كم من ضحايا سقطوا في شَرَك الإصابات الرياضية، أسماء كثيرة لأبطال في كل الألعاب، أندية خسرت خدمات لاعبيها، منتخبات عالمية تأثرت بغياب أبنائها. تاريخ المنافسات والبطولات ممتلئ عن آخره بالكثير من اللحظات العصيبة، والأنفاس الحبيسة، في انتظار نتائج فحص إصابات أبطال الألعاب المختلفة.
حتى باتت إصابات الملاعب، لعنة تطارد آثارها الكل، لاعبين، ومشجعين، ومسئولين عن المنافسات، سوف نستعرض هنا الإصابات الرياضية، وتشخيصها الدقيق، وبعض علاجاتها. تًشكل الإصابات الرياضية خطراً كبيراً، على الرياضيين في مختلف الألعاب الرياضية، وكذلك على عدد كبير من الرياضيين المُعتزلين
وحتى نتجنب هذه الإصابات التي تسببت في إعتزال عدد كبير من أبطال الرياضة، ولا تزال تُمثل خطراً قائماً للعديد من اللاعبين، يجب أن تُشخص الإصابات الرياضية بدقة متناهية، ولكن قبل أن نتطرق لأساليب التشخيص في الإصابات الرياضية، سوف نُلقي الضوء على بعض هذه الإصابات.
الإصابات الرياضية
هي الحالة التي، يحدث بها تلف لبعض الأنسجة أو الأعضاء لشخص، أثناء ممارسة اللعب. غير أن الإصابات الرياضية، ليست لها سبب واحد، وهو اللعب، لكنها ترتبط في بعض الأحيان، بالتدريبات والاستعدادات للمشاركات الرياضية المختلفة، ذلك لأن معظم الألعاب الرياضية حالياً، أصبحت تنافسية بشكل أكبر، وتتطور بمرور الوقت بسرعة مذهلة.
سجلت الإحصائيات في عام 2016 في أولمبياد ريو، تحطيماً لسبع وعشرين رقماً قياسياً، منهم خمسة فقط لدولة واحدة، لذا فإن كل المؤشرات تؤدي إلى زيادة التنافس، والأعباء التدريبية، وكذلك زيادة فرص الإصابات الرياضية، وفي ظل وجود الكثير من الألعاب الرياضية المختلفة، فهناك أيضاً تفاوت واختلاف في أنواع الإصابات التي يتعرض لها كل لاعب على حسب ما يمارسه من رياضات. ومن هذه الإصابات:
- لاعب تنس الطاولة، لإصابات في الغضاريف والأربطة.
- لاعب الجمباز، أكثر إصاباته تتركز حول إصابات الكسور الناتجة عن السقوط والاصطدام.
- لعبة الرماية، يتعرض أبطالها لإصابات بالفقرات العنقية.
- الشد العضلي، يكون من نصيب الرباعين في لعبة حمل الأثقال.
- الإسكواش، وكرة الريشة، تُهدد لاعبيها بالإصابة في منطقة الركبة وكاحل القدم.
- السباحة، يعاني السباحون من آلام الشد العضلي و إصابات الكتف والقدم.
- الرياضات التي لها طابع ترفيهي مثل الغوص، يتعرض البعض لإصابات في شبكية العين.
إن الإصابات الرياضية، صارت في علاقة طردية مع التطور الكبير في المنافسات، والاستثمارات الكبيرة في اللاعبين، لذلك فإن أسبابها، كثيرة ومتنوعة، منها ما تقع مسئوليته، على اللاعبين أنفسهم، ومنها ما يكون بسبب الأخطاء الفنية لعدد من المدربين.
