تنتج التهابات الجلد والأنسجة الرخوة (بالإنجليزية: Skin and Soft Tissue Infections) عن مجموعة متنوعة من البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى التي تدخل الجلد من خلال الجروح، والحروق، والجلد المتهيج.
تعرف هذه الحالة باسم التهاب الهلل، ومعنى التهاب الهلل بالإنجليزي هو Cellulitis، وتتراوح الإصابة بها من عدوى خفيفة، مثل تقيح الجلد، إلى الالتهابات الخطيرة التي تهدد الحياة، مثل التهاب اللفافة الناخر (بالإنجليزية: Necrotizing Fasciitis).
اسباب التهابات الجلد والانسجة الرخوة
تحدث التهابات الجلد والأنسجة الرخوة حينما تدخل البكتيريا إلى أسفل الجلد عن طريق شق أو جرح، ويكون هذا في أي منطقة بالجسم، ولكن تعد منطقة أسفل الساق هي الأكثر شيوعاً.
فيما يلي عوامل خطر حدوث التهابات الجلد والأنسجة الرخوة:
- الإصابة بالاعتلال العصبي أو التنميل: يزيد الإعتلال العصبي من فرص التهاب الأنسجة في اليد أو التهاب الأنسجة الداخلية لباطن القدم، وغيرها من الأنسجة في الأطراف.
- أمراض الأوعية الدموية الطرفية: وتعني حدوث اضطرابات بالدورة الدموية، وقد تسبب التهاب الأنسجة الرخوة.
- أمراض الجهاز الليمفاوي: مثل الأورام الليمفاوية، وتضخم العقد اللمفية.
- عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق الجيوب الجار أنفية: والتي تؤدي إلى التهاب الهلل الحجاجي، ويحدث هذا الإلتهاب في أنسجة خلف الحاجز الحجاجي.
- المستدمية النزلية (بالإنجليزية: Hemophilus Influenza): هي جرثومة تصيب الأطفال، وقد تسبب التهابات الجلد والأنسجة الرخوة، وتعتبر أحد أسباب التهابات الجلد عند الأطفال.
- الإصابة بالعقدية المقيحة بالإنجليزية: Streptococcus Pyogenes): هو نوع من البكتيريا قد يؤدي إلى حدوث التهابات الجلد والأنسجة الرخوة.
- عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (بالإنجليزية: Methicillin-Resistant Staphylococcus Aureus) أو عدوى MRSA: هي سلالة معينة من بكتيريا العنقودية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus Aureus)، وعادةً ما توجد على الجلد، وقد أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية.
- ضعف المناعة: تزداد فرص حدوث عدوى بالجلد نتيجة ضعف المناعة الناتج عن الأمراض المزمنة أو تناول بعض الأدوية، مما يسهل حدوث التهابات الجلد والأنسجة الرخوة.
- الإصابة بمشكلات جلدية: وتشمل التهابات الجلد الفطرية مثل التهابات الجلد الدهنية التي تعرف بالإكزيما، الهربس، والقدم الرياضي، ويمكن أن تظهر التهابات الجلد بين الفخذين، والتهابات الجلد في المناطق الحساسة، وغيرها من المناطق. حيث تؤدي هذه المشكلات إلى سهولة اختراق البكتيريا للجلد، وبالتالي حدوث التهابات الجلد والأنسجة الرخوة.
اعراض التهابات الجلد والانسجة الرخوة
تشمل أعراض التهابات الجلد والأنسجة الرخوة ما يلي:
- احمرار المنطقة المصابة بالجلد، وزيادة مساحة الاحمرار بمرور الوقت.
- تورم الجلد.
- ألم في الجلد عند ملامسة المنطقة المصابة.
- دفء المنطقة المصابة بالجلد.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- انتشار البقع الحمراء حول منطقة الإصابة.
- وجود بثور في الجلد.
مضاعفات التهابات الجلد والانسجة الرخوة
حينما تتفاقم الحالة، ويتكرر التهاب النسيج الخلوي، فقد يؤدي إلى اضطرابات في التصريف اللمفي بمناطق الجلد، وهو ما يسبب حدوث تورم مزمن في المنطقة المصابة، وقد يظهر هذا الورم في الطرف المصاب بالكامل، سواء الساق أو الذراع.
