يعد الحبل السري الرابط الأساسي بين الأم والجنين؛ يبدأ الحبل السري من فتحة في بطن الجنين تعرف باسم سرة الرضيع، ويمتد من هناك إلى المشيمة التي تقع داخل الرحم، وتكمن أهميته في تأمين الغذاء والأكسجين للجنين من خلال الدم الواصل من الأم بواسطة الأوعية الدموية داخل هذا الحبل. نتناول في هذا المقال الحديث عن كيفية العناية بسرة الرضيع، وسرعة شفاء الجرح، وتقليل خطر حدوث العدوى أو النزيف.
سقوط سرة الرضيع بعد الولادة
أثناء الولادة وإخراج الطفل من رحم الأم، يقوم الطبيب بقطع الحبل السري بواسطة أداة معقمة على بعد حوالي 2.5 سم من منشأ الحبل من سرة المولود، وبعد قطعه، تضغط الأوعية بواسطة ملقط خاص معقم مع ترك قطعة من الحبل السري تعرف باسم جدعة المولود، والتي تظهر كقطعة لحمية شفافة يمكن رؤية لون الدم من خلالها والتي تقوم بتكوين سرة الرضيع لاحقاً بعد التعافي.
موعد سقوط سرة الرضيع
كثير من الأمهات متى تسقط سرة المولود؟
يختلف موعد سقوط سرة الرضيع أو الجدعة بعد أن تجف من طفل لآخر، وعادةً تسقط خلال 7-21 يوم من الولادة، وبعد سقوط سرة المولود، ينتج عنها جرح صغير قد يستغرق عدة أيام للشفاء.
في حالات قليلة قد يحدث تأخر سقوط سرة الرضيع لفترة قد تصل إلى أربعة أسابيع، الأمر الذي قد يؤدي إلى قلق الوالدين رغم أنه يعد وضع طبيعي ولا يدل على مشكلة صحية.
أما في حالة تأخر سقوط سرة المولود عن شهر، فيجب استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب والمساعدة على تسريع سقوط سرة الرضيع.
للمزيد: فحوصات حديثي الولادة: احذروا تجاهلها
شكل سرة الرضيع
يختلف شكل سرة المولود بعد سقوطها، وغالباً ما تلاحظ الأمهات بروز سرة المولود خلال الفترة الأولى، ثم تبدأ في التعمق للداخل تدريجياً.
وسوف تجد الأم بعض القشور الداكنة في سرة الرضيع، وهي عبارة عن دم جاف، وقد يصاحبها قليل من السائل الأصفر لبضعة أيام.
نزول دم من سرة الرضيع
يعتبر نزول دم من سرة المولود أمر طبيعي وشائع لعدة أيام بعد سقوطها، والذي يكون عادة على شكل نقاط دم جافة على ملابس الطفل فوق السرة. قد تكون نتيجة حك الملابس أوالحفاض بمنطقة السرة لدى الطفل، وأما النزف الغزير فقد يكون مؤشر لوجود مشكلة في ربط السرة أو حدوث التهاب في سرة الرضيع، وفي حالات نادرة، قد يكشف ذلك عن إصابة الطفل بمرض الداء النزفي الوليدي.
تنظيف سرة الرضيع
تتساءل الأمهات ماذا أفعل بعد سقوط سرة المولود؟ وكيفية العناية بسرة الطفل حديث الولادة، حيث يتوجب الحفاظ على نظافة سرة الرضيع وتعقيمها قدر الإمكان تفادياً لحدوث الالتهاب ولتسريع سقوطها. فيما يلي إجراءات العناية بسرة المولود بعد سقوطها.
- تنظيف سرة الرضيع: بشكل مستمر باستخدام القطن والماء الدافئ، والصابون الطبي، مع تجنب استخدام الكحول، حيث أشارت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن عدم استخدام الكحول يساهم في سقوط سرة الرضيع والتئام الجرح بشكل أسرع، إذ يمنع الكحول من جفاف سرة الرضيع.
- الحفاظ على جفاف منطقة السرة: من أهم إجراءات تنظيف سرة المولود بعد سقوطها هو الحفاظ على جفاف منطقة سرة الرضيع وما حولها، كما ينصح بتنظيف جسم الطفل خلال الفترة الأولى باستخدام الاسفنجة بدلاً من الاستحمام وغمر جسم الطفل كاملاً في الماء.
