الصرع (بالإنجليزية: epilepsy) هو حالة دماغية تؤدي إلى إصابة الطفل بنوبات صرع، وهو أحد أكثر اضطرابات الجهاز العصبي شيوعاً. يعد الصرع عند الاطفال أكثر شيوعاً منه لدى البالغين، إلا أن الصرع يمكن أن يصيب كل الفئات العمرية من جميع الأعراض.

يعد الصرع شائع نسبياً عند الأطفال، ويتجاوز العديد من الأطفال المصابين بالصرع هذه الحالة قبل سن المراهقة. يسبب الصرع التشنجات عند الأطفال والتي تبدأ من الدماغ. ومن المرجح أن تحدث النوبات خلال العام الأول من العمر، ويمكن لمعظم الأطفال القضاء على النوبات ومنع الآثار الجانبية من خلال نظام رعاية منتظم. 

يؤثر الصرع على كل طفل بشكل مختلف، اعتماداً على عمره ونوع النوبة التي يعاني منها ومدى استجابته للعلاج واي ظروف صحية أخرى موجودة. وفي بعض الحالات، يمكن للأدوية التحكم في النوبات بسهولة بينما قد يواجه الأطفال الآخرون تحديات مدى الحياة مع النوبات.

وإن تم تشخيص الطفل بالصرع من قبل الطبيب فينصح بعدم الخوف أو التأثير على نفسية الطفل، فهناك العديد من العلاجات المتقدمة التي تسيطر على نوبات الصرع، ويمكن للطفل أن يعيش حياة طبيعية إن التزم بالأدوية، وإن كان والداه على دراية تامة بمرضه وطرق التعامل معه.

اسباب مرض الصرع عند الاطفال

ليس هناك سبب محدد للصرع في كثير من الحالات. وقد تشمل أسباب الصرع عند الأطفال المحتملة أو العوامل المسببة:

  • اضطرابات النمو، بما في ذلك التوحد.
  • الجينات، حيث تحمل بعض العائلات جينات أنواع معينة من الصرع.
  • التعرض لحمى شديدة في الطفولة قد تؤدي لحدوث التشنجات عند الأطفال، وتعرف بالنوبات الحموية.
  • الأمراض المعدية، بما في ذلك التهاب السحايا قد تكون إحدى أسباب الصرع عند الأطفال.
  • إصابة الأم بالتهابات أثناء الحمل.
  • سوء التغذية أثناء الحمل، يمكن أن يكون أيضاً إحدى أسباب مرض الصرع عند الأطفال.
  • نقص الأوكسجين قبل أو أثناء الولادة.
  • التعرض لصدمة في الرأس.
  • أورام الدماغ، تعد إحدى أسباب مرض الصرع عند الأطفال أيضاً.

قد تؤدي بعض العوامل إلى التسبب في حدوث نوبة لدى المصابين بالصرع. وتشمل المحفزات الشائعة ما يلي:

  • الإثارة لسبب معين كالاجهاد النفسي أو الجسدي للطفل مثل صرع الاطفال عند البكاء.
  • وميض الأضواء.
  • قلة النوم.
  • نسيان جرعة من جرعات الأدوية المضادة للنوبات.
  • الموسيقى أو الضوضاء العالية.
  • عدم تناول إحدى وجبات الطعام.
  • الضغط العصبي.

اعراض الصرع عند الاطفال

تعتمد أعراض الصرع عند الأطفال على نوع النوبة. ويمكن أن تشمل الأعراض الشائعة للنوبة ما يلي:

  • تحديق العينين.
  • حركات اهتزاز في الذراعين والساقين.
  • تصلب الجسم.
  • فقدان الوعي.
  • مشاكل في التنفس.
  • فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة.
  • السقوط المفاجئ دون سبب محدد واضح.
  • عدم الاستجابة للضجيج أو الكلام لفترات وجيزة.
  • فترات من سرعة وميض العين والتحديق.

