يُعدّ سرطان المثانة تاسع أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وغالبًا ما يبدأ في الخلايا الظاهرية التي تُبطّن المثانة من الداخل، وقد يمتد مع الوقت إلى العضلات المحيطة أو حتى الأعضاء المجاورة. ويُعتبر نزول الدم في البول من أكثر أعراض سرطان المثانة شيوعًا، لكنه لا يُعدّ دليلًا قاطعًا على الإصابة، إذ قد ينتج عن أسباب أخرى أقل خطورة. فكيف يتم تشخيص سرطان المثانة؟ وهل تحليل البول يكشف عن سرطان المثانة؟ إليك التفاصيل في هذا المقال! [6][7] 

طرق تشخيص سرطان المثانة

يبدأ الطبيب عادةً تشخيص سرطان المثانة بجمع معلومات مفصّلة عن التاريخ المرضي والعائلي للمصاب، ويسأله عمّا إذا كان أحد والديه أو أشقائه قد أُصيب بهذا المرض من قبل، أو إذا لديه عوامل خطر معينة مثل التدخين أو المواد الكيميائية. [1][2]

يجري الطبيب عدة فحوصات لتأكيد أو نفي الإصابة بسرطان المثانة، مثل: [1][2]

الفحص البدني

يسأل الطبيب المصاب عن أعراضه، وعادات اليومية، والتعرض للمواد الكيميائية أو التدخين، ثم يُجري فحصًا بدنيًا للكشف عن أعراض وعلامات سرطان المثانة، مثل: [1][2]

  • وجود دم في البول؛ فقد يبدو لون البول ورديًا أو مائلًا للون الأحمر الفاتح.
  • ألم وحرقة عند التبول، وقد يشكو الرجال من ألم في العضو الذكري قبل أو بعد التبول مباشرة.
  • صعوبة في التبول، فعلى سبيل المثال قد يتوقف نزول البول فجأةً أثناء التبول.
  • الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل.
  • كثرة التبول.

وخلال الفحص البدني قد يقوم الطبيب بالآتي: [1][2]

  • فحص الحوض لتقييم المثانة والأعضاء المجاورة لها.
  • فحص المستقيم الرقمي (بالإنجليزية: Digital Rectal Exam)؛ لتحديد مدى انتشار سرطان المثانة إلى الأعضاء المجاورة مثل المستقيم.

تحاليل البول

يُعتبر أول التحاليل التي يطلبها الطبيب عند الاشتباه بوجود مشكلة في الجهاز البولي؛ فهو يُساعد على الكشف عن العلامات والمؤشرات المبكرة للمرض، ومن الأمثلة عليها: [1][3][4]

  • تحليل البول (Urinalysis):

يُستخدم هذا الفحص كخطوة أولى لتقييم صحة الجهاز البولي، ويكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في البول مثل وجود الدم أو البكتيريا أو البروتين.

يُساعد هذا الفحص على تحديد إن كانت بعض الأعراض ناجمة عن العدوى أم السرطان؛ حيث توضع عينة من البول في وسط يسمح بنمو البكتيريا؛ ليتم فحصها، وتحديد نوع العدوى والعلاج المناسب لها.

يفحص الطبيب عينة من البول تحت المجهر للبحث عن خلايا سرطانية، ومع ذلك فإن عدم وجود هذه الخلايا لا ينفي تمامًا الإصابة بالسرطان، بل يطلب الطبيب إجراء فحوصات أكثر دقة.

  • فحص مؤشرات الأورام في البول (Urine Tumor Markers):

يكشف هذا الفحص عن وجود مواد معينة تُفرزها خلايا سرطان المثانة، أو تنتجها استجابةً لوجود الورم في الجسم. وغالبًا يطلبه الطبيب مع فحص خلايا البول؛ لتعزيز دقة التشخيص.

قد يُهمك: قراءة تحليل البول وكيفية تفسيرها.

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

تنظير المثانة

يلجأ الطبيب لتنظير المثانة (بالإنجليزية: Cystoscopy) لفحص المثانة والإحليل، والكشف عن أي خلل أو مشكلات في هذه الأجزاء. ويتم إجراؤه عن طريق الآتي: [3][4]

  1. يخدر الأخصائي المصاب تخديرًا عامًا أو موضعيًا.
  2. يُدخل منظار المثانة عبر الإحليل إلى المثانة، وهو أنبوبُ رفيع يحمل ضوء وكاميرا.
  3. يحقن المثانة بمحلول ملحي معقم؛ فهذا يُساعد على تمديد وتوسيع المثانة، مما يتيح فحص جدرانها بدقة واكتشاف أي تغيّرات أو أورام محتملة.
  4. يستخدم الأخصائي النظار لفحص المثانة والإحليل بحثًا عن أي تغيرات تدل على السرطان.
  5. قد يأخذ عينة من أنسجة المثانة أو يزيل أورام المثانة الصغيرة جدًا.
  6. يُصرف المحلول من المثانة، ثم يُزيل المنظار.

