لا يمكن علاج قشرة الرأس بشكل نهائي تمامًا، ولكن يمكن التعامل معها والتخفيف منها من خلال العديد من العلاجات المنزلية والطبية، وتعديلات النظام الغذائي. ويعتمد اختيار العلاج المناسب على سبب القشرة، وشدَّة الحالة، والاستجابة للعلاج. [9]
يتناول المقال الآتي أهم طرق علاج قشرة الشعر، وأبرز النصائح للتخفيف منها.
محتويات المقال
طرق علاج قشرة الشعر طبيًا
قشرة الشعر مشكلة شائعة بين الناس من مختلف الفئات العمرية، [1] وتتضمن الخيارات العلاجية الطبية المُتاحة ما يلي:
الشامبو المضاد للقشرة
يُمكن علاج قشرة الشعر الخفيفة باستخدام أنواع مختلفة من الشامبو المضاد للقشرة، ويختلف كل نوع عن الآخر بمكوناته التي تعمل ضد القشرة بطرق مختلفة، ومن هذه المواد ما يلي: [1][2][3][10]
دواء الكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole)
يُعد أحد الأدوية المضادة للفطريات، وهو يعمل على الحد من قدرة الفطريات على النمو والتكاثر من خلال تثبيط تكوين العنصر الأساسي في الغشاء الخلوي للفطريات، وهو الإرغوستيرول (بالإنجليزية: Ergosterol)، مما يجعل الغشاء الخلوي ذو بنية أضعف ويُفقدُه وظيفته.
يُعد الكيتوكونازول من أفضل الخيارات العلاجية لقشرة الرأس؛ لأنَّه فعَّال أيضًا في علاج القشرة الناتجة عن التهاب الجلد الدهني (بالإنجليزية: Seborrheic Dermatitis)، وتتوافر شامبوهات الكيتوكينازول بتراكيز 1%، و2%.
بيريثيون الزنك (بالإنجليزية: Pyrithione Zinc)
يعمل على التحكم في إنتاج الزيوت الطبيعية التي تنتجها الغدد الدهنية في فروة الرأس، كما يُحافظ على توازن الخلايا الجلدية من خلال تنظيم معدل تكوين خلايا فروة الرأس، مما يُساعد في السيطرة على قشرة الرأس.
توجد تراكيز مختلفة من بيريثيون الزنك في الشامبوهات، والتي تتراوح عادةً بين 0.5% - 2%.
قطران الفحم (بالإنجليزية: Coal Tar)
يمتلك القطران خصائص مضادة للفطريات، كما يُسهم في التقليل من الإنتاج الزائد لخلايا الجلد في فروة الرأس، وليس هذا فحسب، إذ تبين أنَّه مركب فعَّال في علاج الصدفية والقشرة الناتجة عنها، مما يجعله من الخيارات الطبية المناسبة لعلاج قشرة الشعر.
ينبغي تجنب استخدام قطران الفحم من قِبل الحوامل والمرضعات، كما أنه يُستخدم من قِبل الفئات الأخرى بحذر نتيجة لعدَّة أسباب، منها ما يلي:
- يزيد من حساسية فروة الرأس لأشعة الشمس؛ لذلك يوصى بارتداء القبعات بالتزامن مع استخدامه.
- يؤثر على لون الشعر المصبوغ والمُعالج.
- يُمكن أن يُصبح مركب مسرطن إذا تم استخدامه بجرعات عالية.
حمض الساليسيليك (بالإنجليزية: Salicylic Acid)
أحد أنواع أحماض بيتا هيدروكسي (بالإنجليزية: Beta Hydroxy Acid)، وهو ذو تأثير مُقشر لخلايا الجلد الزائدة المتراكمة على فروة الرأس، لذلك يُعد مادة فعَّالة في التخلص من قشرة الشعر. ويتوفر في أنواع مختلفة من الشامبو بنسبة 2%، و3%.
