لبتين | Leptin
ما هو لبتين
إن هرمون اللبتين (بالإنجليزية: Leptin)، أو ما يعرف بهرمون الشبع (بالإنجليزية: Satiety Hormone) أو هرمون الجوع (بالإنجليزية: Starvation Hormone)، هو هرمون يفرز وبشكل رئيسي من الأنسجة الدهنية البيضاء، حيث ترتبط مستويات إفرازه تبعاً لكمية الدهون في الجسم. أيضاً يمكن تسمية هذا الهرمون بهرمون السمنة (بالإنجليزية: Obesity Hormone) أو هرمون الدهون (بالإنجليزية: Fat Hormone).
يعد الدماغ، خاصة منطقة تحت المهاد، هو العضو المستهدف لهرمون اللبتين، ويتمثل دوره الرئيسي في تنظيم تخزين الدهون، والتحكم بعدد السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص، ومعدل حرق السعرات الحرارية في الجسم كما والجدير بالذكر أنه وبالرغم من وجود حالات نادرة من السمنة الناتجة عن حدوث نقص كامل في اللبتين، وذلك بسبب حدوث الطفرات متماثلة الزيجوت في جين اللبتين، إلا أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم مستويات عالية من اللبتين في الدم.
اقرأ أيضاً: هل يؤدي ارتفاع هرمون البرولاكتين إلى السمنة؟
ما هي آلية عمل هرمون اللبتين؟
يقوم هرمون اللبتين بإحراز تأثيره من خلال ارتباطه مع مستقبلاته الخاصة (بالإنجليزية: Leptin Receptors or ObRs)، والتي تتواجد في أنسجة الدماغ وكذلك في الأنسجة الطرفية (بالإنجليزية: Peripheral Tissues). إن ارتباط اللبتين بمستقبلاته يؤدي إلى تنشيط العديد من طرق نقل الإشارة (بالإنجليزية: Signal Transduction Pathways) في الجسم، والتي قد تشمل:
- المحول جانوس كيناز/ محول الإشارة ومنشط النسخ (بالإنجليزية: Janus Kinase/Signal Transducer and Activator of Transcription)، الذي له دور مهم في تنظيم توازن الطاقة.
- الفوسفوإينوسيتايد 3-كاينيز ( بالإنجليزية: Phosphatidylinositol 3-Kinase)، الذي له دور مهم في تنظيم تناول الطعام وتنظيم توازن الجلوكوز في الجسم.
- بالإضافة إلى كيناز البروتين المنشط بالميتوجين (بالإنجليزية: Mitogen-activated Protein Kinase)، بروتين كيناز النشط (بالإنجليزية: AMP-activated Protein Kinase)، وهدف الثدييات من الراباميسين (بالإنجليزية: Mammalian Target of Rapamycin).
ما هي العوامل التي تتحكم في عملية إفراز هرمون اللبتين؟
كغيره من هرمونات الجسم الأخرى، يفرز اللبتين بشكل نبضي (بالإنجليزية: Pulsatile) حيث لا يفرز بشكل مستمر، وإنما على شكل دفعات متفرقة تبعاً لوجود عوامل مختلفة. أيضاً يوجد تباين كبير في مستوى اللبتين في الدم خلال أوقات اليوم المختلفة، حيث أن مستوياته تكون أعلى في فترة المساء وساعات الصباح الباكر مقارنة بباقي الأوقات الأخرى.
بشكل عام فإن مستويات اللبتين تعكس بشكل رئيسي مقدار وكمية الطاقة المخزنة في الدهون، وبشكل ثانوي فهي تعكس حدوث التغير الحاد في تناول السعرات الحرارية. فيما يلي بعض العوامل التي تقوم بتنظيم إفراز هرمون اللبتين في الجسم.
العوامل التي تعزز وتزيد من إفراز هرمون اللبتين
من العوامل الرئيسية التي تقوم بزيادة إفراز هرمون اللبتين الإفراط في الأكل و وجود طاقة زائدة في الجسم والتي تكون مخزنة على شكل دهون (سمنة). بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى مثل:
- الجلوكوز.
- الأنسولين.
- الهرمونات القشرية السكرية.
- هرمون الإستروجين.
- السيتوكينات الالتهابية، بما في ذلك عامل نخر الورم ألفا (بالإنجليزية: Tumor Necrosis Factor Alpha) و الإنترلوكين- 6 (بالإنجليزية: Interleukin-6)، حيث أن تأثيرها الحاد وعلى المدى القصير يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون اللبتين.
العوامل التي ثبط وتقلل إفراز هرمون اللبتين
من العوامل الرئيسية التي تقوم بتثبيط إفراز هرمون اللبتين الصيام وانخفاض طاقة الجسم والتي يرافقها انخفاض مستوى دهون المخزنة في الجسم (الهزال أو النحافة). بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى مثل:
- الكاتيكولامين (بالإنجليزية: Catecholamine) والمنبهات الأدرينالية.
- هرمونات الغدة الدرقية.
- الأندروجين.
- ناهضات مستقبلات مكاثر البيروكسيسوم المنشطة من النوع غاما (بالإنجليزية: Peroxisome Proliferator-activated Receptor-γ Agonists).
- السيتوكينات الالتهابية، بما في ذلك عامل نخر الورم ألفا، حيث أن تأثيرها على المدى الطويل يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون اللبتين.
