متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري | HIV Wasting Syndrome

متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري

ما هو متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري

متلازمة هزال فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: HIV Wasting Syndrome)، هي حالة من فقدان الوزن اللاإرادي المترقي (المستمر مع مرور الوقت) التي تؤثر على المرضى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus).

اقرأ أيضاً: الايدز: معتقدات خاطئة ومضللة

يمكن أن تسبب عدوى فيروس العوز المناعي البشري حدوث زيادة كبيرة في مقدار الطاقة التي يستهلكها الجسم، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، حتى وإن كانوا أصحاء ولا يعانون من أي أعراض، يحرقون سعرات حرارية أكثر بنسبة 10% من الأشخاص غير المصابين.

يمكن للجسم أن يحول البروتين إلى طاقة بشكل أسهل من تحويل الدهون إلى طاقة، لذلك يبدأ الجسم بتحليل بروتينات العضلات وتحويلها إلى طاقة أولاً في حال عدم امتلاك الجسم لمغذيات كافية لإنتاج طاقة كافية، أو في حال نفاذها من الدم.

قد ينتج نقص كمية البروتين في الدم عن سوء التغذية، أو عن اضطرابات سوء الامتصاص التي تعيق عملية امتصاص الجسم للمغذيات، وغالباً ما يرتبط الإسهال المصاحب لمتلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري بسوء امتصاص المغذيات، كما قد يسبب الفيروس نفسه حدوث أضرار في الأغشية المخاطية التي تغلف الأمعاء مما يؤدي إلى سوء امتصاص المغذيات.

تسبب عدوى فيروس العوز المناعي البشري زيادة مستويات بروتينات السيتوكين (بالإنجليزية: Cytokine) التي تفرزها خلايا الجسم المناعية، والتي تسبب زيادة إنتاج الجسم للدهون والمركبات السكرية، وتقلل من إنتاج البروتينات الضرورية لبناء العضلات.

قد تسبب بعض الأمور الأخرى فقدان المريض للرغبة في تناول الطعام، مما قد يزيد من خسارته للوزن والكتلة العضلية. تتضمن هذه الأمور ما يلي:

  • أعراض الأمراض المعدية الانتهازية (بالإنجليزية: Opportunistic Infections)، مثل التهاب وألم الحلق، أو الشعور بالشبع.
  • الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي قد يستعملها المريض ضمن الخطة العلاجية، والتي قد تسبب الغثيان، أو تغير في الطعم، أو تنميل في الفم.
  • نقص الطاقة لدى المريض.الاكتئاب.
  • الحالة الاقتصادية للمريض.

تعتبر متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري من الحالات المميزة المرتبطة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، حيث أن أغلب حالات الإصابة بها تؤثر على الأشخاص الذين تطورت لديهم عدوى فيروس العوز المناعي البشري إلى الإيدز، إلا أنها يمكن أن تؤثر على المصابين بالفيروس بمراحله المختلفة أيضاً.

تتضمن الأعراض المرافقة لمتلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري ما يلي:

  • خسارة 10% من وزن الجسم على الأقل، لا سيما من العضلات.
  • المعاناة من الإسهال لفترة شهر على الأقل.
  • المعاناة من تعب وإرهاق مزمن، لفترة لا تقل عن شهر.
  • المعاناة من الحمى.
  • نقص المغذيات في الجسم.

لا ترتبط هذه الأعراض بأي حالة مرضية أخرى قد يعاني منها المريض غير عدوى فيروس العوز المناعي البشري.

يختلف الهزال (بالإنجليزية: Wasting) عن خسارة الوزن الاعتيادية التي تعبر عن خسارة عامة لوزن الجسم، حيث يشير الهزال إلى خسارة في حجم وكتلة الجسم، لا سيما في العضلات، حيث أنه من الممكن للمصاب أن يفقد كتلة عضلية كبيرة بينما تستمر دهون الجسم بالزيادة.

يتضمن تشخيص هذه الحالة سؤال الطبيب المختص عدداً من الأسئلة للمريض حول نظامه الغذائي، والأدوية التي يستعملها، وحول أي تقلبات مزاجية قد يكون عانى منها مؤخراً.

قد يتم إجراء اختبارات لتحليل مكونات الجسم والكشف عن أنسجته، مثل تحليل المعاوقة الكهربائية البيولوجية (بالإنجليزية: Bioelectrical Impedance Analysis)، والذي يتضمن قياس مدى كفائة انتقال الإشارات الكهربائية عبر جسم المريض لتحديد نسبة الدهون لديه، حيث يتم تقييم نتائج هذه الاختبارات من قبل خبراء مختصين بمتلازمة الهزال.

قد يتم أيضاً إجراء بعض الفحوصات التي تساعد على الكشف عن وجود أي مشاكل في عملية امتصاص المغذيات.

اقرأ أيضاً: 12 مرضاً قد تسبب النحافة

لا يوجد حالياً نظام أو قواعد محددة لعلاج متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري نتيجة وجود عدة عوامل تؤثر على هذه المتلازمة، مثل الأمراض الأخرى التي قد يكون يعاني منها المريض، أو الأثار الجانبية للعلاج الدوائي، أو سوء التغذية.

