من المعروف أن الوقاية خير من العلاج، ولذلك يجب أخذ الاحتياطات التي تقي من الإصابة بالأمراض، فهناك العديد من الطرق التي تنتقل عن طريقها الأمراض المختلفة، سواء طرق مباشرة أو غير مباشرة. وأحد هذه الطرق المباشرة التي تنتقل الأمراض من خلالها هي اللمس. هناك أمراض تنتقل عن طريق اللمس سواء لمس الأشخاص أو لمس الأسطح أو لمس الحيوانات.
الأمراض التي تنتقل عن طريق لمس الأشخاص
يعد اللمس من أكثر الطرق المباشرة التي يمكن أن تنقل عدوى من شخص لآخر، ولذلك يجب الانتباه للأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق اللمس لتفادي الإصابة بها، وهنا ذكر للأمراض التي تنتقل عن طريق اللمس:
- أمراض الجهاز التنفسي
تحدث أمراض الجهاز التنفسي نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، وهي عدوى التي يسهل انتقالها من شخص لآخر عن طريق اللمس أو الرذاذ أو النفس. فعلى سبيل المثال، عند قيام أحد الأشخاص بالعطس في اليد، فبهذا تنتقل العدوى إلى يديه، وعند ملامسة شخص آخر باليد التي تحمل العدوى، فيمكن أن ينقل إليه العدوى، وهكذا تنتقل أمراض الجهاز التنفسي عن طريق اللمس.
هناك العديد من أمراض الجهاز التنفسي الشائعة التي يمكن أن تنتقل من خلال اللمس مثل: نزلات البرد والانفلونزا، بالإضافة إلى التهاب الحلق، فكل هذه الأمراض تحمل بكتيريا أو فيروسات تسبب العدوى، ولا يشترط انتقال هذه الأمراض عن طريق اللمس فقط، بل يمكن أن تنتقل من خلال الهواء، حيث أن الفيروسات تنتشر حول الشخص المصاب، ولذلك ينصح بتجنب التعامل مع الأشخاص المصابين بهذه الأمراض لحين التعافي منها.
- الأمراض الجلدية
هناك العديد من الأمراض الجلدية المعدية التي يسهل انتقالها بمجرد ملامسة الشخص المصاب بها، حيث يكون الجلد حاملاً لهذه العدوى، وبمجرد ملامسة شخص آخر لجلد الشخص المصاب، سوف تنتقل إليه العدوى بسهولة، وقد تكون أشد في الأعراض وفقاً لاستجابة جسم الشخص الآخر، حيث أن هناك أشخاص يعانون من ضعف المناعة وحينها يصعب على الجسم مقاومة المرض مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
يعد الهربس من أبرز الأمراض الجلدية التي تنتقل عن طريق الجلد الهربس الفموي والهربس التناسلي، ففي حالة لمس الشخص المصاب، ثم وضع اليد الملوثة بالعدوى على الفم، يسهل انتقال المرض. أيضاً يعتبر الحزام الناري من الأمراض التي يسهل انتقالها عن طريق اللمس، وهو التهاب فيروسي يصيب الجلد والأعصاب، ويظهر على هيئة طفح جلدي، ويمكن أن يتسبب في العديد من المضاعفات الخطيرة.
وهناك بعض الأمراض الجلدية الأخرى التي تنتقل عن طريق اللمس، مثل الجرب، والمليساء المعدية، وجدري الماء، والتينيا، ولذلك يجب الحرص من الإصابة بهذه الأمراض، وتفادي الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المصابين بها.
- الأمراض التناسلية
تنتقل الأمراض التناسلية عن طريق ملامسة الجلد خلال العلاقة الحميمة، حيث أن هناك العديد من الأمراض التناسلية المعدية، مثل الهربس التناسلي والزهري والكلاميديا والسيلان. أيضاً يمكن أن تنتقل الالتهابات في المنطقة التناسلية بين الزوجين أثناء الجماع، وذلك نتيجة وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية في الجلد، حيث يسهل انتقال الفطريات والبكتيريا والفيروسات من خلال ملامسة الأعضاء التناسلية.
اقرأ أيضاً: الأمراض المنقولة جنسياً، طرق العدوى و الوقاية
الأمراض التي تنتقل عن طريق لمس الأسطح
لا يشترط أن تنتقل الأمراض من خلال ملامسة شخص لآخر، بل يمكن أن تنتقل عن طريق ملامسة شخص لأي سطح يحمل العدوى، وتكثر هذه الأمراض عند ملامسة الأسطح خارج المنزل، وفي الأماكن التي يقوم العديد من الأشخاص بملامستها، مثل الصنابير والمقابض وغيرها.
وتعد أمراض الجهاز التنفسي من أكثر المشاكل الصحية التي يمكن أن تنتقل عن طريق الأسطح، حيث تنتشر الجراثيم والفيروسات المسببة للعدوى. كما يمكن أن يصاب الجهاز الهضمي بعدوى عن طريق ملامسة الأشياء الملوثة ثم تناول الطعام دون غسل اليد، وكذلك يمكن أن تنتقل العدوى من خلال تناول طعام ملوث ويحمل العدوى، وقد يسبب الإصابة بالتسمم الغذائي.
