تُعدّ متلازمة كلاينفلتر إحدى الاضطرابات الجينية التي تحدث لدى الذكور والتي تتسبّب بالتأثير على الوظائف الجنسية والمعرفية في حال تم إهمال علاجها. وفي المقال التالي سنقوم بالتحدّث حول كل ما يخص علاج متلازمة كلاينفلتر والتعامل معها.
محتويات المقال
علاج متلازمة كلاينفلتر
لا يُمكن الشفاء من متلازمة كلاينفلتر حيث أنّها تحدث نتيجة لخلل جيني يتمثّل بوجود كروموسوم X إضافي لدى الذكور، ومن غير المُمكن تصحيح هذا الخلل الجيني والتخلص من المشكلة بشكل نهائي. [1][2]
لكن، تتوفر العديد من الخيارات العلاجية التي يُمكن أن يتم تقديمها للأفراد المُصابين بمتلازمة كلاينفلتر والتي تهدف إلى تخفيف الأعراض لديهم وتقديم الدعم النفسي لهم، فضلًا عن منع تطوّر المضاعفات لديهم. [1][2]
ويجب التنويه إلى أنّه كلما تم علاج متلازمة كلاينفلتر بشكل مبكّر، خصوصًا في مرحلة البلوغ، كان ذلك أفضل على المدى الطويل. ومع ذلك، مهما كان عمر الفرد عند تشخيصه بهذه المتلازمة، فإنّه لم يفت الأوان أبدًا لتقديم العلاج له. [1][2][3]
غالبًا ما يقوم بالإشراف على علاج متلازمة كلاينفلتر فريق خاص يتضمّن أخصائيين من مختلف التخصصات لمعالجة الجوانب المختلفة المرتبطة بهذه الحالة، بما في ذلك: [2][4]
- أخصائي الغدد الصماء.
- أخصائي الأطفال.
- معالج النطق.
- المعالج الطبيعي.
- المعالج الوظيفي.
- أخصائي العلاج النفسي.
- أخصائي علاج العقم.
ويُمكن أن تتضمّن الخيارات العلاجية التي يتم تقديمها لمرضى متلازمة كلاينفلتر ما يلي:
العلاج الهرموني
يُعاني مرضى متلازمة كلاينفلتر من نقص مستويات التستوستيرون، وهو أمر يُمكن أن يتسبّب بظهور العديد من الأعراض لديهم، مثل: تأخّر البلوغ واضطرابات الوظائف الجنسية. ولهذا، يُعدّ العلاج بالهرمونات الأندروجينية (هرمون التستوستيرون) أحد أهم الركائز العلاجية التي يتم تقديمها لمرضى متلازمة كلاينفلتر. [1][2]
يهدف هذا العلاج إلى زيادة مستويات هرمون التستوستيرون وإحداث التغيّرات الطبيعية المرتبطة بسنّ البلوغ لدى الذكور، بما في ذلك زيادة القوة البدنية ونموّ شعر الوجه والجسم. كما يُمكن يساعد هذا العلاج على تحسين الحالة المزاجية، والثقة بالنفس، والسلوك لدى الفرد المُصاب بمتلازمة كلاينفلتر. [2][3][4]
لكن، إنّ العلاج بالتستوستيرون لا يعمل على تحسين حجم الخصيتين أو الخصوبة لدى مرضى متلازمة كلاينفلتر. [1]
ومن المهم أن تكون الجرعة المستخدمة من هرمون التستوستيرون مصمّمة خصيصًا للمريض للحفاظ على تركيزات هرمون التستوستيرون، والإستراديول، والهرمون المنبه للجريب والهرمون الملوتن، وبقائها مناسبة لعمر المريض. كما يجب أن يستمر تلقي هذا العلاج طوال حياة المريض للسيّطرة على الأعراض لديه ومنع ظهورها قدر الإمكان. [2]
يوجد تركيبات مختلفة من هرمون التستوستيرون والتي يُمكن الاستعانة بها عند علاج متلازمة كلاينفلتر، بما في ذلك اللصقات الجلدية، والجل، والحبوب، كما يُمكن أن يتلقى الفرد حقن التستوستيرون والتي يتم أخذها بمعدل مرة واحدة كل 2 - 3 أسابيع. [2][3]
ويجب التنويه إلى أنّه لن يحتاج جميع الذكور المصابين بمتلازمة كلاينفلتر إلى علاج التستوستيرون، حيث لا يتم استخدامه للمرضى الذين يعانون انخفاض طفيف في مستوى التستوستيرون، ففي هذه الحالة تكون فوائد العلاج لا تبرّر مخاطره المحتملة. [2]
ويُمكن أن تشمل الآثار الجانبية للعلاج بهرمون التستوستيرون ما يلي: [2]
- حب الشباب.
- الطفح الجلدي.
- مشاكل التنفس.
- زيادة خطر الإصابة بتضخّم غدة البروستاتا أو سرطان البروستاتا في السنوات اللاحقة.
