يُمكن الاستعانة ببعض العلاجات الدوائية والنصائح المنزلية للتخفيف من الأعراض التي تواجهها النساء أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي مرحلة يحدث فيها العديد من التغيرات الهرمونية ويُرافقها أعراض شبيهة بأعراض انقطاع الطمث، أهمها الهبّات الساخنة وتقلبات المزاج. [1]
وفي المقال التالي سنناقش كل ما يخص كيفية التعامل مع أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث والتخفيف من حدّتها.
محتويات المقال
الالتزام بتناول العلاجات الموصوفة
يُمكن أن يصف الطبيب بعض العلاجات الدوائية التي يمكن أن تُساعد في التخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عند النساء، وعادةً ما يتم تصنيف هذه العلاجات الدوائية إلى مجموعتين رئيستين، وهما العلاجات الهرمونية والعلاجات غير الهرمونية. [1][2]
وفيما يلي توضيحًا لهذه العلاجات:
العلاجات الهرمونية
تتضمن العلاجات الهرمونية التي يُمكن استخدامها للنساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ما يلي:
- هرمون الإستروجين والبروجسترون
تٌعدّ العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإستروجين من أكثر الطرق العلاجية فعالية في التخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، حيث تهدف هذه العلاجات إلى استعادة مستويات هرمون الإستروجين أثناء هذه الفترة الحساسة من حياة المرأة. [1][3]
يُمكن أن يُساعد العلاج الهرموني في تخفيف الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي خلال بضعة أسابيع، بينما يستغرق الأمر في حالة الأعراض الأخرى، مثل: تغيرات المزاج وجفاف المهبل بضعة أشهر حتى تتحسن. [3]
كما يُمكن أن يصف الطبيب العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون البروجسترون، إلى جانب العلاج بهرمون الإستروجين، لدى النساء اللاتي لم يقمن بإزالة الرحم، حيث يُساعد هرمون البروجسترون على حماية بطانة الرحم من التأثيرات السلبية لهرمون الإستروجين. [3]
تتوفر العلاجات الهرمونية المستخدمة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بأشكال متنوعة وبجرعات مختلفة، وغالبًا ما يقوم الطبيب بوصف الجرعات والشكل الدوائي المناسب للمرأة والذي سيكون أكثر فعالية للتخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث لديها. [1][2][3]
ومن الأمثلة على العلاجات الهرمونية التي يُمكن للمرأة استخدامها أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الحيض ما يلي: [1][2][3]
- حبوب الإستروجين، مثل: حبوب الإيثينيل إستراديول (بالإنجليزية: Ethinyl Estradiol).
- اللصقات الجلدية، مثل: اللصقات التي تحتوي على مزيج من الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol) والنوريثيندرون (بالإنجليزية: Norethindrone).
- الكريمات المهبلية، مثل: الكريم الذي يحتوي على 17 - بيتا الإستراديول (بالإنجليزية: 17 β-Estradiol).
- اللولب الهرموني الذي يحتوي على البروجسترون.
- حبوب منع الحمل.
لكن عادةً ما يتم استخدام العلاجات الهرمونية لفترة أقل من 5 سنوات، وذلك لأنّ استخدام هذه العلاجات لفترة زمنية طويلة يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية، منها: [1][2]
- جلطات الدم.
- السكتة الدماغية.
- النوبات القلبية.
- سرطان الرحم.
- سرطان الثدي.
- أمراض المرارة.
