يعد ألم الأسنان من الأعراض الشائعة والمرتبطة بالعديد من المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب الأسنان واللثة. ومن الممكن أن يكون ألم الأسنان شديدًا لدرجة أن يمنع الفرد من النوم وممارسة نشاطاته اليومية. وهنا، يبدأ البحث حول دواء مسكن للأسنان، بهدف التخفيف من هذا الألم لحين الذهاب إلى طبيب الأسنان والحصول على العلاج المناسب له. [1][2]

نذكر في هذا المقال أنواع مختلفة من مسكن ألم الأسنان، بالإضافة إلى كيفية اختيار أفضل مسكن للأسنان.

ينشأ ألم الأسنان نتيجة لوجود مشكلة داخل الأسنان نفسها، أو اللثة المحيطة، أو عظام وهيكل الفك، والذي يمكن أن يكون وجعًا مستمرًا أو متقطعاً لا يزول، وهذا ما يمكن أن يؤثر على قدرة الفرد على ممارسته أنشطته اليومية. [1]

ومن المهم زيارة طبيب الأسنان عند الشعور بأي ألم في الأسنان، وذلك لتحديد سبب المشكلة وتقديم العلاج المناسب للحالة. لكن، يمكن أن يستخدم الفرد مسكن الأسنان كمحاولة سريعة للتخلص من الألم لحين علاج المشكلة. كما يمكن أن يقوم الطبيب بوصف أحد أنواع مسكنات الأسنان المناسبة لحالة المريض. [1][3]

وفيما يلي نذكر معلومات مهمة حول استخدام مسكن ألم الأسنان:

أنواع مسكن ألم الأسنان

يعتبر تناول مسكنات ألم الأسنان طريقة سريعة وبسيطة للكثير من الأفراد، وذلك لتقليل آلام الأسنان الخفيفة إلى المتوسطة بشكل فعال. ويجب التنويه إلى أن مسكن الأسنان يمكنه أن يقلل مؤقتًا من التورم والألم المرتبطين بألم الأسنان، إلا أنه لا يستطيع إصلاح المشكلة الجذرية للألم. [1]

وفيما يلي نذكر أفضل أنواع مسكن ألم الأسنان، وخصائصها الطبية، وأضرار الإفراط في استخدامها:

الإيبوبروفين

يعتبر دواء الإيبوبروفين من أكثر الأدوية الشائعة لتخفيف ألم الأسنان، والذي يمكن أن يصرف دون وصفة طبية. ويتوفر الإيبوبروفين في صورة أقراص، وكبسولات، وسائل معلق يؤخذ عن طريق الفم. [1][3]

يعد الإيبوبروفين من الأدوية التابعة لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والتي غالبًا ما تكون أكثر فعالية من الخيارات الأخرى لتقليل آلام الأسنان، وعادة ما يوصى بها كأولى العلاجات لآلام الأسنان. [2][3]

تعمل الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، بما فيها الإيبوبروفين، على التقليل من آلام الأسنان من خلال منع إنزيم الأكسدة الحلقية، الأمر الذي يعمل على التقليل من الالتهاب المرتبط غالبًا بمعظم آلام وأوجاع الأسنان واللثة. [2][3]

تتسبب حبوب مسكن الأسنان التي تحتوي على الإيبوبروفين بالعديد من الأعراض الجانبية، بما فيها: [2]

  • الصداع.
  • الدوخة.
  • الغثيان أو القيء.
  • عسر الهضم.
  • الغازات.

