هناك العديد من الحالات المرضية التي تصيب البروستاتا، أهمها التهاب البروستاتا بنوعيه المزمن والحاد، وتضخم البروستاتا الحميد، وسرطان البروستاتا، لكن هل يمكن علاج البروستاتا عند إصابتها بهذه الأمراض؟
يحدث التهاب البروستاتا المزمن نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية، وتتمحور أعراضه حول القشعريرة، وارتفاع درجة الحرارة، وصعوبة التبول، بينما قد يكون الالتهاب الحاد بكتيري السبب أو قد يكون بسبب آخر مثل الاحتقان، ويعاني المصابون به من ألم عند التبول، وألم في الحوض وأسفل الظهر، وعسر التبول.
يصيب تضخم البروستاتا الحميد 50 % من الرجال ممن تجاوزوا 60 عاماً، ويعانون بسببه من كثرة التبول ليلاً، وصعوبة بدء التبول، وألم خلاله، وعدم القدرة على تفريغ المثانة كاملةً، بينما يعد سرطان البروستاتا ورم خبيث تظهر أعراضه بعد تطوره غالباً، وأهمها: صعوبة التبول، والألم عند الانتصاب، ووجود دم في البول، ستجد في السطور التالية كل ما تحتاج معرفته عن علاج البروستاتا بجميع أنواعها.
علاج التهاب البروستاتا أو احتقان البروستاتا
يعد علاج التهاب البروستاتا واحتقان البروستاتا متشابهان، ويعتمد على سبب الالتهاب أو الاحتقان، وينقسم إلى المحاور التالية:
- المضادات الحيوية: يصفها الطبيب وريدياً لأول جرعة، ثم فموياً لمدة قد تصل إلى شهر، إذا كان سبب الالتهاب عدوى بكتيرية، أو قد يصف جرعة صغيرة لمدة طويلة إذا استمرت الأعراض.
- حاصرات ألفا: تساعد على ارتخاء بعض أجزاء البروستاتا والجهاز البولي، لتخفيف الألم وتسهيل خروج البول.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs): تساعد على تسكين الألم وتقليل التورم.
- المكملات: يتناول بعض المرضى كريستين (بالإنجليزية: Quercetin)، الذي يساعد على تقليل الالتهاب، ويتناول آخرون السيرنيلتون (بالإنجليزية: Cernilton) في علاج البروستاتا، وقد تتعارض تلك المكملات مع أدويتك إذا كنت تتناول أدوية أخرى، لذلك ينبغي لك استشارة الطبيب قبل تناولها.
- مثبطات الفوسفو داي إستيراز: قد يصفها الطبيب لك لعلاج مشاكل الانتصاب المصاحبة لالتهاب البروستاتا، ويعد تادالافيل (الفياجرا) من أهم تلك الأدوية.
- القسطرة البولية: أنبوب مرن يستخدم لتصريف البول خارج الجسم مع المرضى غير القادرين على التبول، في الحالات المتأخرة.
علاج احتقان البروستاتا طبيعياً
هناك عدة طرق تساعد على علاج احتقان البروستاتا طبيعياً، أهمها:
- المداومة على جلسات الاسترخاء التي قد تساعد على بعض الحالات.
- أكل الجزر، والملفوف الأحمر، والمشمش لاحتوائهم على مادة البيتا سيتوستيرول المساعدة في علاج البروستاتا.
- الذهاب لجلسات العلاج الطبيعي والتدليك للمساعدة على تخفيف الألم وارتخاء العضلات.
- الجلوس في ماء دافئ بعمق 5 إلى 7.5 سنتيمتراً، لتخفيف الأعراض.
- المداومة على ممارسة الرياضة.
- تناول التفاح، والبصل الأخضر لاحتوائهما على مادة كويرسيتين، لتخفيف حدة الأعراض.
- الجلوس على الوسادة، وتجنب الجلوس على الأسطح الصلبة.
- تجنب المشروبات الكحولية، والمشروبات الغنية بالكافيين.
