الخصية المعلقة | Undescended Testicle

الخصية المعلقة

ما هو الخصية المعلقة

إنّ الخصية المعلقة (بالإنجليزية: Undescending Testicle or Cryptorchidism) هي حالة يُصاب بها بعض المواليد الذكور والتي تتمثّل ببقاء إحدى الخصيتين أو كلتاهما في منطقة أسفل البطن بدلًا من نزولهما إلى كيس الصفن أو ما يُعرف بوعاء الخصيتين. إذ أنّه من الطبيعي أن تتحرك الخصيتين من منطقة البطن إلى كيس الصفن قبل الولادة بحوالي شهرين. [1][2]

تُعرف هذه الحالة بعدّة أسماء أخرى، بما في ذلك الخصية الهاجرة أو الخصية غير النازلة، أو الخصية الخفية، أو الخصية المنكمشة. ومن المُمكن أن تؤثر هذه الحالة على إحدى الخصيتين أو كلاهما. [1]

يُمكن أن يحدث نزول الخصيتين المعلقتين إلى كيس الصفن بعد قرابة  3 - 6 أشهر من الولادة من تلقاء نفسهما، وفي حال لم يحدث ذلك سيتم اللجوء إلى التدّخل الجراحي من أجل علاج المشكلة ومنع ظهور المضاعفات. [1][2]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

نسبة الإصابة بالخصية المعلقة

تحدث الإصابة بالخصية المعلقة لدى طفل واحد من أصل 25 طفلًا ذكر مولود، وتكثُر الإصابة بالخصية الهاجرة بين الأطفال الذين يولدون قبل الوقت المتوقّع لولادتهم إذ أنّها تحدث لدى 21 طفل من أصل 100 طفل مولود قبل أوانه، بينما لا تتجاوز احتمالية الإصابة بها نسبة 3 - 5% لدى الأطفال الذين تم ولادتهم بالوقت المحدد. [2][3][4]

كما أنّ نسبة تأثير هذه الحالة على كلا الخصيتين لدى 10 فقط من أصل 100 طفل يعانون من عدم نزول الخصية. [3]

إنّ السبّب الرئيس وراء ظهور الخصية المعلقة غير معروف حتى الآن. لكن هناك عدّة عوامل محتملة يُمكن أن يكون لها دور في زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة، ومن هذه العوامل: [1][2][4][5]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالخصية غير النازلة.
  • العوامل البيئية، أهمّها التعرّض للمبيدات الحشرية أو التدخين السلبي.
  • الولادة المبكرة، أي ولادة الطفل قبل الأسبوع 37، وهي أحد أهم أسباب ظهور الخصية الهاجرة.
  • وجود الأنسجة الليفية أو العضلات غير قابلة للتمدّد في منطقة الأربية (بالإنجليزية: Groin).
  • عدم تشكّل الخصية قبل الولادة أو انكماشها بسبّب التفاف أو انسداد في الأوعية الدموية المغذية لها.
  • وزن الطفل قليل عند الولادة.
  • إصابة الطفل بمتلازمة داون.
  • إصابة الأم بالسكري من النوع الأول، أو من النوع الثاني، أو سكري الحمل.
  • شُرب الأم للكحول أو التدخين خلال فترة الحمل.
  • معاناة الأم من السمنة.

في أغلب الحالات، لا يُرافق الإصابة بالخصية المعلقة الشعور بالألم أو ظهور أية أعراض مرضية أخرى، كما أنّ هذه الحالة لا تؤثر سلبًا على عملية التبوّل. لكن، سيُلاحظ فقط بأنّ كيس الصفن فارغ لدى الطفل الذي يعاني من الخصية الهاجرة. [3][6]

كما يُمكن أن تتم ملاحظة صغر حجم كيس الصفن وظهوره بمظهر مسطّح في حال عدم نزول كلتا الخصيتين فيه، أما في حال نزول أحدهما سيبدو كيس الصفن بمظهر غير متوازن. [5][7]

لكن يجب التنويه إلى أنّه في بعض الحالات يُمكن أن تتحرك الخصية إلى الأعلى عند شعور الطفل بالبرد أو الخوف ومن ثم تعود إلى الأسفل من تلقاء نفسها، أي ستبدو الخصية موجودة أحيانًا داخل كيس الصفن وفي أحيانٍ أخرى لن تكون متواجدة بداخله، وهي حالة طبيعة تسمى بالخصية النطاطة (بالإنجليزية: Retractile Testicle) ولا تتطلب أي علاج. [5][7]

تُعدّ حالة الخصية النطاطة مختلفة كليًا عن الخصية المعلقة، والفرق هو أنّ الخصية المعلقة تبقى في الأعلى ولا تتحرك لأسفل وأعلى. [5]

