استئصال الغضروف المفصلي | Meniscectomy

ما هو استئصال الغضروف المفصلي

• استئصال الغُضروف المِفصلي هو الاستئصال الجِراحي لكلّ أو جزء من الغُضروف المِفصلي المُمزَّق، وتمزُّق الغُضروف المِفصلي هو إصابةٌ مُشتركةٌ في الرّكبة، وقد تحدث إمّا بسبب الإصابات المُؤلمة وغالباً ما ترتبط بتمزُّق الرِّباط الصّليبي الأمامي، أو بشكلٍ عفوي نتيجةً للضّعف الهيكلي بسبب التّقدم في العمر والتّآكل.
• يبلغ مُعدّل الإصابات السّنويّة حوالي 66 إصابة من بين كلِّ 100000 شخصٍ، وتبلغ الإصابات التي تحدث مع تمزُّق الرِّباط الصّليبي الأمامي حوالي 35٪، ونحو 35٪ من جميع الإصابات الضّامة التي يتمُّ تشخيصها في مراحلَ مُتأخِّرةٍ تتمُّ معالجتُها جراحيّاً، ولا تتطلّب جميع الإصابات العِلاج الجِراحي، فالتّمزُّقات الصّغيرة من 1 سم، والتّمزُّقات الرأسيّة المُستقرَّة والمُحيطيّة، وكذلك التّمزُّقات الطّوليّة غير المُكتملة، جميعُها لديها ميولٌ جيّدٌ نحوَ الشّفاء العَفوي. كما أنَّ التّمزُّقات الصّغيرة وحتى تمزُّقات الجُذور الموضعيّة في القرن الخلفي من الهلال الجانبيّة أظهرت أيضاً نتائجَ جيّدةً على المدى الطّويل مع العلاج المُحافَظ.
• وسيقوم الجرّاحون الذين يُجرون عمليّات استئصال الغُضروف المِفصلي (جرّاحي العِظام) باتّخاذ قراراتٍ جراحيّةٍ تعتمد على قُدرةِ الغُضروف المِفصلي على الشّفاء بالإضافة إلى العمر والصّحة ومُستوى النّشاط البدني.

دوافع إجراء عملية استئصال المِفصل الغُضروفي:

تعتمد مُؤشِّرات العمليّة الجِراحيّة على الأعراض السّريريّة ودرجة الإصابة. ويجبُ أن تلعبَ العوامل الأخرى دوراً في ذلك، مثل:

• السّن.
• مُحاذاة الأطراف السُّفليّة.
• الغُضروف المُصاحب.
• إصابة الرِّباط.

ومن المُحتمل أن يقترحَ الطبيب العِلاجَ الذي يَعتقد أنّه سيعمل بشكلٍ أفضل من أجل المريضِ بناءً على مكان التّمزُّق ونمط التّمزُّق وكم هو كبير، وقد يُؤثِّر العُمر والصّحة العامّة ومُستوى النّشاط أيضاً على خيارات العِلاج. وفي بعض الحالات، يقوم الجرّاح باتّخاذ القرار النّهائي أثناء الجِراحة، عندما يرى مدى تحمُّل الغُضروف المِفصلي، ومِقدار وحجم التّمزُّق.

إذا كان التّمزُّق صغير على الحافّة الخارجيّة للغُضروف الهِلالي (فيما يسميه الأطباء المنطقة الحمراء)، فقد يكون الخيار المُناسب للمريض هو العِلاج المنزلي. وغالباً ما تشفى هذه التّمزُّقات بالتزام الرّاحة. أمّا إذا كان التّمزُّق مُعتدلاً إلى كبيراً على الحافّة الخارجيّة من الغُضروف المِفصلي (المنطقة الحمراء)، قد يُقدَّم مُقترَح خيار الجِراحة، وهذه الأنواع من التّمزُّقات تميل للشّفاء جيّداً بعد الجراحة.

موانع إجراء استئصال الغُضروف المفصلي:

إذا كان التّمزُّق ينتقل من المنطقة الحمراء إلى الثلثين الداخليين من الهلالة (يسمى المنطقة البيضاء)، فإنّ القرار سيكون أصعب، وخيار إجراء جراحةٍ لإصلاح هذه الأنواع من التّمزُّقات قد لا تعمل.
وإذا كان التّمزُّق في المنطقة البيضاء من الغُضروف المفصلي، فإنّ جراحة الإصلاح لا تتمُّ عادةً؛ لأنّ الغُضروف قد لا يلتئم، لكن يُمكن استئصال الغُضروف المفصلي جزئيّاً إذا تسبّبت الأجزاء المُمزَّقة من الغُضروف المفصلي بألمٍ وتورّمٍ.

