من الممكن أن يفضل البعض شرب الماء البارد بدلًا من الماء الفاتر أو الدافئ، وفي المقابل يعتقد بعض الأفراد بأن شرب الماء البارد يعد من العادات السيئة والتي يمكن أن تسبب الضرر للجسم. [1]
ولهذا، سنناقش في هذا المقال كل ما يخص فوائد وأضرار الماء البارد، سواء القيام بشربه أو الاستحمام به.
محتويات المقال
يعد شرب الماء والحفاظ على رطوبة الجسم من الأمور المهمة للحفاظ على صحة ووظائف مختلف أعضاء وأجهزة الجسم. إلا أن هناك جدال حول درجة حرارة الماء المفضل استخدامها، فبعض الأفراد يفضلون شرب واستخدام الماء البارد خلال روتينهم اليومي، في حين أن البعض الآخر يفضلون الماء الدافئ. [1،2]
وفيما يلي سنذكر بالتفصيل فوائد الماء البارد، بالإضافة إلى أضراره المحتملة:
فوائد شرب الماء البارد
يمكن أن تتضمن فوائد شرب الماء البارد المحتملة ما يلي:
تحسين الأداء أثناء ممارسة التمارين
لعل إحدى فوائد الماء البارد التي تمت دراستها هي مساعدته على تحسين أداء الفرد أثناء ممارسته للتمارين الرياضية، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2012، والتي تضمنت 45 رجلًا يتمتعون بلياقة بدنية، فقد وجد أن شرب الماء البارد أثناء ممارسة التمارين الرياضية يقلل بشكل كبير من ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية مقارنة بشرب الماء بدرجة حرارة الغرفة، وهذا ما يمكن أن يجعل من جلسة التمرين أكثر نجاحًا. [1،2]
أيضًا، وفي دراسة أخرى أجريت عام 2014، والتي شملت 12 رياضيًا مدربًا، تمت دراسة تأثير شرب المشروبات المختلفة على أداء ركوب الدراجات في مناخ استوائي. وقد وجد أن شرب المشروبات المثلجة يمكن أن يرتبط بأداء أفضل مقارنة بشرب الماء عند درجة حرارة معتدلة. [2]
موازنة درجة حرارة الجسم بعد التمرين
لا تقتصر فوائد شرب الماء البارد أثناء التمرين على تحسين الأداء لدى الفرد، وإنما يمكن أن يساهم في التقليل من الإرهاق الحراري ويمنع ارتفاع درجة حرارة الجسم بعد ممارسة جلسة من التمارين الصارمة. [3]
كذلك يمكن أن يساعد شرب الماء البارد على دعم التعافي بعد التمرين ويدعم إزالة السموم من الجسم. [3]
توفير الطاقة للجسم
يمكن أن تتضمن فوائد الماء البارد للجسم أن شربه يمكن أن يجعل الفرد أكثر يقظة ويعمل على تقليل التعب لديه، وهذا ما يجعل الفرد يشعر بزيادة في طاقة جسمه طوال اليوم بشكل أكثر من المعتاد. [3]
ومع ذلك، إلى الآن لا توجد أبحاث ودراسات ملموسة تثبت هذه الفائدة لشرب الماء البارد. [3]
اقرأ أيضًا: الماء هو أساس الصحة المثالية والنمو الطبيعي
ترطيب الجسم بشكل أسرع
يمكن أن يساعد شرب الماء البارد على ترطيب الجسم بشكل أسرع مقارنة بشرب الماء الدافئ، فوفقًا لما نشرته جامعة كولومبيا، فإن السوائل الباردة تغادر المعدة بشكل أسرع مقارنة بالسوائل الدافئة، وهذا ما يسمح بترطيب الجسم بشكل أسرع. [4]
ومن أجل الحصول على هذه الفائدة من فوائد الماء البارد، فإنه ينصح بشربه بدرجة حرارة تتراوح ما بين 59 - 72 درجة فهرنهايت والتي تعادل تقريبًا 15 - 22 درجة مئوية. [4]
تخفيف الوزن
هناك جدل كبير حول فوائد الماء البارد لتخفيف الوزن، فهناك آراء تقول بأنه أكثر فعالية مقارنة بشرب الماء الدافئ، وهناك آراء أخرى تناقض ذلك وتنص على أنه لا فرق بين شرب الماء البارد والماء الدافئ عندما يتعلق الأمر بتخفيف الوزن. [1،2]
ومن الدراسات التي تدعم استخدام الماء البارد لتخفيف الوزن، هي دراسة صغيرة أجريت عام 2012 والتي تضمنت 12 فردًا، والتي وجد فيها أن شرب الماء يمكن أن يساعد الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية، وأن هناك فرقًا بسيطًا بين ما بين شرب الماء البارد والماء بدرجة حرارة الغرفة. [2،5]
وفي دراسة أخرى نشرت عام 2011، وجد أن شرب الماء البارد يمكن أن يزيد من استهلاك الطاقة أثناء الراحة لدى الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن. [3،6]
ومن الممكن أن تعود هذه الفائدة من فوائد شرب الماء البارد، إلى حاجة الجسم لحرق بعض السعرات الحرارية الإضافية بعد شربه وذلك للحفاظ على درجة حرارته الأساسية. [1]
لكن، وبالرغم من كل ذلك، من غير المحتمل أن يكون شرب الماء البارد أداة قوية لإنقاص الوزن. [1]
اقرأ أيضًا: هل الماء يحرق الدهون؟
فوائد الاستحمام بالماء البارد
إلى جانب شرب الماء البارد، يمكن أن يستخدمه بعض الأفراد من أجل الاستحمام أو أخذ شاور، وفي بعض الأحيان قد يقوم الفرد بغمر جسمه كاملًا في حوض يحتوي على الماء البارد، حيث تقع جميع هذه الممارسات ضمن نوع خاص من العلاج يسمى بالعلاج بالماء البارد. [7،8]
ويمكن أن تتضمن فوائد العلاج بالماء البارد المحتملة ما يلي: [7،8]
- زيادة مستويات اليقظة والطاقة لدى الفرد.