ومما هو جدير بالذكر أيضاً حول اعراض الصرع عند الاطفال أنه أثناء نوبة الصرع، قد يصبح لون شفاه الطفل أزرق وقد لا يكون التنفس طبيعي.

وبعد انتهاء النوبة، قد يشعر الطفل بالنعاس أو الإجهاد.  وقد تكون أعراض الصرع عند الأطفال مشابهة لأعراض الحالات الصحية الأخرى، لذلك يجب التأكد من عرض الطفل على طبيب أو مختص خاص به من أجل التشخيص.

أما بالنسبة لأعراض الصرع عند الرضع، فقد يكون خطر ظهور اعراض الصرع عند الرضع أعلى في السنة الأولى بعد الولادة وخاصة خلال الشهر الأول من العمر، وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال المولودين في وقت مبكر جداً. 

انواع الصرع عند الاطفال

تتعدد أنواع الصرع عند الأطفال وهناك انواع مختلفة من نوبات الصرع أو التشنجات عند الأطفال. يعتمد نوع النوبة على الجزء المصاب من الدماغ وحجمه، وتعد النوبة البؤرية (الجزئية) والنوبات المعممة هما النوعان الرئيسيان لحالات الصرع عند الأطفال.

النوبات البؤرية (الجزئية)

تحدث النوبات البؤرية (بالإنجليزية: Focal Seizures) نتيجة وظيفة الدماغ الكهربائية غير الطبيعية في منطقة واحدة أو أكثر من جانب واحد من الدماغ.

قبل حدوث النوبة البؤرية، قد يعاني الطفل من علامات تدل على أن النوبة على وشك الحدوث. وقد يعاني الطفل من تغيرات بصرية أو تغيرات في السمع أو في حاسة الشم. وهناك نوعان من النوبات البؤرية وهما:

  • النوبة البؤرية البسيطة: هنا تعتمد أعراض التشنجات عند الأطفال على المنطقة المصابة من الدماغ. إذا كانت الوظيفة الكهربائية غير الطبيعية في جزء من الدماغ مسؤول عن الرؤية فقد تتأثر رؤية الطفل.
    وفي أغلب الحالات يظهر التأثير في العضلات. ويقتصر تأثير النوبة على مجموعة عضلية معزولة. بحيث تشمل الأصابع فقط أو عضلات أكبر مثل الذراعين والساقين. قد يعاني الطفل أيضاً من الغثيان أو التعرق ويصبح لونه شاحباً.
  • النوبة البؤرية المعقدة: يحدث هذا النوع من النوبات في منطقة الدماغ التي تتحكم في وظيفة الذاكرة والعاطفة (الفص الصدغي). وقد يكون تأثر وعي الطفل إحدى أعراض الصرع عند الاطفال في هذه الحالة، فقد يغيب الطفل عن الوعي أو يتوقف عن إدراك مايدور من حوله. قد يبدو الطفل واعياً، ولكن لديه مجموعة سلوكيات غير طبيعية مثل: لعق أو مص الشفاه، أو الجري، أو البكاء أو الضحك.

النوبات المعممة

تحدث النوبات المعممة (بالإنجليزية: Generalized Seizure) في جانبي الدماغ. ولدى حدوث هذا النوع من الصرع عند الاطفال يفقد الطفل الوعي ويشعر بالتعب بعد النوبة. وتشمل أنواع النوبات المعممة مايلي:

النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة

النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة (بالإنجليزية: Absence Seizure)، وتعرف أيضاً بنوبة الصرع الصغير. وتتسبب هذه النوبة في تغير صغير في حالة الوعي والتحديق.