ما هو دور وأهمية هرمون اللبتين؟
تكمن أهمية هرمون اللبتين، وبشكل أساسي، في تنظيم كل من توازن الطاقة، ووظائف الغدد العصبية الصماء، والتمثيل الغذائي. أيضاً من المرجح أن هناك تأثيرات أخرى لهرمون اللبتين والتي تتضمن تنظيم وظيفة الجهاز المناعي، وعملية استقلاب العظام، بالإضافة إلى المساهمة في عملية الإخصاب وحدوث الحمل، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية ولكن لا يزال هناك الحاجة لإجراء الدراسات للتأكد من هذه التأثيرات الأخرى لهرمون اللبتين.
دور اللبتين في المحافظة على توازن الطاقة
إن مستوى اللبتين في الدم يعمل كمقياس لمقدار مخزون الطاقة في الجسم، حيث أنه يقوم بتوجيه وأمر الجهاز العصبي المركزي للقيام بضبط تناول الطعام واستهلاك الطاقة وفقًا لمقدار مخزون الطاقة في الجسم.
دور الليبتين في تنظيم وظيفة الغدد العصبية الصماء
استجابة للصيام وعدم تناول الطعام، تنخفض مستويات اللبتين بحيث تصبح لا تتناسب مع كتلة الدهون في الجسم، حيث أن معدل انخفاض مستوى اللبتين يكون بشكل سريع ويحدث قبل أن يحدث تغير في كتلة الجسم، مما يؤدي إلى تحفيز استجابة الغدد العصبية الصماء لهذا النقص الحاد في الطاقة. قد تتضمن هذه الاستجابة:
- انخفاض مستويات الهرمونات التناسلية، مما يمنع حدوث الحمل، حيث أن الحمل هي عملية تتطلب طاقة.
- خفض مستويات هرمون الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى إبطاء معدلات الأيض.
- زيادة مستوى هرمون النمو، الذي يؤثر على مخازن الطاقة.
- خفض عامل النمو الشبيه بالأنسولين-1، مما يبطئ من العمليات المتعلقة بالنمو.
دور الليبتين في مقاومة الأنسولين ومتلازمة الأيض
لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من عوز هرمون اللبتين الخلقي يعانون أيضاً من مقاومة الأنسولين، بالإضافة إلى عدد من الظواهر والمشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة الأيض. أيضاً أثبت الدراسات أن إعطاء هرمون اللبتين للأشخاص الذين يعانون من عوز اللبتين الخلقي قد يحسن من فرط الإنسولين لديهم، بالإضافة تحسين مستويات البروتين الشحمي مرتفع الكثافة، والبروتين الشحمي منخفض الكثافة، والدهون الثلاثية.
هل يمكن استخدام اللبتين لعلاج السمنة؟
إن استخدام اللبتين لعلاج السمنة وتخفيف الوزن هو أمل لا يزال لدى أخصائي الغدد الصماء والمختصين بعلاج السمنة منذ اكتشاف هرمون اللبتين عام 1994. أثبتت الدراسات أنه يمكن استخدام هرمون اللبتين لعلاج حالات السمنة النادرة التي تنتج بسبب نقص اللبتين بشكل كامل منذ الولادة، الناتج عن وجود طفرة في الجين المسؤول عن إنتاج هرمون اللبتين، حيث أن إعطاء هرمون اللبتين المؤتلف (بالإنجليزية: Recombinant Leptin) يعطي استجابة خصوصاً عند إعطائه في وقت مبكر من العمر، فهو يقلل من الشهية لديهم، مما يؤدي إلى التقليل من تناولهم للطعام، وبالتالي يؤدي إلى فقدان كبير لدهون الجسم لديهم.
أيضاً تم الموافقة من قبل مؤسسة الغذاء والدواء على استخدام هرمون اللبتين لعلاج الحثل الشحمي (بالإنجليزية: Lipodystrophy) وهو أحد أنواع السمنة. في النهاية لا يسعنا إلا أن نقول أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء العديد من التجارب والدراسات السريرية لإثبات تأثير اللبتين في علاج السمنة.
اقرأ أيضاً: الهرمونات المسؤولة عن حرق الدهون وطرق تعزيز إفرازها
هل يمكن الحصول على هرمون اللبتين من المكملات الغذائية؟
إن هرمون اللبتين، كغيره من الهرمونات الأخرى، يتم هضمه وتكسيره في الجهاز الهضمي قبل أن يتم امتصاصه، لذلك فهو لا يصل إلى المجرى الدم. والجدير بالذكر أن معظم المكملات الغذائية تدعي الشركات المنتجة لها أنها تحتوي على اللبتين، هي في الواقع لا تحتوي على اللبتين وإنما تحتوي على عدد من العناصر والمكونات الأخرى التي تساهم في تحسين حساسية الجسم لهرمون اللبتين، أو تساهم في زيادة شعور الشبع لدى الفرد (مثل الألياف).
اقرأ أيضاً: كن ذكياً في اختيار المكملات الغذائية
Theodore Kelesidis et al. Narrative Review: The Role of Leptin in Human Physiology: Emerging Clinical Applications. Retrieved on the 25th of May, 2020, from:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2829242/
Katherine Kam. The Facts on Leptin: FAQ. Retrieved on the 25th of May, 2020, from:
https://www.webmd.com/diet/obesity/features/the-facts-on-leptin-faq#2
You and Your Hormones. Leptin. Retrieved on the 25th of May, 2020, from:
https://www.yourhormones.info/hormones/leptin/
Olivia M. Farr. Leptin applications in 2015: What have we learned about leptin and obesity?. Retrieved on the 25th of May, 2020, from:
سؤال من أنثى سنة 32
في هرمونات
ماهو علاج انخفاض هرمون البروجسترون ؟
محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي
أخبار ومقالات طبية
آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين
أحدث الفيديوهات الطبية
مصطلحات طبية مرتبطة بهرمونات
أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بهرمونات