كما يجب تجنب الإفراط في استخدام الإيبوبروفين، فمن الممكن أن يسبب تهيج وقرحة في المعدة، بالإضافة إلى التأثير على صحة القلب والكلى. أيضًا، يجب على الأفراد الذين يتناولون أدوية معينة، مثل دواء الأسبرين والأدوية المميعة للدم، عدم استخدام الإيبوبروفين كمسكن لألم الأسنان، وذلك لاحتمالية تسببه بالمضاعفات نتيجة تفاعله مع هذه الأدوية. [1][3]

اقرأ أيضًا: 10 طرق طبيعية لعلاج الم الضرس

النابروكسين

يعد دواء النابروكسين أيضًا من مسكنات ألم الأسنان التابعة لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والذي يعمل بشكل مشابه لعمل دواء الإيبوبروفين. يتوفر دواء النابروكسين على شكل أقراص، وكبسولات، ومحاليل سائلة. [3]

ومن الممكن أن يعتبر دواء النابروكسين من أفضل المسكنات المستخدمة لعلاج آلام الأسنان بعد الجراحة. لكن، يجب التنويه إلى أن الإفراط في استخدام داوء النابروكسين يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بقرحة المعدة، وبمعدل أعلى من الخطر المرتبط بتناول دواء الإيبوبروفين. [3]

كما يمكن أن يتسبب الإفراط باستخدامه كمسكن لألم الأسنان بالتأثير سلبًا على صحة القلب، والكلى، والكبد. [1]

الأسيتامينوفين

يمكن أن يستخدم دواء الأسيتامينوفين أيضًا كمسكن لألم الأسنان الطفيف إلى متوسط الشدة، وخاصة لدى الأفراد غير القادرين على تناول الإيبوبروفين، وهو متوفر على شكل أقراص، وكبسولات، ومعلق يؤخذ عن طريق الفم. [1][3]

يعتبر الاسيتامينوفين دواء مسكن ولكن ليس له خصائص مضادة للالتهابات، ولهذا فهو يساعد على تخفيف حالات معينة من آلام الأسنان دونًا عن غيرها، فمثلًا يمكن أن يتم استخدامه كمسكن لألم الأسنان الناجم عن وجود كسر في أحد الأسنان. وفي المقابل، لا يمكن استخدامه لتسكين آلام الأسنان الناجمة عن وجود عدوى أو التهاب في الأسنان. [3]

ويمكن أن تتضمن الأعراض الجانبية لدواء الأسيتامينوفين ما يلي: [3]

  • الغثيان والقيء.
  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • الصداع.
  • الأرق.
  • الدوخة.

يمكن أن يؤدي تناول جرعات زائدة من دواء الأسيتامينوفين إلى تلف الكبد. يجب كذلك الامتناع عن شرب الكحول تمامًا أثناء تناول مسكن الأسنان الذي يحتوي على الأسيتامينوفين، لأن ذلك يمكن أن يزيد من خطر حدوث تلف الكبد لدى المريض. [3]

للمزيد: كيف يخفف البنادول من ألم الأسنان؟

المراهم المخدرة

تساعد بعض أنواع المراهم والجل الموضعية أيضًا على تقليل آلام الأسنان، حيث تحتوي هذه التركيبات الموضعية على مكونات مخدرة، مثل البنزوكائين، تساعد على تخدير المنطقة المؤلمة. [2]

يستخدم مرهم البنزوكائين كمسكن موضعي للألم، والذي يمكن أن يعمل على تسكين ألم الأسنان بشكل مؤقت ويمكن أن يستخدمه الفرد بحد أقصى 4 مرات يوميًا. وعادة ما يمكن استخدام هذا النوع من مسكن الأسنان للبالغين الأطفال بعمر سنتين وما فوق، وهو غير مناسب للاستخدام من قبل الأطفال الصغار تحت هذا العمر. [1][2]

ومن أنواع العلاجات الموضعية التي يمكن استخدامها لتسكين آلام الأسنان تلك التي تحتوي على دواء الليدوكائين. [1]

المسكنات الأفيونية

أحيانًا، يمكن أن يقوم الفرد باستخدام مسكن لألم الأسنان يحتوي على أحد اللأدوية الأفيونية، مثل: [1][4]

  • المورفين.
  • الأوكسي كودون.
  • الكوديين.
  • الهيدروكودون.

