سرطان البلعوم الأنفي | Nasopharyngeal cancer

سرطان البلعوم الأنفي

ما هو سرطان البلعوم الأنفي

سرطان البلعوم الأنفي (Nasopharyngeal cancer) هو نوع من السرطان يُصيب الجزء العلوي من الحلق، والذي يربط بين الجزء الخلفي من الأنف والجزء الخلفي من الفم ويُعرف باسم البلعوم الأنفي. [1]

ولا يمكن رؤية البلعوم الأنفي بشكل مباشر عند النظر بالمرآة، ولكنه يقع فوق المنطقة الطرية في الجزء الخلفي من سقف الفم (الحنك الرخو) و"اللهاة"، ويعمل كممر للهواء، فعندما نتنفس من خلال الأنف، يمر الهواء عبر الأنف والبلعوم الأنفي إلى الحلق، ومن ثم إلى الرئتين. [1]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

ومن الحقائق السريعة عن سرطان البلعوم الأنفي:[2][3]

  • ليس من الصحيح تسميته بسرطان الحلق؛ لأن هذا المصطلح عام ويشير إلى أي سرطان يصيب أجزاء مختلفة من الحلق، مثل سرطان الحنجرة.
  • يُعتبر نوع شرس من السرطان، وهذا يعني أنه ينمو وينتشر بسرعة كبيرة، لكن مع الاكتشاف المبكر، تزداد فرص الشفاء بشكل كبير.
  • يُعد سرطان البلعوم الأنفي من السرطانات النادرة نسبيًا، حيث لا تتجاوز نسبة الإصابة به حالة واحدة لكل 100,000 شخص سنويًا في معظم أنحاء العالم.
  • يُعد شائع أكثر في جنوب آسيا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، والمناطق القطبية الشمالية، ففي بعض مناطق الصين تصل النسبة إلى 25-30 حالة لكل 100,000 رجل، و15-20 حالة لكل 100,000 امرأة.

أنواع سرطان البلعوم الأنفي

يتكون البلعوم الأنفي من عدة أنسجة تحتوي على أنواع مختلفة من الخلايا، وكل منها له خصائص مميزة عند فحصه تحت المجهر، لذلك تُصنّف أنواع سرطان البلعوم الأنفي حسب نوع الخلايا المتأثرة، وتتضمن أنواع سرطان البلعوم الأنفي الشائعة: [1][4]

  • سرطان الخلايا الحرشفية المتقرنة (Keratinizing Squamous Cell Carcinoma):

وهو سرطانٌ يُصيب الأنسجة المبطنة للبلعوم الأنفي، والتي تُغطيها الكيراتين، وهو البروتين الموجود في الشعر وال

  • سرطان الخلايا الحرشفية غير المتقرنة (Non-Keratinizing Carcinoma):

والذي قد يكون متمايز (Differentiated) أو غير متمايز (Undifferentiated)، وغالبًا ما يرتبط بفيروس إبشتاين-بار (EBV).

  • سرطان الخلايا الحرشفية القاعدية (Basaloid Squamous Cell Carcinoma):

وهو نوع نادر، ولكنه شرس (أي ينمو وينتشر بسرعة). 

كما توجد أنواع أخرى أقل شيوعًا من سرطان البلعوم الأنفي، مثل: [4]

  • الأورام اللمفاوية.
  • الساركوما.
  • الميلانوما.
  • ورم البلعوم الأنفي الحميد (غير سرطاني)، ولكنه نادر نسبيًا، ويظهر غالبًا لدى الأطفال والشباب.

كما هو الحال مع معظم السرطانات، لا يُعرف سبب إصابة البعض بسرطان البلعوم الأنفي، ولكن تبيّن أن بعض العوامل قد تزيد من فرص الإصابة به، مثل: [1][6]

  • العدوى بفيروس إبشتاين-بار (EBV).
  • العيش في بعض أجزاء من آسيا، شمال إفريقيا والمناطق القطبية الشمالية، أو أن يكون الشخص ذو أصولٍ من هذه المناطق.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البلعوم الأنفي.
  • التدخين أو التعرض للتدخين السلبي (غير المباشر).
  • الاستخدام المتكرر والمفرط للكحول.
  • النظام الغذائي الغني بالأسماك واللحوم المُعالجة والغنية بالأملاح، فقد تحتوي هذه الأطعمة على مواد كيميائية مسببة للسرطان مثل النتروزامين (Nitrosamine).
  • الجنس، حيث يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان البلعوم الأنفي مقارنة بالنساء.
  • العمر، فمع أنّ سرطان البلعوم الأنفي قد يحدث في أي عمر، ولكن في المناطق التي تكون فيها معدلات الإصابة منخفضة غالبًا ما يُشخّص المرض لدى الأشخاص فوق سن 50، أما في المناطق عالية الخطورة، فيكون الشباب أكثر عرضة للإصابة.
  • بعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري HPV، وخاصة النوع 16، قد يكون مرتبطًا بسرطان البلعوم الأنفي في بعض الحالات النادرة.