- الابتعاد عن الأطعمة الحارة.
- تجنب ركوب الدراجات والأنشطة الرياضية المتعبة للمثانة.
- عدم تناول السكريات، والزيوت المهدرجة، واللحوم الممتلئة بالهرمونات.
- شرب كميات كافية وكبيرة من الماء، للمساعدة على إدرار البول.
- تناول البروكولي والقرنبيط، لتثبيط هرمون الاستروجين في الجسم، وتخفيف التهاب البروستاتا.
علاج تضخم البروستاتا
يهدف العلاج إلى إزالة الانسداد وإعادة خروج البول بشكل طبيعي، وينقسم العلاج إلى:
- العلاج الدوائي: تعد الأدوية الخيار العلاجي الأول لتضخم البروستاتا الحميد، وأهم تلك الأدوية:
- حاصرات ألفا (بالإنجليزية: Alpha blockers): تعد تلك الأدوية الخيار الأول للعلاج، إذ ترخي عضلات عنق المثانة، والألياف العضلية في البروستاتا، نتيجة لذلك يتدفق البول بسهولة، تظهر نتائج تلك الأدوية خلال أيام من بدء الاستخدام، ومن أهم أدوية تلك المجموعة: تامسولوسين (بالإنجليزية: Tamsulosin)، وتيرازوسين (بالإنجليزية: Terazosin)، وسيلودوسين (بالإنجليزية: Silodosin).
- مثبطات اختزال 5- ألفا (بالإنجليزية: 5α-Reductase inhibitor): تزداد كميات إنزيم اختزال 5- ألفا في الجسم مع الكبر في السن، وهو الإنزيم المسؤول عن تحويل هرمون التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتيستوستيرون (بالإنجليزية: DHT)، ويؤدي ذلك إلى ازدياد كمية ثنائي هيدروتيستوستيرون، ونتيجة لذلك يزداد عدد الخلايا، مكونةً تضخم حميد في البروستاتا، حيث تساعد مثبطات اختزال 5- ألفا على انكماش غدد البروستاتا، عن طريق تثبيط ذلك الإنزيم، ومن أهم أدوية تلك العائلة: فيناستيريد (بالإنجليزية: Finasteride).
- خليط علاجي: قد يلجأ الطبيب لصرف الفئتين معاً للحصول على نتيجة أفضل في علاج البروستاتا.
- العلاج الجراحي: قد يلجأ الطبيب إلى علاج البروستاتا بالجراحة عند فشل تلك الأدوية، ويكون ذلك في الحالات المتأخرة جداً، أهم تلك الطرق:
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل (بالإنجليزية: TURP): عملية جراحية يستأصل خلالها الجزء الذي يسد مجرى البول من البروستاتا بالتنظير (باستخدام منظار قاطع) يدخل عبر القضيب، وتعد تلك العملية الخيار الجراحي الأول عند فشل الأدوية.
- العلاج الحراري بموجات الميكروويف عبر الإحليل (بالإنجليزية: TUMT): تستخدم خلالها موجات الميكروويف لتدمير أنسجة البروستاتا، ويساعد ذلك الإجراء على تسهيل التبول وتقليل تكراره، لكنها لن تعالج مشكلة عدم إفراغ المثانة ولا التضخم.
- استئصال البروستاتا بالإبر عبر الإحليل (بالإنجليزية: TUNA): حرق منطقة معينة من البروستاتا بواسطة موجات الراديو عن طريق إبر صغيرة يدخلها المعالج في المثانة عبر الإحليل، لتقليل أعراض ومضاعفات تضخم البروستاتا، وتسهيل خروج البول، وقد يسبب هذا الإجراء إحساساً بالحرقان يمكن علاجه باستخدام مخدر في البروستاتا وحولها، لسد الأعصاب.
- شق البروستاتا عبر الإحليل (بالإنجليزية: TUIP): إحداث شقوق في عنق المثانة والبروستاتا، لتوسيع مجرى البول وزيادة تدفقه.
