يلجأ البعض إلى العادة السرية لتفريغ الرغبة الجنسية أو التخفيف من التوتر والضغط النفسي. ومع مرور الوقت، يُمكن أن تتحول هذه العادة إلى سلوك قهري يصعب السيطرة عليه، مما يؤثر على التركيز، ويضعف الثقة بالنفس ويترك أثرًا سلبيًا حتى على العلاقات الاجتماعية، إلى جانب الشعور بالندم والعار بعد ممارستها. رغم المحاولات المتكررة للإقلاع عنها، يجد كثيرون صعوبة في التخلص منها. في هذا المقال، سنستعرض أفضل الطرق والنصائح التي تساعدك على التحرر من هذه العادة واستعادة السيطرة على حياتك. [1]
محتويات المقال
1. اقرأ عن أضرار العادة السرية
يروج البعض للعادة السرية كسلوك بريء لا يحمل أي مخاطر صحية، ولكنها تنطوي على العديد من المخاطر الخفية، خصوصًا عند ممارستها بشكلٍ يومي، مثل: [1]
- الضعف الجنسي وسرعة القذف: فالإفراط في ممارسة العادة السرية قد يُقلل من حساسية الأعضاء التناسلية، مما يُؤدي إلى ضعف الانتصاب أو سرعة القذف أثناء العلاقة الزوجية.
- ضعف الرغبة الجنسية: حيث يعتمد الشخص على العادة السرية ومشاهدة المواد الإباحية لتفريغ رغباته الجنسية، بدلًا من ممارسة العلاقة الزوجية.
- الإجهاد والتعب: خصوصًا أن ممارستها بشكلٍ متكرر يستهلك طاقة الجسم، خصوصًا أن الشخص قد يُفضل ممارستها بدلًا من النوم.
- القلق والاكتئاب: الإفراط في الممارسة غالبًا ما يرتبط بالشعور بالذنب أو الندم، ما قد يفاقم من أعراض القلق والتوتر والاكتئاب.
- ضعف التركيز وقلة الإنتاجية: فقد ينشغل الشخص بممارسة العادة السرية بدلًا من إنهاء الواجبات الدراسية أو العمل.
- العزلة الاجتماعية: فهذا قد يدفع الشخص للابتعاد عن التفاعل الاجتماعي أو إقامة صداقات جديدة، مما يُضعف الثقة بالنفس ويزيد الشعور بالوحدة.
2. تجنب أي محتوى إباحي أو غير لائق
مع التطور التكنولوجي السريع، أصبح الوصول إلى المواد الإباحية والفيديوهات ذات المحتوى الجنسي أمرًا سهلاً أكثر من أي وقت مضى، مما يزيد من خطر الإدمان على العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية. [1]
إذا كنت ترغب في الإقلاع عن العادة السرية، من الضروري تجنب المواد الإباحية وكل ما يحفز الرغبة بممارستها، مع اتباع النصائح التالية لتحقيق نتائج أفضل: [1]
- استخدم محركات البحث التي تحجب المواقع أو الصور غير اللائقة.
- حمّل البرامج التي تحظر هذا النوع من المحتوى على هاتفك المحمول وحاسبك.
- لا تبقَ وحيدًا لفترات طويلة، فالملل قد يدفعك لممارسة العادة السرية.
- تجنب مشاهدة أي أفلام أو فيديوهات ذات محتوى جنسي.
- احجب أو تجاهل أي صفحات أو مؤثرين يشاركون صورًا أو محتوى غير لائق على وسائل التواصل الاجتماعي.
3. ركّز على العلاقة الزوجية
عندما تركّز اهتمامك وطاقتك على علاقتك بشريكة حياتك، فإنك تقلّل بشكل تلقائي من الوقت والطاقة التي تبذلها أثناء ممارسة العادة السرية. [3]
ابدأ بحوار صادق ومفتوح مع زوجتك حول ما يثير اهتمام كل منكما، وما يمكن أن يضيف متعة وتنوعًا للعلاقة. ومن خلال التواصل المستمر، يمكنكما بناء نمط صحي ومتوازن يمنح الأولوية للمتعة المتبادلة ويقوّي الرابط العاطفي والجسدي بينكما. [3]
4. اشغل وقت فراغك بهوايات أو أنشطة مفيدة
يُعد الملل والفراغ من أكثر العوامل التي تدفع البعض لممارسة العادة السرية كوسيلة لتسلية النفس أو تفريغ الطاقة. لتجنب ذلك، حاول أن تشغل وقتك بممارسة أي أنشطة جديدة تشتت انتباهك وتمنحك شعورًا بالإنتاجية، مثل: [1][2]
- مارس الرياضة وأي تمارين تستمتع بممارستها.
- جرب التأمل أو ممارسة اليوغا خصوصًا إذا كنت تعاني من الضغط النفسي.
- حاول تعلم هوايات جديدة، مثل طهي طبق جديد أو تعلم لغة أو مهارة جديدة.
- اخرج مع أقاربك أو أصدقائك لتناول العشاء أو زيارة متاحف أو معارض جديدة.
