يعتقد الكثير من الناس أن تعاطي الحشيش، أو الماريجوانا، أو القنب الهندي (Cannabis)، ليس له تلك الاثار الضارة على الجسم، لكن العلم أثبت عكس ذلك، وبالأخص على المراهقين الأقل عمرا.
يحتوي الحشيش على مركب رباعي هيدرو كانابينول (Tetrahydrocannabinol)، وهو المركب الفعّال الرئيسي في الحشيش، والذي يرتبط بما يعرف بمستقبلات الكانابينويد (cannabinoid receptors) في الدماغ، كما تم اكتشاف مركبات كيميائية يفرزها الجسم بشكل طبيعي ترتبط بهذه المستقبلات، مثل مركب أناداميد (anandamide) ومركب جليسرول الاركيدينول (arachidonoyl glycerol)، وتسمى هذه المركبات التي ترتبط بهذه المستقبلات بـ الكانابينويد، والتي تشكل (المركبات والمستقبلات) ما يعرف بنظام الاندوكانابينويد (endocannabinoid system).
يتواجد نظام الاندوكانابينويد في أماكن عديدة من الدماغ، وهذا يفسر تأثيره على أماكن مختلفة من الجسم. تقوم مركبات الكانابينويد بإحداث تأثيرها عن طريق تنظيم طريقة تواصل الخلايا مع الدماغ، أي آلية استقبال وإرسال ومعالجة الخلايا للرسائل العصبية، حيث تعمل الكانابينويد على إبطاء سرعة التواصل بين الخلايا.
أثر الحشيش على الدماغ
عند تعاطي الحشيش، يصل مركب رباعي هيدرو كانابينول إلى الدماغ بسرعة و يرتبط بمستقبلات الكانابينويد، مما يمنع مركبات الكانابينويد الطبيعية من أداء وظيفتها ويدخل في اتزان نظام الاندوكانابينويد، ويؤدي إلى حدوث أعراض تتضمن:
الحشيش والذهان (Psychosis)
ربطت العديد من الدراسات تعاطي الحشيش بزيادة خطر الإصابة بالذهان، حيث يفقد المصاب الاتصال بالعالم الواقعي وتصيبه الهلوسات (hallucinations) أو جنون الارتياب (paranoia).
كما أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يتعاطون أكبر الكميات من الحشيش هم الأكثر عرضة لأن يتم تشخيصهم بأحد الأمراض النفسية، مثل انفصام الشخصية (schizophrenia).
وجد أن تعاطي المراهقين الذي لديهم قابلية جينية للإصابة بانفصام الشخصية للحشيش، يؤثر بشكل سلبي على تطور الدماغ مع الوقت، حيث تبين أن قشرة المخ (cortex) تصبح رقيقة أكثر مع الاستعمال المستمر للحشيش.
الحشيش والوظائف الإدراكية
تشير بعض الأبحاث إلى أن المراهقين الذين يتعاطون الحشيش معرضون إلى إنخفاض في نسبة الذكاء (IQ) لديهم عندما يتقدمون في العمر، حيث أجريت دراسة على أشخاص في عمر الثالثة عشر، ثم أعيدت على نفس الأشخاص في عمر الثامنة والثلاثين، وأظهرت أن المراهقين الذين تعاطوا الحشيش واستمروا بتعاطيه حدث لديهم هبوط بنسبة الذكاء بمقدار 8 درجات في المتوسط.
سبب انخفاض نسبة الذكاء عند الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش غير واضح، لكن يبدو أن المراهقين هم أكثر عرضة لحدوث تغير في كيمياء الدماغ عند تعرضهم للحشيش.
أيضا، أجريت دراسات حيوانية على فئران تم تعريضها لمركب رباعي الهيدرو كانابينول قبل الولادة أو بعدها مباشرة، أو خلال مرحلة المراهقة، وأظهرت مشاكل واضحة في قدرات التعلم ووظائف الذاكرة، وبينت هذه الدراسات أن المشاكل الإدراكية خلال مرحلة المراهقة مرتبطة بتغيرات بنائية ووظيفية في حصين الدماغ (hippocampus).
تشير العديد من الدراسات إلى أن المشاكل الحاصلة في الوظائف الإدراكية نتيجة تعاطي الحشيش تعتمد في حدتها ومدى استمرارها على عدد من العوامل، مثل عمر الشخص عندما بدأ بالتعاطي، وكمية الحشيش الذي يتعاطه، والمدى الذي استمر فيها بالتعاطي.
