لا شك بأن بعض الأزواج يواجهون عددًا من المشاكل الجنسية خلال الفترات المختلفة من حياتهم. لكن، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تستمر هذه المشاكل الجنسية وتتطور ليصبح لها تأثير سلبي على حياتهم الزوجية. [1]
وفي هذه الحالة، يمكن أن يتم نصح كلا الزوجين بمراجعة أحد الأطباء المختصين بالمشاكل الجنسية، حيث سيقوم الطبيب بمساعدة الزوجين على تجاوز التحديات العاطفية والجسدية ليتمكنوا من الوصول إلى علاقة جنسية ممتعة وصحية. [1،2]
ومن أجل معرفة إيجابيات مراجعة أخصائي علاج المشاكل الجنسية، ومتى يوصى بمراجعته، فإننا ننصح بقراءة المقال التالي.
من الشائع جدًا أن تحدث المشاكل في العلاقة الجنسية بين الزوجين، وعادة ما تختلف هذه المشاكل من حالة لأخرى، حيث يمكن أن تتضمن عدم الاهتمام بالجنس أو انعدام الدافع الجنسي لدى أحد الزوجين، أو انخفاض أو انعدام الثقة بين الزوجين، أو سرعة القذف والضعف الجنسي لدى الرجال، أو عدم القدرة على الوصول للنشوة الجنسية، وغيرها من المشكلات الأخرى. [2،3]
وهنا تأتي أهمية استشارة أحد الأخصائيين المختصين في علاج المشاكل الجنسية، والذي يمكن أن يقوم البعض بتسميته باسم العلاج الجنسي (بالإنجليزية: Sex Therapy). [2،3]
يعد العلاج الجنسي نوع من أنواع العلاج النفسي، والذي يتضمن مناقشة الزوجين والتعرف على المشاكل التي يعانيان منها، بما في ذلك المشاكل الجسدية والشخصية، التي تسبب مشاكل في العلاقة الجنسية الخاصة بهما، وذلك بهدف الحصول على حلول جيدة لهذه المشاكل، ومعرفة كيف يمكن أن يساهم كل منهما في حل المشكلة. [2-4]
ماذا يتضمن العلاج الجنسي؟
يقلق الكثير حول ما سيحدث عند مراجعتهم لعيادة أحد الأطباء المختصين بالمشاكل الجنسية، لكن لا داعي للقلق أبدًا، فإنه لن تحدث أمور معيبة أو مشينة خلف باب الطبيب المعالج، فجلسات علاج المشاكل الجنسية لن تتضمن أي فحوصات جسدية، أو خلع للملابس، أو لمس للأعضاء الجنسية. [1،3]
وستتم جلسات الإستشارة تحت إشراف طبيب مختص في الصحة النفسية ومدرب لعلاج مشاكل العلاقات ومساعدة الناس على حل مشاكل العلاقة الجنسية من خلال التحدث عن تجربة الفرد مع الجنس وما يقلقه حول ذلك. [1،3]
كما ستكون غرفة أخصائي علاج المشاكل الجنسية مؤثثة كغرفة المعيشة الاعتيادية، حيث ستحتوي على أرائك، وكراسي، ومصابيح، وذلك لتوفير بيئة ملائمة ليقوم الفرد بالتحدث ببساطة عن المشكلات التي يواجهها في غرفة النوم. [1]
للمزيد: 7 أخطاء يقع بها الرجال في العلاقة الجنسية
وفي ما يلي، نذكر الأمور التي يمكن أن تحدث خلال جلسة العلاج الجنسي: [1-3]
- في بداية جلسات علاج المشاكل الجنسية، سيتحدث الأخصائي النفسي مع كل واحد من الزوجين على حدة، ومن ثم سيتحدث مع الزوجين معًا ليعمل على إرشادهم وتوجيههم نحو حل المشكلة التي يواجهانها في علاقتهم الجنسية.
- في كل جلسة سيعمل المعالج الجنسي على دفع الزوجين لتقبل وإدارة مخاوفهم التي تؤدي إلى مشاكل في علاقتهم الجنسية في بيئة داعمة تعليمية.
