل: الحزن العميق أو الغضب، وعادةً لا تُسبّب هذه الحالة بأي ضرر دائم.
  • الذبحة الصدرية المتغيّرة: وهي نوع نادر من آلام الصدر القوية الناتجة عن تشنجات في شرايين القلب، وعادةً ما يحدث الألم بنمط معين أثناء النوم. لكن لا داعي للقلق فنادرًا ما تُسبّب الذبحة الصدرية المتغيرة نوبة قلبية.

أعراض أمراض القلب عند النساء

يُمكن أن لا تظهر أي أعراض لمرض القلب عند النساء في البداية، ولكن هناك علامات بسيطة قد تلاحظها المرأة يُمكن أن تدُل على وجود مشكلة في قلبها والتي تظهر خلال الراحة أو أثناء العمل، وتشمل هذه العلامات على ما يلي: [1][5]

  • ألم الصدر، والذي يكون إما حادًا أو خافتًا، ويسمى بالذبحة الصدرية.
  • ألم في الرقبة، والفك، أو الحلق.
  • ألم أعلى الظهر.
  • ألم في الجزء العلوي من البطن.
  • التعرّق.
  • التعب والإرهاق.
  • الغثيان.
  • الدوخة أو الدوار.
  • تغيّرات في لون الجلد، فقد يتحول إلى اللون الرمادي.

يجب الانتباه جيدًا إلى بعض علامات مرض القلب عند النساء التي يُمكن تشكّل خطورة على حياتها، وإذا ظهرت على المرأة يجب عليها التوجه إلى أقرب مستشفى، ومنها ما يلي: [1][2]

  • الشعور بضغط غير مريح أو ألم في الصدر.
  • ألم أو عدم راحة في الذراع، أو في الظهر، أو الرقبة، أو الفك.
  • ضيق التنفس مع أو بدون ضيق الصدر.
  • الغثيان.
  • التعرّق الشديد.
  • فقدان الوعي.

للمزيد: أعراض أمراض القلب عند النساء المبكرة والمتقدمة

عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء

يُمكن أن تحدث أمراض القلب عند أي امرأة، لكن هناك عدد من العوامل يُمكن أن تُسبّب زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

  • انقطاع الطمث

تصاب النساء بأمراض القلب في أي عمر، لكن خطر الإصابة يزداد بعد توقف الدورة الشهرية والوصول لمرحلة انقطاع الطمث، وذلك يحدث عادةً في سن 55 عامًا. ويعود السبّب في ذلك لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، حيث يحافظ هذا الهرمون على مرونة الشرايين ويُمكن أن يكون له آثار مفيدة على نسبة الدهون في الدم، بالتالي يُمكن أن يوفّر هرمون الإستروجين للنساء بعض الحماية ضد أمراض القلب. [2][3]

كما تُعدّ النساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكّر، أي قبل سن الأربعين، وخاصةً بعد استئصال الرحم أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب من النساء في نفس العمر اللاتي لم يعانين من انقطاع الطمث بعد. [2][3]

  • التاريخ العائلي لأمراض القلب

يُمكن أن يكون خطر الإصابة بأمراض القلب عند المرأة أعلى إذا تواجد لديها أيًا مما يلي: [2]

  • إصابة الأم أو الأخت بمرض القلب قبل سن 65 عامًا.
  • إصابة الأب أو الأخ من مرض القلب قبل سن 55 عامًا.

فمن المُمكن أن يكون للجينات الوراثية دورًا في إصابة المرأة بأمراض القلب. [1]

  • المعاناة من بعض الأمراض والمشكلات الصحية

يزداد خطر الإصابة بمرض القلب عند النساء في حال معاناتهم من التالي: [2][3][4]

  • بطانة الرحم المهاجرة.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
  • الأمراض الالتهابية وأمراض المناعة الذاتية.
  • متلازمة الأيض.
  • أمراض عقلية، مثل: التوتر، أو القلق، أو الاكتئاب.
  • مرض السكري.
  • انخفاض مستويات الكولسترول النافع.
  • ارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المتوسط.
  • مشاكل أثناء الحمل، مثل:
    • تسمم الحمل.
    • سكري الحمل.
    • فقر الدم.
    • الولادة المبكرة.
    • انخفاض وزن الطفل المولود عند الولادة أو ولادته بوزن أعلى من المعدل الطبيعي.
  • عوامل تتعلق بنمط الحياة 

يُمكن أن يلعب نمط الحياة الخاص بالمرأة دورًا في زيادة خطر إصابتها بأمراض القلب. وتشمل العوامل التي تتعلق بنمط الحياة والتي يُمكن أن تُسبّب زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء ما يلي: [1][4]

