يستخدم زيت الخروع في العديد من الخلطات التجميلية والاستخدامات الطبية، التي اعتاد الناس عليها منذ القدم في الطب التقليدي والشعبي، واستمر استعماله لوقتنا هذا بجرعات متفاوتة وبطرق مُختلفة، مثل: تقوية المناعة، ودعم صحة الشعر، وترطيب الجلد، وعلاج التهاب المفاصل، إلا إنّ من أكثر تطبيقاته شيوعًا وفعالية استعماله لعلاج الإمساك. [1][2]
فما حقيقة استعمال زيت الخروع للإمساك؟ وما هي طريقة استعماله لهذا الغرض بالضبط؟ نتناول في هذا المقال كل ما تريد معرفته عن زيت الخروع وعلاجه للإمساك بالتفصيل.
محتويات المقال
هل يمكن استعمال زيت الخروع للإمساك؟
يُعدّ تناول زيت الخروع للإمساك الاستعمال الوحيد لزيت الخروع المُثبت بشكل كافٍ علميًّا والموافق عليه من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء، إذ يُصنّف من ضمن المليّنات النشطة، وترجع فعاليته للآلية الآتية: [1][3]
- يتم تكسير زيت الخروع عن طريق أنزيمات الليبيز، وينتج حينها حمض الريسينوليك أو حمض الخروع (بالإنجليزية: Ricinoleic Acid)، وهو المادة الفعالة المسؤولة عن فعالية زيت الخروع في علاج الإمساك.
- يُحفّز حمض الريسينوليك مستقبلات بروستانويد إي بي 4 وإي بي 3 (بالإنجليزية: EP4, EP3 Prostanoid) الموجودة في عضلات الأمعاء الملساء.
- يتسبّب تحفيز المستقبلات في ارتفاع الكالسيوم المؤقّت، الذي يُحفّز الأمعاء على دفع مكوناتها، ما يُقلّل من الشدّ المُصاحب للإمساك، ويُسهّل خروج البراز، ويُعطي شعورًا بتفريغ الأمعاء بالكامل بعد الإخراج.
اقرأ أيضًا: أهم فوائد زيت الخروع
طريقة استعمال زيت الخروع للإمساك
تتضمّن طريقة استعمال زيت الخروع للإمساك تعليمات محددة يجب الالتزام بها لضمان الفعالية الجيدة دون التسبّب بأعراض جانبية أو أيّ مُضاعفات، وذلك باتّباع الآتي:
- يُصرف زيت الخروع للبالغين والأطفال ممّن أعمارهم أكثر من 12 عامًا بجرعة تتراوح ما بين 15-60 ملليلتر في اليوم، ما يُعادل 1-4 ملاعق كبيرة تقريبًا. [5]
- يُوصى باستشارة الطبيب قبل إعطاء زيت الخروع للأطفال ممّن أعمارهم ما بين 6-10 سنوات، للتأكّد من أمان استعماله لهم والجرعة المناسبة لكل حالة. [4]
- يُفضّل أخذ زيت الخروع على معدة فارغة للحصول على نتيجة أفضل. [6]
- يُؤخذ زيت الخروع وحده أو يُمزج مع سائل آخر، مثل: الماء، أو عصير الفواكه، أو الحليب، إذ إنّه يتميّز بقوام زيتي لزج شبيه بقوام جل البترول (الفازلين)، لذا فإن خلطه مع إحدى السوائل السابقة يجعله مستساغًا أكثر. [4]
- يُلاحَظ مفعول زيت الخروع خلال فترة زمنية تختلف من فرد لآخر، إذ تظهر خلال 2-12 ساعة من تناوله، لذا يوصى بتجنّب استعماله ليلًا قبل النوم. [4][5]
- يُمكن استعمال زيت الخروع لمدّة أسبوع كحد أقصى، ويجب إعلام الطبيب إن استدعت الحاجة لاستعماله لفترة أطول. [1]
اقرأ أيضًأ: علاج الإمساك للرضع بطرق سهلة وطبيعية
الأعراض الجانبية لزيت الخروع
قد يتسبّب استعمال زيت الخروع للإمساك ببعض الأعراض الجانبية التي تتضمّن الآتي:
- الأعراض الجانبية البسيطة: التي عادةً ما تزول بمُجرّد التوقّف عن استعماله، ومنها: [2][7]
- الإسهال.
- الغثيان والتقيّؤ.
- ألم أو تقلّصات في المعدة.
- ألم في البطن والشعور بالامتلاء.
- الضعف العام.
- العطش.
- تهيّج فتحة الشرج.
- الأرق.
- الدوخة.
