السعال الديكي أو الشاهوق (بالإنجليزية: Whooping Cough or Pertussis) هو مرض معد يصيب الجهاز التنفسي ينجم عن الإصابة بعدوى بكتيرية، وقد يصيب مختلف الفئات العمرية ولكنه أكثر شيوعاً في الرضع والأطفال الصغار. [1]
يتسم السعال الديكي بحدوث نوبات من سعال عنيف متواصل يصعب إيقافه، يليه حدوث صوت عال وعميق يشبه صياح الديك بسبب التقاط النفس بعمق بعد السعال. وقد يستمر السعال فترة طويلة تصل إلى 10 أسابيع في بعض الحالات؛ لذلك يطلق عليه سعال المئة يوم. [1] [2]
محتويات المقال
أعراض السعال الديكي
عادة ما يستغرق ظهور أعراض السعال الديكي 6 إلى 20 يوماً بعد الإصابة بالعدوى، وتحدث الأعراض على 3 مراحل، هي: [3] [4]
- مرحلة النزلة: تكون الأعراض في هذه المرحلة خفيفة في بدايتها ومشابهة لأعراض نزلة البرد، وتشمل احتقان الأنف، وسيلان الأنف، وكحة خفيفة، مع حمى طفيفة، وتستمر هذه المرحلة من أسبوع إلى أسبوعين تقريباً.
- مرحلة السعال الانتيابي: تحدث فيها نوبات السعال ويختلف السعال الديكي عن السعال العادي بأنه شديد وسريع ومتتابع يعقبه محاولة للتنفس يصدر معها صوت يشبه صياح الديك، وقد يصاب المريض بالقيء أثناء أو بعد نوبة السعال، وكذلك الإرهاق الشديد، وغالباً ما تستمر هذه المرحلة من أسبوع إلى 10 أسابيع.
- مرحلة التعافي: يقل معدل حدوث نوبات السعال الديكي في هذه المرحلة، ويمكن أن تستغرق أسبوعاً أو أكثر وربما تصل فترة النقاهة إلى 3 أشهر.
قد تظهر أعراض السعال الديكي عند حديثي الولادة والرضع في صورة انقطاع التنفس وازرقاق الوجه وغالباً لا يصابون بالسعال الشديد. وجدير بالذكر أن الأعراض تكون أقل حدة غير مصحوبة بصوت الصياح في البالغين الذين تلقوا اللقاح أو أصيبوا بالعدوى سابقاً. [4]
للمزيد: أعراض السعال الديكي ومخاطره
أسباب السعال الديكي
يحدث مرض السعال الديكي نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريا البورديتيلا الشاهوقية، حيث تلتصق هذه البكتيريا بالأهداب المبطنة للممرات التنفسية مسببة حدوث تورم والتهاب يؤدي إلى السعال وأعراض تشبه نزلة البرد. [4] [5]
هل السعال الديكي معدٍ؟
يعد السعال الديكي مرضاً شديد العدوى ينتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق: [4]
- التعرض لرذاذ عطس أو سعال شخص مصاب.
- مخالطة شخص مصاب.
- لمس أسطح ملوثة بالرذاذ ثم لمس الفم أو الأنف.
تجدر الإشارة إلى أن المصاب يكون معدياً للآخرين بعد 6 أيام من بدء ظهور الأعراض في مرحلة النزلة حتى 3 أسابيع بعد بداية السعال، ولكن قد يقلل استخدام المضاد الحيوي كدواء السعال الديكي من هذه المدة. [6]
اقرأ أيضاً: ما هي أنواع نوبات سعال الشتاء المتعددة وطرق علاجها؟
تشخيص السعال الديكي
قد يصعب تشخيص السعال الديكي مبكراً نظراً لتشابه أعراضه في البداية مع أعراض نزلات البرد والإنفلونزا، ويعتمد التشخيص على التاريخ الطبي، والفحص البدني، ومعرفة الأعراض، وعادة ما يتعرف الطبيب على المرض من خلال صوت السعال المميز، وقد يطلب إجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص، منها: [5]
- مزرعة الحلق، ويجرى هذا الاختبار عن طريق أخذ مسحة من الحلق عبر الأنف، ثم فحص العينة.
- فحص الدم.
- الأشعة السينية على الصدر.
علاج السعال الديكي
عادة ما يستدعي علاج السعال الديكي عند حديثي الولادة والرضع البقاء في المستشفى لتلقي العلاج، إذ أن الرضع أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات، بينما يمكن أن يتلقى الأطفال الأكبر سناً والبالغين العلاج في المنزل. [1]
يشمل علاج السعال الديكي ما يلي: [1]
- المضادات الحيوية: تعد المضادات الحيوية هي العلاج الأساسي للسعال الديكي، أشهرها الإريثرومايسين (بالإنجليزية: Erythromycin)، وتستخدم للعلاج والوقاية من انتشار العدوى.