إلا أن هذا النوع من مسكن الأسنان يجب أن يستخدم فقط بعد الحصول على وصفة من الطبيب المعالج، كما يجب أن يتم الحذر عند استخدامها والحرص على استخدامها لأقصر مدة ممكنة وأقل جرعة ممكنة. [1][4]

ويمكن أن تشمل الأعراض الجانبية التي يمكن أن يعاني منها الفرد الذي سيتناول مسكن لألم الأسنان يحتوي على أحد المواد الأفيونية ما يلي: [4]

  • الخدران.
  • الدوخة.
  • الغثيان والقيء.
  • الحكة.
  • التعرق.
  • الإمساك.
  • تثبيط للجهاز التنفسي.

اقرأ أيضًا: كيف تختار أفضل مسكن ألم

مسكن ألم الأسنان للحامل

بشكل عام، يمكن أن يؤجل علاج مشاكل الأسنان خلال فترة الحمل، طالما كان الوضع يسمح بذلك. لكن، إذا كان هناك خطر الإصابة بالعدوى، أو كان الألم شديدًا، كان الأمر يسبب خطرًا على صحة الجنين، عندها يمكن أن تحتاج المرأة إلى تلقي العلاج المناسب لها خلال الأوقات المختلفة من فترة الحمل. [5]

ومن المهم جدًا التأكد من مدى أمان أية أدوية يتم استخدامها أثناء الحمل، بما في ذلك مسكن ألم الأسنان. بشكل عام، يجب تجنب استخدام الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأيبوبروفين، أثناء فترة الحمل، وخاصة بعد الأسبوع الثلاثين من الحمل. [1][6]

وفي المقابل يمكن للمرأة الحامل استخدام مسكن لألم الأسنان يحتوي على دواء الأسيتامينوفين، فهو يعتبر من الخيارات الآمنة والتي عادة لا تتسبب بأية أضرار على صحة الحامل أو الجنين، خصوصًا إن تم تناوله تحت إشراف الطبيب وبالجرعات الموصوفة من قبله. [6]

مسكن ألم الأسنان للأطفال

عند التعامل مع ألم الأسنان للأطفال، يمكن البدء أولًا بالطرق المنزلية البسيطة، مثل شطف الفم بالماء الدافئ والملح، فهو يساعد على قتل البكتيريا في المنطقة المصابة وحولها، مما يساعد على تقليل الالتهاب والشفاء بشكل أسرع. [2]

وفي حال استمر الألم يمكن إعطاء الطفل دواء مسكن لألم الأسنان يحتوي على الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين. لكن، يفضل دائمًا استشارة الطبيب أو الصيدلي عن مسكن الأسنان المناسب لحالة الطفل وعمره. كما يجب التأكد من مراجعة تعليمات الخاصة باستخدام الدواء وإعطاء الطفل الجرعة الصحيحة والموصوفة من قبل الطبيب. [7]

اقرأ أيضًا: تعرف الى طرق علاج تسوس الاسنان عند الاطفال في المنزل

كيفية اختيار مسكن الأسنان

يجب الانتباه عند اختيار نوع مسكن الأسنان المناسب لنوع الألم وشدته، والأهم من ذلك معرفة ما إذا كان آمن بالنسبة للفرد الذي يعاني من ألم الأسنان أم لا، حيث يمكن أن يؤدي تناول بعض مسكنات الألم مع بعض الحالات الطبية إلى حدوث مشكلات خطيرة. يجب أيضًا مراجعة التفاعلات الدوائية المحتملة، في حال كان الفرد المصاب يتناول أي أدوية موصوفة أخرى. [1][3][4]

من المهم أيضًا اتباع توصيات الجرعة الموجودة على علبة الدواء المسكن، وذلك لتجنب حدوث أية آثار جانبية أو تناول جرعة زائدة. كذلك، لا ينبغي أن يؤخذ مسكن ألم الأسنان لفترة طويلة من الزمن. [1][3][4]

نهاية، تتعدد أنواع المسكنات التي يمكن استخدامها للتخفيف من ألم الأسنان لدى الفرد، ويعد الإيبوبروفين أشهرها وأكثرها استخدامًا. بشكل عام، ينصح دائمًا باستشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدام مسكن الأسنان، فلكل نوع جرعة خاصة به، كما يمكن أن يرتبط استخدامه بعدد من المحاذير والأعراض الجانبية.