تنتشر الميكروبات من حولنا بمختلف أنواعها سواء كانت فيروسات أو بكتيريا، ولعل البعض قد يتساءل عن الفرق بين الفيروس والبكتيريا (بالإنجليزية: Difference between virus and bacteria)، خاصة بعد انتشار جائحة فيروس كورونا، والتي تسببت في خلط بعض المفاهيم والتعامل مع الفيروس كأنه عدوى بكتيرية، مما دعا الأطباء إلى المحاولة لتصحيح المفاهيم الخاطئة وإيضاح الفرق بين الفيروس والبكتيريا، وطرق علاج كل منهما، وكذلك كيف ينتقل كل من الفيروس والبكتيريا إلى الإنسان.
الفرق بين الفيروس والبكتيريا
لا يعلم الكثيرون أن البكتيريا قد لا تكون ضارة على الإطلاق، حيث توجد ملايين البكتيريا التي تعيش داخل أجسادنا وعلى السطح الخارجي للجلد، ولكن في سلام وتعايش مع الإنسان، ولا تسبب الإصابة بالأمراض، حيث تساعد بعض أنواع البكتيريا النافعة في علاج بكتيريا أخرى ضارة، أو في تدمير بعض الخلايا السرطانية، أو المساعدة على هضم الطعام، وتوفير المواد المغذية للجسم.
توجد بعض أنواع من البكتيريا الضارة تصل نسبتها إلى 1% وهي التي ينتج عنها الإصابة بالأمراض، ويجب علاجها؛ لأنها تسبب الضرر لجسم الإنسان، وقد ينجم عنها مضاعفات خطيرة في بعض الحالات.
أما عن الفيروس فهو أصغر حجماً من البكتيريا، ولا يمكن أن تعيش الفيروسات من دون وجود خلية مستضيفة لها؛ لتتكاثر وتنمو بداخلها، ومن ثم تدمرها في معظم الأحيان.
تسبب الميكروبات بأنواعها المختلفة عدة أنواع من العدوى، فقد تسبب الإصابة بما يلي:
- عدوى حادة والتي تستمر لفترة قصيرة المدى.
- عدوى مزمنة والتي قد تصل مدتها إلى أسابيع، أو عدة أشهر، وأحياناً مدى الحياة.
- عدوى كامنة والتي لا تسبب أي أعراض عند الإصابة بها، وإنما تظهر أعراضها لاحقاً فيما بعد وذلك خلال شهور أو سنين.
اقرأ أيضاً: فوائد البكتيريا النافعة
الفرق بين الفيروس والبكتيريا من حيث التسبب بالأمراض
قد يسبب كلاً من الفيروس والبكتيريا نفس الأمراض والأعراض، ولكن توجد بعض الأمراض التي تنشأ نتيجة الإصابة بأي منهما، ومن أشهر أنواع العدوى البكتيرية ما يلي:
- مرض السيلان.
- عدوى المسالك البولية.
- التهاب السحايا البكتيري.
- مرض السل.
- تسمم الطعام البكتيري.
- مرض لايم.
أما عن الأمراض التي تسببها الفيروسات فهي ما يلي:
- الإنفلونزا.
- الحصبة.
- جدري الماء.
- التهاب السحايا الفيروسي.
- التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي.
- الزكام.
- فيروس زيكا.
- الإيدز.
- البثور.
- مرض كوفيد-19.
الفرق بين الفيروس والبكتيريا من حيث الانتقال
تنتقل العدوى البكتيرية بعدة طرق مختلفة، وتعتمد على التعامل مع شخص مصاب، لذا يمكن انتقالها بما يلي:
- التعامل القريب مع شخص مصاب، ويشمل ذلك اللمس أو التقبيل.
- التعامل مع سوائل شخص مصاب عند العطس، أو الكحة، أو التعامل مع البراز، أو البول، أو من خلال ممارسة العلاقة الجنسية.
- الانتقال من الأم إلى الجنين خلال الحمل أو الولادة.
- التعامل مع الأسطح التي تحتوي على بكتيريا مثل: صنبور المياه، أو مقبض الباب، ثم لمس الوجه، أو الأنف، أو الفم.
- تناول طعام أو شرب مياه ملوثة بالبكتيريا.
تعد الفيروسات من الميكروبات المعدية والتي تنتقل من شخص لآخر بنفس طرق انتقال العدوى البكتيرية، وذلك من خلال ما يلي:
- التعامل مع شخص مصاب، أو حيوانات، أو حشرات تحمل الفيروس المسبب للعدوى، مثل: البراغيث، أو القراد، أو البعوض.