- تعريض سرة الرضيع لهواء الغرفة بشكل متكرر: وتجنب استخدام الضمادات الطبية في تغطيتها؛ يساعد ذلك في تسريع جفاف السرة أو جدعة المولود.
- عدم تغطية سرة الرضيع بالحفاضات: يجب اختيار حفاضات لا تغطي سرة الرضيع، أو القيام بطي الحفاضة بحيث لا تلامس سرة الرضيع.
- تغيير حفاضات الطفل بشكل مستمر: وذلك للمحافظة على جفاف ونظافة المنطقة، ومنع وصول البول أو البراز إلى سرة الرضيع، والذي قد يكون سبباً في حدوث العدوى كذلك ينصح بربط الحفاضات بطريقة بحيث تبقى منطقة سرة المولود مكشوفة.
اقرأ أيضاً: "نعيماً"... كل ما تحتاجين إلى معرفته عن تحميم الرضيع
التهاب سرة الرضيع
في حالة عدم الحفاظ على نظافة سرة الرضيع، فيمكن أن تصاب بالتهاب، وتشمل أعراض التهاب سرة الرضيع:
- احمرار وتورم سرة الرضيع.
- استمرار النزف من سرة الرضيع.
- خروج سائل أصفر، أو قيح من سرة الرضيع وما حولها.
- تألم وانزعاج الطفل، وبكائه عند القيام بلمس منطقة سرة الرضيع.
- ارتفاع حرارة الطفل أحياناً.
- وجود رائحة كريهة.
ويجب استشارة طبيب الأطفال بخصوص سرة الطفل في الحالات التالية:
- ارتخاء ملقط السرة.
- انتفاخ منطقة سرة الرضيع بعد سقوطها.
- حدوث النزف الدموي غير الطبيعي.
ولتفادي التهاب سرة الرضيع، يمكن استشارة الطبيب حول استخدام بودرة سرة المولود، وتسمى أيضاً بودرة رشوش السرة، أو بودرة تنشيف السرة، وهي عبارة عن بودرة للوقاية من مختلف أنواع البكتيريا، والفطريات، والفيروسات.
إذا أوصى الطبيب باستخدام بودرة سرة الرضيع، يتم وضعها على السرة مرتين إلى 4 مرات كحد أقصى في اليوم، أو وفقاً لتعليمات الطبيب، على ألا يتجاوز استخدامها مدة أسبوع على الأكثر.
الورم الحبيبي في سرة الرضيع
الورم الحبيبي هو عبارة عن كتلة رخوة بيضاء أو زهرية اللون، تفرز مادة صفراء من سرة الرضيع.
عادةً ما يحدث الورم بعد سقوط سرة الرضيع، ولا يترافق مع التورم، أو الاحمرار، أو سخونة السرة، وهو غير مؤلم لأنه لا يوجد فيه أعصاب.
ويعتبر الورم الحبيبي التهاب موضعي بسيط، وأكثر حالات الورم الحبيبي في سرة الرضيع لا تحتاج إلى العلاج وتشفى بمفردها مع الاستمرار بتنظيف المنطقة وبقائها جافة خلال أسبوع.
أما في حالة استمرار المشكلة وتفاقمها، فيكون علاجها من خلال كي الورم بنترات الفضة، ولذلك يجب على الأم مراقبة سرة الرضيع باستمرار ومع كل تغيير حفاضة للتأكد من سلامتها وعدم اصابتها بالتهاب، أو احمرار، أو تورم.
فتق سرة الرضيع
فتق السرة هو كبر حجم الفوهة التي كان يخرج منها الحبل السري لدرجة أنه بعد سقوط السرة لا تنغلق هذه الفتحة وتنتفخ عند ضحك أو بكاء الطفل، وحينها يمكن أن يستمر بروز سرة المولود.
هذه الحالة لا تشكل أي خطر ولا تعد سبب بكاء الطفل، ولا يكبر حجمها بعد الولادة، وأكثر الحالات تشفى بمفردها، ولا يفيد تطبيق الرباط الخاص أو أي لاصق على الفتق.
وتكون الجراحة ضرورية فقط في حال لم ينغلق الفتق بعمر 4 سنوات، ولذلك يجب المتابعة مع الطبيب في حالة استمرار ظهور فتق سرة الرضيع.