- الأعراض الجانبية الشديدة: التي تظهر لدى البعض، وقد تُشير لجرعة زائدة ناجمة عن استهلاك كمية كبيرة منه، ما يستدعي زيارة الطبيب في أسرع وقت لاتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة. وتشمل هذه الأعراض على الآتي: [2]
- تقلصات في المعدة.
- الطفح الجلدي.
- ألم في الصدر.
- قصر النفس.
- الهلوسة.
- فقدان الوعي.
- تضيّق الصدر.
- أعراض الحساسية الشديدة: التي تُشير للإصابة برد فعل تحسّسي شديد تجاه زيت الخروع، ورغم نُدرة التعرّض لهذه المشكلة إلا إنها من الحالات الطارئة التي تستدعي التدخل الطبي على الفور. وتتضمّن أعراض صدمة الحساسية ما يأتي: [7]
- تورّم الحلق أو الوجه أو اللسان.
- الطفح الجلدي.
- الدوخة الشديدة.
- صعوبة التنفس.
اقرأ أيضًا: أكثر من 10 ملينات طبيعية للإمساك
محاذير استعمال زيت الخروع
ثمة بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها قبل استعمال زيت الخروع، إذ قد يؤثر بعضها على فعاليته ودرجة أمانه وما يُصاحبه من أعراض جانبية أو مضاعفات. وتتضمّن هذه المحاذير الآتي:
- يتسبّب زيت الخروع بتحفيز الولادة، لذا يجب إعلام الطبيب أولًا قبل استعماله من قبل النساء الحوامل. [8]
- يُفضّل تجنّب استعماله خلال فترة الرضاعة، لعدم وجود دراسات وأبحاث كافية تؤكّد أمان استعماله للأم المرضعة وطفلها. [8]
- لا يجب استعماله في حال المعاناة من أمراض معينة، مثل: التهاب الزائدة الدودية، وأمراض الأمعاء الالتهابية، وانسداد الأمعاء، وأمراض المرارة أو اضطرابات العصارة الصفراوية. [5][8]
- لا يجب استعماله لكبار السن ممّن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، نظرًا لاحتمالية تسبّبه بتفاقم المشاكل الهضمية لديهم. [5]
- لا يجب استعماله للأطفال ممن أعمارهم 6 سنوات أو أقل. [4]
- لا يجب استعماله لمن يُعانون من اختلال نسب الكهارل في الجسم، مثل: مرضى الكلى. [9]
- يتعارض استعمال زيت الخروع مع استعمال بعض العلاجات والأدوية، مثل: مدرّات البول، ومميعات الدم، والمضادات الحيوية، أو أيّ أدوية تتسبّب في اختلال نسبة الكهارل في الجسم. [5][9]
- يجب أخذ الخروع قبل أو بعد ساعتين أو أكثر من استعمال أيّ أدوية أو علاجات تؤخذ عن طريق الفم، إذ إنّ الإسهال الذي يتسبّب به الخروع قد يُعيق عمل هذه العلاجات. [10]
- لا يجب استعماله بالتزامن مع استعمال ملينات من نوع آخر لاحتمالية التسبّب بأعراض جانبية ومضاعفات شديدة، مثل: اضطراب الجهاز الهضمي، والجفاف. [10]
- لا يجب استبدال زيت الخروع ببذور الخروع إطلاقًا، إذ إنّ هذه البذور سامّة للغاية وقد تتسبّب بأعراض خطيرة أو قد تكون سببًا للوفاة. [8]
- لا يجب استعماله لأكثر من أسبوع متواصل إلا بعد استشارة الطبيب. [6]
اقرأ أيضًا: طرق علاج الإمساك في المنزل
علاجات الإمساك البديلة
في حال تعارض استعمال زيت الخروع مع بعض الأفراد أو عدم الشعور بالتحسّن بعد استعماله فقد يصرف الأطباء أنواعًا أخرى من المسهلات لعلاج الإمساك، منها الآتي: [4]
- الملينات الأوزمولارية (بالإنجليزية: Osmotic Agents).
- الملينات الصلبة (بالإنجليزية: Bulk-forming Agents).
- ملينات البراز (بالإنجليزية: Stool Softeners).
نصيحة الطبي
يمكن تجربة زيت الخروع للإمساك في حال عدم المعاناة من أمراض مزمنة وعدم استعمال أدوية وعلاجات أخرى بشكل يومي، ويكون استعماله ضمن التعليمات الموصى بها من قبل الطبيب أو الصيدلاني، خاصّة التي تتعلّق بالجرعة والفترة الزمنية لاستخدامه، مع ضرورة إعلام الطبيب في حال الشعور بأيّ أعراض جانبية مستمرة.
يُمكنك دائمًا استشارة أحد أطبائنا المعتمدين عبر منصة الطبي في أي وقت ومن أيّ مكان.