يُعدّ العلاج الدوائي الخيار الأول لعلاج خمول الغدة الدرقية، وذلك لتعويض النقص في هرمونات الغدة الدرقية، والتي يؤثر قصورها على وظائف العديد من أعضاء وأجهزة الجسم ويتسبب باختلال العديد من العمليات الحيوية، لهذا يوصى باستشارة الطبيب في حال المعاناة من هذه المشكلة للبحث في أسبابها ووصف أدوية علاج خمول الغدة الدرقية وتحديد جرعاتها المناسبة وتجنّب خطر تطوّر مضاعفات صحية أخرى. [1]

يتناول هذا المقال خيارات علاج قصور الغدة الدرقية الدوائية، إلى جانب العلاجات التكميلية الأخرى.

علاج خمول الغدة الدرقية

تتضمن طرق علاج كسل الغدة الدرقية ما يلي:

الأدوية

الطريقة الأساسية لعلاج خمول الغدة الدرقية هي تناول الأدوية الفموية التي تحتوي على مواد فعّالة بديلة لهرمونات الغدة الدرقية. وتساعد هذه الأدوية في السيطرة على المرض وأعراضه من خلال تعويض النقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وقد يحتاج بعض المرضى إلى تناولها مدى الحياة. [1][2]

يعد دواء الليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxine) أشهر أدوية علاج قصور الغدة الدرقية، وهو عبارة عن دواء مصنّع يشبه هرمون الثيروكسين، أحد أهمّ هرمونات الغدة الدرقية. [1][2]

يعتمد تحديد الجرعة المناسبة من دواء الليفوثيروكسين على عدة عوامل، أبرزها: [1][2][3]

  • عمر المريض.
  • وزن المريض.
  • مستويات هرمونات الغدة الدرقية والهرمون المنبه للغدة الدرقية في مجرى الدم.
  • التاريخ الصحي للمريض وصحته العامة، فمثلًا معاناة المريض من أمراض القلب تستدعي البدء بجرعات أقل من الجرعات المعتادة.

على نحو عام، يحتاج معظم المرضى البالغين الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية إلى تناول جرعة 1.7 ميكروغرام/ كلغ يوميًا من دواء الليفوثيروكسين، بينما تنخفض هذه الجرعة عند كبار السن لتصبح 1 ميكروغرام/ كلغ يوميًا لدى كبار السن.

أما بالنسبة لعلاج خمول الغدة الدرقية عند الأطفال، فقد يتطلب تناول دواء الليفوثيروكسين بجرعة تصل إلى 4 ميكروغرام/كلغ يوميًا. [3]

وعادةً ما يبدأ الطبيب بإعطاء جرعة أولية مقدارها 75 ميكروغرام يوميًا، ومن ثم يقوم بتعديل الجرعة بعد فترة من الزمن، وذلك بناءً على مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية. [2][3]

لهذا غالبًا ما تشتمل الخطة العلاجية على إجراء فحوصات دورية للمريض بمعدل كل 6 أسابيع في بداية الأمر، وعند استقرار مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية ووصولها للمستوى الطبيعي، يمكن إجراء الفحوصات الدورية للمريض بمعدل أقل تواترًا، أيّ كل 6-12 شهر تقريبًا. [2][3]

وفيما يلي بعض التعليمات الخاصة باستخدام دواء خمول الغدة الدرقية: [1][2]

