كثيرًا ما نلاحظ أن مصابي الأمراض المزمنة لا يحملون مرضًا واحدًا فقط، وإنما يصاب الواحد فيهم بمجموعة من الأمراض المزمنة التي تشخص إما دفعة واحدة أو واحدًا تلو الآخر، إذ تعد أسباب الأمراض المزمنة متشابهة قليلًا، مثل أسباب ارتفاع الضغط والكوليسترول المتشابهة.
وهذا ليس بالشيء الغريب، حيث أن استمرارية المرض وعدم السيطرة عليه يزيد من فرصة حدوث المضاعفات المحتملة، ويدمر أعضاء الجسم الأخرى، الأمر الذي يسهل الإصابة بأمراض أخرى لم تكن بالحسبان، يتحدث هذا المقال عن العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، ونصائح للسيطرة على ارتفاع الكولسترول والضغط.
محتويات المقال
العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول
ترتبط العديد من الأمراض المزمنة ببعضها البعض، ويتزامن تشخيصها عادة في آن واحد، حيث يرتبط ارتفاع الكوليسترول بالإصابة بالعديد من أمراض القلب والشرايين، خاصة ارتفاع ضغط الدم.
كما ذكرنا يرتبط ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول بعلاقة وثيقة على العديد من الأصعدة، إذ كثيرًا ما يحدث ارتفاع ضغط الدم بسبب نسب الكوليسترول المرتفعة، كذلك يعد ارتفاعهما كل على حدى، عامل خطر يزيد من فرصة الإصابة بأمراض القلب، ووجود هذين العاملين معًا في آن واحد يضاعف من هذا الخطر، حتى ولو كانت مستويات الكوليسترول والضغط مرتفعة بشكل طفيف نسبيًا، لأن وجود كليهما يتسبب بإتلاف الأوعية الدموية وإضعاف عضلة القلب بشكل أسرع. [1][2]
للمزيد: طرق طبيعية لعلاج ارتفاع الضغط
هل ارتفاع الكوليسترول يسبب ارتفاع الضغط؟
من الأمثلة على العلاقة بين ارتفاع الضغط والكوليسترول أن ارتفاع الكوليسترول يزيد من خطر الإصابة بارتفاع الضغط، ففي دراسة نشرت في سنة 2005 في مجلة جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: American Heart Association) وأجريت على 3110 مشارك مصاب بارتفاع الكوليسترول، أشارت النتائج أن 1000 منهم أصيبوا بارتفاع الضغط مع انتهاء الدراسة، خاصة أولئك الذين كان لديهم تركيز الكوليسترول أعلى بنسبة 23% من المعدل الطبيعي.لكن كيف نفسر ذلك؟ [4]
عند ارتفاع مستويات الكوليسترول بالدم تبدأ جزيئات الكوليسترول بالتراكم على جدران الأوعية الدموية والشرايين، مما يسبب تضييقها وإعاقة مجرى الدم فيها.
ومع مرور الوقت وتراكم الكوليسترول أكثر فأكثر، تضيق الشرايين أكثر، وتصبح الأوعية الدموية ضيقة ومتصلبة، الأمر الذي يصعب فيه على الدم المرور بشكل طبيعي، مما يضع جهدًا على القلب بضرورة زيادة مجهوده لضخ الدم بقوة أكبر لضمان وصول الأكسجين والغذاء اللازم نحو بقية أعضاء الجسم.
ومع الجهد الواقع على القلب، والارتفاع المستمر لمستويات الكوليسترول، تزداد قوة الضغط على جدران الأوعية الدموية، وينتهي الأمر بالإصابة بارتفاع ضغط الدم. ومن هنا جاءت أهمية مراقبة الضغط بشكل مستمر لكل من يعانون من ارتفاع الكوليسترول. [4]
للمزيد: سبعة اطعمة تقلل من الكوليسترول لديك
هل ارتفاع الضغط يسبب زيادة الكوليسترول؟
يشكل كل من ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول خطرًا على الشرايين والأوردة، حيث أن عدم السيطرة على كل منهما يؤدي إلى إتلاف الشرايين وتدميرها، وإضعاف عضلة القلب.
فمع مرور الوقت وارتفاع ضغط الدم، يصعب على الأوعية الدموية تحمل الضغط الواقع عليها، مما يسبب تلف أنسجتها، وتشكل ما يعرف بنقاط الضعف على الجدران. من جهة أخرى، ومع تدفق الدم في هذه الأوعية الدموية التي أصبحت ضعيفة، يستغل الكوليسترول نقاط الضعف ومواطنه في الأوعية ليتراكم فيها أكثر فأكثر.
ولا زالت الأحداث تدور في حلقة لا نهائية، حيث يؤدي ارتفاع الضغط إلى ترسب الكوليسترول على جدران الأوعية، ويؤدي ترسب الكوليسترول إلى ضيق وتصلب الشرايين، الأمر الذي يجعل من ارتفاع الضغط أسوأ.
في المقابل، يحاول القلب التأقلم مع ضيق الأوعية، ويعمل بجهد أكبر لضخ الدم، مما يضع ضغطًا زائدًا على عضلة القلب ويضعفها في النهاية.