- التقليل من أعراض الاكتئاب وتحسين المزاج، وذلك بفضل مساهمة الماء البارد بزيادة مستويات هرمون الإندورفين المعروف أيضًا باسم هرمون السعادة.
- تحسين عمليات الأيض، وهذا ما يمكن أن يكون له دور في تخفيف الوزن.
- تحسين حركة الدورة الدموية.
- التقليل من آلام والالتهابات المرتبطة بمختلف أنواع الأمراض والمشكلات الصحية، بما فيها التهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة النفق الرسغي، والالتواء في القدم والكاحل.
- تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة التمارين.
اقرأ أيضًا: ما هي أبرز فوائد الاستحمام بالماء البارد
أضرار الماء البارد
بالرغم من فوائد الماء البارد المحتملة والتي تم ذكرها سابقًا، إلا أن شرب الماء البارد أو الاستحمام به يمكن أن يرتبط بعدد من المخاطر والأضرار. وفيما يلي نذكر أضرار الماء البارد المحتملة: [1-4]
- التسبب باحتقان في الأنف وجعل المخاط الأنفي أكثر سمكًا وهذا ما سيجعل من مروره عبر الجهاز التنفسي أكثر صعوبة.
- التسبب بالصداع وتفاقم الأعراض لدى الأفراد الذين يعانون من الصداع النصفي.
- احتمالية زيادة خطر الإصابة بالتهاب الحلق أو البرد.
- التأثير سلبًا على عملية هضم الطعام، فمن الممكن أن يتسبب شرب الماء البارد بانقباض المعدة.
- التسبب بآلام الأسنان، خصوصًا لدى أولئك الذين يعانون من حساسية الأسنان.
أيضًا، من أضرار شرب الماء البارد أنه يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى الأفراد الذين يعانون من مرض يسمى بتعذر الارتخاء، وهي حالة تؤثر على المريء وتتسبب بفقدان قدرة الجسم على تمرير الطعام عبر المريء. فشرب الماء البارد مع الطعام يمكن أن يجعل من عملية بلع الطعام والشراب أمرًا صعبًا لدى هؤلاء الأفراد. [1،2]
أيهما أفضل الماء البارد أم الماء الدافئ؟
بعد مناقشة جميع فوائد وأضرار الماء البارد، يبقى السؤال المتوارد في الأذهان هل الماء البارد أفضل من الماء الدافئ أم لا؟ بشكل عام، لا يوجد أفضلية ما بين الماء البارد والماء الدافئ، فكما هو الحال لدى شرب الماء البارد، يرتبط شرب الماء الدافئ ببعض الإيجابيات وبعض السلبيات، [1-3]
فمن فوائد شرب الماء الدافئ أنه يساعد على الهضم، ويحسن من الدورة الدموية. لكن، من الممكن أن يتسبب شرب الماء الدافئ أو الساخن بجعل الفرد أقل عطشًا، وهذا ما يجعل الفرد يتناول كميات أقل من الماء، الأمر الذي يمكن أن يكون خطيرًا في الأيام التي يتعرق فيها الجسم بشكل كبير. [1،3]
بشكل عام، يمكن أن يفضل بعض الأفراد شرب الماء الدافئ أو الساخن في الأشهر الباردة، وذلك لتهدئة الجسم. وفي المقابل يمكن أن يكون شرب الماء البارد خيارًا أفضل في الطقس الدافئ لكونه يعطي الفرد شعور أكثر انتعاشًا. [3]
نهاية، لا بأس من شرب الماء باردًا، فذلك يمكن أن يفيد في تحسين أداء الجسم أثناء ممارسة التمارين الرياضية ويساعد على استعادة توازن الجسم بعد التمرين. لكن، يجب الانتباه إلى أضرار الماء المحتملة والتي تتمثل بزيادة خطر الإصابة بالصداع وألم الأسنان.