ولكن وجود عوامل الخطر السابقة لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي، فهو يُصيب بعض الأشخاص وإن لم يكن لديهم أيٌ منها، كما قد يكون لدى الشخص أكثر من عامل دون أن يُصاب بالسرطان أيضًا. [6]

تتضمن الأعراض الشائعة لسرطان البلعوم الأنفي ما يأتي: [2][5]

  • ظهور كتلة في الرقبة؛ بسبب تورم الغدد الليمفاوية، واستمرارها لأكثر من 3 أسابيع.
  • ضعف السمع، خاصةً في أذن واحدة فقط.
  • طنين مستمر في الأذن.
  • احتقان أو انسداد في الأنف (غالبًا في جهة واحدة).
  • نزيف الأنف المتكرر.
  • التهابات الأذن المتكررة.
  • صعوبة فتح الفم بشكلٍ كامل.
  • صعوبة البلع، التنفس أو الكلام.
  • صداع متكرر.
  • مشاكل في الرؤية، مثل الرؤية المزدوجة أو الغباش.

ومن المحتمل أن تظهر هذه الأعراض لأسباب أخرى لا علاقة لها بسرطان البلعوم الأنفي، لكن يجب مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن إذا استمرت لأكثر من 3 أسابيع دون تحسن. [2][5]

يجب مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض تشير إلى سرطان البلعوم الأنفي؛ ليُحدد الطبيب ما إذا كانت هذه الأعراض فعلًا ناتجة عن السرطان أم عن حالة صحية أخرى، ويبدأ الطبيب بفحص الفم والحلق والرقبة جيدًا؛ بحثًا عن أي كتل أو علامات مشبوهة، ثم يطلب إجراء مجموعة من الفحوصات، منها: [6]

التنظير الأنفي مع أخذ خزعة

يُدخل الطبيب منظارًا مرنًا ورفيعًا مزودًا بإضاءة وكاميرا في الأنف للوصول إلى الجزء الخلفي من الحلق، وفحصه جيدًا، وعادةً ما يأخذ خزعة من الأنسجة في نفس الوقت؛ لفحصها تحت المجهر بحثًا عن أي خلايا سرطانية. [6]

الفحوصات التصويرية

تُساعد هذه الفحوصات على إعطاء صورة مفصلة حول موقع الورم، وشكله، وما إن كان قد انتشر إلى مناطق أخرى، وهي تتضمن: [6]

  • الصورة الطبقية (CT).
  • الرنين المغناطيسي (MRI).
  • أو الصورة النووية (PET) لوحدها أو أو مع الصورة الطبقية (PET-CT).

فحص فيروس إبشتاين-بار (EBV)

وهو فحص دم يحدد وجود الأجسام المضادة أو الحمض النووي (DNA) المرتبط بعدوى فيروس EBV؛ نظرًا لأنه يرتبط بالإصابة بسرطان البلعوم الأنفي، وفي حالات نادرة، قد يُطلب فحص فيروس HPV أيضًا، خاصة إذا كان نتيجة فحص EBV سلبية. [6]

فحص السمع

يُقيم الفحص قدرة المريض على سماع الأصوات بمستويات مختلفة من القوة والتردد، ويُجرى لكل أذن على حدة، خاصة أن سرطان البلعوم الأنفي وعلاجه قد يؤثران في السمع. [6]

فحوصات أخرى

مثل فحوصات تعداد الدم الشامل وتحليل كيمياء الدم، والتي تقيم صحة الفرد العامة، وما إن كان يعاني من مضاعفات متعلقة بالسرطان، مثل فقر الدم أو نقص الصفائح الدموية، كما يتم قياس مستويات مواد معينة قد تشير إلى وجود خلل في الأعضاء أو الأنسجة التي انتشر إليها السرطان. [6]

مراحل سرطان البلعوم الأنفي

بناءً على نتائج الفحوصات، تُحدد مراحل سرطان البلعوم الأنفي على حسب موقعه ومدى انتشار الخلايا السرطانية، مما يساعد الأطباء على تحديد العلاج الأنسب حسب مرحلة السرطان، وتتضمن هذه المراحل: [1]

  • المرحلة صفر (0) من سرطان البلعوم الأنفي: 

يقتصر السرطان على الطبقة العلوية من الخلايا داخل البلعوم الأنفي فقط.

  • المرحلة الأولى من سرطان البلعوم الأنفي:

انتشر الورم إلى الأنسجة المجاورة، مثل الجزء الخلفي من الحلق أو تجويف الأنف.

  • المرحلة الثانية من سرطان البلعوم الأنفي: 

انتشر السرطان إلى عقدة أو أكثر من العقد الليمفاوية، وذلك على جانب واحد من الرقبة.

  • المرحلة الثالثة من سرطان البلعوم الأنفي: 

انتشر السرطان إلى العقد الليمفاوية على جانبي الرقبة.

  • المرحلة الرابعة من سرطان البلعوم الأنفي: 

انتشر الورم إلى مناطق، مثل الجمجمة، أو العين، أو الأعصاب، أو الغدد اللعابية، أو الجزء السفلي من الحلق، أو حتى مناطق أبعد مثل الرئة أو الكبد.