حقيقة، لا تنحصر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول على أمراض القلب والشرايين فقط، فقد يسبب كلاهما مشاكل في الإبصار، والكلى، والدماغ، لذلك من المهم السيطرة على تركيز الكوليسترول ومراقبة الضغط عن طريق الالتزام بتناول الأدوية وإجراء الفحوصات الدورية اللازمة. [2]
هل تؤثر أدوية الضغط على ارتفاع الكوليسترول؟
قد تؤثر بعض أدوية ضغط الدم على مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية (بالإنجليزية: Triglyceride)، وتتسبب في ارتفاعها بشكل مؤقت. ومن هذه الأدوية ما يلي: [5]
- مدرات البول
من أمثلة مدرات البول دواء هيدروكلوروثيازايد (بالإنجليزية: Hydrochlorothiazide)، ومن أضراره الجانبية أنه يسبب ارتفاع تركيز الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية بشكل مؤقت، خاصة عند تناوله بجرعات عالية، يعد هذا من أهم الأمثلة على العلاقة بين أدوية ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، لكن هذا لا يعني الامتناع عن تناول الدواء، إذ أن الفوائد المرجوة من تناوله تفوق آثاره الجانبية بكثير.
- حاصرات بيتا
قد تسبب بعض أدوية حاصرات بيتا مثل البروبرانولول، والأتينولول، والميتوبرولول ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية بشكل طفيف، كما تقلل من نسبة الكوليسترول الجيد، المسمى بروتين شحمي مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: High Density Lipoprotein or HDL)، خاصة عند المدخنين. أما أدوية حاصرات بيتا الحديثة مثل الكارفيديلول والنيبيفولول فهي أكثر أمانًا، ولا تؤثر على مستويات الكوليسترول كغيرها.
قد يدفع الخوف من ارتفاع الكوليسترول إلى التوقف عن تناول الدواء، إلا إن هذا ليس حلًا، حيث أن الحفاظ على الضغط من خلال حاصرات البيتا أكثر أهمية من محاولة تفادي آثاره الجانبية، من جهة أخرى، لا يمكن السيطرة على تركيز الكوليسترول والدهون الثلاثية إلا من خلال الالتزام بتناول الأدوية، واتباع نظام غذائي صحي، والحفاظ على اللياقة البدنية. [5]
أعشاب لخفض مستوى الضغط والكوليسترول
تساعد بعض الأطعمة والأعشاب في السيطرة على الكوليسترول والضغط في آن واحد مثل الزعتر، والقرفة، والزنجبيل، نوضح بعضهم تاليًا: [3]
- الثوم
يحتوي الثوم على العديد من المركبات التي تفيد القلب، خاصة مركبات الكبريت مثل الأليسين، حيث تكمن أهمية الأليسين في قدرته على زيادة تدفق الدم وتوسيع الأدوية الدموية، الأمر الذي يقلل من ضغط الدم في النهاية.
وعلى الرغم من الفوائد المتعددة للثوم في الحفاظ على صحة الشرايين والقلب، إلا أنه يمنع تناوله بكميات كبيرة دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص، وذلك لأنه يطيل من وقت التخثر، ويتعارض مع بعض المكملات الغذائية ومميعات الدم.
- بذور الكرفس
تمتلئ بذور الكرفس بالعديد من العناصر الغذائية والمعادن مثل الحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والألياف، ومن فوائد مستخلص بذور الكرفس الغريبة أنها تعمل على خفض ضغط الدم المرتفع عن طريق العمل كمانع لقنوات الكالسيوم، بالإضافة إلى فوائد الألياف في خفض ضغط الدم.
- الريحان
يحتوي الريحان على كمية مرتفعة من مضادات الأكسدة التي تسمى الأوجينول والتي ترتبط بالكثير من الفوائد الصحية ومنها السيطرة على مستويات ضغط الدم، وذلك عن طريق العمل كمانع طبيعي لقنوات الكالسيوم، مما يوقف حركة الكالسيوم إلى خلايا القلب والشرايين، فتسترخي الأوعية الدموية وينخفض ضغط الدم.
يحدث بين فترة وفترة ألم في القلب مثل الوخز، ولا أستطيع التحرك وإذا تحركت يزداد الألم ولا أستطيع التنفس لعدة دقائق وبعدها يرجع طبيعي وهكذا معي من سنتين، ما الحل؟
نصائح للسيطرة على الكوليسترول وارتفاع الضغط
يمكن اتباع بعض الممارسات والإجراءات التي تساعد على الحد من تفاقم ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسيطرة عليهم، ومنها التالي ذكره: [1][2]
- الإقلاع عن التدخين الذي يتسبب في ارتفاع الكوليسترول والضغط.
- ممارسة الرياضة يوميًا لمدة 30 دقيقة على الأقل، وممارسة تمارين المقاومة تحديدًا مرتين في الأسبوع.
- اتباع نظام غذائي صحي يشمل الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضار، والبروتينات الخالية من الدهون.
- تجنب أنواع الطعام التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، أو الصوديوم، أو السكر، إذ تعد تلك من أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
- الانتظام في تناول أدوية ضغط الدم والكوليسترول وعدم التوقف عنهم إلا بعد استشارة الطبيب.
للمزيد: عشرة اغذية تسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم
نصيحة الطبي
ترتبط الأمراض المزمنة معًا ارتباطًا وثيقًا، حيث يؤدي كل منها إلى الآخر خاصة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، ويؤدي كلاهما إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يمكن السيطرة على مستويات الضغط والكوليسترول المرتفعة عن طريق تغيير نمط الحياة الخامل إلى آخر أكثر صحة ونشاط، والاهتمام بتناول الأطعمة الصحية المتوازنة الغنية بالألياف والفيتامينات، والإقلاع عن التدخين، والبعد عن التوتر والقلق.
رباعية فالو بالانجليزية Tetralogy of Fallot هو مجموعة من العيوب الخلقية التي تؤثر على القلب نتيجة اعتلالات في تطور قلب ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :