يعتبر العلاج الكيماوي من العلاجات الناجحة في علاج السرطان، كما يستخدم في العديد من الحالات المرضية الأخرى، لكن العديد من الناس يتخوفون منه بسبب الآثار الجانبية التي يسببها، لكن في العديد من الحالات يكون من الضروري استخدام العلاج الكيماوي. لذا فهذا المقال سوف يلقي الضوء على العلاج الكيماوي وآثاره الجانبية ومن ضمنها تأثيراته على الأنسجة الفموية والأسنان.
ما هو العلاج الكيماوي؟
العلاج الكيماوي هو شكل عنيف وقوي من أشكال الأدوية الكيميائية، ويستخدم في تدمير أو إيقاف الخلايا التي تنمو وتنقسم بشكل سريع، لذا فإن العلاج الكيماوي يستخدم بشكل أساسي في علاج السرطان، وذلك لأن السرطان عبارة عن خلايا تنمو وتنقسم أسرع من الخلايا الطبيعية.
استخدامات العلاج الكيماوي وآثاره الجانبية
عادة ما يستخدم العلاج الكيماوي كجزء من العلاج، ويستخدم في تقليل عدد الخلايا السرطانية والقضاء على السرطان، كما يستخدم لتحضير المرضى للخضوع للجراحة لإزالة السرطان، والخضوع لعلاج أمراض نخاع العظام بواسطة الخلايا الجذعية وغيرها من الاستخدامات الكثيرة.
كما أن العلاج الكيماوي يسبب الكثير من الآثار الجانبية منها ارتفاع درجة الحرارة و النزيف، والاسهال أو الإمساك، واعتلال الأعصاب، الصلع، فقدان الوزن وتغيرات الشهية وغيرها من الآثار الجانبية الخطيرة.
ومن ضمن الآثار الجانبية الخطيرة التي يسببها العلاج الكيماوي هي المشاكل في الفم والأسنان.
للمزيد: الفرق بين العلاج الإشعاعي والكيماوي
ما تأثير العلاج الكيماوي على نسيج الفم والأسنان؟
يؤثر العلاج الكيماوي على خلايا الدم البيضاء فيقل عددها، خلايا الدم البيضاء هي المسؤولة عن محاربة العدوى، لذا فعندما يقل عدد هذه الخلايا فإن الجسم يصبح عرضة للإصابة بالعدوى بأنواعها المختلفة سواء العدوى البكتيرية، الفيروسية، الفطرية.
كما أن فم الإنسان يحتوي على نوعين من البكتيريا أحدهما نافع والآخر ضار، البكتيريا النافعة تحمي الجسم من أضرار البكتيريا الضارة، كما أنها تساعد الجسم على الهضم والحفاظ على صحته. يقوم العلاج الكيماوي بالتأثير على هذا التوازن فيقل عدد البكتيريا النافعة، فينتج عن هذا العديد من المشاكل في الفم.
غالبية المشاكل التي تحدث في الفم بسبب العلاج الكيماوي تكون قصيرة المدى، وتختفي بعد انتهاء العلاج وهذه المشاكل تشمل:
- تقرحات الفم: يسبب العلاج الكيماوي حدوث التهاب أو تقرح في الغشاء المخاطي الموجود في الفم، مما يسبب الإحساس بألم شديد، وزيادة فرص الإصابة بالعدوى.
- نزيف في الفم: يحدث هذا بسبب نقص الصفائح الدموية الناتج عن تأثير العلاج الكيماوي على نخاع العظام.
- جفاف الفم و خلل في الغدد الليمفاوية: جفاف الفم ينتج من قلة إنتاج اللعاب في الفم، وهذا قد يؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل مثل صعوبة الكلام، والمضغ وصعوبة فتح الفم والبلع. جفاف الفم الذي يستمر لفترة طويلة يزيد من فرص الإصابة بتسوس الأسنان وحدوث تجاويف بها.
- تسوس الأسنان وأمراض اللثة: ينتج من جفاف الفم ونقص المناعة.