دخنت الحشيش لأول مرة بكمية كبيرة ومنذ شهر ونصف أعاني من دوار وألم في الرأس وضيق تنفس أحياناً. زرت طبيب الأعصاب، وكانت النتائج طبيعية ووصف لي أدوية خففت الأعراض قليلاً.
الحشيش وحجم الدماغ والاتصال بين خلاياه
تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام الحشيش لفترات طويلة قد يرتبط بتغيير في حجم الدماغ، حيث أظهرت دراسة قارنت بين أشخاص يتعاطون الحشيش 2 - 3 مرات يوميا، لمدة تتراوح بين 8- 9 سنين بالمتوسط مع أشخاص لا يتعاطون الحشيش، وأظهرت أن الأشخاص الذين تعاطوا الحشيش لمدة 4 سنين على الأقل لديهم حجم أقل من المادة الرمادية (grey matter)، وهي أحد أهم مكونات الجهاز العصبي المركزي.
كما وجد الباحثون اتصال أكبر بين خلايا الدماغ عند متعاطي الحشيش لفترات طويلة، أي أن المعلومات تنتقل بشكل أفضل بين أجزاء الدماغ المختلفة، والسبب في ذلك غير واضح تماما.
الحشيش ونظام المكافأة في الدماغ (Brain's reward system)
تختلف ردة فعل الدماغ عند الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش لفترات طويلة عند تلقيهم مكافأة معينة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، حيث أجريت دراسة على أشخاص يتعاطون الحشيش بشكل مزمن، وأظهرت أن الذين تعاطوا الحشيش لمدة 12 سنة بالمتوسط كان لديهم نشاط أكبر في نظام المكافأة في الدماغ عند رؤيتهم لصور أدوات تستخدم في تعاطي الحشيش من صور للفواكه المفضلة لديهم، بعكس الأشخاص الذين لا يتعاطون الحشيش.
تشير هذه الدراسة إلى أن الحشيش يعطل أو يشوش نظام المكافأة الطبيعي في الدماغ، مما يجعل الحشيش أمرا مهما جدا عن أولئك الذين يتعاطونه لفترات طويلة.
أظهرت دراسات حيوانية على فئران تم إعطائها مركب رباعي الهيدرو كانابينول حدوث تغيير في نظام المكافأة لديهم، مما زاد من احتمالية تناولها لمخدرات أخرى، مثل الهيروين، في حال سنحت لها الفرصة، مما قد يشير إلى أن الحشيش قد يكون ما يعرف بـ مخدر بوابة (gateway drug)، أي أنه يزيد من احتمالية تعاطي الشخص الذي يستخدمه لأنواع أخرى من المخدرات.
الحشيش والإزعاج العصبي
يشير الإزعاج العصبي (neural noise) إلى التقلبات العشوائية في الإشارات الكهربائية التي تحدث في الشبكات العصبية في الدماغ.
تشير بعض الأبحاث إلى أن مركب رباعي الهيدرو كانابينول قد يزيد من الإزعاج العصبي، حيث أن التعرض لجرعات معينة من هذا المركب أدت إلى ظهور أعراض الذهان وزادت من الإزعاج العصبي، مما قد يدل على أن الذهان الذي قد يصيب متعاطي الحشيش قد يكون ناتجا عن هذه الزيادة في الإزعاج العصبي.
الحشيش والطعام
قد يؤثر الحشيش على أعصاب محددة في الدماغ مسؤولة عن تثبيط الشهية، مما قد يفسر الجوع الذي يشعر به الشخص بعد تعاطي الحشيش.
اقرا ايضاً :
يلجا بعض الاشخاص خصوصا المراهقين والشباب منهم الى تعاطي مخدرات الاحتفالات او ما يعرف nbsp بعقاقير الاندية او ادوية الهذيان ... اقرأ أكثر
في دراسة أجريت على الفئران، كان من المتوقع أن الأعصاب المسؤولة عن تثبيط الشهية سوف تتوقف عن العمل عند تعرضها للحشيش، لكنها زادت في العمل على غير المتوقع، لكن في نفس الوقت بدأت بإفراز مواد كيميائية مختلفة تسبب زيادة في الجوع، لكنه ليس من الواضح إن كانت هذه الآلية تعمل بنفس الطريقة عند البشر.