إن الحفاظ على نظافة الفم المثالية جزء مهم من الصحة العامة، حيث ينصح بتنظيف الفم والأسنان مرتين يومياً، مع ضرورة التأكيد على أهمية استخدام خيط الأسنان بانتظام، ومن المثير للدهشة في السنوات الأخيرة إظهار الدراسات بأن الأشخاص الذين يعانون من ضعف صحة الفم يكون لديهم معدلات أعلى من مشاكل القلب والأوعية الدموية مثل النوبة القلبية، أو تصلب الشرايين، أو السكتة الدماغية.
تؤثر أمراض اللثة والأسنان بشكل سلبي على صحة القلب، فيمكن للبكتيريا الموجودة في الفم أن تنتقل إلى مجرى الدم وتسبب ارتفاعاً في البروتين المتفاعل-C (بالإنجليزية: C-reactive protein)، مما يسبب التهاباً في الأوعية الدموية، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة كيف يمكن ربط صحة الأسنان بأمراض القلب.
اعراض امراض اللثة والاسنان
يمكن أن تساعد الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان في التشخيص المبكر وعلاج أمراض اللثة، كما يجب أيضاً إخبار الطبيب عما إذا كان لدى المريض أي أعراض لأمراض اللثة والفم، بما في ذلك:
- رائحة الفم الكريهة المستمرة.
- تورم اللثة واحمرارها.
- ترقق اللثة وإصابتها بالنزف بسهولة.
- ألم مع المضغ.
- حساسية الأسنان الشديدة.
وجود أحد هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بأمراض اللثة، حيث سيقوم الطبيب بإجراء تشخيص من خلال مراقبة شدة الأعراض وتكرارها.
للمزيد: ما هي أنواع أمراض اللثة؟
اعراض امراض القلب
إذا اشتبه الطبيب في الإصابة بأمراض القلب، فسيقوم بإجراء تشخيص بناءاً على التاريخ الطبي للمريض، وشدة الأعراض، ومدتها، وفيما يلي الأعراض الشائعة لأمراض القلب:
- ألم في الصدر، المعروف أيضاً باسم الذبحة الصدرية، الناتج عن عدم حصول القلب على كمية الأوكسجين الكافية.
- عدم انتظام ضربات القلب (بالإنجليزية: Irregular heart beat).
- ضيق في التنفس.
- التعب غير المتوقع.
- الدوخة والدوار.
- الارتباك المفاجئ أو ضعف التفكير.
- تراكم السوائل الزائد، المعروف باسم الوذمة.
- الإصابة بنوبة قلبية.
ارتباط امراض القلب بسوء صحة الفم
ليس من الواضح ما إذا كانت أمراض اللثة لها صلة مباشرة بأمراض القلب، فتقترح بعض النظريات بأن البكتيريا التي تصيب اللثة وتسبب التهابها قد تنتقل عبر الأوعية الدموية إلى أماكن أخرى في الجسم، حيث تسبب التهاب الأوعية الدموية وتلفها، كالتسبب بحدوث جلطات دموية صغيرة، أو نوبة قلبية، أو سكتة دماغية.
ما يدعم هذه الفرضية هو العثور على بقايا البكتيريا داخل الأوعية الدموية المصابة بالتصلب (بالإنجليزية: Atherosclerotic blood vessels)، ولم يثبت استخدام المضادات الحيوية فعاليته في الحد من مخاطر القلب والأوعية الدموية.
تشير نظرية أخرى إلى أن الاستجابة المناعية هي التي تتسبب في حدوث سلسلة من الأضرار الوعائية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك القلب والدماغ.
قد لا يكون هناك ارتباط مباشر بين أمراض اللثة وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويكون السبب المحتمل في حدوثها هو وجود عامل ثالث مثل التدخين، بالإضافة إلى عامل ضعف الرعاية الصحية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
قد لا تقتصر العلاقة بين ضعف صحة الفم والصحة العامة على أمراض القلب والأوعية الدموية فقط، بل ربطت الدراسات بين أمراض اللثة والتهاب المفاصل الروماتويدي، بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2016 وجود صلة بين هذه التهاب اللثة وخطر الإصابة بأشكال معينة من السرطان مثل الكلى والبنكرياس وسرطانات الدم، وسنحتاج إلى مزيد من البحث لمعرفة أهمية هذه الملاحظات.
هناك أيضاً بعض الحالات التي قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة، حيث تشير الأبحاث إلى أن المصابين بداء السكري معرضون لخطر متزايد للإصابة بأمراض اللثة، هذا على الأرجح بسبب زيادة الالتهاب وزيادة خطر الإصابة بالعدوى بشكل عام، بالإضافة إلى أن النساء الحوامل أيضاً معرضات لخطر متزايد من الإصابة بأمراض اللثة بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة تدفق الدم.
الأمور المهمة التي يجب إخبار طبيب الأسنان بها عند مراجعته
يجب على المريض التأكد من إعطاء طبيبه سجلاً طبياً كاملاً وقائمة بأسماء وجرعات جميع الأدوية التي يتناولها لأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى أي أدوية أخرى، حيث يساعد ذلك الطبيب في تشخيص الحالة وإعطاءها العلاج الأفضل والمناسب.
