يمكن أن يساعد الاكتشاف المبكر لجنس الجنين في معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من اضطراب خلقي أو وراثي، حيث ترتبط بعض الاضطرابات بجنس الجنين وما إذا كان الطفل ذكراً أو بنتاً. فإذا كان لدى العائلة تاريخ وراثي لاضطرابات معينة، فقد يكون الأبوين مهتمين بمعرفة جنس الطفل في أسرع وقت ممكن.
وفي معظم الحالات، يمكن معرفة جنس الجنين في منتصف الحمل تقريباً (ما بين الأسبوعين 16 و 20). لكن، طور الدكتور سام رمزي إسماعيل نظرية رامزي، كما يطلق عليها أحياناً طريقة رامزي أو طريقة رمزي، والتي تقول إنه بالإمكان تحديد جنس الجنين في وقت مبكر يصل إلى 6 أسابيع من الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية ثنائية الأبعاد. لكن ما مدى صحة هذه النظرية؟ [1] [2]
ما هي نظرية رامزي لجنس الجنين؟
تستخدم نظرية رامزي موقع المشيمة وكيفية تشكلها (والذي يجب أن يتم تحديده بدقة بالموجات فوق الصوتية أو السونار أثناء الحمل) للتنبؤ بجنس الجنين في الأسابيع الأولى، وذلك من خلال النظر إلى الزغابات المشيمية الشبيهة بالشعر التي تشكل المشيمة. [1]
وتدعي نظرية رامزي أنه إذا كانت المشيمة تتشكل على الجانب الأيسر من الرحم، فمن المرجح أن يكون الطفل أنثى، وإذا كانت تتشكل على الجانب الأيمن، فمن المحتمل أن الطفل ذكر. [2]
وعلى الرغم من أنه لم يتم تأكيد نظرية رامزي لتحديد الجنس من خلال الأبحاث التي تمت مراجعتها من قبل الأقران (أي من قبل علماء وأطباء آخرين)، إلا أن نظرية رامزي أصبحت موضوعاً شائعاً جداً بين النساء الحوامل. وتنشر العديد من النساء لقطات شاشة من الموجات فوق الصوتية المبكرة لمعرفة ما إذا كان بإمكان أي شخص تخمين جنس طفلهن باستخدام نظرية رامزي. [3]
للمزيد: خرافات تحديد جنس الجنين
هل نظرية رامزي صحيحة؟
يشكك الأطباء بصحة نظرية رامزي نظراً لعدم وجود أساس علمي لها، وعدم وجود دراسات أخرى حول استخدام وضع المشيمة للتنبؤ بالجنس منذ 6 أسابيع من الحمل (أي بعد أسبوعين فقط من بدء تشكل الأعضاء التناسلية). [1]
كما أنه لا يوجد أي دليل على أن جنس الجنين يحدد موقع تشكل المشيمة، ولم يؤيد أحد من العلماء الآخرين هذه النظرية أو يدعمها. كما أن سام رامزي لا يحمل شهادة في الطب، وإنما هو متخصص في أشعة السونار مما قد لا يجعله مؤهلاً للقيام بمثل هذه الدراسات. [3]
للمزيد: اعراض الحمل ببنت او ولد
ما هي بدائل نظرية رامزي؟
هناك بديل لنظرية رامزي للأشخاص الراغبين في معرفة جنس أطفالهم في الثلث الأول من الحمل، حيث يمكن أخذ عينة من خلايا المشيمة (بالإنجليزية: Chorionic Villus Sampling, CVS) بين الأسبوع العاشر والثالث عشر أو الرابع عشر، ومن ثم يتم إرسالها إلى المختبر للتحليل الجيني.
ويمكن أن يكشف الاختبار عن مجموعة من تشوهات الكروموسومات بالإضافة إلى جنس الطفل. وتكمن مشكلة هذا الاختبار أنه قد ينطوي على خطر الإجهاض رغم أن الخطر طفيف. [1] [2]
وهناك بديل آخر من بدائل نظرية رامزي هو اختبار ما قبل الولادة غير الباضع (بالإنجليزية: Noninvasive Prenatal Testing, NIPT) الذي يعتمد على دم المرأة الحامل لعمل تخمين فيما يتعلق بجنس الجنين.
ويعمل اختبار ما قبل الولادة غير الباضع عن طريق تحديد الحمض النووي من الجنين في مجرى دم المرأة الحامل في وقت مبكر يصل إلى 9 أسابيع من الحمل، أي بعد 3 أسابيع فقط من طريقة رمزي. ومع هذا، لا تعتبر هذه الطريقة دقيقة بنسبة 100٪، شأنها كشأن أي طريقة اختبار أخرى لجنس الجنين. [3]
للمزيد: معرفة نوع الجنين من لون البول، خرافة أم حقيقة؟
وأخيراً، يمكن أن يسبب الانتظار لمعرفة المزيد عن صحة الطفل، وجنسه، والكثير من الأمور الأخرى المتعلقة بالحمل قلقاً شديداً للأبوين. ومع ذلك، فإنه لا ينبغي اللجوء إلى طريقة لا تستند على العلم مثل نظرية رامزي، خصوصاً أنه لا يوجد أي دليل أو دراسات على موثوقيتها. [3]
ويفضل أن يقوم الأفراد الذين يرغبون في معرفة جنس طفلهم بعدم الاعتماد على نظرية رامزي أو غيرها وبناء الآمال أو البدء بالتحضيرات بناءً عليها، وينبغي الانتظار للثلث الثاني من الحمل للتأكد من جنس الجنين.