قصة الطفل أوليفر… معجزة طبية بطلها جراح لبناني

في عالم تكثر فيه الأخبار المؤلمة، برز خبر أشعل وسائل الإعلام العالمية ووُصف بـ"المعجزة": الجراح اللبناني الدكتور محمد بيضون ينجح في إنقاذ طفل ألماني من إصابة قاتلة كانت تُعد موتًا محققًا، بعد حادث مأساوي خلال رحلة عائلية، ليعيد الحياة إلى الطفل الذي فقد الأطباء الأمل في نجاته!

حادث سير مروع وإصابة قاتلة

في 17 أبريل 2025، بدأت مأساة الطفل الألماني أوليفر شتوب حين تعرّض لحادث سير مروّع خلال رحلة عائلية في المكسيك. الطفل البالغ عامين فقط أصيب إصابة قاتلة تُعرف طبيًا بـ الفصل الداخلي للرأس عن العمود الفقري، وهي حالة غالبًا ما تؤدي إلى الوفاة الفورية أو الشلل الكامل.

من موت محقق إلى فرصة ثانية: بداية رحلة العلاج

رغم جهود الأطباء المستمرة، أُبلغت عائلة أوليفر بأن فرص نجاته شبه معدومة، وأن التبرع بأعضائه هو الخيار الأكثر واقعية.

مع ذلك، لم تفقد الأسرة الأمل، فتواصلت مع الجراح اللبناني الدكتور محمد بيضون، رئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى جامعة شيكاغو، بعد سماعها عن إنجازاته في إنقاذ حالات نادرة ومستعصية، لتبدأ رحلة أمل جديدة.

وافق الدكتور بيضون على متابعة الحالة رغم صعوبتها، وبدأ فورًا في تشكيل فريق متخصص يضم جراحي أعصاب وعظام وأطباء عناية فائقة، مع وضع خطة جراحية دقيقة لإعادة تثبيت الجمجمة بالعمود الفقري.

عقبة جديدة: تكلفة العلاج تتجاوز المليون دولار

لم يقتصر التحدي في علاج أوليفر على حالته الطبية المعقدة فحسب، بل شمل البعد المالي أيضًا. فقد تجاوزت تكلفة العلاج وإجراء العملية الجراحية مليون دولار، وهو ما يعكس مدى تعقيد العملية وضرورة وجود فريق متخصص مجهز بأحدث التقنيات الطبية، بما في ذلك أدوات ميكروسكوبية متطورة وتصوير ثلاثي الأبعاد؛ لضمان دقة إعادة تثبيت الجمجمة بالعمود الفقري.

هنا جاء دور مؤسسة النجم الألماني توني كروس، التي تكفلت بكامل مصاريف العلاج، لتكون الداعم الأساسي الذي مكّن الفريق الطبي من المضي قدمًا وتحقيق المعجزة.

داخل غرفة العمليات: معركة دقيقة بين الحياة والموت

في يوليو 2025، أجرى الطبيب اللبناني عمليتين جراحيتين معقدتين لأوليفر، استغرقت كل منهما ساعات طويلة. واستخدم الفريق خلالها خرائط عصبية وأحدث الأدوات والتقنيات الدقيقة؛ لتثبيت الفقرات العنقية وحماية الدماغ من أي ضرر إضافي.

بعد العملية، بقي الطفل في غيبوبة اصطناعية وواجه مضاعفات خطيرة، بينها توقف القلب مرتين. على الرغم من كل الصعوبات، ظل الفريق الطبي متمسكًا بالأمل، واستمر بمراقبة الطفل مع أن فرص نجاته تكاد تكون معدومة.

المستحيل يتحقق: أوليفر يتعافى!

بدأت مؤشرات الحياة تظهر على أوليفر تدريجيًا؛ فقد حرك يده أولًا، ثم أصابعه وقدميه، وتمكن بعد ذلك من التنفس دون الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي.

وبعد أسابيع من العلاج وإعادة التأهيل، ظهرت على وجهه أول ابتسامة في لحظة وصفتها والدة أوليفر بأنها ولادة ثانية له، بعد أن أنقذ الدكتور بيضون حياته!

واليوم، أصبح الطفل قادرًا على الحركة والضحك والتفاعل الطبيعي، ويستعد لمرحلة علاج بالخلايا الجذعية في ربيع 2026 بإشراف الدكتور بيضون، ما قد يمنحه فرصة أكبر لاستعادة وظائفه العصبية بالكامل.

إنجاز يدخل كتب الطب

أعلنت جامعة شيكاغو أن حالة أوليفر ستُدرج ضمن أبحاث طبية متقدمة حول إصابات العمود الفقري عند الأطفال، مشيرة إلى أن الإنجاز الذي حققه الدكتور بيضون سيُسهم في تطوير بروتوكولات علاجية جديدة لحالات مشابهة في المستقبل.

وصفت وسائل الإعلام الأميركية العملية بأنها "معجزة طبية"، فيما شدد الدكتور بيضون على أن ما حدث يثبت أن المستحيل يمكن تحقيقه، وأن الأمل أحيانًا يمثل أقوى خطوة في العلاج.

رسالة أمل لكل من يمر بوقت صعب

قصص مثل قصة أوليفر تذكّرنا أن المعجزات تحدث عندما يجتمع الطب مع الأمل بالشفاء. إذا كنت تمر بوقت صعب أو تواجه مشكلة صحية، تذكّر أن هناك دائمًا أمل وفرص للنجاة.

ابدأ اليوم واحصل على استشارتك الطبية عن بُعد عبر موقع الطبي لتطمئن على صحتك أو صحة من تحب بسهولة وأمان.