  • يوصى بتناول دواء الليفوثيروكسين صباحًا على معدة فارغة قبل 30-60 دقيقة من وجبة الإفطار، أو بعد وجبة العشاء بحوالي 3-4 ساعات.
  • ينصح بتناول دواء خمول الغدة الدرقية في الوقت ذاته من كل يوم.
  • يجب الالتزام باستخدام الاسم التجاري ذاته عند علاج قصور الغدة الدرقية، لتجنّب التغيرات في مستويات الهرمونات التي قد تحدث في حال استخدام أسماء تجارية مختلفة ما بين الحين والآخر.
  • يجب عدم تخطي أي جرعة من دواء الليفوثيروكسين، وفي حال نسيان أخذ الجرعة فمن المهم تناولها بمجرد تذكرها، ثم تناول الجرعة التالية في موعدها، لكن يجب تجنّب تناول جرعتين في الوقت ذاته لتعويض الجرعة المنسيّة.
  • يجب استشارة الطبيب في حال تناول أدوية أو مكملات غذائية إلى جانب دواء قصور الغدة الدرقية، إذ قد تتأثر فعالية هذا الدواء أو امتصاصه عند تناوله مع بعض الأدوية والمكملات الغذائية، مثل:
    • أدوية الصرع، مثل الكارباميزابين (بالإنجليزية: Carbamazepine).
    • أدوية الاكتئاب، مثل السيرتالين (بالإنجليزية: Sertraline).
    • هرمون التستوستيرون.
    • حبوب منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإستروجين.
    • مكملات الكالسيوم.

يجدر الإشارة إلى أنّ علاج خمول الغدة الدرقية عند الأطفال الرضع قد يتطلب طحن حبة من دواء الليفوثيروكسين وخلطها مع كمية مناسبة من الماء، أو حليب الأطفال، أو حليب الأم، بمعدل جرعة واحدة يوميًا ، حيث من الممكن أن لا تتوفر دائمًا أشكال صيدلانية من الدواء خاصة بالأطفال، مثل الشراب. [4]

اقرأ أيضًا: أضرار زيادة جرعة أدوية الدرقية أو ترك الأدوية

المكملات الغذائية

يمكن أن يساهم نقص بعض العناصر الغذائية بانخفاض إفراز هرمونات الغدة الدرقية، ولذلك يساعد تناول بعض أنواع المكملات الغذائية التي تحتوي على هذه العناصر في علاج نقص هرمون الغدة الدرقية. [5]

من الأمثلة على المكملات الغذائية التي قد تعزز علاج قصور نشاط الغدة الدرقية ما يلي: [5][6]

  • اليود، حيث يحتاج الجسم عنصر اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
  • الزنك.
  • السيلينيوم.
  • فيتامين B12.
  • فيتامين D.
  • المغنيسيوم.
  • الحديد.

من المهم استشارة الطبيب أولًا قبل البدء بتناول المكملات الغذائية بهدف علاج قصور الغدة الدرقية، خاصةً وأنها لا تعتبر بديلًا عن الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب. [5]

الأعشاب الطبيعية

تساعد بعض الأعشاب الطبيعية في علاج خمول الغدة الدرقية، وذلك من خلال مساهمتها في تحفيز إفراز هرمون الغدة الدرقية أو لفوائدها في السيطرة على الالتهابات في حالات الأمراض المناعية المسببة لاضطرابات الغدة، كما من الممكن أن تساعد هذه الأعشاب في التخفيف من أعراض قصور الغدة الدرقية لدى المريض. [5][7]

لكن لا تعتبر هذه الأعشاب بديلًا عن أدوية علاج كسل الغدة الدرقية، ومن المهم استشارة الطبيب قبل تناولها إلى جانب الأدوية. [5]

من الأعشاب التي يمكن أن تساعد في علاج خمول الغدة الدرقية ما يلي: [5][7][8]

  • الأشواغاندا (بالإنجليزية: Ashwagandha)، يمكن لتناول جرعة 600 ملغ يوميًا منها أن يحفز إفراز هرمون الغدة الدرقية بشكل طبيعي. لكن من أضرار تناول الأشواغاندا المحتملة تحفيز إفراز هرمون الغدة بشكل مبالغ والتسبب بحالة التسمم الدرقي (بالإنجليزية: Thyrotoxicosis).
  • الزنجبيل، فهو يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، والتي من الممكن أن تكون مفيدة للمرضى الذين يعانون من نقص هرمونات الغدة الدرقية.
  • نبات القراص، حيث يمكن أن يحتوي على عدد من العناصر المفيدة لوظائف الغدة الدرقية، ومنها فيتامين A، وفيتامين B6، والكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، واليود.
  • الأعشاب البحرية، فهي غنية بعنصر اليود المهم لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.

