تمر النساء بفترة ما قبل انقطاع الطمث وهي مرحلة انتقالية تحدث قبل الوصول لمرحلة انقطاع الطمث بشكل كامل، أو ما يعرف بسن اليأس، ومن الممكن أن تواجه المرأة خلال هذه الفترة العديد من التغيرات الهرمونية وتظهر لديها أعراض مشابهة لأعراض انقطاع الطمث. [1]
وفي المقال التالي سنجيب عن العديد من الأسئلة المتعلقة بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، بما في ذلك متى تبدأ؟ وكم تستمر؟ وما هي أعراض فترة ما قبل انقطاع الطمث؟ وغيرها من الأسئلة الأخرى.
محتويات المقال
ما هي مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
إن فترة ما قبل انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Perimenopause)، أو ما تعرف أيضًا باسم فترة ما قبل انقطاع الحيض أو فترة ما حول انقطاع الطمث ، هي المرحلة التي يبدأ فيها المبيضان تدريجيًا بإنتاج كمية أقل من هرمون الاستروجين، ويستمر ذلك حتى الوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث، والتي تتمثل بتوقف المبيضان عن إطلاق البويضات نتيجة إفرازهما كميات قليلة جدًا من هرمون الاستروجين. [1][2]
يمكن أيضًا خلال مرحلة ما قبل انقطاع الحيض أن يحدث ارتفاع وانخفاض لمستويات هرمون الاستروجين بشكل متقطع وغير منتظم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث عدم انتظام الدورة الشهرية وغيرها من الأعراض في فترة ما قبل انقطاع الحيض. [2]
كما يمكن أن يتم تعريف فترة ما حول انقطاع الطمث على أنها الفترة التي يبدأ فيها حدوث دورات شهرية غير منتظمة وتنتهي بعد عام من آخر دورة شهرية حدثت لدى المرأة، حيث يقوم الطبيب بتشخيص انقطاع الطمث بمجرد مضي عام كامل على آخر موعد للدورة الشهرية. [2][3]
متى تبدأ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
غالبًا ما تبدأ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث خلال 8 - 10 سنوات قبل الوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث، وعادةً ما يحدث ذلك عندما تكون المرأة في منتصف الأربعينيات، إلا أنه في بعض الأحيان يمكن أن تبدأ هذه المرحلة في عمر الثلاثينيات أو حتى قبل ذلك. [1][2]
من الممكن أن تتوقع المرأة بأنها قد بدأت في فترة ما حول انقطاع الطمث إذا تغير موعد الدورة الشهرية لديها بمقدار 7 أيام أو أكثر ولا تزال تحدث لديها الدورة الشهرية مرة واحدة على الأقل كل 3 أشهر. [4]
ويجب التنويه إلى أنه في بعض الحالات يمكن أن تصل المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث قبل سن الأربعين، وفي هذه الحالة تتم تسميته بانقطاع الطمث المبكر، ومن الأسباب المحتملة لذلك ما يلي: [1][2]
- التدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى.
- وجود تاريخ عائلي لانقطاع الطمث المبكر.
- تلقي علاجات السرطان.
- إزالة الرحم أو المبيضين.
وفي بعض الحالات يحدث انقطاع الطمث المبكر دون وجود سبب طبي واضح، وهنا تتم تسمية الحالة بقصور المبيض الأولي. [1]
اقرأ أيضًا: لماذا تصل بعض النساء إلى سن اليأس في عمر مبكر؟
كم تستمر مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
تختلف مدة استمرار مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بشكل كبير من امرأة إلى أخرى، ويمكن أن يبلغ متوسط مدة هذه المرحلة ما بين 3 - 4 سنوات. لكن لا تزال هناك إمكانية أن تستمر هذه المرحلة لفترة أطول تصل إلى 10 سنوات، وفي بعض الحالات تستمر مرحلة ما قبل انقطاع الحيض بضعة أشهر فقط. [1][3]
بشكل عام، يكون موعد انتهاء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عند مرور 12 شهر دون حدوث الدورة الشهرية لدى المرأة. [2][3]
ما هي أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
في آخر سنة أو سنتين من مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، يتسارع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، الأمر الذي يمكن أن يجعل المرأة تعاني من أعراض مشابهة لأعراض انقطاع الطمث. [1]
ويمكن أن تتضمن أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ما يلي: [1][2][5]
- تغيرات في الدورة الشهرية، والتي تتضمن:
- تغير تدفق الدورة الشهرية عن المعتاد بحيث تصبح إما أخف أو أكثر غزارة.
- عدم انتظام موعد الدورة.
- حدوث نزيف متقطع ما بين الدورات.
- تغير في الأعراض التي تعاني منها المرأة ما قبل الدورة الشهرية.
- الهبات الساخنة والتعرق الليلي.
- حنان الثدي.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- التعب وآلام العضلات.
- خفقان القلب.
- الصداع.
- جفاف المهبل، والذي يمكن أن يتسبب بعدم الراحة أثناء ممارسة الجماع أو حدوث نزيف بسيط بعد ممارسة الجماع.
- تقلب المزاج.
- الاكتئاب، والقلق، والهيجان.
- سلس البول وعدم القدرة على التحكم بالمثانة، مما يؤدي إلى تسرب البول عند السعال، أو العطس، أو الضحك، أو ممارسة التمارين الرياضية.
- الحاجة الملحة للتبول بشكل متكرر وزيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- اضطرابات النوم.
- مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى وصعوبة التركيز.
- زيادة طفيفة إلى متوسطة في الوزن وزيادة خطر تراكم الدهون حول منطقة الخصر.
- تغيرات في البشرة والتي يمكن أن تتضمن جفاف البشرة وتغير في مرونتها.
