الكانديدا | Candida

ما هو الكانديدا

تُعدّ الكانديدا (بالإنجليزية: Candida)، أو ما تُعرف باسم المبيضة، جنس من الفطريات أو الخمائر يتواجد بشكل طبيعي في مختلف أنحاء الجسم، فهو جزء لا يتجزأ من النبيت الطبيعي المتواجد في الجهاز الهضمي، والجلد، وغيرها من أجزاء الجسم الأخرى. تكون الكانديدا بيضاوية الشكل، ذات جدار خارجي رقيق، ويتراوح قطرها ما بين 4 - 6 ميكرومتر. [1][2]

وعلى الرغم من أنّ الكانديدا تتواجد بشكل طبيعي في جسم الإنسان، إلّا أنّها يُمكن أن تُسبّب العدوى لدى الفرد والتي يُمكن أن تتراوح شدّتها ما بين عدوى طفيفة تصيب سطح الجلد والأغشية المخاطية إلى عدوى غازية يُمكن أن تؤثر على مختلف أعضاء الجسم الداخلية. [1][2]

وفيما يلي سنقوم بمناقشة كل ما يخص الكانديدا، بما في ذلك أنواعها، وصفاتها، والأمراض التي يُمكن أن تنجم عنها.

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

ما هي أنواع الكانديدا؟

يضّم جنس الكانديدا على الأقل 15 نوع من الفطريات، وتُعدّ المبيضة البيضاء (بالإنجليزية: Candida Albicans)، إحدى أشهر هذه الأنواع، إذ أنّها تتواجد ضمن النبيت الطبيعي لدى 50% من سكان العالم. وتتم تسميها بهذا الاسم إشارةً إلى اللون الأبيض لهذه الكائنات الحية عند رؤيتها تحت المجهر. [1][2][3]

ومن أنواع الفطريات والخمائر التي يضّمها جنس الكانديدا ما يلي: [1][3][4]

• المبيضة الجرداء (بالإنجليزية: Candida Glabrata).
• المبيضة المدارية (بالإنجليزية: Candida Tropicalis).
• كانديدا غيليرموندي (بالإنجليزية: Candida Guilliermondii).
• كانديدا بارابسيلوسيس (بالإنجليزية: Candida Parapsilosis).
• كانديدا كروساي (بالإنجليزية: Candida Krusei)

أين تتواجد الكانديدا في الجسم؟

تُعدّ الكانديدا، وخاصةً المبيضة البيضاء، من أهم الميكروبات المتواجدة ضمن النبيت الطبيعي في جسم الإنسان، والتي يُمكن أن تتواجد في الأماكن التالية: [1][2][5]

• الأمعاء.
• الجلد، وخاصةً ثنايا الجلد المتواجدة في منطقة الإبط وحول منطقة العانة.
• الجهاز البولي التناسلي، وخاصةً في منطقة المهبل لدى الإناث.
• الفم والبلعوم.

هل تسبّب الكانديدا الأمراض دائمًا؟

إنّ تواجد الكانديدا في الجسم لا يرتبط دائمًا الأمراض، فكما ذكرنا سابقًا تُعدّ هذه الفطريات من أهم أنواع الميكروبات المتواجدة في النبيت الطبيعي الذي يولد به الإنسان، وتواجدها بكميات قليلة لن يرتبط بحدوث العدوى أو تطوّر الأعراض لدى الفرد. [3][5][6]

لكن، ونتيجةً لأسباب متعدّدة، يُمكن أن يحدث اضطراب في توازن النبيت الطبيعي، بما في ذلك توازن فطريات الكانديدا، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة أعدادها وتسبّبها بالعدوى في الجسم. [2][5]

ويُمكن أن تشمل العوامل التي يُمكن أن تجعل الكانديدا تُسبّب العدوى ما يلي: [3][4][5]

• المضادات الحيوية، فمن المُمكن أن تُسبّب هذه الأدوية القضاء على البكتيريا المفيدة التي بقاء نموّ الكانديدا تحت السيطرة.
• تثبيط المناعة، وذلك نتيجة تناول بعض أنواع الأدوية أو الإصابة ببعض الحالات الصحية، حيث تقل دفاعات الجسم ممّا تجعل الكانديدا تنتهِز الفرصة لتهاجم الجسم وتُسبب العدوى.
• العلاج الهرموني أو حبوب منع الحمل، حيث يعمل هرمون الإستروجين على نموّ الكانديدا عند النساء بشكل مفرط.
• الحمل، فمن المُمكن أن تؤدي زيادة مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون أثناء الحمل إلى تشجيع فرط نموّ المبيضة.
• مرض السكري الذي لا يتم التحكم فيه بشكل جيد، حيث يُمكن أن توفّر مستويات الجلوكوز المرتفعة الغذاء اللازم لنموّ الكانديدا. 

ما هي الأمراض الناجمة عن الكانديدا؟

تُسبّب الكانديدا عدّة أنواع من العدوى الانتهازية والتي يُمكن أن تكون عدوى سطحية تؤثر على الجلد والأغشية المخاطية المتواجدة في منطقة الفم أو المهبل، بينما في حالات أخرى تكون عدوى الكانديدا أكثر غزوًّا بحيث تؤثر على أعضاء الجسم الداخلية. [5]

وفيما يلي نذكر أنواع الأمراض التي يُمكن أن تُسبّبها الكانديدا:

• القلاع الفموي

إنّ مرض القلاع الفموي يحدث بسبّب فرط نموّ الكانديدا البيضاء في منطقة الفم، والتي يُمكن أن تنتشر أيضًا إلى اللوزتين والجزء الخلفي من الحلق. ويُمكن أن تشمل أعراض هذا المرض ما يلي: [5][6]

• بقع بيضاء في الفم والتي يُمكن أن تنزف عند لمسها.
• الإحساس بالحرقان أو الألم في الفم.
• احمرار داخل أو في زوايا الفم.
• فقدان حاسة التذوّق.
• شعور يشبه القطن داخل الفم.
• صعوبة في الأكل أو البلع.