يتم تشخيص الخصية المهاجرة خلال الفحص السريري الذي يتم للمولود عند ولادته أو خلال الزيارات الدورية للطبيب التي تتم في الأسبوع 6 - 8 بعد الولادة، إذ يُمكن أن يلاحظ الطبيب عدم وجود إحدى الخصيتين أو كلاهما داخل كيس الصفن. ومن ثم سيقوم الطبيب بتحسّس وجود الخصية في منطقة أسفل البطن. [1][2][3]

إلّا أنّه قد يصعُب على الطبيب ذلك في حال كانت الخصية صغيرة الحجم أو غير موجودة كليًا لدى الطفل، وهنا لا بدّ من الاستعانة ببعض الفحوصات التشخيصية للكشف عن وجود الخصية داخل منطقة البطن، ومن هذه الفحوصات ما يلي: [1][3][4]

  • الأشعة السينية.
  • الموجات فوق صوتية.
  • الأشعة المقطعيّة.
  • الرنين المغناطيسي باستخدام صبغة التباين.
  • تنظير منطقة البطن.

غالبًا ما تنزل الخصية المعلقة إلى داخل كيس الصفن دون أي تدّخل علاجي خلال 3 - 6 أشهر بعد الولادة، لهذا سيتعيّن على الوالدين الانتظار ومراقبة وضع الخصية لدى طفلهم خلال زياراته الروتينية للطبيب. وسوف يتم اللجوء إلى إحدى الطرق المخصّصة لعلاج الخصية الهاجرة في حال عدم نزولها بعد 6 أشهر من الولادة. [1][2]

تُعدّ عملية تثبيت الخصية (بالإنجليزية: Orchiopexy) أكثر الطرق شيوعًا ونجاحًا لعلاج الخصية المعلقة، إذ أنّها تتمتع بنسبة نجاح تصل إلى 98%، والتي يُنصح بإجرائها بين عمر 6 - 12 شهرًا من الولادة، حيث سيتم خلال هذه العملية إتاحة المساحة الكافية للخصية للنزول والاستقرار في كيس الصفن. [3][5]

كما يُمكن أن يتم إعطاء الطفل حقن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية لتحفيز نزول الخصية إلى في كيس الصفن إضافة لتحفيز افراز هرمون التستوستيرون. إلّا أنّها طريقة أقل فعالية من الجراحة، إذ أنّ نسب نجاحها لا تتعدّى 20% كما يُمكن أن تسبّب بحدوث البلوغ المبكّر. [1][4]

ويجب التنويه هنا إلى أنّ عدم علاج الخصية الهاجرة قبل مرحلة البلوغ يزيد من احتمالية لجوء الطبيب إلى إزالة الخصية أو كلتاهما حسب الحالة، لذا يُنصح بمباشرة العلاج بأسرع وقت لضمان التوصل لنتائج إيجابية. [1]

عملية الخصية المعلقة

يتم تحديد الوقت الأنسب للقيام بالإجراءات الجراحية لعلاج الخصية المعلقة حسب العوامل التالية: [3]

  • عمر الطفل.
  • الوضع الصحي للطفل وتاريخه المرضي.
  • تحمّل الطفل التخدير العام.
  • الهدف المرجو من إجراء العملية.

تتضمّن عملية الخصية المعلقة إجراء شق صغير في منطقة الأربية وصولًا الخصيتين، ومن ثم يتم إجراء شق صغير آخر بالقرب من كيس الصفن لإنزال الخصيتين إلى مكانهما الصحيح. وفي بعض الحالات، اعتمادًا على موقع الخصيتين، يُمكن أن يتم إجراء العملية الجراحية بالكامل من خلال شق واحد في كيس الصفن. [1]

وفي حال لم يتمكن الطبيب من تحسس وجود الخصية في أعلى منطقة البطن، يُمكن الاستعانة بتنظير البطن لتحديد موقع الخصية داخل البطن ومن ثم إعادتها إلى مكانها الصحيح داخل كيس الصفن، حيث سيقوم بإجراء شق صغير جدًا في منطقة أسفل البطن يتم من خلاله إدخال كاميرا والأدوات الأخرى اللازمة لإجراء العملية. [3][4][7]

وفي بعض الحالات يُمكن أن يقوم الطبيب بإجراء جراحة لإزالة للتخلص من الأنسجة أو العضلات الزائدة في منطقة الأربية ممّا يتيح نزول الخصية إلى كيس الصفن، إضافةً لذلك، يُمكن أن يحتاج بعض المرضى لإجراء عملية تمديد للرباط الحامل للخصية الأمر الذي يساعد على نزول الخصية إلى مكانها الصحيح. [1]

كما نؤكد على أنّ عملية الخصية الهاجرة يتم إجراؤها تحت تأثير تخدير كامل داخل وحدة العمليات اليومية. وقد تستغرق العملية مدة 45 - 60 دقيقة ومن المُمكن للطفل مغادرة المستشفى في نفس يوم إجراء العملية. وعادةً ما يستعيد الطفل صحته بعد مرور أسبوع من العملية. [2][3][5]