- لمس الأسطح الملوثة بالفيروسات.
- التعامل مع سوائل الجسم سواء كان برازاً، أو بولاً، أو من خلال التقبيل، أو العطس، والكحة.
- انتقال العدوى من الأم إلى الجنين من خلال الولادة أو في أثناء الحمل.
اقرأ أيضاً: أخطاء تسبب نمو البكتيريا في الجلد
الفرق بين الفيروس والبكتيريا من حيث الأعراض
قد يسبب كلاً من الفيروس والبكتيريا الإصابة ببعض الأعراض المتشابهة، مما يخلق الاضطراب والخلط لدى الكثير، ويعتقدون أن هذه العدوى بكتيرية على الرغم من كونها عدوى فيروسية، ولكن عند اللجوء إلى الطبيب المختص وإجراء الفحوصات الخاصة، سيتمكن من تحديد نوع العدوى، والعلاج المناسب للحالة.
قد يكون من الصعب التفرقة بين العدوى البكتيرية والفيروسية؛ بسبب تشابه الأعراض والأمراض التي يسببها كل منهما، فعلى سبيل المثال الالتهاب الرئوي، والالتهاب السحائي، والإسهال، حيث يصاب الشخص بأي من هذه الأمراض بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية.
يمكن للطبيب أن يتعرف إذا ما كان المريض مصاب بعدوى فيروسية أو بكتيرية من خلال الفحص البدني له، وأخذ التاريخ المرضي لحالته، وإذا تطلب الأمر سيحتاج الطبيب إلى طلب تحليل للدم، أو إجراء اختبار للبول؛ للتأكد من نوع العدوى لتحديد نوع العلاج المناسب للمريض.
تنشأ هذه الأعراض من الجهاز المناعي عند محاولته للتخلص من العدوى للشفاء منها، ومن الأعراض المتشابهة بين الفيروس والبكتيريا ما يلي:
- الكحة والعطس.
- الحمى.
- الالتهاب.
- الإسهال.
- الغثيان والتقيؤ.
- الإرهاق.
- التقلصات.
اقرأ أيضاً: كيف تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية؟
الفرق بين الفيروس والبكتيريا من حيث العلاج
تعد المضادات الحيوية من أهم الأدوية المستخدمة في علاج العدوى البكتيرية، ولكن يستخدمها بعض الأشخاص بشكل خاطئ؛ لاعتقادهم بأن المضادات الحيوية تعالج أي نوع من أنواع العدوى حتى وإن كانت فيروسية.
ينجم عن فرط استخدام المضادات الحيوية مقاومة البكتيريا لها؛ لأن البكتيريا بطبيعتها تتكيف مع الظروف المحيطة، وتتأقلم مع الأدوية، وتقاومها تدريجياً، وقد تؤدي هذه المقاومة إلى مشاكل خطيرة خاصة عند دخول المريض إلى المستشفى.
تعد المضادات الحيوية غير فعالة في علاج العدوى الفيروسية، لذا يجب التأكد من طبيعة العدوى لاستخدام الدواء الصحيح، حيث تعالج العدوى الفيروسية باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، والتي قد لا تكون فعالة بالقدر الكافي أحياناً؛ بسبب صغر حجم الفيروس، وتكاثره السريع، وتحور جيناته، بالمقارنة بالبكتيريا، ويؤدي استخدام الأدوية المضادة للفيروسات إلى ظهور ميكروبات مقاومة للأدوية أيضاً.
يمكن علاج العدوى الفيروسية كنزلات البرد باتباع ما يلي:
- شرب السوائل لحماية الجسم من الجفاف.
- تناول أدوية مسكنة للألم وخفض درجة الحرارة مثل: دواء الباراسيتامول.
- استخدام أقراص للمص لعلاج التهاب الحلق.
- تناول أدوية مضادة للاحتقان لعلاج رشح الأنف واحتقانها.
توجد العديد من التطعيمات المستخدمة لمنع الإصابة ببعض أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية، ومن الجدير بالذكر أن هذه التطعيمات لا تعالج الإصابة، وإنما تعمل على الحماية وتقليل فرص الإصابة بالميكروب الخاص بالتطعيم، ومن أنواع التطعيمات ما يلي:
- تطعيم شلل الأطفال.
- تطعيم فيروس الكبد أ.
- تطعيم فيروس الكبد ب.
- تطعيم الحصبة.
- تطعيم جدري الماء.
- تطعيم الإنفلونزا.