عادةً يستغرق تنظير المثانة 5- 10 دقائق، وقبل إجراء التنظير يطلب الطبيب الآتي: [3][4]

  • أخذ عينة من البول؛ للكشف عن وجود عدوى في الجهاز البولي.
  • الصيام لمدة 8 ساعات قبل العملية في حال قرر تخدير المصاب تخديرًا عامًا.
  • التوقف عن تناول بعض الأدوية.

خزعة من المثانة

تُجرى خزعة المثانة (بالإنجليزية: Biopsy) عادةً أثناء تنظير المثانة، حيث يقوم الطبيب بأخذ عيّنة صغيرة من خلايا أو أنسجة المثانة لفحصها تحت المجهر والتأكد من وجود أي خلايا سرطانية أو أورام. وفي بعض الحالات، قد يتمكّن الطبيب من إزالة الورم بالكامل أثناء أخذ الخزعة إذا كان صغير الحجم وسهل الاستئصال. [2][4]

وأحيانًا قد يتكوّن سرطان المثانة في أكثر من منطقة داخل المثانة نفسها، وربما ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجهاز البولي. لذلك، قد يحرص الطبيب على أخذ عينات من عدّة مناطق مختلفة داخل المثانة، خاصةً إذا شك بوجود السرطان. [2][4]

وعند التحضير لإجراء الخزعة يطلب الطبيب الالتزام بالتعليمات الآتية: [2][4]

  • التوقف عن تناول بعض الأدوية، مثل الأسبرين ومميعات الدم؛ لأنها تزيد خطر الإصابة بالنزيف.
  • تناول المضادات الحيوية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
  • الصيام لمدة 8 ساعات قبل العملية.
  • الإكثار من شرب الماء.
  • التبول وإفراغ المثانة قبل العملية.

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

الفحوصات التصويرية

قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات التصويرية؛ للكشف عن وجود أي أورام في المثانة أو الجهاز البولي وتحديد مدى انتشار السرطان في الجسم، ومن هذه الفحوصات الآتي: [2][5]

  • التصوير المقطعي المحوسب:

يستخدم التصوير المقطعي المحوسب الأشعة السينية لالتقاط صور مفصلة للجسم والأعضاء الداخلية، مما يُساعد على تحديد: [2][5]

    • مكان الأورام في المثانة.
    • أماكن انسداد الكلى.
    • مرحلة الورم ومدى انتشاره في الجسم.
    • الخطة العلاجية حسب مرحلة السرطان ومدى انتشاره.

يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) على مجال مغناطيسي قوي وموجات الراديو؛ للحصول على صور دقيقة للأعضاء الداخلية، والأنسجة، والعظام والأوعية الدموية داخل الجسم. وبعد ذلك، يقوم الحاسوب بمعالجة هذه الصور وتحويلها إلى نماذج ثلاثية الأبعاد تُظهر تفاصيل الأعضاء الداخلية بدقة. [1][5]

وفي حالات سرطان المثانة، يُستخدم هذا الفحص لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الأنسجة أو الأعضاء المجاورة للمثانة. [1][5]

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية:

يُستخدم هذا الفحص لتحديد حجم سرطان المثانة ومعرفة مدى انتشاره إلى الأنسجة والأعضاء المجاورة. [2]

  • تصوير الحويضة الوريدي:

يُعد هذا الفحص نوعًا من الأشعة السينية الخاصة بالجهاز البولي، حيث يتم حقن صبغة في الوريد لتوضيح شكل الكليتين والحالبين والمثانة في الصور الشعاعية. يساعد هذا الإجراء في الكشف عن الأورام أو أي مشكلات في الجهاز البولي، إلا أنه أصبح أقل استخدامًا في الوقت الحالي، نظرًا لأن التصوير المقطعي المحوسب (CT) يمكن أن يوفّر صورًا أكثر دقة. [2]

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية:

تستخدم الأشعة السينية لتصوير الأعضاء، والعظام داخل الصدر؛ للتحقق من انتشار السرطان إلى الرئتين. [4][6]

  • فحص العظام:

يُستخدم هذا الفحص لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العظام، ويتم ذلك من خلال حقن كمية صغيرة من مادة مشعة في الوريد. تتراكم هذه المادة في المناطق العظمية المصابة أو غير الطبيعية، ثم تُلتقط صور خاصة تُظهر أماكن تراكمها بشكل واضح لتسهيل تشخيص انتشار السرطان. [4][6]

نصيحة الطبي

يُعد تشخيص سرطان المثانة عملية تتم على عدة مراحل، تبدأ عادةً عند ملاحظة أعراض مثل وجود دم في البول، ليقوم الطبيب بعدها بإجراء فحص سريري وطلب تحاليل مخبرية لتقييم الحالة. وإذا أشارت النتائج إلى احتمال وجود ورم، فقد يُوصي الطبيب بإجراء تنظير للمثانة مع أخذ عينات من الأنسجة أو الخلايا لفحصها في المختبر وتأكيد التشخيص بدقة.

لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!

اقرا ايضاً :

كيفية علاج الأورام السرطانية بالأشعة