  • قلة النشاط البدني.
  • السمنة أو زيادة الوزن.
  • التدخين.
  • الإجهاد والتوتر المزمن.
  • الإفراط في شرب الكحول.
  • بعض أنواع الأدوية

فمن المُمكن أن يُسبّب استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية المختلفة التي تحتوي على هرمون الإستروجين والبروجستيرون بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى المرأة، وتشمل هذه الوسائل ما يلي: [2][3]

علاج أمراض القلب عند النساء

يعتمد علاج أمراض القلب عند النساء على تغيير نمط الحياة وذلك بالابتعاد عن مُسبّبات المرض والالتزام بنظام غذائي صحي، إلى جانب تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص. [1][5]

تختلف أدوية علاج مرض القلب عند النساء تبعًا لحالة المريضة ونوع المرض المصابة به، وتشمل هذه الأدوية على: [1][6]

  • أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، مثل: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2، وحاصرات مستقبلات البيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم.
  • أدوية لعلاج ارتفاع الكوليسترول، والتي تقلل من الدهون الضارة، وتزيد من مستوى الدهون النافعة بالجسم، وأهمها الأدوية التابعة لمجموعة الستاتين (بالإنجليزية: Statins).
  • أدوية لمنع تكوّن الجلطات في الشرايين والأوعية الدموية.
  • دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، حيث يُساعد على تقليل خطر الإصابة بالنوبة القلبية وذلك من خلال منع تكوّن الجلطات.
  • الأدوية التابعة لمجموعة النترات (بالإنجليزية: Nitrates)، فهي تعمل على اتساع الأوعية الدموية ليتمكن الدم من التحرك بسهولة عبرها.

كما تحتاج بعض الحالات إلى إجراء عمليات جراحية لعلاج مرض القلب عند المرأة إلى جانب تناول الأدوية، ومن هذه العمليات ما يلي: [1][6]

  • عمليات القلب المفتوح: هي عملية جراحية تتطلب استخدام شريان سليم من ساق المريض لكي يستخدمه الطبيب لاستبدال الشريان التالف أو المسدود في القلب، وعادةً ما يتم إجراء هذه العملية في السيدات بشكل أقل مقارنةً بالرجال.
  • عملية تركيب دعامة القلب: هي لفافة معدنية يضعها الطبيب في الشريان التاجي الضيق، حيث تتمدّد هذه اللفافة وتعمل عل توسيع الشريان التاجي، ممّا يحسّن من تدفّق الدم إلى القلب.
  • عملية القسطرة: هي عملية جراحية تساعد على فتح الأوعية الدموية التي تمدّ القلب بالدم، وتجرى عادة عملية تركيب الدعامة بعد عملية القسطرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدى الوالدة أطال الله بعمرها فيها تضخم في القلب منذ ٦ سنوات كانت تستخدم بستول ٢.٥ وهيكند ٨ وكانت تحسنت حتى السنتين اللي فاتت بعد كذا ذهبت لقلع الضرس أعطاها طبيب الأسنان مخدراً ثم سات حالتها تستخدم الآن بستول ٥ الآن تشعر بدوخة، هبوط، ثقل في القدمين، عروقها تنفض غثيان

 الوقاية من أمراض القلب عند النساء

هناك بعض النصائح التي ستمكن النساء من الوقاية من أمراض القلب، ومنها ما يلي:

  • متابعة مستويات ضغط الدم باستمرار، فارتفاع ضغط الدم يُعتبر من الأمراض الصامتة حيث يصاب به الفرد عادةً دون ظهور أي أعراض.
  • استشارة الطبيب إذا ما كان ضروريًا للمرأة أن تفحص مستوى السكر بالدم باستمرار، كما أنّه من المهم التحكم بمستويات السكر في الدم لدى النساء المصابات بمرض السكري.
  • استشارة الطبيب حول إمكانية متابعة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
  • الإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى تقليل شرب الكحول أو الامتناع عنه تمامًا.
  • تناول نظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، واللحوم الخالية من الدهون.
  • تقليل الوزن واتّباع حمية غذائية مناسبة للتخلص من مخاطر السمنة على صحة القلب.
  • التحكم في الضغط النفسي والعصبي الذي تتعرض له المرأة يوميًا.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تناول جرعة مخفّضة من دواء الأسبرين في حال أصيبت المرأة مسبقًا بنوبة قلبية.

نصيحة الطبي

من المهم الإلمام بأعراض وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء، فذلك يُساعد كثيرًا في الكشف عن المشكلة مبكرًا في حال حدوثها أو تقليل خطر الإصابة بها مستقبلًا.

وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أي استشارة طبية بخصوص أمراض القلب لدى النساء.

اقرا ايضاً :

أسئلة وأجوبة حول قسطرة القلب