كما يجب التنويه إلى أن بعض النساء يكون لديهن خطر مرتفع للإصابة بهذه المشكلات الصحية، ولهذا دائمًا ما يُنصح بتجنّب استخدام العلاج بهرمون الإستروجين والبروجستيرون لديهن. [1]
- هرمون التستوستيرون
غالبًا ما يتم وصف كريم أو الجل يحتوي على هرمون التستوستيرون من أجل تحسين الدافع الجنسي لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، بالإضافة إلى تحسين المزاج وتعزيز مستويات الطاقة. [3]
إنّ الآثار الجانبية لاستخدام التستوستيرون غير شائعة، لكنّها تتضمّن ظهور حب الشباب ونمو الشعر غير المرغوب فيه. كما يُمكن أيضًا أن يسبّب جل أو كريم التستوستيرون آثارًا جانبية لدى الآخرين إذا تعرضوا له باستمرار، ولهذا يُنصح دائًما بغسل المرأة ليديها بعد استخدام هذه المنتجات وتغطية المنطقة التي تطبّق عليها. [3]
العلاجات الدوائية غير الهرمونية
يوجد عدد من العلاجات غير الهرمونية التي يُمكن أن يصفها الطبيب لعلاج أعراض ما قبل انقطاع الطمث وذلك للنساء اللاتي يوجد لديهن موانع لاستخدام العلاجات الهرمونية أو أنّهن لا يفُضلن استخدام هذه العلاجات. [1][3]
ويُمكن أن تتضمّن هذه العلاجات غير الهرمونية ما يلي: [1][2][3][4]
- مضادات الاكتئاب، مثل: الباروكستين (بالإنجليزية: Paroxetine)، والسيتالوبرام (بالإنجليزية: Citalopram)، والفينلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine) والتي تعمل على تحسين المزاج والتقليل من أعراض الاكتئاب، كما يُمكن أن يصفها الطبيب بجرعات قليلة للتخفيف من الهبّات الساخنة.
- الجابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin)، وهو دواء مضاد للنوبات لكن يُمكن أن يتم استخدامه للتخفيف من الهبّات الساخنة التي تحدث في الليل.
- الكلونيدين (بالإنجليزية: Clonidine)، وهو دواء يُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، لكن يُمكن أن يُستخدم للتخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث المتمثّلة بالهبّات الساخنة والتعرّق الليلي.
- الأوسبيميفين بالإنجليزية: Ospemifene)، وهو من الأدوية التابعة لمجموعة مُعدّلات مستقبلات هرمون الإستروجين الانتقائية، والذي يعمل على تغيير بنية ودرجة الحموضة في المهبل، مما يُساعد في التخفيف من جفاف المهبل والألم أثناء الجماع.
- الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin)، وهو أحد الهرمونات التي ينتجها الدماغ والذي يُمكن أن يساعد على تحسين النوم لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
- الأوكسيبوتينين (بالإنجليزية: Oxybutynin)، والذي يُمكن أن يُساعد في إدارة الهبّات الساخنة، والتعرّق الليلي، ومشاكل المسالك البولية.
- حمض الميفيناميك (بالإنجليزية: Mefenamic Acid)، فهو يُستخدم في الأصل لعلاج التهاب المفاصل، ولكنّه يُساعد أيضًا في التخفيف من تشنجات الدورة الشهرية وآلام الظهر.
- الفيزولينيتانت (بالإنجليزية: Fezolinetant)، وهو دواء جديد يُساعد على علاج الهبّات الساخنة عن طريق ضبط مسار الدماغ الذي ينظم درجة الحرارة.
- المهدئات، مثل: الزولبيديم (بالإنجليزية: Zolpidem)، وذلك لعلاج الأرق.
لكن يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية وذلك للبحث في فوائدها المرجوّة ومخاطرها المحتملة، حيث يرتبط استخدام هذه الأدوية بالعديد من الآثار الجانبية والتي يُمكن أحيانًا أن تفوق الفوائد المرجوّة من استخدامها. [1][3]
المكملات العشبية
يوجد عدد من المكملات العشبية التي يُمكن أن تُساعد في علاج أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، إلا أنّه يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها، وذلك للأسباب التالية: [1][4][5]
- لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية العديد من المكملات العشبية للتخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
- احتمالية تسبّبها بآثار جانبية عديدة.
- تفاعل هذه المكملات العشبية مع الأدوية الأخرى الموصوفة للمرأة.
- تأثيرها سلبًا على النساء المصابات ببعض الحالات الصحية.
