التهاب العصب الزرنيخي | Arsenical neuritis

ما هو التهاب العصب الزرنيخي

الزرنيخ: عنصر كيماوي لونه رمادي معدني يوجد بعدة أشكال، ويوجد في الطبيعة بشكل حر وفي معادنه خاصة السلفيد، أو الرهج الأصفر ورهج الغار، ووجوده في بيريت الحديد المستخدم لصناعة حمض الكبريتيك يؤدي إلى ظهوره في أدوات تفيد الإنسان، وتمتص بعض الأسماك والقشريات البحرية الزرنيخ من ماء البحر وينتقل المعدن إلى آكلي السمك ويتجمع في الجلد والشعر.

في التسمم الحاد هناك صعوبة في البلع وقيء وإسهال وعطش. ويمكن أن تحدث الوفاة من الإجهاد خلال يومين أو ثلاثة، وأعراض التسمم المزمن تكون أخف مع الالتهاب الطرفي للأعصاب الحركية والحسية والتهيج في الغشاء المخاطي للأنف والتغيرات الجلدية. ويتم إخراج الزرنيخ ببطء بحيث يمكن اعتباره حافظاً للجثث الميتة. ويستعمل قليل من مركبات الزرنيخ غير العضوية في الطب لسميتها، ولكن المركبات العضوية حيث يوجد الزرنيخ الثلاثي تحتوي على الإسيتارزول والتريبارساميد، وستعمل في داء المتحولات والمثقوبات (البلهارسيا).

التسمم بالزرنيخ (Arsenicalism):

 هي حالة طبية سببها ارتفاع مستويات الزرنيخ في الجسم. تعد المياه الجوفية والتي تحتوي على نسب من الزرنيخ بتراكيز مرتفعة المصدر الأساسي للتسمم بالزرنيخ. في دراسة أجريت عام 2007، وجد أن أكثر من 137 مليون شخص في أكثر من 70 دولة أصيبوا بالتسمم بالزرنيخ والذي هو مصدره المياه الجوفية.

اشتهر الزرنيخ علي مدى قرون طويلة بأنه أوسع السموم استخداماً في قتل الآخرين وقد نشأت هذه السمعة من كونه يتمتع بصفات ثلاث وهي:

• أولاً: أن مركباته تكاد تكون بلا طعم ولا رائحة ولا لون مميز حيث يسهل تقديمها في مختلف الأطعمة والمشروبات دون أن تثير الريبة.
• ثانياً: ظهور أعراض التسمم بالزرنيخ يبدأ بعد فترة قد تطول إلى حد يبتعد فيه الجاني عن المجني عليه.
• ثالثاً: أن الأعراض التسممية الناشئة عنه تختلط مع كثير من الأمراض المعوية السارية بحيث لا تثير شكاً لدي الطبيب المعالج.

وقد فقد الزرنيخ هذه السمعة بسبب سهولة الكشف عن وجوده حتى بعد تحلل جثة المتسمم تحللاً كاملاً إذ يمكن الكشف عنه في عظامه أو في التربة أسفل الجثة.

الاعتلال العصبي (Neuropathy):

هو مصطلح عام لأمراض الجهاز العصبي المُحيطي. تشمل الأعصاب المحيطة جميع أعصاب الجسم بعد خروجها من الدماغ أو من النخاع الشوكي. من هنا، فإن الحديث يدور عن شبكة واسعة منتشرة في جميع أعضاء الجسم. والتي لها عدة وظائف:

• الأعصاب المحيطة الحركية المعصّبة للعضلات والمسؤولة عن الحركة.
• الأعصاب الحسية (Sensory nerves) المسؤولة عن نقل الإحساس من الجلد والأعضاء الداخلية إلى الدماغ.
• الجَهازُ العَصَبِيُّ المُسْتَقِلّ (Autonomic nervous system) يسيطر على الأعضاء الداخلية، مثل غدد الإفراز والأوعية الدموية وهي المسؤولة عن أدائها السليم.

إن من أهم أسباب الاعتلال العصبي هو التعرض لأدوية معينة أو لمواد سامة مثل معادن ثقيلة (على سبيل المثال، الزرنيخ والثاليوم والرصاص)، الموجودة بالأساس في المواد الصناعية، يمكن أن يضر الأعصاب المحيطة ويؤدي إلى اعتلال عصبي.