جراحة تصغير الصدر
لعلّ إحدى الأعراض الظاهرة جدًا والتي يُمكن أن يُعاني منها مرضى متلازمة كلاينفلتر هي زيادة حجم أنسجة الثدي، أو ما تُعرف طبيًا باسم التثدي، وعلى الرغم من أنّه لا يوجد علاج معتمد لهذه المشكلة، إلّا أنّ إجراء عملية جراحية لإزالة هذه الأنسجة تُعدّ خيارًا فعالًا للغاية. [1][3]
كما يُمكن أن يُساعد إجراء هذه الجراحة في التقليل من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى تخفيف الضغوط الاجتماعية والنفسيّة المرتبطة بتضخّم الثدي عند الذكور المُصابين بهذه المتلازمة. [1][5]
ومع ذلك ينطوي إجراء عملية تصغير الثدي على المخاطر المرتبطة بإجراء أي عملية جراحية. [1]
علاجات الخصوبة
من المُمكن أن يحتاج الرجال المُصابين بمتلازمة كلاينفلتر إلى الاستعانة بإحدى تقنيات المساعدة على الإنجاب، فما بين 95 - 99% من الذكور المُصابين بهذه المتلازمة وغير القادرين على الإنجاب يكون السبّب الرئيسي لديهم عدم إنتاجهم لعدد كافٍ من الحيوانات المنوية. ومع ذلك لا تزال الحيوانات المنوية تتواجد في الخصيتين لدى 50% من المرضى المُصابين بهذه المتلازمة. [1][2]
ولهذا، من المُمكن أن يستفيد المريض من تقنية استخراج الحيوانات المنوية من داخل الخصيتين وإجراء الحقن المجهري، حيث يتم حقن الحيوانات المنوية مباشرةً داخل البويضة. [1][5]
والجدير بالذكر أنّه في حال تم جمع الحيوانات المنوية من الذكور المصابين بهذه المتلازمة في مرحلة البلوغ أو المراهقة يُمكن أن يُحسّن من فعالية تقنيات المساعدة على الحمل في المراحل اللاحقة من الحياة، وفي هذه الحالة سيتم تجميد الحيوانات المنوية حتى يحين موعد استخدامها. [1][5]
العلاج النفسي
إنّ التعامل مع أعراض متلازمة كلاينفلتر يُمكن أن يكون أمرًا محرجًا وصعبًا للغاية، خاصةً خلال فترة البلوغ والمراهقة، كما يُمكن أن يُعاني العديد من الرجال المصابين بهذه المتلازمة من الاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية. [1][2]
ولهذا من المهم جدًا أن يحصل هؤلاء المرضى على الدعم النفسي وذلك من خلال حضور جلسات استشارة مع أخصائي صحة نفسية والذي يُمكن أن يساعدهم على التكيّف مع التغيّرات المرتبطة بمتلازمة كلاينفلتر والتعامل مع المشاكل المتعلقة بهذه الحالة. [1][2]
العلاجات الداعمة
أيضًا، يُمكن أن يتضمّن علاج متلازمة كلاينفلتر تلقي المريض لبعض العلاجات الداعمة، خصوصًا في حال تم اكتشاف المرض خلال مرحلة الطفولة، وذلك لمنع تطوّر الأعراض والتأثيرات الخاصّة بالمرض، بما فيها صعوبات التعلم، وتأخّر الكلام، وعدم القدرة على الكتابة والقراءة، وضعف التفاعل الاجتماعي. [1][5]
ويُمكن أن تشمل هذه العلاجات الداعمة ما يلي: [2][3][5]
- العلاج النطقي لتحسين النطق، وخاصةً عند الأطفال.
- العلاج الطبيعي لتحسين قوة العضلات والمهارات الحركية، بالإضافة إلى تحسين التوازن وتنسيق حركات الجسم.
- العلاج الوظيفي لبناء المهارات اللازمة للأداء اليومي، مثل: المهارات الاجتماعية، ومهارات اللعب، ومهارات التفاعل والمحادثة، ومهارات العمل.
- العلاج السلوكي، والذي يساعد في بناء مهارات اجتماعية محدّدة، مثل: مطالبة الأطفال الآخرين باللعب وبدء المحادثات. كما يُمكنهم أيضًا تعليم المريض طرق بناءّة للتعامل مع الإحباط والخجل والغضب وغيرها من المشاعر.
نصيحة الطبي
يُمكن أن تساعد بعض العلاجات على تخفيف الأعراض لدى مرضى متلازمة كلاينفلتر بالإضافة إلى التعامل مع التأثيرات الخاصّة بقدرة الفرد على التعلم والتواصل مع الآخرين. وكلما تم تقديم العلاج لمرضى متلازمة كلاينفلتر في وقتٍ مبكر كان ذلك أفضل.
وللحصول على المزيد من المعلومات حول كيفية التعايش مع متلازمة كلاينفلتر بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.