التوحد المكتسب (بالإنجليزية: Acquired Autism) هو حدوث تراجع في تطور الطفل الطبيعي، حيث ينمو الطفل وتتطور مهاراته السلوكية وقدرته على التواصل والتفاعل مع من حوله بشكل طبيعي، ثم يفقد هذه المهارات تدريجيًا أو بشكل سريع، ويطلق عليه أيضًا التوحد التراجعي (بالإنجليزية: Regressive Autism)، غالبًا ما يصيب الأطفال في عمر 18 شهرًا تقريبًا. [1] [2] [3]
تعرف في هذا المقال على أعراض التوحد المكتسب، وأسبابه، وكذلك كيفية التشخيص والعلاج.
أعراض التوحد المكتسب
تشمل علامات التوحد المكتسب فقدان المهارات التي اكتسبها الطفل أثناء تطوره الطبيعي، حيث يتوقف الطفل عن التحدث بعد أن كان ينطق بضع كلمات، أو يفقد مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وربما يفقد بعض الأطفال المصابين بالتوحد المكتسب كليهما. [3]
تظهر سمات التوحد المكتسب كما يلي: [3]
- فقدان القدرة على التواصل البصري.
- عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه.
- عدم إظهار اهتمام لما حوله من أشياء.
- تفضيل الوحدة.
- فقدان القدرة على التعبير عن مشاعره أو فهم مشاعر الآخرين.
- تكرار كلمات أو عبارات يسمعها ممن حوله.
- الاهتمام بأشياء محددة.
- القيام بسلوكيات، مثل رفرفة اليدين، والدوران، وهز الجسم.
- الانزعاج بشدة عند تغيير الروتين.
أسباب وأنواع التوحد المكتسب
تشمل أنواع التوحد المكتسب الفرعية وأسبابه ما يلي: [2] [4] [5] [6] [7]
- الانحدار اللغوي: عادة ما يبدأ الانحدار اللغوي في عمر 15 إلى 30 شهرًا، ويعد سبب الإصابة به غير معروف، ولكن يرجح أنه ينجم عن الإصابة بمرض ما أو التعرض لضغط نفسي.
- اضطراب الطفولة التفككي: هو اضطراب نادر يحدث فيه تراجع للمهارات النمائية التي اكتسبها الطفل بالفعل، مثل مهارات التواصل والمهارات اللغوية والحركية، وقد يصيب الطفل بين عمر 3 إلى 10 سنوات دون سبب واضح.
- متلازمة ريت: هو اضطراب نمائي عصبي نادر يصيب الإناث غالبًا بين عمر 6 إلى 18 شهرًا، يؤدي إلى إعاقة عقلية وبدنية شديدة، فيؤثر على قدرة الطفل على التحدث، وتناول الطعام، والتنفس بسهولة، وكذلك المشي، وترجع أسبابه إلى عوامل جينية.
- الصرع الخبيث: يعد الصرع الخبيث من أسباب التوحد المكتسب عند الأطفال، مثل متلازمة ويست التي تصيب الأطفال الصغار في عمر 4 إلى 8 أشهر، أو متلازمة لينوكس-غاستو التي تحدث قبل عمر 4 أعوام.
- جراحات المخيخ: قد يعاني بعض الأشخاص بعد الخضوع لاستئصال أورام المخيخ من الخرس يصاحبه أعراض التوحد بصفة مؤقتة.
- الاعتلالات الدماغية: يمكن أن يكون من الأسباب النادرة للتوحد المكتسب الإصابة بعدوى الدماغ، أو اعتلالات المخ المناعية، أو الأيضية التي يشمل تأثيرها الدوائر الحوفية في الدماغ.
تشخيص التوحد المكتسب
يستدعي ظهور أي تراجع في قدرات الطفل المعرفية ومهاراته النمائية والحركية مراجعة الطبيب على الفور. [3]
يعتمد الطبيب في التشخيص على معرفة التاريخ الطبي بدقة، وإجراء فحص بدني، ثم تقييم المهارات النمائية لدى الطفل وسلوكياته وإجراء فحص شامل للتوحد. [3]
قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء بعض الفحوصات والاختبارات للمساعدة في التشخيص واكتشاف الأسباب المحتملة لإصابة بالطفل بالتوحد المكتسب، مثل فحوصات تصوير الدماغ والاختبارات الجينية. [2]
اقرأ أيضًا: كيفية تشخيص التوحد وتحديد درجته
علاج التوحد المكتسب
لا يوجد علاج نهائي للتوحد ولكن تساهم بعض طرق العلاج في تحسين مهارات التواصل لدى الطفل وتقليل السلوكيات غير المرغوبة، ومن هذه العلاجات: [3]
- برنامج تحليل السلوك التطبيقي: يساهم هذا العلاج في تنمية مهارات الطفل، مثل القدرة على الإشارة إلى شيء معين عند ذكر اسمه، ويعتمد على فكرة تقسيم السلوك أو المهارة إلى عدة خطوات ليسهل تعلمها.
- علاج النطق أو التخاطب: يساعد علاج النطق على تعلم التواصل اللفظي وغير اللفظي.
- التدخل السمعي: يهدف هذا العلاج إلى الحد من حساسية أطفال التوحد إلى الأصوات وتقليل المشاكل السلوكية.
- العلاج الدوائي: قد يفيد استخدام بعض الأدوية في علاج التوحد المكتسب، مثل:
اقرأ أيضًا: علاج التوحد السلوكي والدوائي
نصيحة الطبي
التوحد المكتسب هو تراجع المهارات النمائية التي اكتسبها الطفل، ويحدث نتيجة الإصابة بحالة طبية أو دون سبب واضح؛ لذا ينبغي على الأم مراقبة تطور مهارات طفلها عن كثب من مهارات التواصل والتفاعل، وسلوكياته، وقدرته على التحدث، وفي حال ملاحظة أي تراجع فيها ينبغي زيارة الطبيب في أقرب وقت، ويمكن أيضًا استشارة طبيب متخصص من طاقم الطبي.
اقرأ أيضًا: أنواع التوحد الرئيسية