المبيدات الحشرية (بالإنجليزية: Pesticides) هي مواد كيميائية تستخدم لإبادة الآفات الحشرية والقوارض والفطريات، وتستخدم بكثرة في أماكن العمل والمناطق الزراعية، كما يتم استخدامها بكميات أقل في البيوت لإبادة الحشرات المنزلية، ومن أمثلتها: ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثلاثي كلورو الإيثان (بالإنجليزية: DDT)، وثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثنائي كلورو الإيثيلين (بالإنجليزية: DDE).
تم تصنيع ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثلاثي كلورو الإيثان لأول مرة عام 1874، وكان يستخدم للحد من انتشار مرض الملاريا (بالإنجليزية:Malaria)، والطاعون (بالإنجليزية: Plague)، والتيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid)، والقمل (بالإنجليزية:Lice)، وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم بدأ استخدامه من قبل الفلاحون على المحاصيل الزراعية وذلك للحد من انتشار الحشرات التي تسبب ضرراً للمحاصيل، وانتشر استخدام هذا المبيد الحشري لرخص سعره وبقائه مدة طويلة في البيئة.
في عام 1972 تم منع استخدام ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثلاثي كلورو الإيثان (بالإنجليزية: DDT) في أمريكا، لكن وعلى الرغم من قلة استخدامه منذ ذلك الوقت إلا أنه وجد مع بعض الملوثات العضوية الأخرى في دم بعض النساء الحوامل في أمريكا بمستويات قليلة وذلك بسبب بقائه في البيئة مدة طويلة ولايزال أثره موجوداً في السلسلة الغذائية (بالإنجليزية: Food Chain).
اقرأ أيضاً: أمور غير متوقعة تؤثر على صحة الجنين
اضرار تعرض الحامل للمبيدات الحشرية
تؤثر المبيدات الحشرية على صحة كل من الأم الحامل والجنين، ولها تأثيراً سمياً على الجنين، وتعتمد درجة الخطر على نوع المبيدات الحشرية ودرجة سميتها وكمية المبيدات الحشرية التي تم التعرض لها من قبل الأم والجنين. يتأثر الجنين بدرجة أكبر من الأم لأنه يكون في مرحلة نمو الأعضاء وأجهزة الجسم المختلفة. ووجد أن هناك علاقة بين تعرض المرأة الحامل للمبيدات الحشرية وبين صغر حجم الجنين، كذلك زيادة فرصة تعرض الحامل للإجهاض (بالإنجليزية:Miscarriage).
بالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة بين تعرض الحامل للمبيدات الحشرية وبين ظهور أمراض مختلفة على الأجنة، والتي قد تظهر في مراحل مختلفة من العمر بعد الولادة، مثل: مرض التوحد، وسرطان الثدي والسرطانات الأخرى، ومشاكل الكبد، ومشاكل الخصوبة في الذكور. نوضح فيما يلي بعض اضرار المبيدات الحشرية على الجنين:
- المبيدات الحشرية وسرطان الثدي
يؤدي تعرض الجنين لبعض المبيدات الحشرية، مثل: ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثلاثي كلورو الإيثان إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast Cancer) في الكبر، إذ وجد أن كل السيدات اللاتي تعرضن لجرعات عالية من ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثلاثي كلورو الإيثان وهن في مرحلة الجنين يزيد عندهن خطر الإصابة بسرطان الثدي في الكبر، ولكن يتوقف وقت الإصابة في الكبر على الوقت الذي تم التعرض له في الصغر، حيث أنه عند تعرض الطفلة للمبيد الحشري أثناء نمو الثدي لها في رحم الأم أو في مرحلة الرضاعة والنمو فإن ذلك يزيد من خطر إصابتها بسرطان الثدي قبل سن اليأس (بالإنجليزية: Menopause). أما إذا تعرضت البنت له أثناء نمو الثدي في مرحلة البلوغ أو بعد عمر 14 عاماً يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي عندها في عمر 50-54 عاماً.
- المبيدات الحشرية والتوحد
يعرف التوحد (بالإنجليزية: Autism) بأنه اختلال في النمو الطبيعي لمخ الجنين، وتظهر أعراضه غالباً في أول ثلاثة أعوام من عمر الطفل ولم يعرف له سبب معين ولا علاج محدد إلى الآن. ووجد أنه عند تعرض المرأة الحامل لناتج تكسير ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثلاثي كلورو الإيثان وهو ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثنائي كلورو الإيثيلين فإن زيادة نسبته في دم الأم يزيد من خطر إصابة الجنين بالتوحد بنسبة ٦٠% إلى ٢٠٠% طبقاً للفترة التي تعرضت لها الأم للمبيد الحشري، والمدة من الحمل التي تعرضت لها، حيث وجد أن تعرضها أثناء الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل أخطر من تعرضها في الثلاثة شهور الأولى والوسطى من الحمل.
يعود السبب في زيادة فرص إصابة الأجنة للتوحد عند تعرض الحامل للمبيدات الحشرية أن هذه المركبات تعمل على إبادة الحشرات عن طريق تأثيرها على الخلايا العصبية للجهاز العصبي الخاص بالحشرات، وفي الإنسان البالغ يكون المخ محمياً من التعرض لمثل هذه المركبات الكيميائية وذلك بفضل الحاجز الخاص الموجود حول المخ وهو الحاجز الدموي الدماغي (بالإنجليزية: Blood Brain Barrier)، والتي تمنع دخول مثل هذه المواد الضارة من الدم إلى المخ، بينما في الأجنة يكون هذا الحاجز بين الدم والمخ غير مكتمل النمو وذلك يسمح بمرور هذه المواد الكيميائية الضارة من دم الأم إلى دم الجنين ثم إلى الخلايا العصبية في مخ الجنين.
كيفية الحد من التعرض للمبيدات الحشرية
يجب تجنب العمل في المزارع التي يستخدم فيها المبيدات الحشرية أثناء الحمل والرضاعة، وإذا صعب تحقيق ذلك فإنه يمكن اتباع بعض الطرق التي تعمل على تقليل التعرض لهذه المواد، مثل:
- تجنب الاتصال المباشر مع المبيدات الحشرية أثناء الحمل وعدم رشها والاستعانة بشخص آخر لأداء هذه المهمة.
- ارتداء الملابس الواقية والقفازات لتجنب الاتصال المباشر بالمبيدات الحشرية أو بقاياها.
- قراءة تعليمات الاستخدام الموجودة على عبوات المبيدات الحشرية بعناية؛ وذلك لأن استخدام هذه المواد بطريقة خاطئة تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تتطلب المكوث بالمستشفى أحياناً.
- تجنب دخول الأماكن التي تحتوي على المبيدات الحشرية.
- خلع الملابس الواقية والقفازات والأحذية المستخدمة أثناء رش المبيدات الحشرية، والتخلص منها قبل دخول المنزل، ومطالبة جميع ساكني المنزل بذلك؛ وذلك لأن هذه المواد تبقى عالقة لفترة في الملابس والأحذية.
اقرأ أيضاً: الجنين ضحية أمراض أمه