وفيما يتعلق بأعراض الصرع الخفيف عند الأطفال، قد يصاب الطفل بالارتعاش في الفم أو الوجه، وقد تومض عيناه بسرعة، ولا تستغرق النوبة عادة أكثر من 30 ثانية، وعند انتهاء النوبة قد لا يتذكر الطفل ما حدث وقد يستمر في نشاطه كما لو أنه لم يحدث شيء. وقد تحدث هذه النوبات عدة مرات في اليوم. في بعض الأحيان يشخص هذا النوع من الصرع عند الأطفال بشكل خاطئ كمشكلة في التعلم أو السلوك. وتبدأ نوبات الغياب عادة بين سن 4 إلى 12 عاماً.

نوبات الصرع الارتخائية

نوبات الصرع الارتخائية (بالإنجليزية: Atonic Seizure)، في حالة النوبة التوترية يعاني الطفل من فقدان مفاجئ لتوتر العضلات وقد يسقط من وضعية الوقوف أو يسقط رأسه فجأة.

أثناء نوبة هذا النوع من التشنجات عند الأطفال يكون الطفل يعرج ولا يستجيب لما يدور حوله.

النوبة التوترية الرمعية المعممة

النوبة التوترية الرمعية المعممة (بالإنجليزية: Generalized Tonic-Clonic Seizure) وهو ما يعرف أيضاً بنوبة الصرع الكبير. يتكون هذا النوع من النوبات من 5 مراحل متميزة.

أثناء النوبة ينثني جسم الطفل وذراعيه وساقيه ينقبض أو يمتد أو يرتجف ويهتز. ويتبع ذلك انقباض واسترخاء العضلات (الفترة الارتجاجية)، وخلال فترة ما بعد النوبة قد يشعر الطفل بالنعاس. وقد يعاني من مشاكل في الرؤية أو الكلام، وقد يعاني من صداع شديد أو تعب أو آلام في الجسم.

وليس من الضروري أن تحدث كل هذه المراحل في كل شخص مصاب بهذا النوع من النوبات.

نوبة الرمع العضلي

نوبة الرمع العضلي (بالإنجليزية: Myoclonic Seizure)، يتسبب هذا النوع من النوبات في حركات سريعة أو اهتزاز مفاجئ لمجموعة من العضلات. وتميل هذه النوبات للحدوث في مجموعات، أي أنها قد تحدث عدة مرات في اليوم أو لعدة أيام متتالية.

قد تحدث نوبات الصرع عند الأطفال أثناء النوم وتسمى هذه التشنجات عند الأطفال نوبات نائمة أو نوبات ليلية، ويمكن أن تؤثر النوبات أثناء النوم على أنماط النوم وقد تجعل الطفل يشعر بالتعب والارتباك في اليوم التالي.

اقرأ أيضاً: التشنجات عند الأطفال 

اقرا ايضاً :

سعال الأطفال

تشخيص الصرع عند الاطفال

قد يكون من الصعب تشخيص الصرع عند الأطفال في بعض الحالات وخاصة الرضع والأطفال الصغار. ولمساعدة الطبيب على تشخيص حالات الصرع عند الأطفال بشكل صحيح، يجب الاحتفاظ بوصف مفصل لأعراض الصرع عند الأطفال. وقد يكون من المفيد أيضاً تسجل فيديو أثناء نوبة التشنجات عند الاطفال.

عادة ما يقوم الطبيب بتشخيص الصرع عند الأطفال عند حدوث أكثر من نوبة واحدة. عندما لا يكون هناك سبب محدد وواضح لذلك مثل الحمى أو التعرض لإصابة.

وتتضمن خطوات تشخيص الصرع عند الأطفال ما يلي:

  • معرفة التاريخ الطبي والعائلي الكامل.
  • معرفة تفاصيل النوبة.
  • الفحص البدني.
  • فحص الدم.
  • مسح وتقييم قياسات الدماغ. بما في ذلك الفحص باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي والتخطيط الكهربائي للدماغ.

بعد أن يتم تشخيص إصابة الطفل بالصرع، يجب على مقدم الرعاية والطيب الخاص بالطفل العمل معاً لتحديد أنواع النوبات التي يعاني منها الطفل ونوبة الصرع لدى الطفل. وتساعد هذه العوامل في تحديد العلاج. 