هناك نوعان رئيسان من العلاجات المستخدمة لسرطان البلعوم الأنفي، وهما العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي، أما الجراحة فعادةً تكون غير ممكنة في هذا النوع من السرطان بسبب صعوبة الوصول إلى موقع الورم. [5]

العلاج الإشعاعي

يعد العلاج الإشعاعي الأكثر استخدامًا لسرطان البلعوم الأنفي، خاصةً في المراحل المبكرة، وقد يتم الجمع بينه وبين العلاج الكيماوي في الحالات المتقدمة. [5]

يُستخدم العلاج الإشعاعي الخارجي عادةً في سرطان البلعوم الأنفي، حيث يتم توجيه أشعة عالية الطاقة على المنطقة المصابة من خلال جهاز خاص، ويُعطى العلاج على جلسات قصيرة 5 مرات في الأسبوع، ولمدة تصل إلى 7 أسابيع. [5]

في حالات أخرى، قد يُستخدم العلاج الإشعاعي الداخلي، خاصةً إذا عاد السرطان بعد العلاج مرة أخرى، حيث تُحقن منطقة الورم بمادة مشعة نشطة، وتُترك لمدة دقائق أو حتى أيام للقضاء على الخلايا السرطانية، ومع أن جلسات العلاج الإشعاعي غير مؤلمة، إلا أنها قد تُسبب بعض الآثار الجانبية المؤقتة أو الدائمة، مثل: [5]

  • احمرار وألم في الجلد في منطقة العلاج.
  • الغثيان.
  • تغير في حاسة التذوق.
  • جفاف الفم.
  • تساقط الشعر.

العلاج الكيماوي

يُستخدم العلاج الكيماوي للحالات المتقدمة من سرطان البلعوم الأنفي التي ينتشر فيها إلى أماكن أخرى، ويمكن إعطاؤه قبل العلاج الإشعاعي أو بالتزامن معه، وذلك عن طريق حقن في الوريد في جلسات متعددة كل 3- 4 أسابيع، وعلى مدة عدة أشهر. [5]

علاجات حديثة

بالإضافة للعلاجات السابقة، قد يلجأ الطبيب لعلاجات أخرى، مثل العلاج المناعي أو العلاج الموجه، وغيرها، ولكنها تُستخدم بشكلٍ محدود على حسب حالة المريض ومدى استجابته للعلاج. [7]

صحيحٌ أنه لا تُوجد طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان البلعوم الأنفي، ولكننا نوصي بالإقلاع عن التدخين وتجنب المشروبات الكحولية لتقليل خطر الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي والسرطانات عامةَ. [7]

تتحسن نسب النجاة من سرطان البلعوم الأنفي بشكل كبير عند تشخيصه مبكرًا قبل انتشاره إلى مناطق أخرى من الجسم، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن حوالي 63% من المصابين بسرطان البلعوم الأنفي يظلون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات على الأقل بعد التشخيص، وتختلف هذه النسبة بناءً على مرحلة السرطان عند التشخيص: [8]

  • تصل إلى حوالي 82% إذا كان السرطان محصورًا في منطقة البلعوم الأنفي فقط.
  • تكون حوالي 72% عندما ينتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية أو الأنسجة والأعضاء القريبة.
  • تنخفض إلى حوالي 49% عند انتشار السرطان إلى أعضاء بعيدة في الجسم.

ولكن لا تُحدد هذه النسب كم يعيش مريض سرطان البلعوم الأنفي، فهي لا تأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل العمر، والصحة العامة والاستجابة للعلاج وغيرها، لذا يُنصح بالتحدث مع الطبيب لفهم الحالة بشكل أدق ومعرفة نسب الشفاء المتوقعة. [8]

[1] Cleveland Clinic. Nasopharyngeal Cancer. Retrieved on the 2nd of December, 2024. 

[2] MD Anderson Cancer Center. Nasopharyngeal Cancer. Retrieved on the 2nd of December, 2024. 

[3] American Cancer Society. Key Statistics for Nasopharyngeal Cancer. Retrieved on the 2nd of December, 2024. 

[4] American Cancer Society. What Is Nasopharyngeal Cancer?. Retrieved on the 2nd of December, 2024.

[5] NHS. Nasopharyngeal cancer. Retrieved on the 2nd of December, 2024.

[6] NIH. Nasopharyngeal Cancer Treatment (PDQ®)–Patient Version. Retrieved on the 2nd of December, 2024.

[7] Kelli Miller. Nasopharyngeal Cancer. Retrieved on the 2nd of December, 2024.

[8] American Cancer Society. Survival Rates for Nasopharyngeal Cancer. Retrieved on the 2nd of December, 2024.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالأورام الخبيثة والحميدة

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
خطوة واحدة أقرب للحصول على معلومات طبية موثوقة
اسأل سينا

مصطلحات طبية مرتبطة بالأورام الخبيثة والحميدة

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالأورام الخبيثة والحميدة