- العدوى: العدوى البكتيرية، الفيروسية، الفطرية تحدث بسبب نقص أعداد خلايا الدم البيضاء، كما أن جفاف الفم يساعد في ذلك، بالإضافة إلى قرح الغشاء المخاطي المبطن للفم، وخطورة هذا الضرر أن العدوى التي تبدأ في الفم تستطيع الوصول إلى جميع أجزاء الجسم الأخرى عن طريق الدم.
- الإحساس بالألم: يعتبر الإحساس بالألم شعور مشترك مع جميع المشاكل التي تحدث في الفم.
- صعوبة البلع: عبارة عن صعوبة يجدها الشخص في تمرير الأكل أو الشرب من الفم إلى المعدة، يختلف الإحساس به من إنسان لآخر، فهناك من يصاب بالقيء والكحة ويشعر بالاختناق، وهناك من يشعر أن الطعام قد وقف في الحلق.
- تغير طعم الأكل: يعتبر أثر جانبي شائع للعلاج الكيماوي، بسبب التأثير الذي قد يحدث لبراعم التذوق، بالإضافة إلى طعم الدواء نفسه.
- السمية العصبية: يحدث هذا مع أنواع محددة من أدوية العلاج الكيماوي، وهذه الأدوية تسبب الإحساس بألم حارق مستمر يشبه لألم الأسنان.
- حدوث تغيرات في نمو وتطور الأسنان في الأطفال.
- سوء التغذية أو الجفاف العام: ينتج هذا بسبب صعوبة البلع والمضغ الناتجين من قرح الفم وجفافه والألم وتغير طعم الأكل والشرب.
- تصلب في الفم والأكل: ينتج عنه صعوبة في الأكل والمضغ.
للمزيد: اضطرابات الأكل
كيفية تجنب تأثيرات العلاج الكيماوي على نسيج الفم والأسنان؟
بالرغم من كثرة المشاكل التي يسببها العلاج الكيماوي في نسيج الفم والأسنان، إلا أن هناك بعض الخطوات التي إن اتبعها المريض فإنه قد يتجنب حدوث هذه المشاكل، وهذه الخطوات هي عبارة عن علاج لكل مشكلة من المشاكل التي قد تحدث، وتشمل هذه الخطوات:
- غسل الأسنان مرتين في اليوم باستمرار.
- استخدام معجون أسنان يحتوي على مادة الفلور.
- شطف الفم بمحلول ملحي لإزالة البكتريا يومياً.
- تنظيف المسافات الموجودة بين الأسنان بلطف، باستخدام فرشاة الأسنان أو خيط تنظيف الأسنان.
- استخدام غسول الفم المطهر مرتين يومياً.
- الحفاظ على رطوبة الفم، عن طريق شرب كمية كبيرة من السوائل واستخدام الكريمات المرطبة.
- البعد عن الأكل الجاف الحاد مثل البطاطس المقرمشة.
- تناول طعام لين سهل المضغ والبلع.
- تناول الطعام على هيئة قطع صغيرة لتساعد على المضغ والبلع.
- استخدام مرطبات الشفاه للحفاظ على رطوبتها.
- تناول الأدوية الموصوفة بواسطة الطبيب مثل مسكنات الألم والمضادات الحيوية لعلاج الالتهابات والعدوى.
للمزيد: تغذية مرضى السرطان أثناء العلاج الكيماوي
في النهاية فإن العلاج الكيماوي حل مهم جداً للقضاء على السرطان، لكنه يسبب العديد من المشاكل الصحية في العديد من أجزاء الجسم المختلفة، ومن ضمن هذه الأجزاء نسيج الفم والأسنان، ولكن باتباع المريض لبعض الخطوات فإنه يستطيع تجنب العديد من المشاكل التي يسببها العلاج الكيماوي، ويجب أن يتذكر المريض دائماً أن علاج السرطان يعتمد بشكل أساسي على سرعة اكتشافنا له. لذا يجب على الجميع فحص أنفسهم باستمرار لحماية أنفسهم من هذا المرض الخطير.