ومن الأمثلة على المكملات العشبية التي يُمكن أن تكون مفيدة خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ما يلي: [1][5]
- الكوهوش الأسود.
- البرسيم الأحمر.
- الجينسنغ.
- الكافا.
- زيت زهرة الربيع المسائية.
- نبات اليام البريّ.
- جذور الماكا.
إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة
تُساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في التحسين من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وفيما يلي نذكر بعضًا من هذه التغيرات:
التقليل من مستويات التوتر
من المهم أن تحافظ السيدة على بقاء مستويات التوتر لديها منخفضة، فذلك يمكن أن يُساهم في التحسين من مختلف أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، مثل: القلق، وتقلبات المزاج، والأرق. كما يمكن أن يكون لتقنيات تخفيف التوتر دورًا مهمًا في تقليل الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي. [4][5]
ومن التقنيات التي يُمكن أن تُساهم في تخفيف مستويات التوتر لدى المرأة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ما يلي: [4][5]
- اليوغا.
- التأمّل.
- تمارين التنفس العميق.
- الإبر الصينية.
- المساج، خصوصًا الذي يتضمّن استخدام الزيوت العطرية، مثل: زيت اللافندر، وزيت خشب الأرز، وزيت البرغموت.
تخفيف الوزن
إنّ من النصائح المهمة التي يُنصح بها للتعامل مع مرحلة ما قبل انقطاع الطمث والأعراض المرتبطة بها هي الحفاظ على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية، حيث يتسبّب انخفاض هرمون الإستروجين خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بزيادة الوزن لدى المرأة. [1][5]
ولهذا، فإنه عادةً ما يُنصح بالالتزام بنظام غذائي صحي يتضمّن تناول الأطعمة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة وتجنّب الأطعمة الغنية بالملح والسكر أو الأطعمة المصنّعة. كما يجب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. [4][5]
ممارسة الرياضة
لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة بانتظام أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث فقط على تخفيف الوزن، وإنّما يُمكن أن تساهم في تحسين تدفق الدورة الدموية وأخذ الخلايا للأكسجين، والتقليل من الالتهاب، والتعزيز من مستويات السيروتونين والإندورفينات، كل ذلك يُمكن أن يُساعد في التخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. [4][5]
فمن فوائد ممارسة الرياضة في فترة ما قبل انقطاع الطمث ما يلي: [4][5]
- تعزيز المزاج وتخفيف أعراض الاكتئاب.
- تحسين نوعية النوم.
- الحفاظ على كتلة العضلات وقوة العظام.
- تحسين صحة القلب.
- تقليل الهبّات الساخنة.
وعادةً ما يُنصح بممارسة المرأة التمارين الرياضية متوسطة الشدة بمعدل 150 دقيقة كل أسبوع، ويُمكن أن يشمل ذلك ممارسة: [5]
- المشي.
- الهرولة.
- ركوب الدراجات.
- السباحة.
- تمارين المقاومة.
- تمارين اليوغا.
تناول نظام غذائي صحي
يُساعد تناول نظام غذائي صحي وغني بالعناصر الغذائية أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث على العديد من الأمور، بما فيها: [4]
- تحقيق التوازن في مستويات الهرمونات.
- تقليل الالتهاب.
- تخفيف الوزن.
- تقليل الهبّات الساخنة.
- الحفاظ على صحة العظام.
ومن أنواع الأطعمة التي يُنصح عادةً بتناولها خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ما يلي: [5][6]
- الأطعمة الغنية بالحديد، مثل: الفاصولياء البيضاء، والطماطم، والكاجو، والخضروات الخضراء، بما في ذلك البروكلي، والسبانخ، فمن الممكن أن تُساعد في تخفيف الهبّات الساخنة، وخفقان القلب، والأرق.
- الأطعمة الغنية بفيتامين D والكالسيوم، فهي مهمة للحفاظ على كتلة العظام، وتُعدّ الألبان والأجبان ومنتجات الصويا من أفضل المصادر الغذائية للكالسيوم، بينما يُمكن أن يتواجد فيتامين D بنسبة جيّدة في الأسماك الدهنية والفطر.