- الكورتيكوستيرويدات: قد يوصي الطبيب بتناول الكورتيكوستيرويدات للمساهمة في علاج السعال الديكي عند الأطفال في الحالات الشديدة.
- الأكسجين: يمكن أن تحتاج بعض الحالات إلى تلقي الأكسجين للمساعدة على التنفس.
- السوائل الوريدية: قد يتضمن العلاج في المستشفى تلقي السوائل الوريدية إذا كان الطفل غير قادر على الاحتفاظ بالسوائل والطعام من شدة القيء.
تجدر الإشارة إلى أن أدوية السعال سواء المثبطة للسعال أو الطاردة للبلغم غير فعالة في علاج السعال الديكي ولن تخفف من السعال.
علاج السعال الديكي في المنزل
يتضمن علاج السعال الديكي للأطفال في المنزل وكذلك الكبار ما يلي: [5]
- الراحة التامة وعدم القيام بمجهود.
- شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل لتجنب الإصابة بالجفاف.
- تناول وجبات صغيرة من الطعام عند استطاعة ذلك.
- الجلوس في مكان جيد التهوية والابتعاد عن الغبار، والدخان، والمهيجات الأخرى.
للمزيد: علاج السعال الديكي وطرق الوقاية منه
هل السعال الديكي خطير؟
يعد الرضع والأطفال الصغار هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة من السعال الديكي، وتعد نسبة الوفاة أعلى في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، لا سيما قبل تلقي جرعة اللقاح الأولى. [7]
تتضمن خطورة السعال الديكي على الرضع والأطفال الصغار ما يلي: [1]
- الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- توقف التنفس.
- الجفاف الشديد.
- حدوث نوبات تشنجية.
- انخفاض ضغط الدم.
- الفشل الكلوي.
- فقدان الوزن في الحالات التي يحدث فيها القيء بصورة شديدة.
- الوفاة.
تكمن خطورة السعال الديكي عند الأطفال الرضع أيضاً في انقطاع النفس الذي قد يؤدي إلى نقص الأكسجين؛ مما يزيد من خطر الإصابة بتلف في المخ وهو نادر الحدوث. [1]
عادة ما يكون خطر السعال الديكي على الأطفال الأكبر سناً والبالغين أقل من الرضع، وقد يتعافى معظم المرضى دون حدوث مضاعفات أو مشاكل صحية، ولكن يكمن خطر السعال الديكي للكبار والأطفال في الإجهاد الشديد الناجم عن السعال العنيف، ويشمل: [1]
- تورم الوجه.
- حدوث فتق في جدار البطن.
- تمزق الأوعية الدموية الدقيقة في الصلبة (بياض العين).
- الإصابة بشقوق أو كسور في الضلوع.
- تقرحات الفم واللسان.
- نزيف من الأنف.
- عدوى الأذن الوسطى.
- صعوبة النوم.
- سلس البول.
جدير بالذكر أن النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، وكذلك مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات. [1]
الوقاية من السعال الديكي
يعد تلقي لقاح أو تطعيم السعال الديكي هي الوسيلة الرئيسة للوقاية من الإصابة بالسعال الديكي، وكذلك الوقاية من حدوث المضاعفات الخطيرة. [8]
يعطى تطعيم السعال الديكي للأطفال كجزء من اللقاحات الروتينية ضمن اللقاح الثلاثي اللاخلوي الذي يؤخذ في عمر: [8]
- شهرين.
- 4 أشهر.
- 6 أشهر.
يحتاج الأطفال أيضاً إلى أخذ جرعات معززة في الأعمار الآتية: [5]
- 15 إلى 18 شهراً.
- 4 إلى 6 سنوات.
- 11 عاماً.
تجدر الإشارة إلى أنه ينصح بأخذ التطعيم في النساء الحوامل لنقل الأجسام المضادة إلى الطفل للمساعدة في حمايته من العدوى في الشهور الأولى بعد الولادة إلى حين موعد الجرعة الأولى من التطعيم، ويؤخذ تطعيم السعال الديكي للحامل بين الأسبوع 27 إلى 36 من الحمل. [3]
بالإضافة إلى ذلك، لا يقتصر السعال الديكي وطرق الوقاية منه على الأطفال، بل قد يستدعي تلقي اللقاح في كبار السن فوق 65 عاماً، وكذلك الأشخاص العاملين في مجال رعاية الأطفال، أو المخالطين للأطفال المصابين. [8]
التعافي من السعال الديكي
عادة ما يكون الشفاء من السعال الديكي في الأطفال الأكبر سناً والبالغين على نحو أسرع عند تلقي العلاج مبكراً، ومع ذلك قد تستمر أعراض السعال الديكي مدة تصل إلى 4 أسابيع أو أكثر حتى مع تلقي العلاج. بينما الأطفال الرضع هم أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات وربما الوفاة في بعض الحالات. [8]
اقرأ أيضاً: أفضل طرق علاج الكحة للأطفال