مع اقتراب موسم الحج، تتساءل كثير من النساء هل يمكن القيام بمناسك الحج أثناء الحمل؟ حيث أن فترة الحمل من الفترات الصعبة التي تمر بها المرأة، ولذلك يجب على الحامل أن تتحدث مع طبيبها حول هذا الأمر، ولكن قبل اتخاذ القرار بشأن الحج أثناء الحمل، يجب النظر إلى مجموعة من الأمور التي يمكن أن تحدث خلال أداء مناسك الحج.
الحج أثناء الحمل
الإصابة بضربة الشمس والجفاف في الحج أثناء الحمل
نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، يمكن أن يعاني أي شخص من التعب والإرهاق أثناء الحج، وبالتالي سيكون الحج أثناء الحمل أمراً صعباً، وقد يصبن بالمشكلات الصحية التالية:
- ضربة الشمس.
- الجفاف نتيجة التعرق الشديد أو قلة شرب الماء.
وخاصةً أن الحامل تشعر بالتعب من أقل مجهود، على عكس النساء الأخريات اللاتي يمكن أن يتحملن الأجواء الحارة في الحج.
الإصابة بالأمراض التنفسية في الحج أثناء الحمل
مع تزايد عدد الأشخاص خلال موسم الحج، والذين يأتون من كل مكان في العالم، يزداد خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المعدية، وهو ما لا تتحمله المرأة خلال الحمل، ويمكن أن يشكل الحج أثناء الحمل خطورة على صحتها وصحة الجنين، وخاصةً أنه لا يمكنها تناول كثير من الأدوية الممنوعة خلال الحمل لعلاج مثل هذه الأمراض.
يمكن أن تؤثر التهابات الجهاز التنفسي على استقرار الدورة الدموية للأم، مما يؤثر على تغذية الجنين، كذلك يمكن للفيروسات التي تنتقل عبر المشيمة أن تضر بصحة الجنين.
ومع انتشار فيروس كورونا المستجد (بالإنجليزية: COVID19)، تزداد مخاطر العدوى بهذا الفيروس الذي اجتاح العالم وهدد حياة كثير من الأشخاص.
للمزيد: كيف تؤثر الإصابة بمرض كورونا على الحامل؟
طقوس دينية تتطلب مجهوداً كبيراً
يتضمن الحج مجموعة من المناسك والطقوس الدينية التي تتطلب مجهوداً جسدياً كبيراً للقيام بها، بما في ذلك:
- الطواف حول الكعبة.
- السعي الذي يتضمن المشي لمسافات طويلة.
- رحلات إلى منى، ومزدلفة، وعرفات.
ومع عدم تناول الطعام والشراب بكميات مناسبة، وعدم الحصول على قسط كاف من الراحة، يمكن أن تتأثر صحة الحامل بالسلب، مما يؤثر على صحة الجنين، ويمكن أن يؤدي الإرهاق الجسدي إلى:
- تقلصات في أسفل البطن.
- آلام في الظهر.
وقد تضطر المرأة الحامل بتجاوز بعض المناسك وعدم القيام بها، على عكس المرأة غير الحامل التي يمكنها القيام بكافة مناسك الحج.
التعرض لخطر بدء المخاض في الحج أثناء الحمل
يمكن أن تتعرض المرأة الحامل أثناء أداء مناسك الحج إلى خطر بدء المخاض، وقد يؤدي هذا إلى حدوث الولادة المبكرة، ويمكن أن يكون لمضاعفات أخرى أن تسبب نتائج سلبية على الأم مثل:
- فقر الدم
- تسمم الحمل.
- مرض السكري.
- قصور الغدة الدرقية.
وتتطلب مثل هذه المضاعفات التواجد في المستشفى للتعامل معها بشكل صحيح لتفادي أي مخاطر أو مضاعفات.
ولذلك يفضل تجنب الحج أثناء الحمل في حالة اقتراب موعد الولادة، وخاصةً إن كان لديهن تاريخ من المخاض المبكر، وفقدان الحمل المتكرر، أو تعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن، أو تسمم الحمل، أو أمراض القلب.