أمراض القلب والأوعية الدموية التي تتطلب عناية خاصة
فيما يلي بعض حالات أمراض القلب والأوعية الدموية التي تتطلب رعاية خاصة، خاصة إذا كان المصاب يحتاج إلى جراحة الفم والأسنان:
التهاب شغاف القلب
قد يكون بعض الأشخاص معرضون لخطر الإصابة بالتهاب شغاف القلب الجرثومي (بالإنجليزية: Endocarditis)، حيث يجب على هؤلاء المرضى ممارسة النظافة الشخصية الجيدة للفم كل يوم، لأن الأسنان غير الصحية هي أحد مصادر البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب الشغاف، كما تم نصح العديد من هؤلاء المرضى بتناول المضادات الحيوية قبل الخضوع لجراحة الفم.
احتشاء عضلة القلب
من الأفضل الانتظار ستة أشهر على الأقل بعد الإصابة بنوبة قلبية قبل الخضوع لأي علاج أسنان شامل، ومن الأفضل الانتباه لوجود الأكسجين والنتروجليسرين في العيادة في حالة حدوث طارئ طبي أثناء المراجعة.
استخدام مضادات التخثر والأدوية المضادة للصفيحات
ينبغي التأكد من إخبار طبيب الأسنان بجميع الأدوية التي يتناولها المريض، وخصوصاً مضادات التخثر (بالإنجليزية: Anticoagulants) مثل الوارفارين، حيث يمكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى نزيف مفرط خلال بعض إجراءات جراحة الفم، كما يتناول العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية دواء مضاد للصفيحات يسمى عقار كلوبيدوجريل (بالإنجليزية: Clopidogrel) ، كما ينبغي عدم التوقف عن تناول الأدوية دون الرجوع لطبيب القلب.
ارتفاع ضغط الدم
يمكن أن تسبب بعض الأدوية الخافضة للضغط جفاف الفم أو تغير من الشعور بحاسة التذوق، كما قد تسبب حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers) على وجه الخصوص تضخم أنسجة اللثة، مما يسبب مشاكل في المضغ، وفي حال حدوث ذلك فسيقوم طبيب الأسنان بإعطاء المريض إرشادات مفصلة عن صحة الفم.
قد يطلب الطبيب منه القيام بزيارات متكررة لإجراء عمليات تنظيف الأسنان، وعلى الرغم من أن جراحة اللثة نادرة إلا أن هناك حاجة ملحة لها في بعض الأحيان، حيث يمكن إجراء ما يسمى باستئصال اللثة لإزالة أنسجة اللثة الزائدة، وخلال هذا الإجراء تتم إزالة أنسجة اللثة الزائدة باستخدام مشرط، أو وحدة الجراحة الكهربائية، أو أشعة الليزر، أو غيرها.
الذبحة الصدرية
قد يعاني المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina) والذين يستخدمون حاصرات قنوات الكالسيوم من فرط نمو اللثة، وقد تكون هناك بعض الحالات التي تحتاج لجراحة اللثة، وقد يرغب المرضى المصابون بالذبحة الصدرية مثل المرضى الذين يعانون من نوبة قلبية في التأكد من توفر الأكسجين والنتروجليسرين في عيادة طبيب الأسنان في حالة الطوارئ الطبية.
على الرغم من أن المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية المستقرة يمكن أن يخضعوا للعديد من الإجراءات السنية، إلا أن المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية المتسارعة أو غير المستقرة يجب ألا يخضعوا لإجراءات الأسنان الاختيارية غير الضرورية، حيث يجب أن يقيّم هؤلاء المرضى من قبل أخصائي القلب المشرفين على حالتهم قلبل إجراء أي علاجات سنية.
الوقاية من أمراض الفم والقلب
هناك العديد من عادات نمط الحياة الصحية التي يمكنك استخدامها للحفاظ على صحة الفم جيدة وتقليل خطر الإصابة بأمراض اللثة والقلب، منها:
- تنظيف الأسنان واللسان مرتين على الأقل يومياً باستخدام معجون أسنان بالفلورايد.
- استخدام الخيط بين الأسنان واللثة مرة واحدة على الأقل في اليوم.
- استخدم غسول الفم بانتظام.
- استخدم منتجات تنظيف الأسنان التي تحمل ختم موافقة جمعية أطباء الأسنان الأمريكية فقط.
- الامتناع عن التدخين أو مضغ التبغ.
- شرب الماء الذي يحتوي على الفلورايد.
- تناول نظام غذائي غني بالخضروات، والأطعمة الغنية بالألياف، والفواكه قليلة السكر، والبروتينات النباتية.
- الحفاظ على مستويات صحية من السكر في الدم.
- مراجعة طبيب الأسنان مرتين في السنة لإجراء عمليات تنظيف وفحوصات منتظمة.
اقرأ أيضاً: غسول الفم بين الحاجة والفائدة