تحدث حكة الثدي نتيجة لأسباب عديدة تتراوح ما بين البسيطة إلى الصعبة، فقد تشمل على جفاف الجلد، أو تحسسه، أو التغيرات الهرمونية التي تمر بها الأنثى، أو بعض المشاكل الجلدية، مثل: الأكزيما، والصدفية، وفي حالات أقل شيوعًا قد تكون حكة الثدي ناتجة عن حالات مرضية أكثر خطورة.
يُناقش هذا المقال معظم أسباب حكة الثدي.
محتويات المقال
أسباب حكة الثدي
قد يكون لبعض العادات اليومية أو لطبيعة البشرة الجافة دورًا في حدوث حكة في الثدي، وهي أسباب بسيطة يُمكن حلُّها بسهولة، ولكن يُمكن أن تكون الحكة مرتبطة بأسباب أخرى أكثر تعقيدًا وبحاجة إلى استشارة طبية، خاصة إذا رافقها أعراض أخرى غير الحكة، تعرف على أسباب حكة الثدي في الآتي: [1]
جفاف الجلد
تعرض الجلد في منطقة الثدي إلى الجفاف قد يزيد من احتمالية حساسية الثدي وتهيجه، وبالتالي الشعور بالحكة، وقد يحدث هذا نتيجة لعدَّة أسباب، أهمها ما يلي: [1][2][3]
- التعرق.
- طبيعة البشرة الجافة.
- التعرض المفرط للشمس.
- الاستحمام بكثرة، خاصة بالماء الساخن.
- التعرض للطقس البارد أو منخفض الرطوبة.
- استخدام المواد التي تزيد من فرصة جفاف الجلد، مثل: الصابون، أو بعض الغسولات، أو المواد غير المناسبة لنوع البشرة وحالتها.
التهاب الجلد
يُعد التهاب الجلد هو مصطلح واسع يندرج تحته الكثير من المشاكل الجلدية، التي قد تترافق مع الحكة في الثدي، منها الآتي: [2][6]
- الأكزيما: تحدث نتيجة تعرض الجلد في منطقة الثدي للمواد المهيجة أو نتيجة لجفاف الجلد، ويرافقها احمرار الجلد في الثدي والمنطقة المحيطة به والحكة.
- الصدفية: حالة جلدية تظهر في مناطق مختلفة من الجسم، بما فيها الثدي، وتُسبب ظهور بقع حمراء وبيضاء متقشرة ومثيرة للحكة، ومتراكمة على شكل طبقات.
نمو الثدي
تُعد حكة الثدي إحدى العلامات الشائعة الدَّالة على نمو الثدي وازدياد حجمه، إذ يحدث ذلك نتيجة تمدد الجلد حول الثدي، والذي يُمكن أن يحدث في الحالات الآتية: [2][4]
- البلوغ، تتغير مستويات الهرمونات في مرحلة البلوغ، ويُسبب ذلك تغير في أنسجة الثدي وبنيته، إذ تبدأ الغدد اللبنية بالنمو والتطور، ويزداد حجم الغدد الدهنية، وقد يرافق تلك التغيرات عدَّة أعراض، منها: الحكة، والشعور بالوخز، والألم، وتغيرات في ملمس الحلمة.
- زيادة الوزن، إنَّ اكتساب الوزن يزيد من تراكم الدهون في منطقة الثدي، ويؤدي إلى تمدد الجلد وتغير مرونته، وهذه الأسباب تولد الشعور بالحكة.
الدورة الشهرية
تلاحظ بعض الإناث عدد من التغيرات في الثدي قبل موعد الدورة الشهرية بعدَّة أيام، حيث يُصبح أكثر تورمًا وانتفاخًا، ومؤلمًا عند لمسه، يحدث ذلك نتيجة تغير مستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون التي قد تزيد من حساسية الجلد ليُصبح جافًا ومُعرضًا للحكة. يُفضَّل متابعة موعد حدوث هذه العلامات، إذ من غير الطبيعي حدوثها قبل أكثر من أسبوع من موعد الدورة الشهرية. [8][9]
ومن الجدير ذكره ينخفض هرمون الإستروجين لدى النساء عند انقطاع الطمث لديهن، وهذا يرتبط بزيادة تهيج البشرة وجعلها أكثر جفافًا، مما يزيد من فرصة التعرض للحكة في الثدي والحلمات، أو حتى في أجزاء الجسم الأخرى. [5]
الحمل والرضاعة
إنَّ التغيرات الهرمونية التي تمر بها الحامل والمرضعة تؤثر على طبيعة الجلد ومرونته وترطيبه، مما يجعله أكثر حساسية وعرضة للحكة.
ففي الحمل تزداد فرص التعرض لحكة الثدي نتيجة تمدد الجلد وزيادة تدفق الدم إلى الثدي، خاصةً خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، إذ يبدأ الثدي بالنمو ليتهيأ للرضاعة الطبيعية، فيزيد إنتاج الحليب.
أمَّا في حالة الرضاعة الطبيعية فيُعزى سبب الحكة إلى احتمالية انسداد القنوات الحليبية، أو بقايا الحليب على الحلمة بعد الانتهاء من الرضاعة الطبيعية، أو الطريقة التي يرضع الطفل بها. [2][5][7][9]
التهاب الثدي
هي حالة تلتهب فيها أنسجة الثدي مُسببة بذلك ظهور كتلة صغيرة متورمة وحمراء، يحدث ذلك بسبب تراكم الحليب في قنوات الحليب الموجودة في الثدي، مما يؤدي إلى انسداد أو تضيُّق في القناة، وهذا بدوره يزيد من احتمالية التعرض للالتهاب أو العدوى البكتيرية، وتعد المرضعات من أكثر الفئات عرضة للإصابة به.
