يحدث التصبغ بسبب زيادة إفراز الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن لون الجلد، ولكن قد يزداد إفراز هذه المادة لبعض الأسباب المرضية أو المشاكل الجلدية، ويعد السواد حول الفم أحد أنواع التصبغات التي تظهر على الوجه، وعلى الرغم من أن هذا النوع من التصبغات لا يعد من المشاكل الخطيرة، ولكنه قد يدل على حالات طبية مهمة أو أنماط حياة خاطئة.
يرغب الجميع بالظهور بمظهر مشرق وحيوي، لذلك فإن السواد حول الفم يعد مشكلة جمالية شائعة تؤثر على مظهر البشرة، ويبحث أولئك الذين يعانون منها عن الحلول، نتحدث هنا عن أسباب السواد حول الفم. [1]
محتويات المقال
أسباب السواد حول الفم
يتسائل الكثير عن أسباب التصبغات حول الفم، وفي الحقيقة لا يوجد سبب واحد معين لحدوث التصبغات، بل إن السواد حول الفم ينطوي على الكثير من الأسباب الداخلية والخارجية، نذكر منها ما يلي: [1,2,3,4]
- الكلف: يعد الكلف حالة جلدية شائعة عند النساء أكثر من الرجال، تعمل على تسبب ظهور بقع بنية ورمادية على الجلد، وغالباً ما تظهر هذه البقع على الوجه وخصوصاً في المنطقة الواقعة فوق الشفة العليا (منطقة الشارب) والذقن، ويسمى الكلف أحياناً بقناع الحمل، حيث أن الحمل هو أحد أسباب الإصابة به.
- الاضطرابات الهرمونية: قد يحدث اختلال في توازن هرمون الاستروجين أو البروجيسترون في الجسم، وتعد التصبغات حول الفم من أهم أعراض هذه الاضطرابات الهرمونية.
- الإصابة ببعض الأمراض: يزداد إفراز مادة الميلانين عند الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض أديسون أو قصور الكظرية (بالإنجليزية: Addison's disease)، الذي يحدث بسبب انخفاض وظيفة الغدة الكظرية، بالإضافة إلى مرض نقص المناعة البشرية، والسل، واضطرابات الغدة الدرقية.
- التعرض لأشعة الشمس: لا شك في أن التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية هو أحد أهم أسباب زيادة إفراز الميلانين في الجلد، وخاصة عند عدم استخدام واقيات الشمس.
- تناول بعض الأدوية: قد يسبب تناول بعض الأدوية على تحفيز إفراز الميلانين في الجلد كبعض المضادات الحيوية مثل الدوكسيسيكلين (بالإنجليزية: Doxycycline)، وأدوية اضطراب نبضات القلب، وأدوية علاج الملاريا، وحبوب منع الحمل.
- التهابات الجلد: تؤدي إصابة الجلد بالاتهابات إلى ظهور التصبغات، ويشمل ذلك حب الشباب، والأكزيما، أو الالتهاب الناتج عن ملامسة بعض المنتجات التي تسبب تهيج الجلد، مثل معاجين الأسنان، أو مرطب الشفاه غير المناسب.
- نقص الفيتامينات: قد ترتبط زيادة إفراز الميلانين بنقص الفيتامينات والمعادن والعناصر الأساسية في الجسم، ويشمل ذلك فيتامين B12 وفيتامين D، وحمض الفوليك، والحديد.
- التدخين: يسبب التدخين تغير لون الجلد في الشفاه وما حولها، وحتى في باقي مناطق الوجه، ويشمل ذلك التعرض للتدخين السلبي.
- التعرض للمعادن الثقيلة: قد يسبب التعرض للمعادن الثقيلة من حين لآخر مثل الرصاص، والبزموت، والزئبق، والفضة، والزرنيخ، والذهب إلى ظهور التصبغات في الوجه وحول الفم.
- تغير أحوال الطقس: قد يسبب الطقس البارد والجاف ظهور السواد حول الفم، وجعل المنطقة تبدو بلون غمق.
- جفاف البشرة: تعد المنطقة المحيطة بالفم من أكثر المناطق عرضة للجفاف والاحمرار بسبب سيلان اللعاب أثناء النوم، ولعق الشفاه، مما يسبب بالتالي ظهور التصبغات والبقع الداكنة.
- إزالة الشعر بطريقة خاطئة: يمكن أن تسبب طريقة إزالة الشعر من المنطقة المحيطة بالفم كالشارب والذقن إلى ظهور التصبغات وإتلاف البشرة، حيث يجب استخدام أساليب آمنة وتحت ظروف معقمة.
أسباب السواد حول الفم عند الأطفال
في الحقيقة لا تختلف أسباب السواد حول الفم عند الأطفال عنها عند الأشخاص البالغين، حيث يعد كل من نقص الفيتامينات، والتهابات الجلد، والتعرض لأشعة الشمس مسببات جوهرية في السواد حول الفم عند الأطفال أيضاً تماماً كالبالغين، ولكن، قد تظهر بعض البقع الداكنة المائلة للون الأزرق عند الأطفال حديثي الولادة، ويعزى ذلك لنقص الأكسجين الموجود في الأوعية الدموية التي تغذي هذه النطقة المحيطة بالفم، وتسمى هذه الحالة بالزراق (بالإنجليزية: Circumoral Cyanosis).
من الجدير بالذكر أن الزراق لا يقتصر على المنطقة المحيطة بالفم فقط، ولكنه قد يظهر في أماكن مختلفة من جسم الطفل كاستجابة للبرد، أو التعرض للكدمات، أو وقد تكون بسبب وجود مشاكل في الجهاز التنفسي، وفي هذه الحالة ينصح الآباء باستشارة الطبيب فوراً عند ظهور أية تغيرات على لون الجلد عند الأطفال سواء في المنطقة المحيطة في الفم أو في أي مكان آخر في الجسم. [5]
عند الحديث عن سبب السواد حول الفم عند الأطفال لا ننسى احتمالية إصابة الطفل بالسعفة المبرقشة (بالإنجليزية: Tinea Versicolor) وهي أحد أنواع العدوى الفطرية التي يهاجمها جهاز المناعة مسببة بقع من الجلد الداكن حول الفم أو في مناطق أخرى في الوجه والجسم. [6]
اقرأ أيضاً: طرق علاج تصبغات الوجه
الأشخاص الأكثر عرضة لظهور السواد حول الفم
يعد الأشخاص ذوي البشرات الداكنة هم الأكثر عرضة لظهور التصبغات حول الفم، وذلك بسبب زيادة إفراز مادة الميلانين لديهم مقارنة بالأشخاص ذوي البشرات الفاتحة، كما أن التقدم بالسن والوصول إلى الشيخوخة يزيد من احتمالية ظهور التصبغات أيضاً، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مستمر ومتكرر خصوصاً خلال فترات الصيف. [2]