- تساقط شعر الرأس وفي ذات الوقت يمكن أن يزداد نمو الشعر الزائد في منطقة الوجه نتيجة التقلبات الهرمونية.
ويجب التنويه إلى أن شدة وطبيعة أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث يمكن أن تختلف من امرأة لأخرى، إلا أنها يمكن أن تصبح أكثر وضوحًا مع اقتراب سن اليأس. [4][5]
اقرأ أيضًا: أعراض انقطاع الطمث لدى المرأة
هل التحاليل تكشف عن الوصول لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
لا يوجد أي تحليل مخبري أو فحص تصويري يمكن أن يؤكد وصول المرأة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وعادة ما يتم الكشف عن ذلك من خلال الأعراض التي تعاني منها المرأة والتاريخ الطبي الخاص بها. [1][5]
يمكن أن يقوم الطبيب أحيانًا بإجراء فحص لقياس مستوى الهرمونات عند المرأة. لكن يجب تذكر أن مستويات الهرمونات تستمر في التغير خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، ولهذا يمكن أن يفيد إجراء هذه الفحوصات في أوقات مختلفة للمقارنة بينها. [1]
كما يمكن أن يقوم الطبيب ببعض التحاليل والفحوصات لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض التي تعاني منها المرأة، بما في ذلك: [5]
- فحص الحوض، للكشف عن وجود أورام ليفية، أو ورم سرطاني، أو آفات معدية.
- مسحة عنق الرحم، والتي يمكن أن تساعد في تحديد الآفات السابقة للسرطان في عنق الرحم.
- اختبارات التصوير، مثل: التصوير المقطعي المحوسب أو الموجات فوق الصوتية، والذي يمكن أن يكشف عن أي نمو أو خلل في منطقة عنق الرحم، أو الرحم، أو المبيضين، أو المثانة.
- الخزعة، وذلك في حال كشفت اختبارات التصوير عن وجود أي تشوه أو أمر غير طبيعي في الجهاز التناسلي الأنثوي.
هل يحدث الحمل في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
نعم، لا يزال من الممكن حدوث الحمل في فترة ما قبل انقطاع الطمث على الرغم من الانخفاض الحاد في هرمون الاستروجين في هذه المرحلة. لكن نظرًا لانخفاض الخصوبة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث من الممكن أن تواجه النساء في هذه المرحلة مشاكل وصعوبة في الحمل، وبالتالي ستحتاج لتلقي بعض العلاجات التي تساعد على الحمل والإنجاب. [1][2]
أما بالنسبة للنساء اللاتي لا يرغبن في الحمل، فيجب عليهن استخدام إحدى وسائل منع الحمل طوال فترة ما قبل انقطاع الطمث حتى يحدث انقطاع تام للدورة. [1]
كيف يمكن التعامل مع مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
تساعد بعض العلاجات الدوائية والطرق المنزلية في التخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث المزعجة. ويمكن أن تتضمن الأدوية التي يمكن أن يقوم الطبيب بوصفها للنساء في فترة ما قبل انقطاع الحيض ما يلي: [1][3]
- العلاج بالاستروجين، حيث يعمل هذا العلاج على استقرار مستويات الاستروجين في الجسم.
- حبوب منع الحمل. تعمل هذه الأدوية على تخفيف التغيرات التي تحدث في الدورة الشهرية، بما في ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية، أو غزارة الطمث.
- مضادات الاكتئاب، والتي يمكن أن تساعد في علاج تقلبات المزاج أو الاكتئاب أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث. كما يمكن أن تساعد الجرعات المنخفضة من مضادات الاكتئاب في علاج الهبات الساخنة أيضًا.
- دواء الجابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin)، الذي يمكن أن يساعد على تخفيف الهبات الساخنة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
- الكريمات المهبلية المتاحة بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية والتي يمكن أن تساعد على التقليل من الألم المرتبط بالجماع والتخفيف من جفاف المهبل.
كما يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نظام الحياة في علاج أعراض فترة ما قبل انقطاع الطمث، خاصةً الهبات الساخنة، ومن هذه النصائح ما يلي: [1][2][4]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فذلك من شأنه أن يعدل المزاج ويساعد على تخفيف الوزن، فضلًا عن إمكانية مساهمته في تخفيف الهبات الساخنة.
- النوم لساعات كافية ومحاولة النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
- تقليل مستويات التوتر وبناء مهارات التعامل مع التوتر، فمن الممكن ممارسة تمارين اليوغا والتأمل.
- التوقف عن التدخين.
- التقليل من شرب الكحول.
- تجنب منتجات الكافيين قدر الإمكان ومحاولة تناولها فقط في أوقات الصباح.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تناول نظام غذائي صحي متوازن، مع التأكيد على أهمية تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
- تجنب الأطعمة التي تزيد من الهبات الساخنة، مثل: الأطعمة الغنية بالتوابل والمشروبات الساخنة.
- ارتداء ملابس فضفاضة ذات طبقات يسهل خلعها.
- شرب السوائل الباردة عند حدوث الهبات الساخنة.
نصيحة الطبي
من الطبيعي أن تمر جميع النساء بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث التي تنخفض فيها مستويات هرمون الاستروجين في الجسم، ونتيجةً لذلك ستعاني المرأة من اضطرابات الدورة الشهرية، والهبات الساخنة، والأرق، وغيرها من الأعراض الأخرى. لكن يمكن أن يساعد الالتزام بنظام حياة ونظام غذائي صحي بالتخفيف من هذه الأعراض.
بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على استشارة طبية بخصوص النصائح والأدوية التي تساعد في التعامل مع الأعراض المزعجة لفترة ما قبل انقطاع الحيض.