- الاستئصال بالحرارة: تستخدم الطاقة، مثل الحرارة أو الليزر لإذابة جزء محدد من أنسجة البروستاتا.
- العلاج بالماء الساخن: يستخدم الماء الساخن لتسخين أنسجة محددة في البروستاتة دون الإضرار بباقي الأنسجة، من خلال قسطرة موصلة ببالون مجاور للبروستاتا، ويتحكم في ذلك باستخدام الحاسوب.
علاج تضخم البروستاتا بالاعشاب
يعد علاج البروستاتا بالاعشاب محط خلاف كبير ولا تنصح جمعية طب المسالك الأمريكية (بالإنجليزية: American Urological Association) به، لكن هناك عدد منها قد يساعد في علاج تضخم البروستاتا الحميد والتهابها كذلك، من أهمها:
- البلميط المنشاري (Saw palmetto): من أكثر الأعشاب المستخدمة في علاج البروستاتا، إذ يثبط إنزيم اختزال 5- ألفا، مما يؤدي إلى تقليل معدلات ثنائي هيدروتستيرون المسؤول عن حدوث التضخم، وزيادة كميات هرمون التستوستيرون، أي أنها تساعد على علاج سبب التضخم.
- بيتا سيتوستيرول (Beta-sitosterol): مادة دهنية تشبه الكوليستيرول، هي نفس المادة الفعالة المستخدمة في مراهم الحروق الموضعية بالاسم العلمي ب- سيتوستيرول. اقترحت عدة دراسات علمية فعاليته في تخفيف الأعراض البولية المصاحبة لتضخم البروستاتا.
- مستخلص الخوخ الأفريقي (بالإنجليزية: Pygeum): يساعد على تخفيف أعراض تضخم البروستاتا؛ يساعد على إفراغ المثانة وخروج البول.
- عشبة القراص (بالإنجليزية: Stinging Nettle): تزيد كميات هرمون التستوستيرون، وتقلل الالتهابات، مما يساعد على تصغير تضخم البروستاتا.
وتشمل الأغذية الطبيعية الأخرى التي تستخدم في علاج تضخم البروستاتا ما يلي:
- فاكهة البابايا، والبطيخ، والجوافة.
- الشاي الأخضر.
- بذور اليقطين (القرع).
اقرأ أيضاً: فوائد القرع للبروستاتا
علاج سرطان البروستاتا
تعالج معظم حالات سرطان البروستاتا بإزالة الورم جراحياً، ثم العلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني، وقد تحتاج بعض الحالات علاجاً كيميائياً.
نصائح تساعد على تسريع علاج البروستاتا
إليك بعض النصائح التي تساعد في علاج البروستاتا:
- الذهاب إلى الحمام بمجرد الشعور بالحاجة إلى التبول.
- عدم شرب أي مشروبات قبل الخلود إلى النوم بساعتين.
- تجنب كثرة الجلوس قدر الإمكان.
هل يمكن أن يتحول تضخم البروستاتا الحميد إلى سرطان البروستاتا؟
تضخم البروستاتا الحميد وسرطان البروستاتا حالتان مختلفتان، ولا يمكن أن يتحول التضخم الحميد إلى سرطان، بل يمكن الإصابة بكليهما في نفس الوقت في مناطق متفرقة من البروستاتا.
هل تتطلب كل حالات التهاب البروستاتا علاجاً؟
قد تكتشف الإصابة بالتهاب البروستاتا عند إجراء فحصوصات البروستاتا لأي سبب كان، دون وجود أية أعراض، لا تتطلب تلك الحالة علاجاً لكنها قد تسبب العقم.
ختاماً، أمراض البروستاتا منتشرة جداً بين الرجال، خاصةً الكبار منهم، ولا تتطلب مجهوداً علاجياً كبيراً في بدايات أغلبها، لذلك إذا شعرت بأي أمر غير اعتيادي في أثناء التبول أو الانتصاب أو بعدهما لاتتردد في الذهاب إلى الطبيب لتجنب تفاقم الحالة.