- الأطعمة الغنية بالفيتوإستروجينات (بالإنجليزية: Phytoestrogens) وهي مركبات نباتية شبيهة بالإستروجين ويُمكن أن تُساعد في التخفيف من الهبّات الساخنة.
- الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3، مثل: زيت السمك أو زيت بذور الكتان، فمن الممكن أن تُساعد في التخفيف من الالتهاب وتحسين الحالة المزاجية، كما يٌمكن أن تقلل من الاكتئاب لدى النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
- الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، فهي تزيد من الشعور بالشبع وتساعد في الحفاظ على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية.
- البروتينات، خصوصًا البروتينات الخالية من الدهون، فهي تُساعد على تنظيم الشهية ومستويات السكر في الدم، فضلًا عن إمكانية مساهمتها في تحسين توازن الهرمونات في الجسم.
ومن المهم التأكيد على أهمية تجنّب تناول الأطعمة غير الصحية، مثل: [6]
- الأطعمة المصنّعة.
- الأطعمة الغنية بالملح، والتوابل، والسكر.
- الدهون المشبعة.
- الكربوهيدرات المكررة.
- الكافيين.
- الكحول.
النوم جيدًا
من النصائح التي يُنصح بها أيضًا للتعامل مع مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أيضًا الالتزام بروتين جيّد للنوم، بما في ذلك: [2][5]
- تحديد جدول ثابت للنوم.
- اتباع روتين مريح قبل النوم وجعل غرفة النوم باردة ومريحة.
- تجنّب الكافيين، والنيكوتين، والكحول قبل وقت النوم بما لا يقل عن أربع إلى ست ساعات.
- ارتداء ملابس نوم التي تمتص الرطوبة واستخدام أغطية قابلة للتنفس، فذلك يُمكن أن يساعد على تجنّب التعرّق الليلي أو التحكم فيه.
تغييرات أخرى
من النصائح الأخرى التي يُمكن أن تُساعد في التخفيف من أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ما يلي: [4][5]
- شُرب كميات وفيرة من الماء والسوائل الأخرى، حيث يُمكن أن يُساعد ذلك في التخفيف من الهبّات الساخنة، كما أنّه يقلل من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية المتكرّرة.
- ممارسة تمارين كيجل، فهي تُساعد على تقوية عضلات الحوض والتقليل من أعراض سلس البول.
- استخدام الكمادات الباردة أو المروحة المحمولة من أجل تبريد الجسم أثناء الهبّات الساخنة.
- تجنّب تدخين السجائر، حيث تتسبّب السجائر بانقباض الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الرحم ويؤدي إلى تفاقم التقلصات في منطقة البطن. كما يزيد التدخين أيضًا من المخاطر المرتبطة بالعلاج الهرموني.
- وضع الكمادات الدافئة أو زجاجة ماء ساخن في منطقة أسفل البطن فذلك يُساعد في التخفيف من التقلصات.
- أخذ حمام دافئ فهو خيار رائع للتخفيف من التوتر.
- استخدام زيت بذور الكتان وزيت فيتامين E موضعيًا في منطقة المهبل، فذلك يُمكن أن يُساعد على التخفيف من جفاف المهبل.
نصيحة الطبي
تُعدّ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث من المراحل المهمة التي تمّر بها النساء خلال حياتهن والتي تتسبّب بالعديد من الأعراض المزعجة، أهمها الهبّات الساخنة، والتقلبات المزاجية، وجفاف المهبل. لكن تُساعد العديد من العلاجات الهرمونية والعلاجات الدوائية وإجراء بعض التعديلات في نمط الحياة متبّع في التخفيف من هذه الأعراض.
وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على المزيد من النصائح والاستشارات الخاصّة بكيفية التعامل مع مرحلة ما قبل انقطاع الطمث والتخفيف من أعراضها.