تعد الملاريا وفقر الدم المنجلي من الأمراض الخطيرة التي تستلزم العلاج والمتابعة، لكن لماذا ارتبطت الملاريا بمرض أنيميا الخلايا المنجلية؟

نناقش في هذا المقال كل ما يتعلق بالملاريا ومرض أنيميا الخلايا المنجلية، ونوضح العلاقة بينهما.

ما هي الملاريا؟

تعرف الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) بأنها مرض طفيلي يصيب الإنسان بسبب لدغات بعوض الأنوفيلة (بالإنجليزية:Anopheles) الحاملة للملاريا  أو عن طريق نقل الدم من شخص مصاب به إلى شخص سليم، ومن أعراضه الحمى، والقشعريرة، وفرط التعرق، والصداع، والتقيؤ. (4)

تبدأ دورة حياة طفيليات الملاريا من خلايا الكبد، حيث تنتقل من الكبد إلى كرات الدم الحمراء وتتكاثر بداخلها إلى أن تنفجر الخلايا وتنتشر الطفيليات، ثم تبدأ الأعراض بالظهور عند المريض.

يحدث ذلك بعد أيام وأحياناً أسابيع من وصولها للكبد، عن طريق الدورة الدموية بعد التعرض للطفيلي، بواسطة لدغة البعوض أو نقل الدم. (2)

ما هو فقر الدم المنجلي؟ 

يعد فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle Cell Anemia) أحد أمراض الدم الوراثية المتنحية التي تصيب خلايا الدم الحمراء، وينتج عنه تغير في شكلها  إلى الشكل القمري الهلالي، بعكس خلايا الدم الحمراء الطبيعية ذات الشكل الكروي الدائري، يحدث هذا التغير في شكل خلايا الدم الحمراء بسبب احتوائها على هيموجلوبين غير طبيعي أو منجلي. (4)

يظهر فقر الدم المنجلي على شكل آلام في عدة أجزاء من الجسم، وينتج عنه موت خلايا الدم بعد فترة بعد مرور 10-20 يوماً على إنتاجها بدلاً من 120 يوماً لخلايا الدم الحمراء الطبيعية، وقد يكون مريض فقر الدم المنجلي حاملاً للمرض إذا كان يحمل جين واحد فقط لصفة الهيموجلوبين المنجلي، أو مصاب إذا كان يحمل الجينين المتنحيين لصفة الهيموجلوبين المنجلي، وتختلف شدة الأعراض بين النوعين. (2)

للمزيد: أنواع فقر الدم الخطرة

علاقة فقر الدم المنجلي بالملاريا

يعتقد بأن مرضى فقر الدم المنجلي أقل عرضة للإصابة بمرض الملاريا، فما حقيقة ذلك؟

لوحظ أن الأشخاص الحاملين لصفة الهيموجلوبين المنجلي أقل عرضة و أكثر مقاومة للإصابة بالملاريا، كما لوحظ انتشار كبير للطفرة المؤدية لظهور صفة الهيموجلوبين المنجلي في المناطق التي تعتبر فيها الملاريا مرض متوطن. (1)

أما عند المرضى المصابين بالفعل بالهيموجلوبين المنجلي، فإن شدة الأعراض التي تظهر عندهم تطغى على الفائدة المرجوة من الحماية من الملاريا بسبب إصابتهم بفقر الدم المنجلي. (3)

هل ينتقل الكبد الوبائي بي أو سي لو جاء لعاب على عيني؟

فقر الدم المنجلي يحمي من الملاريا

كيف يحمي فقر الدم المنجلي من الإصابة بالملاريا؟ فسرت الحماية التي توفرها صفة الهيموجلوبين المنجلي من الإصابة بالملاريا بعدة نظريات منها التالي: (1)(3)

  • عدم قدرة طفيلي المتصورة المنجلية (بالانجليزية: Plasmodium Falciparum) المسبب للملاريا على التكاثر بداخل كريات الدم الحمراء الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي، بسبب تغير شكل كريات الدم إلى المنجلي مما ينتج عن ذلك عدم قدرتها على حمل كميات كافية من الأكسجين، وذلك يقلل من قدرة الطفيلي على التكاثر بسبب نقص الأكسجين.
  • تخرب وتكسر كريات الدم الحمراء الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي والمحتوية على الطفيليات بشكل مبكر داخل الطحال، مما يقلل عدد الطفيليات الكلي داخل الجسم ويزيد مقاومة الجسم لها.
  • وجود كريات الدم الحمراء الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي تحسن من الإستجابة للمناعة الطبيعية والمكتسبة للطفيليات. (4)
  • وجود الهيموجلوبين المنجلي داخل كريات الدم الحمراء يؤدي إلى إنتاج انزيم هيم اكسجيناز (بالانجليزية: Heme Oxygenase-1)، الذي يعمل على زيادة إنتاج غاز أول أكسيد الكربون، الذي يعمل على حماية كريات الدم من الضرر الناتج عن تكاثر الطفيليات بداخلها.
  • انتقال الRNA المجهري (بالانجليزية: MicroRNAs) من كريات الدم الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي إلى الطفيلي، مما يثبط من قدرته على التكاثر.

اقرأ أيضًا: 6 من أهم ممنوعات فقر الدم

هكذا، يعد الأشخاص الحاملين لصفة الهيموجلوبين المنجلي أكثر مقاومة وأقل عرضة للإصابة بأعراض الملاريا من الأشخاص الطبيعيين غير الحاملين للصفة، أو الأشخاص المصابين بصفة الهيموجلوبين المنجلي بصورة كاملة ولديهم أعراض فقر الدم المنجلي.

اقرا ايضاً :

معلومات تهمك عن التهاب الكبد