اعتاد الناس على رؤية بضع قطرات نازفة من الأنف، فالرعاف أو نزيف الأنف من الحالات الصحية المنتشرة بين الناس خاصة الأطفال، ورغم القلق الذي يعتري الجميع عند رؤية الدماء، إلا أن تكرار الأمر واعتياده قلل من القلق والتوتر، خاصة أن النزيف يتوقف بعد عدد من الإسعافات البسيطة في المنزل ولا يستدعي الذهاب للطبيب.
لكن يدب القلق في النفس وقت الشعور بطعم الدماء في الحلق، هنا يجب التوقف لمعرفة سبب نزول الدم إلى الحلق فيما يعرف بنزيف الأنف الخلفي، نناقش بهذا المقال أسباب نزيف الأنف الخلفي وطرق علاجه، والوقاية منه.
محتويات المقال
ما هو نزيف الانف الخلفي؟
يتسبب تلف الأنسجة الخلفية في أغشية الأنف خاصة فروع الشريان الذي يغذي الأنف، في حدوث النزيف الذي قد يتحرك إلى الأمام ليخرج من فتحتي الأنف، أو يتحرك إلى الخلف فيتساقط في تجويف الحلق، فبيشعر المريض بطعم الدماء في حلقه فيما يعرف بنزيف الأنف الخلفي.
يتميز نزيف الأنف الخلفي بكونه أثقل وأكثر غزارة قليلاً من الأمامي وهو غير شائع الحدوث، وقد يكون خطيراً في عدد من الحالات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، أو الإصابات في الأنف، وغيرها من الحالات.
قد لا يشعر المريض بالدم في تجويف الحلق، لكن غالباً ما يكون هناك نزيف أنفي خلفي في الحالات الآتية:
- استمر نزول الدم من فتحتي الأنف لأكثر من 20 دقيقة خاصة مع تلقي الإسعافات.
- تلقى المصاب إصابة مباشرة في الرأس أو الأنف.
- يتراوح عمر المريض ما بين عامين و10 أعوام في الأطفال، أو ما بين 50 و80 عاماً للبالغين، حيث يكثر النزيف الخلفي للانف في هذه الأعمار.
- يزداد معدل الإصابة عند مرضى ارتفاع ضغط الدم.
- يجب الإسراع إلى المراكز الطبية لتلقي الرعاية المناسبة في حالات نزيف الأنف الخلفي الغزير. (2)(3)
أسباب نزيف الأنف الخلفي
تتعدد أسباب نزيف الأنف الخلفي، فمنها ما هو بسبب عوامل وإصابات خارجية أو حالات مرضية، نذكرها تالياً: (1)(2)(3)
- التدخين أو التدخين السلبي، حيث يرفع دخان النيكوتين من حساسية الأوعية الدموية في الأنف.
- تنفس الكيماويات الضارة مثل الأمونيا، والبنزين.
- تعرض الرأس لإصابة، أو ضربة، أو كسر وهو سبب نزيف الأنف الخلفي الأكثر شيوعاً.
- تناول عدد من العلاجات والأدوية مثل مميعات الدم كالأسبرين والوارفارين.
- خدش الأنف وحكها كثيراً.
- محاولة التخلص من المخاط والإفرازات بقوة وقت الإصابة بنزلات البرد.
- جفاف الطقس ونقص الرطوبة.
- وضع أجسام غريبة داخل الأنف.
- انحراف الحاجز الأنفي، مما يجعل أحد الممرات الأنفية أصغر من الآخر.
- أدوية الحساسية ونزلات البرد التي ترفع من جفاف أنسجة الأنف مثل مضادات الهستامين.
- وجود أورام حول الأنف.
اقرأ أيضاً: 4 من أشهر أسباب نزيف الأنف أثناء النوم
- مضاعفات جراحات الأنف.
- الإصابة بالحساسية والأنفلونزا، فتتمدد أوعية الأنف الدموية وتصبح عرضة للتمزق والنزف.
- تمدد الأوعية الدموية في الشريان السباتي.
- نقص الكالسيوم.
- أمراض الدم التي تتسبب في سيولته وتؤثر سلباً على الأوعية الدموية مثل الهيموفيليا، وارتفاع ضغط الدم، واللوكيميا.
- تصلب الشرايين، ومرض فون ويلبراند.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- الحمل.
- تناول الكحوليات.
- تناول بعض المكلات الغذائية الغنية بالجنكوبيلوبا وفيتامين هـ.
علاج نزيف الأنف الخلفي
قد تجدي طريقة الضغط على مقدمة الأنف مع إمالة الرأس للأمام لمدة 20 دقيقة نفعاً مع نزيف الأنف الخلفي، ولكن ذلك ليس مع معظم الحالات، حيث يعد إيقاف نزيف الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من الأنف أمراً صعباً ومن الممكن أن يهدد الحياة.
يجب سرعة التوجه إلى المراكز الطبية والمستشفيات لتلقي العلاج المناسب، يلجأ الطبيب إلى أحد الطرق التالية: (4) (2)
- البالون: يتلقى المريض مهدئاً ثم يضع الطبيب بالوناً له شكل معين أو حشوة عميقاً داخل الأنف، للضغط على مكان النزيف وإيقافه، يتردد المرضى على المستشفى عدة مرات ليتلقوا الأكسجين، والمضادات الحيوية في محاولة لمنع التهابات الأذن الوسطى والجيوب الأنفية، يعيب هذه الطريق في علاج نزيف الأنف الخلفي أنها تسبب ضيقاً للمريض، وتعوق مجرى التنفس.
- الانصمام: يضطر الطبيب إلى غلق الوعاء الدموي أو الشريان النازف بصورة مباشرة عن طريق وضع مادة موضع النزيف لغلقه، يمكن فعل ذلك عن طريق الأشعة السينية أو المنظار الضوئي.
- الكي: يمكن كي الشريان النازف بالكي الكهربي أو الكيميائي، يستخدم الطبيب الليزر، أو التيار الكهربي، أو نترات الفضة، يكثر استخدام الكي في علاج نزيف الأنف من الخلف.
- الربط الجراحي: يلجأ الطبيب إل الجراحة في حالة فشل كل الطرق السابقة، ومنها ربط الوعاء الدموي المستمر بالنزيف.
للمزيد: نزيف الأنف، الأعراض والعلاج خطوة بخطوة
الوقاية من نزيف الأنف من الخلف
يمكن الإقلال من الإصابة والوقاية من النزيف الخلفي للأنف عن طريق اتباع عدد من الاحتياطات التالية:
- الابتعاد عن إثارة الأنف بوضع أجسام غريبة داخلها.
- التعامل بلطف مع الأنف وقت العطس، والنفخ، والتنظيف.
- استخدام مرطبات الأنف من بخاخات المحلول الملحي، ومرطبات الجو كذلك.
- حماية الأنف في الرياضات العنيفة، وتجنب الصدمات.
- ضبط ضغط الدم غير المعالج، وغيره من الحالات المرضية.
- محاولة تغيير الأدوية التي تزيد من تميع الدم بالنقاش مع الطبيب.