تتضمن العلاجات الدوائية المحتملة التي قد تساعد في علاج متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري ما يلي:

  • العلاج بمضادات الفيروس القهقري (بالإنجليزية: Antiretroviral Therapy)، وهي مجموعة من الأدوية التي تستعمل لعلاج حالات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، وعلى الرغم من استمرار معاناة نسبة قد تتراوح بين 20- 34% من المرضى من متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري، إلا أن البدء باستعمال هذه الأدوية ساعد بشكل كبير على التقليل من الشدة التي تؤثر بها متلازمة الهزال على المرضى. على الرغم من فاعلية هذه الأدوية وقدرتها على التحسين من فقدان الوزن وسوء التغذية عند المرضى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، إلا أنها لا تقي بالضرورة من خسارة الكتلة العضلية، ولا تعمل على استرجاعها بعد زيادة وزن المريض.
  • دواء الميجيسترول (بالإنجليزية: Megestrol)، والذي يمكن أن يستعمل كفاتح للشهية، إلا أنه قد يسبب تراكم الدهون في الجسم، وإعاقة إفراز الهرمونات من الغدد التناسلية، لذلك قد لا يوصى جميع المرضى باستعماله.
  • الحشيش أو الماريجوانا (بالإنجليزية: Marijuana)، والذي قد يتم استعماله طبياً في بعض الحالات، حيث أنه يمكن أن يسبب الجوع، ويخفف من الغثيان، ويقلل الألم، إلا أنه قد يسبب بعض المشاكل التنفسية.
  • دواء الدرونابينول (بالإنجليزية: Dronabinol)، وهو مركب صناعي يحتوي على أحد المكونات الفعالة في الحشيش، ويمتلك آثاراً مشابهة لها، كما يمكن أن يساعد على تحسين المزاج.
  • دواء السوماتروبين (بالإنجليزية: Somatropin)، وهو أحد أشكال هرمون النمو الذي يساعد على زيادة الوزن والكتلة العضلية، إلا أنه قد يسبب ارتفاع مستويات سكر الدم، وآلام العضلات والمفاصل.
  • هرمون التستوستيرون، والستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids)، حيث قد تساعد هذه المركبات على بناء العضلات، إلا أنها قد تسبب العقم واضطرابات الدورة الشهرية نتيجة قربها من الهرمونات الجنسية، كما قد تسبب زيادة مستويات الكوليسترول الضار.
  • دواء الثاليدومايد (بالإنجليزية: Thalidomide)، حيث يساعد هذا الدواء على التقليل من مستويات بروتينات السيتوكاين، إلا أنه قد يسبب ضعف العضلات.
  • مضادات الإسهال، والتي قد يتم اللجوء إليها للتخفيف من حالات الإسهال الشديدة، والتي تتضمن دواء الكروفيليمير (بالإنجليزية: Crofelemer) الذي يستعمل بشكل خاص لعلاج الإسهال المرتبط باستعمال بعض أدوية علاج فيروس العوز المناعي البشري.

يتضمن علاج متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري أيضاً إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي التي تساعد على الوقاية والتخفيف من الإسهال، مثل التقليل من تناول الأطعمة الدهنية، والأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز (سكر الحليب) الموجود في مشتقات الحليب، والألياف غير الذائبة الموجودة في الحبوب الكاملة وبعض الخضروات، والإكثار من تناول الألياف الذائبة الموجودة في الشوفان، والعدس، والمكسرات، وبعض الخضروات والفواكه.

يوصى أيضاً بابتعاد المرضى عن المشروبات الكحولية، والمشروبات والأطعمة الغنية بالكافيين أو السكر، كما يمكن أن تستعمل المكملات الغذائية التي تحتوي على البروتينات والفيتامينات وغيرها من المغذيات للمرضى الذي لا يحصلون كميات كافية منها.

يوصى أيضاً بممارسة التمارين الرياضية، لا سيما تمارين المقاومة (بالإنجليزية: Resistance Exercises)، والتي تساعد على بناء الكتلة العضلية وتقويتها، وزيادة الوزن بشكل تدريجي.

اقرأ أيضاً: الايدز بين العلاج و التعايش

تعتبر متلازمة هزال فيروس العوز المناعي البشري من الحالات الخطيرة التي قد تؤثر على المرضى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، حيث أن خسارة الوزن لدى هؤلاء المرضى بنسبة لا تزيد عن 3% قد تؤدي زيادة خطر الوفاة، بينما قد تؤدي خسارة ما يقارب 10% من وزن الجسم لهؤلاء المرضى إلى زيادة خطر الوفاة 4- 6 أضعاف، لذلك ينبغي مراقبة تطور أعراضها عن كثب، واتخاذ التدابير العلاجية اللازمة بشكل مستعجل في حال تطورها.

James Myhre and Dennis Sifris. Understanding HIV Wasting Syndrome. Retrieved on the 25th of May, 2020, from:

https://www.verywellhealth.com/hiv-wasting-syndrome-aids-defining-condition-48955

WebMD. AIDS Wasting Syndrome. Retrieved on the 25th of May, 2020, from:

https://www.webmd.com/hiv-aids/guide/aids-wasting-syndrome

National Library of Medicine. HIV Wasting Syndrome. Retrieved on the 25th of May, 2020, from:

https://aidsinfo.nih.gov/news/362/hiv-wasting-syndrome

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالأمراض الجنسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالأمراض الجنسية