علاج الصرع عند الاطفال

عندما يتعلق الأمر بعلاج الصرع عند الأطفال، قد يقوم الطبيب العام بتحويل حالة الطفل إلى طبيب أعصاب أو طبيب أطفال متخصص في الدماغ والجهاز العصبي. وتشمل خيارات علاج الصرع عند الأطفال:

  • الادوية المضادة للصرع

يتناول معظم المصابين بالصرع الأدوية المضادة للصرع للسيطرة على النوبات والتشنجات عند الأطفال. وفيما يتعلق بتساؤل بعض الناس حول علاج الصرع عند الاطفال، هل يشفى الطفل من الصرع؟ يجدر الذكر أنه على الرغم من أن مضادات الصرع تهدف إلى منع حدوث النوبات ، إلا أنها لا توقف النوبات أثناء حدوثها، ولا تعالج الصرع.

يتوقف معظم الأطفال عن الإصابة بالنوبات بمجرد استخدام أدوية الصرع عند الأطفال المناسبة لهم. ومثل جميع الأدوية ، يمكن أن تسبب ادوية الصرع عند الاطفال آثاراً جانبية لبعض الأطفال، وتختفي بعض الآثار الجانبية مع اعتياد الجسم على الدواء، أو إذا تم تعديل الجرعة.

ومما هو جدير بالذكر فيما يتعلق بأدوية الصرع عند الأطفال، أنه يمكن أن يؤدي تغيير أو إيقاف دواء الطفل دون التحدث مع الطبيب أولاً إلى بدء النوبات والتشنجات عند الأطفال من جديد أو جعل النوبات أسوأ. 

  • نظام الحمية الكيتونية

بالنسبة لبعض الأطفال الذين يعانون من النوبات على الرغم من تجربتهم لأدوية الصرع عند الأطفال، قد يساعد النظام الغذائي الكيتوني في تقليل عدد أو شدة نوباتهم.

النظام الغذائي هو إحدى طرق علاج الصرع عند الأطفال، وغالباً ما يبدأ جنباً إلى جنب مع أدوية الصرع عند الأطفال ويشرف عليه متخصصون طبيون وأخصائيون تغذية. 

  • التحفيز العصبي

في حال لم تستجب أعراض الصرع والتشنجات عند الأطفال للعلاج بالأدوية، فقد يوصي الطبيب بتجربة العلاج بتحفيز الأعصاب. ويوجد حالياً ثلاثة أنواع من التحفيز العصبي لعلاج الصرع عند الأطفال:

  • تحفيز العصب المبهم.
  • استجابة التحفيز العصبي.
  • التحفيز العميق للمخ.
  • الجراحة

في بعض الحالات، يمكن أن يخضع أطفال معينون لعملية جراحية لإزالة جزء من الدماغ. قد تمنع هذه العمليات النوبات أو تقللها. 

  • علاج مرض الصرع عند الاطفال بالاعشاب

بعض الأعشاب ، مثل البابونج، وزهرة الآلام، وحشيشة الهر، قد تجعل مضادات الصرع أكثر فعالية وتهدئة، ومع ذلك، فإن الجنكة، والجينسنغ، والأعشاب المنشطة التي تحتوي على الكافيين والإيفيدرين يمكن أن تجعل النوبات أسوأ.

وفيما يخص علاج مرض الصرع عند الاطفال بالأعشاب، من المهم التذكر أن الأعشاب لا تخضع لمراقبة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: Food and Drug Administration). إذا تم استخدام أي أعشاب ، فيجب البحث عنها وشرائها من مصادر موثوقة. 

بنتي عندها 8 شهور، سقطت على رأسها من السرير علوه نصف متر، وبعدها ظهر تورم في الجهة اليسرى من رأسها، رطب كأنه مملوء بالماء، هل يستدعي القلق وزيارة الطبيب،؟