للمزيد: علاج خمول الغدة الدرقية بالأعشاب والأطعمة الطبيعية

الطب البديل

من خيارات الطب البديل لعلاج كسل الغدة الدرقية الحجامة، فبحسب دراسة صغيرة أجريت عام 2021، تضمنت دراسة حالة 5 أفراد مصابين بخمول الغدة الدرقية تلقوا العلاج بالحجامة لمدة 3 أشهر، وجد أن الحجامة يمكن أن تساعد في تحفيز إفراز هرمونات الغدة الدرقية واستعادة النسب الطبيعية لها في الدم، وبالتالي إمكانية خفص الجرعة المستخدمة من أدوية علاج خمول الغدة الدرقية.

لكن، لم تكن هذه الفوائد ناتجة فقط عن علاج قصور الغدة الدرقية بالحجامة، بل كانت نتيجة لاستخدام الإبر الصينية إلى جانب إجراء الحجامة، لذا فإنّ الإبر الصينية أيضًا من خيارات الطب البديل التي قد تساهم في تحسين أعراض خمول الغدة وتعزيز استجابة الجسم للعلاجات المستخدمة. [9]

كما أشارت مراجعة نشرت عام 2018 أنّ استخدام الوخز بالإبر الصينية قد يساهم في زيادة هرمونات الغدة الدرقية لدى الأفراد الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية. [5]

من الطرق البديلة الأخرى التي يمكن أن تساعد في علاج كسل الغدة الدرقية أيضًا ممارسة التأمل واليوجا، فمن الممكن أن تساعد بعض أوضاع رياضة اليوغا على زيادة تدفق الدم إلى الغدة الدرقية، مثل: الوقوف على الكتفين والأوضاع التي تكون فيها القدمين أعلى من مستوى القلب. كما يمكن أن تساعد ممارسة اليوغا والتأمل على التخفيف من التوتر الذي قد يفاقم من سوء أعراض قصور الغدة الدرقية. [5]

لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات فوائد الحجامة وغيرها من طرق الطب البديل لعلاج نقص هرمون الغدة الدرقية، كما يجب التنويه إلى أن هذه الطرق لا تعد بديلًا عن الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب. [5]

أطعمة تساعد في علاج خمول الغدة الدرقية

بدلًا من تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على اليود، والزنك، والسيلينيوم، وفيتامين B12، يمكن أن يساعد تناول بعض الأطعمة الغنية بهذه الفيتامينات والمعادن في تعزيز علاج خمول الغدة الدرقية، ومن الأمثلة عليها ما يلي: [6][8]

  • البيض.
  • اللحوم.
  • الأسماك والمأكولات البحرية.
  • الخضروات، مثل: الجزر، والبطاطا، والكوسا.
  • الفواكه، مثل: الموز، والتوت، والبرتقال.
  • منتجات الألبان، مثل: الحليب، والجبن، والزبادي.
  • الأطعمة الخالية من الجلوتين، مثل: بذور الكتان، وبذور الشيا، والأرز.
  • المكسرات، خصوصًا المكسرات البرازيلية.
  • زيت وحليب جوز الهند.
  • حليب اللوز.

للمزيد: أطعمة تنشط الغدة الدرقية

نصيحة الطبي

يعدّ الخيار العلاجي الأساسي لقصور الغدة الدرقية هو تناول دواء الليفوثيروكسين، ومن الممكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية والأعشاب الطبية في تعزيز إفراز هرمونات الغدة الدرقية، لكن مع ضرورة اسشتارة الطبيب قبل البدء بتناول أيٍّ منها. وللمزيد من الاستفسارات حول علاج كسل الغدة الدرقية بإمكانك الآن التحدث مع طبيب معتمد مع خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار الأسبوع.