مع حلول شهر رمضان المبارك، يأتي على بال الكثيرين تساؤلات حول أوقات تناول الأدوية في الشهر الفضيل، خصوصًا تلك التي يتم تناولها على معدة فارغة، مثل دواء الغدة الدرقية.
سنجيب في هذا المقال على مجموعة من التساؤلات المتعلقة بحبوب الغدة في رمضان، وأفضل وقت لأخذها.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
أفضل وقت لأخذ حبوب الغدة في رمضان
خلال شهر رمضان المبارك، قد تتغير طريقة تعامل الجسم مع الأدوية وتحصل بعض التغيرات في عملية الأيض، ويعود ذلك إلى الأسباب التالية: [1]
- تغير طبيعة حركة المعدة، بسبب الصيام لفترات طويلة، وتناول الوجبات الدسمة والثقيلة على المعدة.
- تأثر الساعة البيولوجية في الجسم.
وبناءً على ذلك، يمكن اعتبار أفضل وقت لأخذ حبوب الغدة في رمضان كما يلي: [1]
- قبل النوم، أي بعد تناول وجبة الإفطار بما لا يقل عن ساعتين.
- قبل تناول وجبة السحور بنصف ساعة، وهو الخيار الأفضل.
اقرأ أيضًا: الأدوية في رمضان: دليلك الشامل
الصيام والغدة الدرقية
قد يكون الصيام مفيدًا لبعض حالات خمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وقد يكون مضرًا لبعضها، ولكن بشكل عام، لا يؤثر صيام شهر رمضان المبارك على الغدة الدرقية، ولا حاجة لزيادة الجرعة خلال أيام الصيام، كما أن مستويات هرمونات الغدة الدرقية عادة ما تتحسن. [2]
ولكن، يجدر الانتباه إلى نوعية الطعام المتناولة خلال ساعات الإفطار، حيث أن طبيعة الطعام المتناول تؤثر وبشكل كبير على مستويات الهرمونات في الدم. [3]
اقرأ أيضًا: فوائد الصيام في شهر رمضان المبارك
أخطاء عند تناول حبوب الغدة في رمضان
قد يقوم البعض بارتكاب أخطاء دون قصد عند تناول حبوب الغدة في رمضان، والتي يجب توعية الأفراد حولها لتجنبها، وتشمل: [1,4]
- تناول دواء الغدة الدرقية في رمضان مع الوجبات الأساسية أو الخفيفة، ويجدر الإشارة هنا إلى أن امتصاص دواء خمول الغدة الدرقية، المعروف بالليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxin)، سينخفض إلى نسبة 60% مقارنة بامتصاصه عند تناوله على معدة فارغة والتي تصل إلى 80%، لذلك من المهم تناول حبوب الغدة في رمضان على معدة فارغة.
- الجمع بين هرمون الغدة الدرقية مع الأدوية الأخرى، خصوصًا مضادات الحموضة (بالإنجليزية: Antacids)، والكالسيوم، وأدوية الكوليسترول، ومكملات الحديد، ويجب الفصل بين الأدوية المذكورة وحبوب الغدة بما لا يقل عن 4 ساعات، مع أهمية عدم إلغاء دواء معين دون استشارة الطبيب.
- تناول جرعة زائدة من هرمون الغدة الدرقية، لاعتقاد المريض أنه لا يسبب أي آثار جانبية، ولكن على العكس تمامًا، فإنه قد يزيد من الشعور بالتعب، ويؤثر على النوم والتركيز، كما يتسبب بتسارع ضربات القلب، والقلق، ومشاكل في النوم، ومشاكل في القلب والعظام، وفي حال الإصابة بإحدى المضاعفات المذكورة، يجب مراجعة الطبيب على الفور لتعديل الجرعة المتناولة من حبوب الغدة.
- تناول جرعة هرمون الغدة الدرقية بشكل غير منتظم، وهي المشكلة الأكثر شيوعًا في شهر رمضان، حيث أن تخطي الجرعات، أو تناول الدواء في أوقات مختلفة خلال ساعات الإفطار، أو تناوله مع الطعام في بعض الأيام وعلى معدة فارغة في أيام أخرى يؤثر على طريقة امتصاص الدواء.
لذلك يجب تناول الجرعة الصحيحة من الدواء في نفس الوقت، وبنفس الطريقة يوميًا.
- الإفراط في تناول أطعمة معينة خلال ساعات الإفطار، قد تكون ذات تأثير سلبي على طريقة امتصاص هرمون الغدة، أو على عمل الغدة الدرقية، خصوصًا تلك الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم بنسب مرتفعة.
- إدخال بعض المكملات الغذائية إلى النظام الغذائي دون استشارة الطبيب، لذلك يجب أن إخبار مقدم الرعاية الصحية عن أي مكملات يتناولها المريض، لأنها قد تؤثر على علاج قصور الغدة الدرقية، وخاصة اليود، الذي قد يتسبب في ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية أو انخفاضها بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: علاج خمول الغدة الدرقية بالاعشاب والاطعمة الطبيعية
نصائح لمرضى الغدة الدرقية في رمضان
لصيام صحي لمرضى الغدة الدرقية في رمضان، ينصح بما يلي: [2,3,5,6]
- تناول حبوب الغدة في رمضان في نفس الوقت يوميًا، وتجنب تناولها في ساعات متقاربة مع المكملات الغذائية، خصوصًا الكالسيوم والحديد، ومضادات الحموضة.
- تناول العناصر الغذائية والفيتامينات الهامة لوظائف الغدة الدرقية، مثل السيلينيوم، والزنك، واليود، وذلك بعد استشارة الطبيب.
- تجنب التقليل الشديد من السعرات الحرارية خلال ساعات الإفطار، لما لها من تأثير سلبي على الغدة الدرقية، وتناول السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم كاملة، من الكربوهيدرات، والدهون، والبروتينات.
- مراقبة مستويات هرمونات الغدة الدرقية كما يطلب الطبيب.
- الحصول على قسط كافي من النوم، الذي يعد من المتطلبات الأساسية لوظيفة الغدة الدرقية السليمة.
- تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، والتركيز على الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه، والخضروات، والبقوليات، والبروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية.
- تناول وجبة واحدة خفيفة في ساعات الإفطار، والسماح للجسم بحرق الدهون بين الوجبات.
- تجنب تناول الوجبات الخفيفة في ساعات متأخرة من الليل.
- الحرص على اتباع نظام غذائي صحي، وإدخال الألياف والحبوب الكاملة إلى النظام الغذائي، كما ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالأوميغا 3، والجلوتاثيون، وفيتامين د، وفيتامين ب، والبروبيوتيك، أو البكتيريا النافعة، ومرق العظم.
- تجنب تناول الخضراوات من المجموعة الصليبية، مثل اللفت والملفوف، لأنها يمكن أن تمنع إنتاج هرمون الغدة الدرقية، ولكن يمكن التقليل من هذه المشكلة من خلال طهي الخضراوات الصليبية (بالإنجليزية: Cruciferous Vegetables) على البخار، ولكن دون الإفراط في تناولها.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وبشكل معتدل.
- الحفاظ على وزن صحي ومعتدل، وتجنب السمنة.
- السيطرة على التوتر والقلق، من خلال ممارسة تمارين اليوغا، وتمارين التأمل.
اقرأ أيضًا: علاج خمول الغدة الدرقية