- لا ينطوي العلاج الجنسي على تعليم الزوجين كيفية ممارسة الجنس، إنما يهدف إلى توفير الراحة للزوجين ودفعهم إلى التغيير.
- عند اشتباه المعالج الجنسي بوجود خلل جسدي لدى أحد الزوجين، مثل العجز الجنسي، فقد يقوم بتحويله إلى الطبيب المختص بذلك من أجل علاج المشكلة، كما يمكن أن يتشاور مع طبيب مختص حول الأعراض، إذ يمكن أن تكون الأعراض الجسدية ناجمة عن حالة نفسية في الأساس.
- بشكل عام يقوم كل من الزوجين بالتحدث عن العلاقة الجنسية، وكيف يتم التواصل بين الزوجين، وما هي الضغوطات التي يواجهها، ونقاط الضعف والتحديات التي تعيق التمتع بعلاقة جنسية صحية.
- يمكن أن ينطوي العلاج على أسئلة حول ماضي الفرد وطفولته ومعتقداته التي اكتسبها من عائلته حول الجنس، وحول تجاربه الجنسية الأولى، إذا غالبًا ما يكون للتجارب الجنسية الأولى تأثير عميق في علاقات الفرد الجنسية في المستقبل.
- محاولة استكشاف وجود أي صدمة جنسية منذ الطفولة أو في مراحل البلوغ لدى أحد الزوجين، والتي يمكن أن تؤثر على العلاقة الجنسية بين الزوجين.
متى يوصى بالعلاج الجنسي؟
عادة ما يوصى بمراجعة أحد الأطباء المختصين في علاج المشكلات الجنسية والحصول على جلسات العلاج الجنسي في الحالات التالية: [2-4]
- معاناة أحد الزوجين من صراع شخصي نفسي مع الجنس نتيجة لتعرضه لصدمة أو اعتداء جنسي.
- معاناة أحد الزوجين من الملل الجنسي.
- عدم شعور أحد الزوجين بالمتعة أثناء ممارسته للجنس.
- السلوك الجنسي القهري، أي الامتناع عن ممارسة العلاقة الجنسية نتيجة لشعور أحد الزوجين بالخوف أو الذنب.
- وجود مشاكل في العلاقة الزوجية، مثل الخيانة أو المشاحنات المستمرة في العلاقة الزوجية.
- وجود مشكلة متعلقة بالجنس من الصعب كشفها للطرف الآخر، مثل تعرض أحد الزوجين لعدوى تنتقل عن طريق الجنس.
للمزيد: مشكلات جنسية شائعة لدى النساء وطرق التغلب عليها
ما هي إيجابيات العلاج الجنسي؟
يمكن أن يحسن العلاج الجنسي علاقة الزوجين بعدة طرق، ومنها: [1،3]
- التخلص من الملل الجنسي وإعادة الحميمية بين الزوجين.
- تعزيز التواصل العاطفي بين الزوجين.
- تحسين فهم الزوجين لرغبات بعضهما البعض الجنسية.
- تعزيز الانفتاح العقلي، ودفع الزوجين لمناقشة مشاكلهم الجنسية والعمل على حلها بطريقة فعالة.
نهاية، يعتبر رضاء كل من الزوجين عن العلاقة الجنسية أمرًا مهمًا جدًا لاستمرار العلاقة الزوجية، مع ذلك قد يكون الجنس أمرًا مقلقًا جدًا للكثيرين، وقد يؤدي سوء العلاقة الجنسية إلى فقدان الثقة واضطراب العلاقة الزوجية. [2]
لذا، ينصح باستشارة أخصائي المشاكل الجنسية لعلاج وإزالة التحديات والصعوبات الكامنة في العلاقة الجنسية، وللتخلص من مشاكل القلق والتوتر والثقة، ولإيجاد طريقة صريحة صادقة للتواصل بين الزوجين للوصول إلى حياة زوجية وجنسية سعيدة وصحية. [2]
اقرأ أيضًا: قلق الأداء الجنسي ما هي أعراضه وعلاجه؟