اقرأ أيضاً: الإصابات الرياضية
تشخيص الإصابات الرياضية
إن تشخيص الإصابات الرياضية، أصبح لا يعتمد فقط على التشخيص العادي، أو ما يُعرف باسم، الفحص الظاهري. لكن مع كثرة الإصابات الرياضية، والحاجة الماسة لعودة أبطال الألعاب الرياضية إلى ميادين الألعاب المختلفة سريعاً، بات من الضروري استخدام تقنيات أكثر تقدماُ ودقة في التشخيص. وفي المجمل، فإن تقنيات التصوير الطبية، هي الأكثر شيوعاُ حالياً، سوف نستعرض عدداً من الأساليب الدقيقة، التي تُستخدم في التشخيص ومنها:
الموجات فوق الصوتية
تعتمد هذه التقنية على، مبدأ الممانعة التي تتلقاها الموجات الصوتية عند مرورها بجسم ما، مثل مرور الموجات الصوتية بمجموعة الأنسجة التي يتكون منها، الأربطة والأوتار والعضلات. توفر هذه الطريقة وصفاً دقيقاً ومنطقياً لحالة الأنسجة الداخلية في الإصابات الرياضية.
الأشعة السينية
فكرة استخدام الأشعة السينية، قائمة على وجود اختلاف في الكثافة بين أنسجة الجسم، وبالتالي عندما تمر هذه الأشعة من خلال الأنسجة المختلفة الكثافة، تعطي صورة واضحة للأعضاء أو الأنسجة التي مرت بها، إن أهم ما تتميز به الأشعة السينية، أنها تعطي تشخيصاً سهلاً وسريعاً للإصابات الرياضية، مقارنة بالتقنيات الأخرى.
التصوير بالرنين المغناطيسي
تعتمد تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي على استخدام ظواهر الرنين المغناطيسية، وكذلك الإشارات الكهرومغناطيسية في الحصول على صور ثلاثية الأبعاد ورباعية الأبعاد، تتجلى فائدة التصوير بالرنين المغناطيسي في حالات تصوير الفقرات، والحبل الشوكي خاصة بمنطقة العنق.
وبالرغم من دقة التصوير بالرنين المغناطيسي، و ضرورة استخدامه في حالات إصابات العمود الفقري، إلا أن التصوير بالرنين المغناطيسي به بعض العيوب، في حالة استخدامه مع المصابين من خارج المجال الرياضي، خاصة الحوامل، وأصحاب بعض الأمراض الخطيرة.
الأشعة المقطعية
تعمل الأشعة المقطعية، جنباً إلى جنب مع الأشعة السينية، وذلك عن طريق استخدام الأشعة السينية، أو تحديداً كاشف الأشعة السينية، والحاسب الآلي، حيث تعطي الأشعة السينية البيانات الخاصة بكثافة الأنسجة، ويقوم النظام الالكتروني بمعالجتها، ومن ثم عمل صورة على الحاسب تكون أكثر دقة من صور الأشعة السينية. تفيد الأشعة المقطعية في الإصابات الخاصة بالجهاز العصبي، مثل إصابات الجمجمة، والنزيف الداخلي في المخ، بينما استخدامها قليل نسبياً في إصابات المفاصل والعظام، مقارنة بالأشعة السينية وحدها.
طرق تشخيص أخرى
هناك بعض الطرق التشخيصية الأخرى، والتي تعد أكثر تطوراً وتقدماً ومنها اختبارات الرؤية والتوازن، تحليل طريقة المشي أثناء السير على أجهزة المشي المتخصصة، عمل منظار داخل المفصل.
علاج الإصابات الرياضية
تشمل طرق علاج الإصابات الرياضية، أساليباً وطرقاً مختلفة، ويرجع ذلك لاختلاف الإصابات وتنوعها. ومن سبل علاج الإصابات الرياضية ما نذكره تالياً:
العلاج المنزلي
يعتمد العلاج المنزلي على مجموعة من الممارسات البسيطة، والتي يكون لها أثر كبير في حالات الإصابات الرياضية المحدودة، ومن أمثلتها:
- الالتزام بالراحة التامة، والابتعاد عن العودة السريعة للملاعب، قبل الشفاء الكامل.
- الحماية، واتخاذ كل التدابير الاحترازية لمنع تجدد الإصابة مرة أخرى.
- استخدام الكمادات الساخنة والباردة والتبديل بينهما، بمعدل زمني متناسق.
