متلازمة لاتا | Latah syndrome

ما هو متلازمة لاتا

متلازمة لاتا هي أحد الأمراض المرتبطة بثقافات معينة (culture-bound syndrome) أي الأمراض التي تتميز بمجموعة من الأعراض والعلامات التي تنحصر على عدد محدود من الأشخاص أو الثقافات لأسباب تتعلق بشكل رئيسي بالخصائص الاجتماعية والنفسية المشتركة بينهم.

لوحظت متلازمة لاتا منذ عام 1882 في الماليزيين وتعتبر حالياً أكثر انتشاراً بين الماليزيين والإندونيسيين. يمكن وصف هذه المتلازمة على أنها إظهار المصاب لحالة متغيرة من الوعي مع مستوى غير طبيعي من عدم التنبؤ بتصرفات المريض وسلوكه، وذلك بعد التعرض لصدمة مفاجأة من الخوف تحمل المريض على إطاعة أوامر الأشخاص المحيطين به تلقائياً وإعادة الكلمات التي يتلفظ بها الأشخاص الآخرين (Echolalia) ومحاكاة تصرفات وحركات من حولهم (Echopraxia). بالإضافة إلى ذلك، يستجيب المصابون بهذه المتلازمة لأخف درجة من المؤثرات بإظهار ردود فعل تتصف بالدهشة المبالغ بها أو الجفول المبالغ. يمكن اعتبار الضغط العصبي من المثيرات الاعتيادية للمصابين بمتلازمة لاتا.

على الرغم من التصرفات والسلوكيات السابقة لهؤلاء المرضى فإنهم يكونون مدركين لما يقوموا به ولكنهم يفقدون القدرة على التحكم والسيطرة بهذه الأفعال الغريبة، ولا ترافق النوبات التي يمرون بها أي تغيرات في الشخصية. يتأثر بهذا المرض في الغالب النساء متوسطات العمر أو الكبيرات في السن لكنه قد يصيب الذكور أيضاً. أظهر العلاج السلوكي في أحد حالات هذه المتلازمة نتائج جيدة جداً.

أماكن انتشار المتلازمة

• تشيع متلازمة لاتا في ماليزيا وإندونيسيا، ولكن لوحظت حالات مشابهة في بورما، وتايلند، ومناطق من إفريقيا، واليابان، وسيبيريا، والفلبين، كما وتم توثيق بعض السلوكيات التفاعلية المشابهة في مجموعات سكانية غير مرتبطة جينياً أو ثقافياً وذك في جماعة البانتو والكنديين الفرنسين. ولكن، بسبب اعتبار متلازمة لاتا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعوامل محددة في الأنظمة الثقافية التابعة لمجتمعات آسيا الجنوبية الشرقية التي تشيع فيها هذه المتلازمة أكثر من غيرها – وذلك من قبل المحققين الأنثروبولوجيين المؤهلين – فإن ظهور سلوكيات وحالات مشابهة في أماكن أخرى يعتبر متناقضاً.
• لم تشترك المجموعات السكانية السابقة في الخصائص الثقافية باستثناء اشتراكها في الانفصال المتعلم (Learnt Dissociation) الذي يمارس من قبلهم على عمر صغير وفي المحافل الدينية والاجتماعية والعلاجية، واشتراكهم في التعلم من خلال المحاكاة والتعامل مع الآخرين بواسطة نسخ سلوكيات الأفراد الذين يتمتعون بقدر أكبر من القوة.
• بالإضافة إلى المناطق سابقة الذكر، تم تسجيل على الأقل حالة واحدة في الأردن حتى الآن.