يحدث البلوغ المبكر عند الإناث نتيجةً لعدة أسباب والتي تختلف باختلاف نوع البلوغ المبكر، فمن الممكن أن يكون نوعه إما بلوغ مبكر مركزي أو طرفي، وهناك أسباب متعددة لحدوث كل منها. [1]
وفي المقال التالي سنقوم بتوضيح أسباب البلوغ المبكر عند الإناث في كلا الحالتين بالتفصيل.
محتويات المقال
ما هو البلوغ المبكر عند الإناث؟
البلوغ المبكر (بالإنجليزية: Precocious Puberty or Early Puberty)، هو حالة تتمثّل ببدء تحول جسم الطفل إلى جسم بالغ في وقت مبكر جدًا، حيث يبدأ البلوغ بشكل طبيعي بالمرحلة العمرية التي تتراوح ما بين 8 - 13 عامًا، بينما يحدث البلوغ المبكر لدى الفتيات بعمر ما قبل سن 8 سنوات. [1][2]
إنّ من أهم وأولى علامات البلوغ المبكر هي نموّ الثدي لدى الفتاة، بينما يحدث نزول الدورة بعد ظهور العلامات الأولية بفترة تتراوح ما بين 2 - 3 سنوات، أي سيحدث نزول الدورة عند الفتاة بعمر 10 سنوات فما دون. [1][2]
كما يجدر الذكر بأنّ البلوغ المبكر يحدث عند الإناث بمعدل أعلى بعشرة أضعاف مقارنةً بحدوثه عند الذكور. [1]
ما هي أسباب البلوغ المبكر عند الإناث؟
يتم تنظيم حدوث البلوغ عند الإناث من خلال عدة أجزاء من الدماغ، حيث تبدأ هذه الأجزاء بإرسال إشارات وإفراز هرمونات تعمل على تحفيز الأجزاء الأخرى من الجسم لإنتاج الهرمونات الجنسية والتي ستبدأ بإحداث التغيرات في جسم الأنثى. [2][3]
ويُمكن أن تتضمن أهم أنواع الغدد المسؤولة عن تنظيم حدث البلوغ لدى الفتيات ما يلي: [2][3][4]
- منطقة ما تحت المهاد، والتي سيتم إفراز منها الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية والذي يحفّز الغدة النخامية على إفراز هرموناتها المختلفة.
- الغدة النخامية، والتي تقوم بإفراز هرمونات موجهة الغدد التناسلية، بما فيها الهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريب، حيث ستعمل هذه الهرمونات على تحفيز إفراز المبيض للهرمونات الجنسية.
- المبيض، والذي يقوم بإفراز الهرمونات الجنسية، أهمها هرمون الإستروجين المسؤول عن التغيرات الجسدية المرتبطة بمرحلة البلوغ، بالإضافة إلى هرمون التستوستيرون.
بالتالي، يمكن أن تتضمّن أسباب البلوغ المبكر عند الإناث أي من العوامل التي تؤثر على هذه الغدد وتتسبّب باضطراب الهرمونات المسؤولة عن حدوث البلوغ لدى الفتاة. [2][4]
بشكل عام يمكن تقسيم البلوغ المبكر إلى نوعين رئيسيين، وهما البلوغ المبكر المركزي والبلوغ المبكر الطرفي، حيث يحدث كل منهما نتيجةً لأسباب مختلفة. [1][4]
وفيما يلي توضيحًا لكل منهما:
أسباب البلوغ المبكر المركزي عند الإناث
يُعدّ البلوغ المبكر المركزي (Central Precocious Puberty) هو النوع الأكثر الشيوعًا، والذي يحدث عندما تبدأ الغدة النخامية بإنتاج هرمونات موجهة الغدد التناسلية في سن مبكرة والتي ستعمل على تحفيز الغدد التناسلية الموجودة في المبيض لإنتاج هرمون الإستروجين وهرمون التستوستيرون. [1][4]
في معظم الإناث، يكون البلوغ المبكر المركزي مجهول السبب، مما يعني عدم وجود أي سبب واضح لحدوثه وعادًة ما يكون معظم الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة لا يعانون من أي مشاكل طبية خطيرة أخرى أو مخاوف صحية أساسية يمكن أن تؤدي إلى بداية البلوغ لديهم في سن مبكر. [4][5]
وفي حال تم تحديد سبّب لحدوث البلوغ المبكر المركزي عند الفتاة، فمن الممكن أن يكون أحد الأسباب التالية: [1][4][5][6]
- الأورام والنموات الأخرى التي تظهر في منطقة الدماغ أو الحبل الشوكي، والتي غالبًا ما تكون غير سرطانية (حميدة)، ومن الأمثلة عليها:
- الورم العابي تحت المهاد.
- الورم الدبقي البصري.
- الورم النجمي.
- الورم البطاني العصبي.
- أورام المنطقة الصنوبرية.
- إصابة الدماغ أو الحبل الشوكي، والتي تحدث سواء نتيجة الخضوع لعملية جراحية أو التعرض لضربة على الرأس، الأمر الذي يؤثّر على إنتاج الغدة النخامية لهرموناتها.
- تراكم السوائل في الدماغ عند الولادة.
- عدوى وخراجات الدماغ.
- التهاب السحايا السلي.
- الشلل الدماغي.