كبريتيد السيلينيوم (بالإنجليزية: Selenium Sulfide)
يُسهم في علاج قشرة الشعر من خلال تأثيره المضاد للفطريات، وقدرته على التقليل من إنتاج الزيوت الطبيعية التي تُفرزها الغدد الدهنية في فروة الرأس. ويتواجد كبريتيد السيلينيوم بتراكيز مختلفة في شامبوهات علاج قشرة الرأس تتراوح بين 1% - 2.5%.
من المهم التنويه إلى أنه يُمكن لاستخدام كبريتيد السيلينيوم أن يغير اللون الطبيعي للشعر وفروة الرأس، وهذا يجعل منه خيارًا غير مُناسب للبعض.
الكبريت (بالإنجليزية: Sulfur)
يعمل الكبريت على علاج القشرة من خلال تأثيره المضاد للميكروبات، وخصائصه المقشرة. وهو يُستخدم وحده أو يُدمج مع حمض الساليسيليك ليُعطيان تأثيرًا قويًا في التخلص من قشرة الشعر المتراكمة. يوجد الكبريت في الشامبوهات بنسبة 2%، و5%.
زيت شجرة الشاي (بالإنجليزية: Tea Tree Oil)
يُسهم زيت شجرة الشاي في علاج قشرة الشعر من خلال تأثيره المضاد للبكتيريا والفطريات، ويوجد بنسبة 5% في أنواع الشامبو المختلفة، وهي نسبة فعَّالة ضد القشرة.
يُمكن أن يُسبب استخدام زيت شجرة الشاي موضعيًا ردود فعل تحسسية لدى البعض؛ لذلك يُفضَّل إجراء اختبار الحساسية قبل استخدامه.
كيف يتم استخدام الشامبو بطريقة صحيحة للتخلص من القشرة؟
يُفضَّل اتباع إرشادات الاستخدام المرفقة مع المستحضر، ولكن عامةً يُستخدم الشامبو في علاج قشرة الشعر كما الآتي: [2]
- توضع كمية مناسبة من الشامبو على فروة الرأس ويُفرك جيدًا.
- يُترك الشامبو لمدَّة خمس دقائق أو حسب تعليمات المستحضر.
- شطف الشعر وفروة الرأس جيدًا، إذ يُمكن أن تزيد بعض أنواع الشامبو من تهيج فروة الرأس في حال لم تُشطف جيدًا.
أهم الإرشادات لاختيار الشامبو المناسب
يقوم الطبيب باختيار الشامبو المُناسب للمريض وفقًا لطبيعة شعره وكيفية استجابة القشرة للعلاج، ومن أهم الإرشادات التي تؤخذ بعين الاعتبار ما يلي: [3][8]
- نوع الشعر: يُستخدم الشامبو مرة أسبوعيًا من قبل الأشخاص ذوي الشعر المجعد، ويُستخدم مرتين أسبوعيًا من قِبل الأشخاص ذوي الشعر الأملس أو ذوي الشعر الدهني. يُمكن أن تُسبب بعض أنواع الشامبو جفافًا للشعر، لذلك يُفضَّل استخدام منتجات الترطيب المناسبة لنوع الشعر.
- الفعالية العلاجية للشامبو: يُمكن أن تقل فعالية الشامبو بعد فترة زمنية من استخدامه لعلاج القشرة، ويُمكن ألَّا تُظهر بعض أنواع الشامبو نتائج مرضية في علاج قشرة الشعر بعد تجاوز الفترة العلاجية المُقررة لاستخدامها، في هاتين الحالتين يتم اختيار نوع شامبو آخر يحتوي على مادة تختلف عن المادة في الشامبو السابق.
