يلجأ بعض الأشخاص خصوصاً المراهقين والشباب منهم إلى تعاطي مخدرات الاحتفالات أو ما يعرف بعقاقير الأندية أو أدوية الهذيان (بالإنجليزية: Club drugs) لزيادة النشاط، والسعادة، والحماس بالأخص خلال الحفلات والتجمعات. سنعرض من خلال هذا المقال أهم أنواع مخدرات الاحتفالات، والآثار الجانبية التي يمكن الإصابة بها نتيجة لتعاطيها، وأهم النصائح التي يجب إعطائها للشباب والمراهقين حتى لا يكونوا ضحايا لمثل هذه المخدرات، وسنتطرق إلى رحلة العلاج للتعافي من الإدمان في حال بدأت علامات الاعتماد والإدمان بالظهور.

مخدرات الاحتفالات

انتشر تعاطي مخدرات الإحتفالات أو مخدرات الأندية في الثمانينيات في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إذ يكثر تعاطي هذا النوع من المخدرات داخل النوادي الليلية، والحفلات الموسيقية، والمهرجانات، والاحتفالات بشكل عام بالأخص من قبل فئة المراهقين و الشباب. حيث يتم تصنيعها من قبل أشخاص دون أية رقابة كما ويمكن أن تكون مصنوعة من مواد كيمائية الأمر الذي يزيد من خطورة تعاطيها والأضرار التي يمكن أن تسببها للشخص المتعاطي التي قد تصل إلى الوفاة، لذلك تعتبر هذه الأنواع غير قانونية

يشعر الشخص بعد تعاطي هذه الأنواع من المخدرات والسعادة، ورغبته الشديدة بالكلام وإقامة علاقات اجتماعية بمن حوله، كما ويتم تعاطيها لزيادة درجة الاستمتاع داخل الإحتفالات. تتميز عقاقير الأندية بأنها لا لون ولا رائحة لها ويسهل إضافتها إلى المشروبات والطعام حتى دون ملاحظة الشخص ذلك

أهم الآثار الجانبية لمخدرات الاحتفالات

تحتوي أدوية الهذيان هذه على العديد من المواد التي تلحق الضرر بالدماغ والجهاز العصبي وغيرها من أجهزة الجسم، تختلف الآثار الجانبية التي تظهر اثر تعاطي هذه المخدرات حسب نوع المخدرات، والجرعة، والمواد المضافة لصناعتها. تظهر الآثار الجانبية التالية بعد 10-20 دقيقة من تعاطي المخدرات:

  • النعاس والدوخة.
  • تشوش الرؤية.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • ضعف السيطرة على العضلات.
  • التغير في معدل ضربات القلب أو ضغط الدم.
  • السلوك العدواني.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • الضعف في القدرة على الحكم.
  • رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية.
  • العطش والشعور بالحر.
  • فقدان الوعي.
  • النوبات.
  • الغيبوبة.
  • الوفاة في بعض الأحيان.

أنواع مخدرات الاحتفالات

تندرج مجموعة كبيرة من الأنواع تحت مسمى مخدرات الاحتفالات، ومن أهم هذه الأنواع ما يلي: 

  • ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين (بالإنجليزية: Methylenedioxymethamphetamine)، يعتبر هذا النوع من أكثر مخدرات الاحتفالات استخداماً حيث بين المعهد الوطني الأمريكي لتعاطي المخدرات أن قرابة 12% من الشباب بين سن 18-25 عاماً قد تعاطوا هذا النوع ولو مرة واحدة على الأقل، يساهم تعاطي هذا النوع في الشعور بالهلوسة، والنشاط، والطاقة العالية، والسعادة كما لوحظ أن تعاطي هذا النوع لا يسبب الإدمان وهذا لا يعني أنه آمن إلاّ أنه قد يسبب آثار جانبية خطيرة جداً قد تؤدي إلى الوفاة، ومن أهم الآثار الجانبية ما يلي:
  • ارتفاع غير طبيعي في درجة حرارة الجسم.
  • الجفاف.
  • تهيج الجسم.
  • ظهور سلوكات عدوانية.
  • الأرق.
  • الشعور بتعب عام وعدم الراحة.
  • الغثيان.
  • القشعريرة.
  • الاندفاعية.
  • صرير الأسنان، عادة يظهر صوت من الأسنان أثناء النوم.
  • تشنج العضلات.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • فشل القلب.
  • فشل كلوي.
  • عدم انتظام ضربات القلب.

قد تسبب الإصابة بارتفاع درجة حرارة الجسم بالتزامن مع الجفاف اثر تعاطي هذا النوع من عقاقير الأندية إلى إلحاق الضرر بالعضلات ووظائف الكلى بالأخص إذا اسوء استخدامها لفترات طويلة.