يُمكن أن يشعر الطفل بعدم راحة أو ألم خلال 24 ساعة من إجراء العملية. ويُنصح بالتقيّد بالنقاط التالية لتسريع التعافي بعد الخضوع للعملية: [2][4][7]

  • تناول مسكنات الألم التي تم وصفها من الطبيب لمدة يومين بعد العملية. 
  • اشغال الطفل بالأنشطة لتشتيت تركيزه عن الألم الذي قد يشعر به.
  • إعطاء الطفل كميات وفيرة من السوائل.
  • ارتداء الطفل ملابس قطنية فضفاضة ولا مانع لإلباس الطفل الحفاظة.
  • منع الطفل من ركوب الدراجة الهوائية أو أحد الألعاب المشابهة لمدة 2 - 4 أسابيع بعد إجراء العملية. 
  • التقيّد بتعليمات الطبيب بما يتعلق بالاستحمام.
  • الحفاظ على تعقيم وجفاف المنطقة.
  • إعطاء الطفل إجازة أسبوع عن المدرسة إذا كان الطفل في عمر كبير.
  • مراجعة الطبيب سنويًا بشكل روتيني.

إضافةً لذلك نؤكد على ضرورة إرشاد الطفل الذي وُلد بخصية معلقة إلى إجراء الفحص الشهري الذاتي للخصية عند وصوله إلى مرحلة البلوغ حتى بعد إجراء العملية للتأكد من وجودها في كيس الصفن، إضافةً إلى الالتزام بمراجعة الطبيب دوريًا. [3]

ويجب التواصل فورًا مع الطبيب في حال ظهور أي من العلامات التالية: [2]

  • استمرار شعور الطفل بالألم بالرغم من إعطائه المسكنات الموصوفة من قبل الطبيب.
  • ارتفاع درجة حرارة الطفل والشعور بقشعريرة.
  • احمرار أو التهاب المنطقة المعالجة أو ارتفاع درجة حرارة المنطقة مقارنةً بباقي الجسم.
  • خروج قيح أو سوائل من المنطقة المعالجة.

يُرافق ظهور الخصية الهاجرة عددًا من المضاعفات، خصوصًا في حال عدم علاجها، وتتضمّن أهم هذه المضاعفات ما يلي: [1][3][5][6]

  • تراجع الخصوبة، حيث يؤدي عدم علاج الخصية المعلقة بالتأثير سلبًا على الخصوبة، فبما أنّ إنتاج الحيوانات المنوية يتطلب درجة حرارة أقل ببضع درجات من درجة حرارة الجسم، فإنّ تواجد الخصية داخل البطن لن يتيح توفّر درجة الحرارة المناسبة لإنتاج الحيوانات المنوية.
  • تضرر الخصية، إذ يُسبّب تواجد الخصية داخل الجسم إلى ارتفاع درجة حرارتها، ممّا يؤدي إلى تلفها وتضررها.
  • سرطان الخصية، تُسبب هذه الحالة في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الخصية بمقدار 5 - 10 أضعاف مقارنةً بالأشخاص المعافين حتى لو تم علاجها.
  • نقص مستويات هرمون التيستوستيرون.
  • التواء الخصية، تتمثّل هذه الحالة بالتواء الحبل المسؤول عن نقل السائل المنوي إلى القضيب وقد تؤدي إلى انقطاع الدم الواصل إلى الخصية.
  • الفتق الإربي.

ويجب الإشارة إلى أنّ الخصوبة تتراجع في حال إصابة كلتا الخصيتين أما في حال إصابة إحداهما فلا داعي للقلق بما يتعلق بالخصوبة. [7]

يُعدّ سير المرض جيد جدًا، فمن المُمكن أن تعود الخصية إلى مكانها الصحيح من تلقاء نفسها، وفي حال احتاج الطفل للعلاج الجراحي فإنّ نسبة نجاح هذا العلاج مرتفعة. لكن يجب دائمًا الحرص على تقديم العلاج، في حال احتاج الطفل إليه، في أقرب وقتٍ ممكن، حيث أنّ التأخّر في تلقي العلاج يُمكن أن يزيد من خطر تطوّر المضاعفات. [1][2]

[1] Rachel Nall. Undescended Testicle. Retrieved on the 17th of May, 2024. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[2] National Health Services (NHS). Undescended Testicles. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[3] Urologyhealth.org. What Are Undescended Testicles (Cryptorchidism)? Retrieved on the 19th of September, 2024.

[4] Hopkinsmedicine.org. Undescended Testicle. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[5] WebMD.com. What Is an Undescended Testicle? Retrieved on the 19th of September, 2024.

[6] Betterhealth.vic.gov.au. Undescended Testicles. Retrieved on the 19th of September, 2024.

[7] Childrenshospital.org. What is an Undescended Testicle? Retrieved on the 19th of September, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الأطفال

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض الأطفال

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض الأطفال