طريقة إجراء استئصال الغُضروف المفصلي:

• يقوم جرّاحو العِظام عادةً بإجراء جراحةِ الغُضروف المفصلي مع تنظير المفصل، وهو إجراءٌ يُستخدم لفحص وإصلاح داخل المفصل. يتمُّ إدخال أنبوبٍ رفيعٍ (مِنظار المفصل) يحتوي على كاميرا وإضاءة من خلال شقوقٍ صغيرةٍ بالقرُبِ من المفصل، ويتمُّ إدخال الأدوات الجراحيّة من خلال شقوقٍ صغيرةٍ أُخرى. الجراحة التّنظيريّة قد تحدُّ من تلف الرّكبة على عكس الجراحة المفتوحة، وقد تُعزِّزُ التّعافي الكامل، لكنّ بعض التّمزُّقات قد تتطلّبُ جراحةً مفتوحةً في الرّكبة.
• وفي استئصال الغُضروف المفصلي الكُلِّي، يتمُّ إزالة الغُضروف بالكامل. أمّا في الاستئصال الجُزئي، يُزيلُ الجرّاح أقلّ قدرٍ مُمكنٍ من الغُضروف الهلالي. وتتمُّ إزالة الشّظايا الهزيلة غير المستقرّة، ويتمُّ تسوية حوّافِ الغُضروف الهلاليّة المُتبقية حتى لا تكونَ هناكَ نهاياتٌ بارزةٌ.
• عادةً، تتمُّ العمليّة تحت التّخدير العام لعمليّة استئصالٍ، وعادةً يتمُّ الاستئصال الجُزئي بالمِنظار في مركزٍ جراحيٍّ خارجيّ.

ما بعدَ الجِراحة أو إعادة التّأهيل:

• إعادة التّأهيل تختلف باختلاف الإصابة ونوع الجِراحة، وخيارات المريض، والطبيب الخاصّ بجراحة العِظام، وعمركَ، وحالتكَ الصحيّة، وأنشطتكَ. وتختلف أيضاً الفترات الزّمنيّة، ولكن عادةً ما يتبعُ جراحة استئصال الغُضروف المفصلي فترةً من الرّاحة والمشي والتّمارين المُختارة. مُعظم الأشخاص الذين لديهم استئصال بالمِنظار يُمكن أن يتحمّلَ وزناً بعد يومٍ أو يومين من الجِراحة ويُمكنهم العودة إلى النّشاط الكامل في غضونِ أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد أن يكونَ النِّطاق الكامل للحركة بدون ألمٍ مُمكناً، ويُمكن للمريض العودة إلى مُستوى نشاطه السّابق.
• يعتمد الجدول الزّمني للعودة إلى المشي والقِيادة والأنشطة التي تتطلّب الكثير من الجهد على نوعِ الجِراحة ونطاقِها ونجاح المريض في تخطّي هذه المرحلة
• إذا كان تمزُّق الغُضروف يُسبِّب ألماً أو تورُّماً، فربما يعني ذلك أنّه يجبُ إزالة الأجزاء المُمزّقة من الغُضروف المفصلي، وتسوية الحوافّ جراحيّاً لجعل السلسة السُّفليّة الباقية ناعمةً. سيُحاول جرّاح تقويم العِظام الحِفاظ على أكبرِ قدرٍ مُمكنٍ من النّسيج المفصلي لمنع انحطاط الرّكبة على المدى الطّويل، ويُسمح للمريض بمُمارسةِ الأنشطة الكاملة.

النّتائج حسب نوع الاستئصال:

• تُؤدِّي إزالة الغُضروف المفصلي بالكامل إلى تقليل بعض الأعراض، لكنَّ فُقدان الغُضروف المفصلي يُقلِّل من توسيد واستقرار المفصل. مُعظم النّاس، لا سيما إذا كانوا صغاراً أو نشيطين، غير راضين عن استئصال الغُضروف المفصلي الكُلّي، و هو السّبب في محاولة الجرّاحين إزالةَ أقلِّ قدرٍ مُمكنٍ من الغُضروف.
• وقد أظهرت الدِّراسات على استئصال الغُضروف المفصلي الجُزئي أنّ 78 ٪ إلى 88 ٪ من النّاس لديهم نتائج جيّدة من استئصال الغُضروف المفصلي الجُزئي، وهذا يعني أن 78 إلى 88 شخصاً من بين 100 شخص ممّن خضعوا لهذه الجِراحة قد انخفضت لديهم الأعراض، وأصبحوا قادرين على العودةِ إلى مُعظمِ أنشطتِهم أو جميعِها.

المخاطر:

• استئصال الغُضروف المفصلي بشكلٍ عام جيّد التّحمل ولا يُسبِّبُ عادةً مُضاعفاتٍ، ولكن هُناكَ خطرٌ من إتلاف الأعصاب أثناء الجِراحة.
• وهناكَ علاقةٌ مُباشِرةٌ بين كميّة النّسيج الغُضروفي الذي يتمُّ استئصاله جراحيّاً وتوزيع الحِمْل عبرَ الرّكبة، فإذا تمّت إزالة المزيد من الأنسجة، فإنّ الرّكبة ستصبح أقلّ قُدرةً على تحمُّل الحِمْل أو المشي أو النّشاطات الأُخرى، مع توزيعٍ غير متساوٍ للأحمال، وقد يحدث انحطاط مفصل الرّكبة بوتيرةٍ أسرع ممّا قد يحدث مع وجود غُضروفٍ سليمٍ.
• وكما هو معروف، ففي أيِّ عمليّةٍ جِراحيّةٍ هناكَ خطر العدوى أو النّزيف، وهُناكَ مخاطرٌ مع التّخدير العام.