غالبًا ما يكون التهاب الثدي بسيطًا، ويُمكن زواله بإرضاع الطفل من الثدي المصاب للتخفيف من كمية الحليب في الثدي، وفي بعض الحالات قد يتفاقم الالتهاب، ويُسبب خروج الخرَّاج من الثدي، ويرافق هذا الالتهاب الحكة الشديدة في الثدي المصاب. [8][10]
الطفح الحراري
هو طفح جلدي ناتج عن التعرض للحرارة المفرطة، كالطقس الحار، ويحدث في أجزاء الجسم التي تحتوي على الغدد العرقية، ويعد الثديين أحدها، ويُمكن أن تكون الحكة إحدى العلامات الدالة على الطفح الحراري دون علامات مرئية أخرى، وفي بعض الحالات قد تظهر البثور حول الثديين أو بينهما أو تحتهما. [1]
رد الفعل التحسسي
قد يستجيب الجسم لبعض المواد على أنَّها مهيجات أو مُسببة للحساسية، حيث يُصبح فيها الجلد مُحمرًا أو تظهر بعض البقع الحمراء كعلامات تحسسية، وتتضمن المواد التي يُحتمل أن تُسبب الحساسية الآتي: [5][2]
- نوعية الأقمشة الملامسة للثدي، أو الأصباغ والمواد التي تحتويها هذه الأقمشة.
- مواد التنظيف المستخدمة في غسل الملابس.
- مواد العناية بالجسم، مثل: الصابون، أو اللوشن، أو أي منتجات أخرى.
- استخدام العطور أو منتجات التجميل.
العدوى الفطرية أو البكتيرية
تُعد المبيضة البيضاء (بالإنجليزية: Candida Albicans) من أشهر أنواع الفطريات التي تُصيب الثدي، حيث تنمو في ثنايا الجلد ذات الحرارة والرطوبة العاليتين، يُمكن أن تحدث العدوى الفطرية في كلا الجنسين، ولكنها أكثر شيوعًا لدى النساء خاصة المرضعات منهنَّ، وتزداد فرصة الإصابة بها عند التعرق الشديد أو مع تناول المضادات الحيوية. [7][8]
أمَّا العدوى البكتيرية فاحتمالية حدوثها أقل شيوعًا من العدوى الفطرية، وتزداد فرصة الإصابة بها لدى المرضعات أو النساء الذين تعرضوا للعمليات الجراحية في الثدي أو الإصابات. ومن الجدير ذكره أن كلاً من العدوى الفطرية والبكتيرية تُسببان آلام الثدي، واحمراره، وتورمه. [9]
أسباب حكة الثدي الأقل شيوعًا
في بعض الأحيان قد تكون أسباب حكة الثدي ناتجة عن إجراءات علاجية أو حالات مرضية أخرى، ويمكن أن يرافقها علامات أخرى غير الحكة، ومن هذه الأسباب ما يلي:
داء باجيت
يُعد داء باجيت (بالإنجليزية: Paget's Disease) أحد أنواع سرطانات الثدي نادرة الحدوث، والذي يُمكن أن يُصيب كلا الجنسين، لكن تزداد فرصة حدوثه لدى النساء، وهو يؤثر في البداية على القنوات الحليبية في الثدي ومن ثمَّ ينتقل إلى الحلمة وباقي أجزاء الثدي، وعادةً ما يؤثر على أحد الثديين. [5][8]
في بداية المرض قد يكون داء باجيت مشابه للأكزيما، حيث يصبح الجلد ملتهبًا ومتقشرًا ومثيرًا للحكة، ولكن مع تقدم المرض يصبح الجلد أكثر سماكة وقد يرافقه نزول دم أو إفرازات صفراء. [5][8]
سرطان الثدي
يُعد سرطان الثدي الالتهابي نوع نادر وشديد من سرطان الثدي، ويحدث في طبقة الأدمة في الثدي، وهي الطبقة التي تلي طبقة البشرة الخارجية للجلد. قد تحدث الحكة في هذا النوع من سرطان الثدي في بعض الحالات النادرة، بينما تتضمن الأعراض الأخرى الشائعة ما يلي: [11]
- الطفح الجلدي.
- احمرار الجلد والتهابه.
- ظهور نتوءات على الجلد.
العلاج الإشعاعي
قد يخضع مرضى سرطان الثدي للعلاج الإشعاعي، وهو يقوم على توجيه موجات من الإشعاع مرتفعة الطاقة نحو الثدي، هذا يُسبب تغير في طبيعة أنسجة الجلد المحيطة في الثدي، أو قد يُسبب تلفها تمامًا، وتزيد هذه التغيرات من تعرض الجلد للجفاف مما يولد الرغبة بالحكة، وقد تستمر هذه الأعراض حتى بعد انتهاء جلسات العلاج الإشعاعي. [5][6]
نصيحة الطبي
تتعدد أسباب حكة الثدي، وقد يكون بعضها نتيجة التعرض لجفاف الجلد أو التقلبات الهرمونية أو مسببات الحساسية، وقد يكون بعضها نتيجة لأسباب أخرى مرضية، وهنا ينبغي اللجوء إلى الطبيب.
يُمكنك الآن التواصل مع طبيب معتمد عبر منصة الطبي وأخذ الاستشارة اللازمة في أي وقت وعن بعد.