إجراءات علاجية خاصة
تخضع هذه العلاجات إلى ما يعرف بالطب الرياضي، والذي يحتوي على علاجات لإصابات كثيرة منها:
علاج إصابات الكاحل والقدم
من الإصابات الكثيرة في عالم الرياضة، والراحة هي علاجها الأول، والذي يسجل نجاحاً كبيراً في السيطرة عليها.
علاج إصابة الرأس
الراحة ضرورية في العلاج، كذلك إبعاد اللاعب عن استكمال التنافس، وإخراجه من ميدان اللعب.
علاج إصابة مفصل الورك
من الوارد التدخل الجراحي في إصابة مفصل الورك أو الفخذ، تبعاً لخطورة الإصابة. تتراوح خيارات علاج إصابات الورك من الجراحية إلى غير الجراحية وقد تختلف اعتمادًا على الحالة أو الإصابة التي تُعالج.
علاج إصابات الركبة
من أكثر المفاصل تعقيداً، وتعرضاً للإصابة ولذلك فهناك العديد من الأساليب العلاجية المستخدمة في علاج الركبة، على حسب حجم وحالة الإصابة.
علاج إصابات الساق
على حسب مكان الإصابة، تُحدد طريقة العلاج. هناك الكثير من الإصابات في عالم الرياضة، ومنها الالتواءات والتي غالباً ما تعالجها الراحة.
العلاج الطبي
العلاج المنزلي يعتبر الخطوة الأولى في العلاج، لكن لابد من اللجوء إلى استخدام المستحضرات الدوائية والتي تتنوع على حسب كل إصابة ومنها:
الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، ومضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، لتخفيف الالتهاب وتقليل الألم في اليوم الثاني أو الثالث لوقوع الإصابة، استخدام حقن الكورتيزون، في حالات الالتهابات الحادة، مع مراعاة آثارها الجانبية.
في حالة الإصابات الرياضية الحرجة، يكون البديل الجراحي هو الحل، خاصة مع التمزق الكامل في الأربطة، والكسور المضاعفة. ومن أمثلة هذه الجراحات:
- تمزق الرباط الصليبي، جراحات عديدة تشمل استبدال الرباط الممزق.
- جراحات الغضروف، ما بين إرجاع الغضروف المنزلق، وبين استبداله بقرص صناعي أكثر مرونة.
- جراحات تعديل عظمة الرضفة في الركبة، بجراحات في نطاق الأربطة المحيطة بها.
- جراحات تعديل وتركيب الشرائح المعدنية في الكسور الشديدة.
إعادة التأهيل في الإصابات الرياضية
يراعى في إعادة التأهيل أن يكون دون عجلة، وعلى مراحل متدرجة، مما يجعل عملية الشفاء مكتملة، والعودة إلى الملاعب لا تحتمل أي مخاطر، وأهم ما في هذه المرحلة، هو التحكم في الألم والتروي قبل العودة لممارسة التدريبات واللعب مرة أخرى.
الوقاية من الإصابات الرياضية
لتجُنب الإصابات الرياضية، هناك بعض النصائح التي تساعد على ذلك منها:
- القيام بعمليات الإحماء، قبل البدء في التدريبات العنيفة.
- القيام بتمارين التمدد بانتظام وعلى فترات متساوية، فهي تحافظ على العضلات صحية.
- استخدام الأدوات الرياضية الجيدة، مثل الأحذية، والمضارب، وحتى الأدوات التي تستخدم لحماية الجسم.
للمزيد: الحذاء الرياضي وأثره على الإصابات الرياضية
- الاختيار بين التمرينات والتدريبات الأفضل، والاطلاع دائماً على تقنيات التدريب المتطورة.
- الاعتدال في الممارسات الرياضية، فالجسد له طاقة، ولا يجب التمادي عند الشعور بالإرهاق.
ويبقى دائماً، أن الاكتشاف السريع للإصابات الرياضية، يجعل من السهل علاجها. ولذلك على كل رياضي أن يكون يقظاً، ومنتبهاً لأي أعراض تبدأ في الظهور، ولا يتهاون أو يتجاهل هذه الأعراض، حتى لا تستغرق الرحلة العلاجية وقتاً طويلاً.