اقرأ أيضًا: كيف تختار أفضل شامبو ضد القشرة؟
العلاجات الدوائية الأخرى
يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى وصف عدد من الأدوية الموضعية أو الفموية لعلاج القشرة التي لم تستجيب للعلاج بالشامبو، أو التي ترتبط بمشكلات جلدية، مثل: الأكزيما، والتهاب الجلد الدهني، والحالات الناتجة عن الالتهابات الفطرية كالقوباء الحلقية (بالإنجليزية: Ringworm)، وتشمل هذه الخيارات العلاجية الآتي: [2][3][4][5]
- تُصرف الأدوية المضادة للفطريات فمويًا أو موضعيًا لعلاج القشرة الناتجة عن الالتهابات الفطرية، مثل: محلول التيربينافين (بالإنجليزية: Terbinafine Solution) بنسبة 1%.
- تُستخدم مثبطات المناعة، مثل: بميكروليموس (بالإنجليزية: Pimecrolimus)، أو تاكروليموس (بالإنجليزية: tacrolimus) لعلاج القشرة الناتجة عن بعض الحالات الجلدية، مثل: الأكزيما، والصدفية، والتهاب الجلد الدهني.
- قد يلجأ الطبيب لوصف دواء الأيزوتريتينوين (بالإنجليزية: Isotretinoin) في بعض الحالات المزمنة، إذ يُسهم هذا الدواء في التقليل من الإفراز الدهني من خلال تثبيط نشاط الغدد الدهنية.
- يُمكن لأنواع بعض الستيرويدات الموضعية متوسطة القوة، مثل: دواء فلوسينولون (بالإنجليزية: Fluocinolone) أن تُخفف من الحكة والالتهاب المرافق للقشرة، ويُحدد الطبيب الجرعة المناسبة والفترة الزمنية اللازمة لاستخدام الستيرويد؛ إذ يُسبب الاستخدام طويل الأمد تغيرات جلدية.
- تُصرف الستيرويدات الموضعية منخفضة القوة لعلاج قشرة رأس الرضيع، والتي تُعرف بقبعة المهد (بالإنجليزية: Cradle Cap)، وهي حالة شائعة تتصف بظهور بقع صفراء دهنية متقشرة، تظهر خلال أول شهرين من ولادة الطفل وتستمر حتى ضعة أسابيع أو أشهر.
علاج قشرة الرأس بمكونات طبيعية
قد تكون العلاجات المنزلية فعَّالة لدى البعض في التخفيف من القشرة، ومن هذه الخيارات ما يأتي: [6][7][8][9]
زيت جوز الهند
يُعد زيت جوز الهند من أنواع الزيوت الفعالة في علاج قشرة الشعر؛ لأنَّه يُحقق الفوائد التالية:
- تخفيف تهيج فروة الرأس.
- ترطيب فروة الرأس، ومنع جفافها.
- يعمل كمضاد للميكروبات والالتهابات.
يُستخدم للتخلص من القشرة بوضعه مُباشرة على فروة الرأس بكمية تتراوح بين 3-5 ملاعق، ويترك لمدَّة ساعة، ثمَّ يُشطف الشعر بالشامبو.
زيت شجرة الشاي
يحتوي زيت شجرة الشاي على مركب تيربينين-4-أول (بالإنجليزية: Terpinen-4-Ol) والذي يتسم بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، وهذا يُسهم في علاج القشرة.
يُعد من الزيوت قوية التأثير، لذا لا يوضع مُباشرةً على فروة الرأس، ويتم استخدامه بإضافة بضع قطرات منه إلى الشامبو العادي، أو من خلال تخفيفه ببضع قطرات من زيت ناقل، مثل: زيت الجوجوبا، أو زيت جوز الهند.
زيت عشبة الليمون
يُسهم في التخفيف من القشرة والأعراض المرافقة لها، وذلك بسبب خصائصه المضادة للميكروبات والالتهابات.
يُستخدم من خلال تخفيفه بالماء أو بإضافة بضع قطرات منه إلى الشامبو العادي أو البلسم؛ لأنَّ الاستخدام المُباشر له قد يُسبب ردود فعل تحسسية لدى البعض.