5. اهتم بنفسك
الاهتمام بنفسك يساعد على تقليل الرغبات الجنسية المفاجئة ويمنحك الدافع لمقاومة ممارسة العادة السرية، كما يمكن أن يوجّه طاقتك نحو أنشطة إيجابية ومنتجة. لتحقيق ذلك: [2]
- احرص على تناول نظام غذائي متوازن يُركز على تناول الخضروات والفواكه الطازجة والأطعمة الغنية بالبروتين.
- مارس الرياضة بانتظام؛ لأنها تساعد على تخفيف التوتر والضغط النفسي، مما يُحفّز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين.
- احصل على قسط كاف من النوم؛ فهذا يُقلل من شعورك بالتوتر ويُساعدك على ضبط انفعالاتك ورغباتك.
- خصص وقتًا للتأمل وممارسة تمارين التنفس العميق؛ فهي تساعد على تهدئة العقل والسيطرة على الأفكار التي تدفعك لممارسة العادة السرية.
- اهتم بمظهرك الشخصي وراحتك النفسية، فالشعور بالرضا عن نفسك يعزز الثقة بالنفس، ويقلل من رغبتك بممارسة السلوكيات القهرية.
6. تحلَّ بالصبر
تحلَّ بالصبر واستعن بالله، تذكّر أن العادات التي تتكون مع مرور الوقت لا تزول بين ليلة وضحاها، فكما استغرق اكتساب هذا السلوك وقتًا، فإن التخلص منه يحتاج إلى صبر وجهد واستمرارية. وقد تمر بلحظات ضعف أو إحباط، لكن لا تسمح لها بأن تثنيك عن هدفك. استعن بالله وذكّر نفسك دائمًا بأن كل خطوة صغيرة نحو التغيير تُقرّبك من التخلص من هذه العادة للأبد، وأن الصبر والعزيمة هما مفتاح النجاح الحقيقي. [2][3]
7. ضع أهدافًا واضحة واحتفل بتقدمك
الإقلاع عن أي عادة يتطلب وقتًا وصبرًا، وينطبق ذلك أيضًا على محاولة التوقف عن العادة السرية. بدلًا من التوقف المفاجئ، يمكنك البدء بتقليل عدد المرات تدريجيًا أسبوعًا بعد أسبوع، حتى تصل إلى التوقف التام بطريقة أكثر ثباتًا واستقرارًا. [3]
ولا تنسَ أن تكافئ نفسك على كل إنجاز تحققه، مهما كان صغيرًا — فكل خطوة نحو التغيير تستحق التقدير. اختر مكافأة تمنحك الدافع للاستمرار، كقضاء وقت في نشاط تحبه أو مجرد لحظة فخر بقدرتك على السيطرة والالتزام بهدفك. [3]
8. غيّر روتينك اليومي
غالبًا ما ترتبط العادة السرية بمواقف أو أوقات معينة خلال اليوم؛ فقد تمارسها عند الاستيقاظ صباحًا، أو أثناء الاستحمام، أو بعد العودة من العمل، أو قبل النوم. وإذا لاحظت أن هذه المواقف تتكرر وتدفعك إلى ممارسة العادة، فحاول إدخال تغييرات بسيطة على روتينك اليومي لكسر هذا النمط واستبداله بسلوكيات أكثر صحة وإيجابية. مثل: [3][4]
- إذا كنت تميل لممارسة العادة أثناء الاستحمام الطويل، فقلّل مدته أو استحم بالماء البارد لتنشيط الجسم.
- إذا كنت معتادًا على ممارستها في الصباح، فابدأ يومك بنشاط مختلف مثل تناول فطور صحي أو ممارسة تمارين خفيفة.
- وبدلًا من ممارسة العادة قبل النوم فجرب التأمل أو القراءة.
قد يُهمك: العادة السرية ما لها وما عليها.
9. استشر أخصائي أو طبيب نفسي عند الحاجة
إذا شعرت أن العادة السرية سيطرت تمامًا على حياتك ولم تنجح الطرق السابقة، فلا تتردد في طلب المساعدة من مختص نفسي. [4]
فقد يُوصي الطبيب بالعلاج السلوكي المعرفي والعلاج التحفيزي لتعديل الأفكار والسلوكيات المرتبطة بإدمان العادة السرية، ويُمكن أن يلجأ لبعض الأدوية النفسية، مثل: [4]
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)؛ خاصة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية مصاحبة للعادة السرية.
- نالتريكسون؛ لتقليل الرغبة الشديدة.
- مثبتات المزاج، مثل الليثيوم وحمض الفالبرويك للمرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب.
- مضادات الأندروجين لخفض مستويات التستوستيرون.
نصيحة الطبي
الإقلاع عن العادة السرية قد يبدو صعبًا في البداية، لكنه يصبح ممكنًا مع الصبر والإرادة القوية. لذا اقرأ عن أضرار هذه العادة، وتجنب مشاهدة أي محتوى جنسي أو غير لائق، وجرب أن تشغل نفسك بهوايات مفيدة، وركز على العلاقة الزوجية واهتم بنفسك واحرص على ممارسة الرياضة والتأمل، وغيّر روتينك اليومي، ولا تتردد في استشارة الأخصائي والطبيب النفسي إذا لم تنجح بعد عدة محاولات في الإقلاع عنها.
لا تنتظر أكثر، احجز جلستك النفسية اليوم وابدأ رحلة التعافي واستعادة توازنك النفسي.