يُعدّ السرطان أحد أبرز أسباب الوفاة على مستوى العالم، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه يقف وراء وفاة أكثر من 10 ملايين شخص سنويًا، ورغم أنّه يُصيب أي منطقة من الجسم، إلا أنّ سرطان القلب يُعد من أندر أنواع السرطان على الإطلاق! [1]
فما السر وراء ندرة حدوثه؟ ولماذا تكون معظم أورام القلب حميدة وغير سرطانية؟ وهل توجد عوامل قد تزيد خطر الإصابة بهذا السرطان النادر؟ إليك التفاصيل الكاملة. [1]
محتويات المقال
لماذا يعتبر سرطان القلب نادر؟
يُعدّ القلب من أكثر أعضاء الجسم مقاومةً للإصابة بالأورام الخبيثة، إذ يُصنَّف سرطان القلب ضمن أندر أنواع السرطان مقارنةً بأورام الأعضاء الأخرى. وتشير الإحصاءات إلى أنّ سرطان القلب الأوّلي — وهو السرطان الذي ينشأ داخل أنسجة القلب نفسها وليس نتيجة انتقال الورم من عضو آخر — يُصيب شخصًا أو شخصين فقط من كل 100 ألف شخص سنويًا. [1][2]
ويرتبط هذا الأمر بعدة عوامل بيولوجية ووظيفية تجعل خلايا القلب أقل عرضة للانقسام غير الطبيعي، وهي السمة الأساسية لنشوء السرطان. ومن أسباب ندرة سرطان القلب: [1][2]
طبيعة وخصائص خلايا عضلة القلب
تتكوّن عضلة القلب من الخلايا العضلية القلبية (Cardiac Myocytes)، وهي خلايا متمايزة بشكلٍ نهائي، أي أنها اكتسبت شكلها ووظيفتها المحددة في مرحلة مبكرة من حياة الإنسان. وبمجرد وصولها إلى هذا المستوى من التمايز، تفقد قدرتها على التكاثر والانقسام الخلوي، ويقتصر نموها بعد ذلك على زيادة حجم الخلايا نفسها فقط، وليس على تكاثرها أو انقسامها. [1][2]
ونتيجةً لذلك، تكون خلايا القلب شديدة المقاومة للسرطان؛ لأن الانقسام الخلوي - وهو العملية التي تنشأ معظم السرطانات بسبب حدوث خللٍ فيها - لا يحدث في خلايا القلب. [1][2]
التركيب النسيجي للقلب
يتكوّن القلب بشكل رئيسي من الخلايا العضلية القلبية والأنسجة الضامّة (Connective Tissue)، وهي أنسجة نادرًا ما تتكوّن فيها الأورام السرطانية مقارنةً بأنواع الأنسجة الأخرى. [1][3]
من جهة أخرى، تصيب أغلب أنواع السرطانات الأنسجة الطلائية (Epithelial Tissue)، وهي الأنسجة التي تبطن أعضاء الجسم، مثل: [1][2][3]
- الثدي.
- القولون.
- البروستاتا.
- البنكرياس.
- المعدة.
- المريء.
- الجلد.
وتكون خلايا الأنسجة الطلائية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان؛ لأنها تنقسم وتجدد بسرعة كبيرة، مما يزيد احتمالية حدوث طفرات جينية أثناء الانقسام الخلوي، وهذه الطفرات قد تتطور لاحقًا إلى سرطان. [2][3]
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
التمثيل الغذائي للقلب
في الحالات الطبيعية، يُفضِّل القلب استخدام الأحماض الدهنية (Fatty Acids) كمصدر للطاقة، إذ يحصل منها على نحو 80% من طاقته من خلال عمليات الأكسدة. ويتميز التمثيل الغذائي للقلب بأنه منظم وثابت، مما يمكّنه من تلبية احتياجاته المستمرة للانقباض. [4][5]
ولكن هذا النظام لا يناسب الخلايا السرطانية والأورام التي تنمو وتتكاثر بسرعة، فهي تعتمد على استهلاك كميات كبيرة من السكر (الجلوكوز) لإنتاج الطاقة وبناء مكونات الخلية بسرعة، وهي ظاهرة تُعرف باسم تأثير واربورغ (Warburg Effect). [4][5]
بمعنى آخر، فإن البيئة داخل عضلة القلب لا تناسب الخلايا السرطانية؛ لأنها تحرمها من مصدرها الأساسي للطاقة والتكاثر. [4][5]
اقرأ أيضًا: ما هي الهرمونات التي تؤثر على التمثيل الغذائي؟
القلب ووتيرة ضخ الدم العالية
يساعد تدفق الدم المستمر وحركة عضلة القلب الدائمة على منع التصاق الخلايا السرطانية أو استقرارها على جدران الأوعية الدموية، إذ تنتج هذه الحركة قوة تُعرف باسم إجهاد القص (Shear Stress)، وقد أظهرت بعض الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية المكثفة قد تزيد قوة إجهاد القص داخل الأوعية الدموية، مما يساعد على تدمير الخلايا السرطانية المنتشرة ويُقلل من خطر انتقالها إلى أعضاء أخرى. [6][7]
كما يُعرف أن الجانب الأيسر من القلب، خاصةً البطين الأيسر، يتعرّض طبيعيًا لقوى قص عالية جدًا؛ بسبب ضخ الدم القوي نحو الشريان الأورطي، مما يجعل هذه المنطقة بيئة يصعب على الخلايا السرطانية الالتصاق أو النمو فيها. [8][9]
كيس التامور كخط دفاع
يعمل التأمور - وهو الغشاء الذي يغلف عضلة القلب- كحاجز مادّي يحمي الجسم من انتشار العدوى، ويمنع وصولها إلى عضلة القلب، كما يحمي القلب من انتشار الخلايا السرطانية في منطقة المَنصِف (Mediastinum) أو تجويف الصدر الذي يضم كلًا من القلب والشرايين والأوردة الرئيسية والرئتين. [10]
ما هي العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان القلب؟
لا نعلم السبب الدقيق للإصابة بسرطان القلب بعد، ولكن أظهرت عدة دراسات أنها ترتبط بعوامل الخطر الآتية: [11]
- الإصابة ببعض الحالات الصحية، مثل التصلب الحدبي (Tuberous sclerosis) أو متلازمة غورلين (Gorlin syndrome).
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأورام القلب؛ إذ يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض إذا كان أحد أقاربه من الدرجة الأولى مصابًا به أيضًا.
- وجود بعض الطفرات الجينية، مثل CDKN2A أو MDM2.
- التقدم في العمر؛ فهو يكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين.
- الجنس؛ فالنساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان القلب مقارنةً بالنساء بحسب بعض الدراسات.
نصيحة الطبي
يُعتبر سرطان القلب من أندر أنواع السرطان، ويرجع ذلك إلى طبيعة خلايا القلب التي لا تتكاثر أو تنقسم، وتكون القلب من أنسجة مقاومة للسرطان، بالإضافة إلى اعتماد القلب على الأحماض الدهنية كمصدر رئيسي للطاقة بدلًا من السكر، مما يحرم الخلايا السرطانية من مصدرها الأساسي للطاقة والتكاثر. إضافة إلى دور تدفق الدم المستمر وحركة عضلة القلب الدائمة في منع التصاق الخلايا السرطانية.
لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!
يتضمن مفهوم جودة الحياة يتضمن تقييمات ذاتية لكافة الجوانب الحياتية سواء كانت ايجابية او سلبية والتي تتاثر بالحالة الصحية الجسدية ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :