قد يواجه بعض الرجال مشاكل تؤثر في قدرتهم على الإنجاب مستقبلاً، مثل أن عدد الحيوانات المنوية عندهم تقل مع الزمن، أو اضطرارهم للخضوع لعملية قطع القناة المنوية، أو اضطرارهم للتعرض للعلاج الإشعاعي، لذا قد يقترح الطبيب على هؤلاء الرجال تجميد السائل المنوي عندهم مدة من الزمان حتى الحاجة إليه لاحقاً.
بعد التجميد، يتم حقن السائل المنوي في رحم المرأة ضمن ما يسمى بعملية الإمناء الإصطناعي (بالإنجليزية: Artificial Insemination).
محتويات المقال
فحوصات ما قبل تجميد السائل المنوي
فحص إمكانية تجميد السائل المنوي (بالإنجليزية: Cryosurvival Test) هو فحص مخبري يتم قبل تجميد السائل المنوي للتحقق من إمكانية تجميده مدة من الزمن وأن عملية التجميد لن تضره. لا يعتبر فحص إمكانية تجميد السائل المنوي موثوقاً تماماً للتنبؤ بما سيحدث للحيوانات المنوية بعد عملية تجميدها. (1)
أحد طرق إجراء فحص إمكانية تجميد السائل المنوي تتم عن طريق تجميد عينة صغيرة من السائل المنوي لمدة قصيرة، ثم تقييم حركة الحيوانات المنوية في هذه العينة. بهذه الطريقة يمكن حساب نسبة الحيوانات المنوية التي تبقى فعّالة بعد عملية التجميد، وبناءاً على ذلك، يمكن استشارة المريض بخصوص الإجراءات التي تلي ذلك وحساب عدد عينات السائل المنوي التي يحتاج المريض إلى تجميدها فعلياً للحصول على أكبر عدد ممكن من الحيوانات المنوية الحيّة بعد عملية التجميد. (1)
طريقة تجميد السائل المنوي
من الطرق الأفضل لتجميد الحيوانات المنوية هي عملية الحفظ بالنيتروجين السائل على درجة حرارة أقل من -130 سيليسيوس، فقد أثبتت الدراسات أن هذه الطريقة هي الأفضل في الحفاظ على حركة الحيوانات المنوية كما كانت قبل عملية التبريد. يفيد استخدام درجة الحرارة هذه في إيقاف النشاط الخلوي وإيقاف تشكيل الجليد داخل الحيوانات المنوية. (2)
تتم عملية التأكد من سلامة الحيوانات المنوية بعد عملية التجميد من خلال المقارنة بين قدرة الحيوانات المنوية على الحركة قبل وبعد عملية التجميد، والتي يفترض أن تقترب من نسبة 50% ليصبح بالإمكان استخدام هذه الحيوانات المنوية في عملية الإمناء الإصطناعي. (2)
الحالات التي يتم فيها تجميد الحيوانات المنوية
تتم عملية تجميد السائل المنوي (بالإنجليزية: Cryopreservation) في بعض الحالات حيث يعاني الرجل من مشاكل تناسلية تجعل من كمية السائل المنوي عنده أو كمية الحيوانات المنوية التي ينتجها قليلة وتقل مع الزمن. فيقوم البعض بحفظها حتى يستطيع استخدامها في المستقبل. (3)
تستخدم عملية حفظ الحيوانات المنوية بالبرودة أيضاً في الحالات التالية: (3)
- قبل عملية قطع القناة المنوية (بالإنجليزية: Vasectomy).
- قبل خضوع الرجل للعلاج الكيماوي أو العلاج الإشعاعي.
- قبل أي حدث يمكن أن يؤثر بالأعضاء التناسلية الذكرية.
في الغالب فإن الحيوانات المنوية التي تصدر من الذكور الأصحاء تكون قادرة على تحمل عملية التجميد، بعكس الحيوانات المنوية التي يكون مصدرها الذكور المصابين بسرطان الخصية أو أي نوع آخر من السرطانات، ففي هذه الحالات، من المهم عمل فحص إمكانية تجميد السائل المنوي قبل تجميده فعلياً. (3)
للمزيد: أسئلة حول العقم
العوامل المؤثرة على نجاح تجميد السائل المنوي
في بعض الأحيان، تنجح عملية تجميد السائل المنوي وقد لا تنجح. وقد تنجح بشكل نسبي من حالة لأخرى. قد تؤثر عملية الحفظ بالبرودة على قدرة الحيوانات المنوية على الحركة، وقد تؤثر على خصوبتها. (2)(3)
هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على إمكانية تجميد السائل المنوي، منها:
- سلامة الغشاء المحيط بالحيوانات المنوية خلال عملية التجميد.
- جودة الحيوانات المنوية قبل عملية التجميد.
- أساليب التجميد والتذويب المستخدمة.
- مواد الحفظ المستخدمة خلال عملية التجميد، مثل مادة الجليسرول والسكروز.
- عوامل وراثية تؤثر على طبيعة الحيوانات المنوية.
مخاطر عملية تجميد السائل المنوي
من مخاطر هذه العملية أنه من الممكن انتقال فيروسات الكبد الوبائي بأنواعها بين العينات المختلفة المحفوظة في نفس المكان، لذلك فيجب على المختبرات المعنية أخذ كل وسائل الحيطة لعدم انتشار الفيروسات بين عينات السائل المنوي المأخوذة. ومن هذه الوسائل حفظ العينات المحتمل إصابتها بفيروسات في بيئة نيتروجين غازية (بالإنجليزية: Gaseous Environment) بدلاً من النيتروجين السائل. (2)(3)
للمزيد: زيادة حجم السائل المنوي وتعداد الحيوانات المنوية
عملية الإمناء الاصطناعي
يقرر الطبيب عملية الإمناء الاصطناعي في حال كان أحد الزوجين يعاني من مشاكل لها علاقة بالعقم، فمثلاّ قد يعاني الزوج من قلة إنتاج السائل المنوي أو قلة عدد الحيوانات المنوية فيه. وقد تعاني المرأة من حالة تسمى بطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis). (4)
تتضمن عملية الإمناء الاصطناعي عملية حقن السائل المنوي -بعد تجميده مدة من الزمن أو بعد جمعه مباشرةً- داخل عنق الرحم، أو قناة فالوب، أو الرحم للمرأة. تتميز هذه العملية بقلة الأعراض الجانبية المتعلقة بها، فقد تشعر المرأة بالقليل من النفخة أو قد تصاب بنزيف خفيف بعد القيام بها. (4)
قد لا تنجح عملية الإمناء الاصطناعي في حال كانت المرأة كبيرة في السن، أو كانت حالة بطانة الرحم المهاجرة شديدة عندها، أو كانت تعاني من التهابات طويلة الأمد في قناة فالوب أو كانت تعاني من انسداد القناة، أو كانت الحيوانات المنوية المستخدمة من قبل الرجل غير فعالة. (4)