مخاطر السفر بالطائرة خلال الحمل
في حالة رغبة المرأة بالسفر لأداء مناسك الحج أثناء الحمل، فيجب عليها استشارة الطبيب قبل ركوب الطائرة للتأكد من عدم وجود خطر يضر بصحتها وصحة جنينها وفقاً لحالتها الصحية، تتمثل مخاطر ركوب الطائرة في:
- الجلوس لمسافات طويلة: يمكن أن يؤدي الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة إلى تجمع الدم في الساقين لدى الحامل، مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
وينصح باختيار مقعد مناسب للحامل، بحيث يسهل عليها الذهاب إلى الحمام عند الرغبة في ذلك، وأن يكون مقعداً متسعاً يسمح لها بتمديد ساقيها أثناء الجلوس.
- مسح الجسم: لا تشكل تقنية فحص الجسم بالكامل باستخدام الجهاز المخصص لذلك، والمستخدمة للأمن في المطارات خطراً على الحامل، ولكن يمكن للمرأة طلب الفحص باليد أو العصا الصغيرة بدلاً من المرور من الجهاز.
- التعرض للإشعاع: لا تشكل الرحلات الجوية العرضية مشكلة بالنسبة لمعظم النساء الحوامل، ولكن في حالة السفر بشكل متكرر، مثل السفر بغرض العمل، فقد تتجاوز المرأة حد الإشعاع الآمن أثناء الحمل.
يجدر بالذكر أن الثلث الثاني من الحمل هو أفضل وقت للطيران، حيث تنتهي المرأة خلاله من الأعراض المزعجة وأبرزها الغثيان، أما في الثلث الثالث من الحمل، فقد يكون ركوب الطائرة أمراً شاقاً لزيادة حجم الجنين، وتزداد فرص حدوث المخاض والولادة المبكرة.
اقرأ أيضاً: نصائح لسفر آمن أثناء الحمل
نصائح للحامل في حالة السفر للحج
إذا قررت المرأة أداء الحج أثناء الحمل، وأخبرها الطبيب من عدم وجود مشكلة في هذا الأمر، فيجب عليها اتباع النصائح التالية:
- استشارة الطبيب أولاً للحصول على النصائح اللازمة للتعامل مع أي موقف يواجهها.
- أخذ الأدوية الكافية طوال مدة الحج، سواء الفيتامينات، أو الأدوية الخاصة بالمشكلات الصحية التي يمكن أن تحدث، مثل أدوية الغثيان، أو علاج ارتفاع ضغط الدم، أو علاجات الإسهال والغازات، وغيرها.
- تجنب التواجد في أماكن مزدحمة قدر الإمكان، والإلتزام بارتداء قناع الوجه الواقي لتفادي العدوى.
- ارتداء ملابس وأحذية مريحة أثناء أداء مناسك الحج، ويجب اختيار ملابس مصنوعة من القطن.
- الحفاظ على التغذية السليمة، وشرب الماء، ويجب أخذ زجاجات الماء في كل مكان، وفي المقابل، ينصح بتجنب الأطعمة غير الصحية، وتجنب المشروبات الغنية بالكافيين.
- الحصول على الراحة الكافية، وعدم بذل مجهود شديد، وفي حالة الشعور بالتعب، يجب التوقف عن استكمال المناسك أو تأجيلها لوقت لاحق.
- المشي لفترة قصيرة كل ساعة أو ساعتين لتجنب تجلط الأوردة في الساقين.
- التأكد من استشارة الطبيب حول إمكانية الحصول على تطعيمات ضد التهاب السحايا والأنفلونزا قبل عشرة أيام على الأقل من الحج.
- في حالة حدوث أعراض مثل نزيف، أو تقلصات في البطن، أو صداع نصفي، أو رتفاع درجة حرارة الجسم، فيجب على الحامل التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي.
وأخيراً يجب على الأطباء توعية الحوامل بمخاطر الحج أثناء الحمل، ونصحهن بتأجيل الحج إلى ما بعد الولادة.
للمزيد: اللقاحات والمطاعيم خطوة هامة للاستعداد للحج