الأمراض التي تنتقل عن طريق لمس الحيوانات
يمكن أن تنتقل بعض الأمراض من خلال ملامسة الحيوانات التي تحمل العديد من أنواع البكتيريا والفيروسات المعدية، فعلى سبيل المثال، تتسبب القطط في انتقال داء المقوسات إلى الجسم، وهي مشكلة صحية يمكن أن تسبب صعوبة حدوث الحمل لدى المرأة، وتزداد فرص الإصابة بها في حالة تربية الحيوانات الأليفة بالمنزل.
وهناك مرض آخر ينتقل عن طريق ملامسة الحيوانات، وهو مرض الإيبولا الفيروسي، حيث ينتقل من الحيوانات البرية إلى الإنسان بشكل مباشر عن طريق اللمس، كما يمكن أن ينتقل من شخص لآخر عن طريق اللمس أيضاً. ويعد مرض الإيبولا من الأمراض المعدية وشديدة الخطورة في حالة عدم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر، ويمكن اكتشافه عن طريق الأعراض الخاصة به مثل الحمى، والإسهال، والصداع، والضعف، والتهاب الحلق، والتي عادة ما تحدث بعد الاتصال المباشر مع حيوان بري مثل القرود.
طرق الوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق اللمس
ينصح باتباع بعض الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق اللمس، ومنها:
- الحفاظ على النظافة الشخصية
يجب التأكد من تنظيف الأيدي باستمرار، وعدم ملامستها للوجه والفم، وخاصة عند التواجد خارج المنزل، وينصح بغسل اليدين بعد مصافحة أي شخص لتفادي انتقال أي عدوى عن طريقه. ويفضل الابتعاد عن عادة التقبيل التي تزيد من احتمالية انتقال العديد من الأمراض بشكل كبير، سواء مع الأشخاص الكبار أو الأطفال. وفي حالة الإصابة بحالة مرضية معدية، يجب تجنب مصافحة الأشخاص وعدم ملامستهم باليد أو الاقتراب منهم حتى لا تنتقل العدوى إليهم، والأفضل هو تجنب التواصل معهم حتى التعافي من المرض.
للمزيد اقرأ: الطريقة الصحيحة لغسل اليدين
- الحفاظ على نظافة الأسطح المنزلية
ينبغي الاهتمام بتنظيف الأسطح المختلفة في المنزل والتي يمكن أن تحمل البكتيريا والفيروسات المسببة لحدوث العدوى، ويكون ذلك من خلال استخدام مواد التعقيم المخصصة للأسطح، والتي تساعد في قتل أي بكتيريا أو جراثيم تنتشر في المكان. كما ينصح بتجنب ملامسة الأسطح المختلفة خارج المنزل، وفي حالة الاضطرار لملامستها، يجب غسل اليدين وتعقيمها جيداً على الفور، وتجنب تناول أي أطعمة حتى يتم غسلها أولاً.
- ممارسة الجنس الآمن
وذلك لتفادي الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويكون ذلك من خلال ارتداء الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس، فهذا يضمن الحفاظ على صحة الرجل والمرأة أيضاً. وفي حالة الإصابة بأي من الأمراض المنقولة جنسياً، أو الإصابة بالتهابات في المنطقة التناسلية، ينصح بتجنب ممارسة العلاقة الحميمة خلال هذه الفترة حتى يتم الشفاء من المرض.
- التأكد من نظافة الطعام ومصدره
ينبغي التأكد من تناول طعام نظيف وغير ملوث حتى لا يسبب انتقال العدوى إلى الجسم، حيث يمكن أن تنتقل العديد من البكتيريا إلى الجسم عن طريق الغذاء وتسبب أمراض ومضاعفات صحية خطيرة تنتج عن التسمم الغذائي. ينصح بغسل الأطعمة جيداً قبل تناولها، وخاصة الخضروات والفاكهة التي تحمل الجراثيم، كما يجب الحرص على طهي الطعام جيداً لقتل أي بكتيريا يمكن أن تنتقل إلى الجسم، خاصة اللحوم والدجاج والأسماك. ويفضل عدم تناول أي أطعمة دون معرفة مصدرها، ولذلك يجب طهي الطعام في المنزل وتجنب الأطعمة من المصادر غير الموثوقة.
- تعزيز صحة الجهاز المناعي
من الأمور الهامة التي تساعد في الوقاية من الأمراض هي الحفاظ على صحة الجهاز المناعي، وذلك من خلال نتناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات، وخاصة الخضروات والفواكه، وكذلك تناول مشروبات الأعشاب التي تقلل فرص الإصابة بهذه الأمراض، وينصح بتجنب التوتر والإجهاد وقلة النوم، فكل هذه الأمور تؤثر على وظائف الجهاز المناعي وتعيق من قدرته على محاربة الأمراض المختلفة.