في حالات نادرة، تزداد العدوى لتنتشر داخل أعماق الأنسجة أسفل الجلد، وهي منطقة تسمى بطانة اللفافة، وتسبب حدوث التهاب اللفافة الناخر، وهي مشكلة خطيرة تحتاج إلى تدخل طبي فوري.
تشخيص التهابات الجلد والانسجة الرخوة
في أغلب الحالات، يمكن للطبيب اكتشاف حدوث التهابات الجلد والأنسجة الرخوة من خلال فحص الجلد، ولكن تتطلب بعض الحالات إجراء بعض الإختبارات لتشخيص المشكلة بشكل أدق، والتأكد من عدم وصول الإلتهاب إلى أعماق الجلد، وذلك عن طريق فحوصات الدم.
علاج التهابات الجلد والانسجة الرخوة
فيما يلي إجراءات علاج التهابات الجلد والانسجة الرخوة:
- تناول مضاد حيوي: غالباً ما تتطلب حالات التهابات الجلد والأنسجة الرخوة إلى المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا، ويكون ذلك بوصف من الطبيب، بحيث يحصل المصاب على الجرعة المناسبة، وتختفي أعراض التهابات الجلد والأنسجة الرخوة خلال بضعة أيام من تناول العلاج في معظم الحالات.
أما في حالة استمرار التهابات الجلد والأنسجة الرخوة دون استجابة للعلاج، فقد تحتاج الحالة إلى أخذ مضاد حيوي آخر أو تمديد فترة العلاج لتصل إلى أسبوعين.
ويمكن أن يوصي الطبيب بحجز المصاب في المستشفى لأخذ المضاد الحيوي عن طريق الوريد إذا لم يستجب للعلاج عن طريق الفم، وخاصةً مع ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- رفع المنطقة المصابة: بالإضافة إلى تناول المضاد الحيوي، ينصح برفع المنطقة المصابة، فهذا يساعد في تسريع الشفاء وتقليل التورم الناتج عن التهابات الجلد والأنسجة الرخوة.
للمزيد: أسباب وعلاج احمرار الجلد
علاج التهابات الجلد والانسجة الرخوة
لا توجد دلائل كافية حول إمكانية علاج التهاب الأنسجة بالأعشاب، ولكن يمكن أن تساعد بعض الأعشاب في تخفيف الأعراض والحالات التي تسبب حدوث الالتهاب مثل:
- عشبة بندق الساحرة (بالإنجليزية: Witch Hazel): تساعد هذه العشبة في تخفيف التهابات الجلد والاكزيما، وهي مشكلة جلدية تزيد فرص الإصابة بالهلل.
- كريم الآذريون (بالإنجليزية: Calendula Cream): هو علاج عشبي في حالات التهاب الجلد، والحروق، والجروح، وقد يساهم في تحسين تدفق الدم بمناطق الإصابة والإلتهاب، بالإضافة إلى ترطيب الجلد ومكافحة العدوى.
- جل الصبار: جل الصبار مشتق من أوراق نبات الصبار، ويعرف بخصائصه المضادة للالتهابات عند استخدامه موضعياً وقد يفيد في حالة الإكزيما، وساهم في تقوية المناعة، وتسريع التئام الجروح.
ولكن قبل علاج التهاب الأنسجة الرخوة بالأعشاب يجب التحدث مع الطبيب للتأكد من تناسبها مع الحالة ومدى فعاليتها.
الوقاية من التهابات الجلد والانسجة الرخوة
تساعد بعض الطرق في الوقاية من التهابات الجلد والأنسجة الرخوة وعوامل الخطر المؤدية إليه، وهي:
- الحفاظ على نظافة الجلد وعدم تعرضه للتلوث: وخاصةً في حالة الإصابة بجرح أو شق بالجلد.
- استخدام كريم موضعي مناسب في حالات الجروح البسيطة والسطحية، واستشارة الطبيب للإجراءات المناسبة لتطهير الجروح العميقة والشديدة.
- تغطية الجرح بضمادة: والحرص على تغيير الضمادات يومياً.
- مراقبة الجرح: وملاحظة أي علامات تؤشر بوجود عدوى، مثل الألم، والتورم، واحمرار الجلد، واستشارة الطبيب على الفور لتفادي تفاقم الحالة.