  • جاما هيدروكسي بوتيرات (بالإنجليزية: Gamma Hydroxybutyrate)، يعد هذا النوع من مخدرات الإحتفالات من الأنواع التي تسبب الإكتئاب بشكل عام إلاّ أن تعاطيه بجرعات صغيرة يمكن ان يسبب الشعور بالسعادة، والنشاط، والرغبة بإقامة علاقات إجتماعية. إلاّ أن تعاطيه بجرعات كبيرة يزيد من الشعور بالنعاس والدوخة، واضطرابات في الرؤية والذاكرة لذلك يكثر استخدامه قبل عمليات الإغتصاب كون الشخص المتعاطي لا يستطيع تذكر الأحداث التي حصلت معه في اليوم السابق، كما ويسبب تعاطيه العديد من الآثار الجانبية المميتة بالأخص إذا تم تعاطيه مع الكحول أو الأدوية التي تسبب الإكتئاب. ينجم عن الإفراط في تعاطي هذا النوع من مخدرات الاحتفالات عدداً من الآثار الجانبية أهمها ما يلي:
  • عدم انتظام ضربات القلب أو تباطؤها.
  • ضعف النبض.
  • تعرق الجلد وبرودة ملمسه.
  • نعاس شديد ودوخة.
  • ازرقاق الجلد، والشفتين، والأظافر.
  • النوبات.
  • فقدان الوعي.
  • الغيبوبة
  • فلونيترازيبام (بالإنجليزية: flunitrazepam)، يعد هذا النوع من مجموعة البنزوديازبين الذي يساهم في تخفيف القلق والتوتر ويتميز بفعالية أقوى من الفاليوم. يشبه تأثيره تأثير الكحول كما ويسبب تعاطيه بجرعات عالية فقدان الوعي وفقدان الذاكرة بشكل مؤقت لذا يستخدم قبل عمليات الإغتصاب بالإضافة لذلك فإن تعاطيه يمكن أن يسبب الغثيان والاسترجاع لساعات عدة.
  • كيتامين (بالإنجليزية: Ketamine)، يمثل الكيتامين إحدى مواد الهلوسة التي يشعر الشخص بعد تعاطيها بانفصال عن نفسه وعن عالمه الخارجي بعكس تأثير الأنواع الأخرى. كما ويسبب تعاطيه بجرعات صغيرة الشعور بالهدوء لدرجة تشبه الغيبوبة إلاّ أن تعاطيه بجرعات كبيرة يعزز شعور الإنفصال الذي يتبادر للشخص بالإضافة لذلك أن الشخص يمكن أن يكون مدرك للحالة مع عدم قدرته على الحركة أو التفاعل في حال الإفراط في التعاطي مما يتطلب مراقبة حثيثة.
  • ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (بالإنجليزية: Lysergic acid diethylamide)، يعد هذا النوع من المهلوسات القوية إذ يؤثر على إدراك الشخص وأحاسيسه كما وتبين أن تعاطيه لا يسبب الإدمان إلاّ أن تعاطيه بشكل مزمن قد يؤدي إلى المعاناة من إحدى المشاكل التالية:
  • قلق وذعر.
  • جنون العظمة.
  • تهيج الجسم.
  • العدوانية.
  • الأوهام والأفكار الدخيلة والغريبة.
  • اليأس والتفكير في الانتحار.
  • ميثامفيتامين (بالإنجليزية: methamphetamine)، يعد هذا النوع من أدوية الهذيان من المواد المنبهة التي يشعر الشخص فور تعاطيها بالطاقة الكبيرة والرغبة الشديدة بالتكلم إذ تستمر هذه الآثار لعدة ساعات وفور زوال تأثيرها ينهار الشخص بالإضافة لشعوره بالخمول والنعاس لفترات طويلة. وأشارت الأبحاث أن تعاطي مثل هذا النوع يسبب ضرر في بنية الدماغ مما يؤثر على الإدراك والنواحي العاطفية الذي قد يستمر لعدة شهور إلى سنوات بعد التوقف عن استخدامها. وتمثل النقاط التالية أهم الآثار الجانبية لتعاطي الميثامفيتامين:
  • حكة وتقرحات في الجسم.
  • مشاكل في نظافة الأسنان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • عدم انتظام دقات القلب.
  • خسارة كبيرة في الوزن.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • القلق والذعر.
  • الاضطراب.
  • الأرق.
  • تقلب المزاج.
  • العنف والعدوانية.
  • جنون العظمة.
  • الهلوسة والأوهام.
  • الذهان.

