نترات الأمونيوم- انفجار مرفأ بيروت 2020

نترات الأمونيوم التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت 2020، مادة خطيرة جداً سببت بعض الكوارث في الماضي واستخدمت لاغراض ارهابية.

ما الذي تسبب في انفجار مرفأ بيروت بيروت 2020؟

يعتقد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب أن انفجار بيروت الذي وقع يوم الثلاثاء المنصرم قد يكون ناجماً عن كميات كبيرة من نترات الأمونيوم المخزنة في المستودعات في الميناء.
وقد قيل إن نترات الأمونيوم كان قد تم إحضارها إلى العاصمة اللبنانية على متن سفينة شحن، وتم حجزها في ميناء بيروت لأسباب تتعلق بالسلامة في عام 2013، حيث كانت في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق.

وقال دياب إنه تم تخزين حوالي 2750 طناً مترياً من المادة الكيميائية شديدة الانفجار في الميناء منذ ذلك الحين دون اتخاذ احتياطات السلامة اللازمة.

وقد ذكرت وسائل الإعلام أن الانفجار كان قوياً لدرجة أنه سمع في قبرص على بعد 200 كيلومتر إلى الغرب!

ما هي مادة نترات الامونيوم التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت بيروت 2020؟

نترات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Nitrate) هي عبارة عن ملح بلوري أبيض يمكن إنتاجه بتكلفة زهيدة من الأمونيا وحمض النيتريك، وهو ملح قابل للذوبان وغالباً ما يستخدم كسماد، حيث أن النيتروجين ضروري لنمو النبات بشكل صحي.

لا تعتبر نترات الأمونيوم في شكلها النقي مادة خطيرة، إلا أنها مادة حساسة للحرارة؛ فعند درجة 32.2 مئوية يتغير التركيب الذري لنترات الأمونيوم والذي بدوره يغير خصائصها الكيميائية.

وعندما يتم تخزين كميات كبيرة من نترات الأمونيوم في مكان واحد فإنه يتم توليد الحرارة، وإذا كانت الكمية كبيرة بما فيه الكفاية، فإن ذلك يمكن أن يتسبب في اشتعال المادة الكيميائية. وبمجرد الوصول إلى درجة حرارة 170 درجة مئوية، تبدأ نترات الأمونيوم في التكسر مما يؤدي إلى انبعاث غاز أكسيد النيتروز (بالإنجليزية: Nitrous Oxide) المعروف باسم غاز الضحك.

اقرأ أيضاً: نترات الامونيوم

كما يؤدي أي اشتعال مفاجئ إلى تحلل نترات الأمونيوم مباشرة إلى الماء والنيتروجين والأكسجين، وهو ما يفسر القوة الانفجارية الهائلة لهذه المادة.

كوارث مميتة سببتها مادة نترات الأمونيوم

نظرًا لأن نترات الأمونيوم مادة كيميائية شديدة الانفجار؛ فإن العديد من البلدان تقوم بتنظيم استخدامها بصرامة، حيث أنه على مدى المائة عام الماضية كانت هناك عدة كوارث تتعلق بهذه المادة الكيميائية.
على سبيل المثال، في عام 1921 وقع انفجار هائل في مصنع BASF الكيميائي في لودفيغسهافن في ولاية راينلاند بالاتينات الألمانية، حيث انفجر حوالي 400 طن متري من خليط من كبريتات الأمونيوم ونترات الأمونيوم، الأمر الذي أسفر عن مقتل 559 شخصاً وإصابة 1977 آخرين. وقد دمر المصنع إلى حد كبير في الانفجار الذي أمكن سماعه في أماكن بعيدة على بعد حوالي 300 كيلومتر.

وفي عام 2015 اجتاحت انفجارات ناجمة عن نترات الأمونيوم مدينة تيانجين الساحلية الصينية، وقيل إن 800 طن متري من هذه المادة الكيميائية تم تخزينها مع مواد أخرى في مستودع للمواد الخطرة. وقد أسفرت التفجيرات عن مقتل 173 شخصاً وتدمير منطقة بأكملها في المدينة.

كما أنه في عام 2013 وقع انفجار نترات الأمونيوم في موقع شركة West Fertilizer Company في ولاية تكساس الأمريكية مما أسفر عن مقتل 14 شخصاً.

وفي عام 2001 لقي 31 شخصاً حتفهم في مدينة تولوز الفرنسية في انفجار سببته هذه المادة الكيماوية الخطرة.

استخدام نترات الأمونيوم لأغراض إرهابية

في ألمانيا يتم تنظيم شراء واستخدام نترات الأمونيوم بموجب قانون المتفجرات؛ ويرجع ذلك إلى أن المواد الرخيصة والمتفجرة للغاية والتي يسهل الحصول عليها نسبياً كان الإرهابيون في الماضي يستخدمونها لتنفيذ هجمات إرهابية.

على سبيل المثال، في عام 1995 استخدم مُنظِّر المؤامرة الأمريكي والمتحمس للأسلحة النارية تيموثي ماكفي مزيجاً من نترات الأمونيوم ومواد أخرى لتفجير مبنى ألفريد بي موراه الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما.

كما استخدم المتطرف النرويجي اليميني المتطرف أندرس بيرينغ بريفيك نترات الأمونيوم في تنفيذ هجوم بسيارة مفخخة في أوسلو عام 2011.