- العلاج الإشعاعي في منطقة الدماغ.
- قصور الغدة الدرقية الشديد.
- المتلازمات الجينية النادرة، مثل: طفرات الجين KISS1.
اقرأ أيضًا: العلاقة ما بين البلوغ المبكر وسرطان الثدي
أسباب البلوغ المبكر الطرفي عند الإناث
يُعدّ البلوغ المبكر الطرفي (Central Precocious Puberty) أقل شيوعًا، وتتم تسميته بالبلوغ الكاذب المبكرة، حيث تكون فيه مستويات الغدة النخامية، إلا أنّه يكون لدى الفتاة اضطراب في مستويات هرمون الإستروجين أو هرمون التستوستيرون، وذلك نتيجة وجود مشكلة في المبيضين أو الغدة الكظرية المسؤولة أيضًا عن إفراز هرمون التستوستيرون عند الأنثى. [1][6]
ويُمكن أن تتضمن أسباب البلوغ المبكر الطرفي عند الإناث ما يلي: [1][4][6]
- تضخم الغدة الكظرية الخلقي.
- تكيس المبايض.
- أورام في الغدد الكظرية أو المبيضين، وهي من أسباب البلوغ المبكر عند الإناث النادرة.
- متلازمة فان ويك وغرومباخ (بالإنجليزية: Van Wyk and Grumbach Syndrome) الذي تتميز بمعاناة الفتاة من قصور الغدة الدرقية الأولي وتكيس المبايض.
- متلازمة ماكون - أولبرايت (بالإنجليزية: McCune-Albright Syndrome)، وهي اضطراب جيني غير شائع يمكن أن يسبّب مشاكل في لون الجلد، وصحة العظام، وإنتاج الهرمونات، بما فيها زيادة إنتاج الهرمونات الأندروجينية، مثل: هرمون التستوستيرون.
- التعرض للمنتجات التي تحتوي على هرمون الإستروجين أو التستوستيرون، مثل: كريمات الإستروجين أو حبوب منع الحمل.
هل البلوغ المبكر عند الإناث وراثي؟
من الأسئلة الشائعة حول أسباب نزول الدورة بسن مبكر هو السؤال حول ما إن كانت هذه الحالة وراثية أم لا، والجواب هو نعم، يمُكن أن يكون البلوغ المبكر حالة وراثية تنتقل عبر الأجيال المختلفة، حيث أنّ أحد الأسباب المعروفة للبلوغ المبكر هو حدوث طفرة في جين MKRN3، الذي يلعب دورًا في تحديد موعد بدء البلوغ، ومن الممكن أن تنتقل هذه الطفرة الجينية عبر الأجيال المختلفة من العائلات. [2]
ما هي العلاقة بين السمنة البلوغ المبكر عند الإناث؟
على الرغم من عدم اعتبارها كأحد أسباب البلوغ المبكر عند الإناث إلا أنّ زيادة الوزن أو السمنة يُمكن أن يزيد من خطر حدوث هذه الحالة عند الأنثى، وأحد التفسيرات المحتملة لذلك هو وجود دور لهرمون اللبتين في حدوث البلوغ. [1][7]
بشكل عام، لا يؤدي اللبتين إلى البلوغ من تلقاء نفسه. ولكن هناك أدلة على أنّه لكي يبدأ سن البلوغ، يجب أن يكون لدى الطفلة ما يكفي من هرمون الليبتين في جسمها. [7]
وبما أنّه يتم إفراز هرمون اللبتين من الخلايا الدهنية، بالتالي كلما زادت الدهون في الجسم نتيجة الإصابة بالسمنة ستزداد كمية هذا هرمون في الجسم. ونتيجةً لذلك يُمكن أن تكون الفتيات اللاتي لديهن مستويات عالية من هذا الهرمون، نتيجة الإصابة بالسمنة، أكثر عرضة للبلوغ المبكر. [7]
لكن يجب التنويه إلى أنّه في بعض الحالات يُمكن أن يتم تشخيص إصابة الأنثى بالبلوغ المبكر بشكل خاطئ، ففي بعض الأحيان يُمكن أن يخلط أطباء الأطفال بين نموّ الثدي وتراكم الدهون في منطقة الصدر لدى الفتيات، كما يُمكن أن يكون من الصعب حتى على المتخصصين، مثل: أطباء الغدد الصماء، تحديد ما إن كان الحجم الكبير للثدي عند الفتاة ناجمًا عن تواجد الدهون أم نموّ أنسجة الثدي وحدوث البلوغ المبكر لها. [7]
بالتالي لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول العلاقة ما بين السمنة وزيادة خطر حدوث البلوغ المبكر عند الفتيات. [1][7]
نصيحة الطبي
تتعدّد أسباب البلوغ المبكر عند الإناث، فعادةً ما يحدث نتيجة وجود مشكلة في الدماغ والغدة النخامية، إلا أنّه في بعض الأحيان يُمكن أن يكون ناجمًا عن وجود مشاكل في المبيض أو الغدة الكظرية.
يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب في حال زيادة حجم الثدي أو نزول الدورة في سن مبكر عند الفتيات، وذلك للبحث في أسباب المشكلة ومتابعة الحالة عن كثّب، كما بإمكان الوالدان الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للإجابة عن جميع الاستفسارات المتعلقة بالبلوغ المبكر عند بناتهم.