للمزيد: مضاعفات الإدمان الجسدية والنفسية 

أهم النصائح بما يتعلق بتعاطي مخدرات الاحتفالات

يقدم الأهالي النصائح التالية للمراهقين والشباب لحمايتهم من تعاطي المخدرات:

  • عدم قبول تناول المشروبات أو الأطعمة من أشخاص لا يعرفونهم أو من قبل الأشخاص الذين لا يعرفونهم جيداً ويثقون بهم.
  • الحرص على عدم اقتراب أحد من المشروبات أو الأطعمة الخاصة بهم حتى لا يضعون أي من المخدرات دون علمهم.
  • عدم تقبل أي من المشروبات أو الأطعمة المفتوحة مسبقاً دون إشرافهم ويفضل تناول الأطعمة والمشروبات المغلفة مصنعياً.
  • تنبيه الإدارة أو رجال الأمن في حال وجود شك أن هناك من يقوم بتوزيع أية نوع من عقاقير الأندية في الأماكن العامة والتجمعات.
  • عدم تناول الأدوية غير تلك الموصوف له، هنالك أنواع من الأدوية توصف لعلاج أو تخفيف الألم المرافق للأمراض إلاّ أنه يمكن الإدمان عليها لذلك يجب عدم تناول هذه الأنواع من الأدوية إن لم تكن من ضمن الأدوية الموصوفة له.

اقرا ايضاً :

تحليل البول للمخدرات

أهم الإجراءات التي ينصح باتباعها بعد ظهور أي من الآثار الجانبية لمخدرات الاحتفالات

ينصح باتباع الإجراءات التالية بعد ظهور الآثار الجانبية لتعاطي مخدرات الاحتفالات: 

  • وضع الشخص في مكان بارد وهادئ، ينصح بوضع الشخص الذي تظهر عليه آثار تعاطي المخدرات في مكان بارد وهادئ بالأخص عند ملاحظة شعوره بالحر، والتعب، والمرض.
  • شرب المشروبات التي يتناولها الرياضيون، تظهر علامات العطش على الشخص بعد تعاطيه المخدرات لذا ينصح بشرب المشروبات التي يتناولها الرياضيون قبل أو أثناء ممارسة الرياضة بدلاً من شرب الماء.
  • التواصل مع الوحدات الطبية، ينصح التواصل فوراً مع الوحدات الطبية في حال الإستفراغ أو فقدان الوعي أو الإصابة بالنوبات العصبية.

علاج حالات الإدمان على مخدرات الاحتفالات

يمكن أن تتطور حالات تعاطي أدوية الهذيان لتصل إلى حد الإدمان الأمر الذي يتطلب العلاج فوراً، حتى يتمكن الشخص من ممارسة حياته والاستمتاع بها دون لجوئه لتعاطي مثل هذه الأنواع من المخدرات، تتخلص رحلة العلاج بالمراحل الثلاثة التالية: 

  • الامتناع، تبدأ رحلة العلاج من الإدمان بالامتناع عن تعاطي المخدرات لإزالة السموم من الشكل بشكل تدريجي تحت إشراف طبي.
  • منع الانتكاس، ينصح بهذه المرحلة إبقاء الشخص تحت إشراف طبي كامل لمنع الوصول إلى مرحلة الانتكاس وذلك من خلال وصف الأدوية التي تلعب دوراً في تخفيف أعراض الانسحاب التي تبدأ بالظهور بعد التوقف عن التعاطي.
  • إعادة التأهيل، يعاني الشخص من الاعتماد النفسي على هذه المخدرات بالإضافة للإعتماد الجسدي مما يتطلب إعادة تأهيله نفسياً للتعافي من الإدمان. يمكن دمج الشخص في برامج إعادة التأهيل من دون إدخاله على المركز أو المستشفى خلال فترة علاجة إذا كان ما زال في المراحل الأولى من الإدمان ليحصل على برنامج إعادة تأهيل متكامل بالتزامن مع ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، ولكن يتطلب إدخال الشخص إلى المركز أو المستشفى طوال فترة علاجه ليحصل على الإشراف والرعاية الطبية لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع لمدة شهر تقريباً في حال الوصول إلى المراحل المتقدمة من الإدمان، يحصل الأشخاص في هذه المرحلة على الرعاية الطبية المتكاملة، والإرشاد والتوجيه، بالإضافة لإدخال العلاج بالرياضة مثل اليوغا، والفن، والموسيقى ضمن برنامج إعادة التأهيل للحصول على أفضل النتائج. وبعد مضي فترة علاجه بنجاح يمكن توجيه الشخص للعلاج خارج المركز أو المستشفى ليتم خرطه بالمجتمع وممارسة حياته اليومية بشكل تدريجي.

دخنت الحشيش لأول مرة بكمية كبيرة ومنذ شهر ونصف أعاني من دوار وألم في الرأس وضيق تنفس أحياناً. زرت طبيب الأعصاب، وكانت النتائج طبيعية ووصف لي أدوية خففت الأعراض قليلاً.