ويجب التنويه إلى أنّه في حال تُركت عدوى الكانديدا في الفم دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى انتقال العدوى إلى الدم، وخاصةً عند الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. [6]

• التهاب المهبل الفطري

إنّ المبيضة البيضاء هي السبّب الأكثر شيوعًا لعدوى الخميرة في منطقة المهبل. ويُمكن أن تشمل أعراض عدوى الكانديدا التناسلية ما يلي: [5][6]

• الشعور بالحرقان أثناء ممارسة الجنس أو أثناء التبوّل.
• الشعور بالحكة أو الألم في المهبل.
• الاحمرار، أو التهيّج، أو التورّم حول المهبل.
• الإفرازات المهبلية غير الطبيعية والتي يُمكن أن تكون مائية أو سميكة وبيضاء.
• طفح جلدي حول المهبل.

كما يجدر التنويه إلى احتمالية تسبّب الكانديدا بعدوى في الأعضاء التناسلية للذكور، والتي تحدث غالبًا إذا كانت الشريكة مصابة بعدوى المبيضات المهبلية. ومن المُمكن أن تكون العدوى بدون أعراض، وفي حالات أخرى يُمكن أن تُسبّب طفح جلدي، والحكة، والشعور بالحرقان حول رأس القضيب. [6]

• عدوى الخميرة البولية

تُعتبر المبيضات السبّب الأكثر شيوعًا لالتهابات المسالك البولية الفطرية، ومن المُمكن تسبّب العدوى في الجزء السفلي من المسالك البولية، أو في بعض الحالات يمكن أن تنتقل إلى الأعلى نحو الكلى. [6]

لا يعاني العديد من الأفراد المصابين بالتهاب المسالك البولية الناتج عن فطريات المبيضات من أي أعراض. ​​وإذا ظهرت الأعراض، فيُمكن أن تشمل: [6]

• زيادة الحاجة للتبوّل.
• إحساس مؤلم أو حارق عند التبوّل.
• ألم في البطن أو الحوض.
• دم في البول.

• داء المبيضات الجلدي

تميل هذه العدوى إلى الحدوث في المناطق التي يكون فيها الجلد دافئًا ورطبًا، مثل: الفخذ، والإبطين، وبين طيات الجلد، وتحت الثديين، وبين أصابع القدمين واليدين، وفي المنطقة التناسلية لدى الأطفال الذين يرتدون الحفاضات. [2][5][6]

ويُمكن أن تتضمن أعراض عدوى الكانديدا في الجلد ما يلي: [5][6]

• آفات حمراء اللون ومتقشرة.
• نتوءات وحبوب مملوءة بالماء.
• بقع بيضاء على الجلد.

كما يُمكن أن تؤدي عدوى الكانديدا في الأظافر إلى تغيّر لون الإظفر المصاب وزيادة سمكه، ومن المُمكن أن ينفصل الإظفر عن مكانه. [5]

• عدوى الكانديدا الغازية

وهي من أشدّ أنواع العدوى التي تحدث بسبّب الكانديدا، حيث أنّها تصل إلى الدم، ومن المُمكن أيضًا تنتشر العدوى إلى مختلف أعضاء الجسم، بما في ذلك: [3][5]

• القلب.
• الدماغ.
• العينين.
• العظام.
• الطحال.
• الكبد.

تختلف أعراض عدوى الكانديدا الغازية على أعضاء الجسم المتأثرة بالمرض، أي ما إن كانت لا تزال في الدم فقط أم أنّها انتشرت إلى أعضاء الجسم. وفيما يلي نذكر بعضًا منها: [3][4][6]

• عدوى الكانديدا في الدم، تُسبّب الحمّى، والفشل الكلوي، والصدمة.
• عدوى الكانديدا في القلب، والتي يُمكن أن تُسبّب الحمّى، والسعال، وصعوبة التنفس، وآلام في مختلف أنحاء الجسم، وخاصةً الأطراف السفلية.
• عدوى الكانديدا في العين، حيث يُمكن أن تؤثر على إحدى العينين أو كلاهما، وتؤدي إلى حدوث التهاب في العين وخروج القيح منها.
• عدوى الكانديدا في الدماغ، وتتضمّن أعراضها المعاناة من الصداع، وتصلب الرقبة، والحمّى، والغثيان، والقيء، والحساسية تجاه الضوء، والارتباك.
• عدوى الكانديدا داخل البطن، حيث أنّها تُسبّب ألم أو انتفاخ في البطن، والحمّى، والغثيان، والقيء، والشعور بالتعب أو الإرهاق، والإسهال، وانخفاض الشهية.

نصيحة الطبي

تُعدّ الكانديدا جزءًا لا يتجزأ عن النبيت الطبيعي في جسم الإنسان. إلّا أنّها في بعض الأحيان يُمكن أن تُسبّب العدوى وذلك نتيجةً لوجود عامل أو سبّب يؤدي إلى فرط نموّ هذه الفطريات في الجسم.

وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع لمناقشة كل ما يخص الكانديدا والأمراض الناجمة عنها.