الألوفيرا
تعمل الألوفيرا على التقليل من الأعراض المرافقة للقشرة، مثل: الحكة، بسبب خصائصها المهدئة، وفعاليتها في تقليل الالتهاب، هذا يُسهم في السيطرة على بعض أنواع العدوى الفطرية أو البكتيرية التي قد تكون سببًا للقشرة.
تُستخدم بوضع كمية مناسبة منها على فروة الرأس، وتُترك لعدَّة دقائق، ومن ثمَّ يُشطف الشعر جيدًا.
بيكربونات الصوديوم
هذه المادة إحدى الحلول السريعة والسهلة للتخفيف من القشرة والحكة المرافقة لها، إذ تعمل كمقشر خفيف لفروة الرأس فتُزيل الخلايا الميتة المتراكمة عليها، بالإضافة إلى تأثيرها المضاد للفطريات.
تُوضع مُباشرة على فروة الرأس المُبللة، ومن ثمَّ تُفرك، وتُترك لمدَّة 1-2 دقيقة، ثمَّ يُشطف الشعر بالشامبو كالمعتاد.
خل التفاح
يُسهم خل التفاح في علاج القشرة بسبب حامضيته التي تُقلل من الخلايا الميتة المتراكمة في فروة الرأس، وتحسن من توازن درجة الحموضة في فروة الرأس، وهذا يُقلل من النمو الفطري المُسبب للقشرة.
تُخلط كمية متساوية من خل التفاح مع الماء، وتُوضع على الشعر لمدَّة تتراوح بين 15 دقيقة إلى ساعة، ومن ثمَّ يُشطف الشعر كالمعتاد، ويُطبق المزيج مرتين أسبوعين للحصول على أفضل النتائج. ويُمكن أيضًا إضافة كمية قليلة منه إلى الشامبو.
الثوم
يُعد من العلاجات المنزلية الفعَّالة في التخلص من القشرة لخصائصه المضادة للفطريات.
يُستخدم الثوم بعد فرمه ناعمًا ومزجه مع الماء، ويُمكن إضافة بعض قطرات من أحد أنواع الزيوت العطرية للمزيج للتقليل من الرائحة المزعجة للثوم، ثم تطبيق المزيج مباشرةً على فروة الرأس، وأخيرًا يُغسل الشعر كالمعتاد.
اقرأ المزيد: وصفات علاج قشرة الشعر بالمنزل
نصائح للتخفيف من القشرة
يُمكن اتباع بعض الممارسات لتحسين حالة فروة الرأس والتخفيف من قشرة الشعر، يتضمن أهمها الآتي: [3][6][7]
- يُنصح بتجنب التوتر باتباع الممارسات التي تُساعد على الاسترخاء، منها ما يلي:
- التأمل.
- التنفس العميق.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- تعزيز مهارات التواصل الإجتماعي مع الآخرين.
- تجنب استخدام منصات التواصل الإجتماعي لفترات طويلة.
- اتباع نظام غذائي صحي، حيث تبين أنَّ بعض أنواع الأطعمة تزيد من أعراض الاضطرابات الجلدية الالتهابية، ويُنصح باتباع العادات الغذائية التالية:
- تناول الفواكه والخضروات خاصة المليئة بمضادات الأكسدة لتقليل الالتهابات في الجسم.
- تناول مصادر فيتامينات ب (بالإنجليزية: B vitamins)، خاصة فيتامين ب7 (بالإنجليزية:Vitamin B7)، سواء من المصادر الغذائية أو من المكملات، حيث تعزز من صحة الشعر، والأظافر، والجلد.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الزنك، والدهون الصحية لتعزيز صحة فروة الرأس.
- الحصول على كميات كافية من الأوميغا 3 (بالإنجليزية: Omega 3)، حيث تُسهم في التقليل من الالتهاب، وتحافظ على ترطيب البشرة والشعر.
- الحرص على تناول الأطعمة أو المكملات الغذائية الحاوية على البروبيوتيك، حيث تُسهم في دعم الجهاز المناعي لمقاومة العدوى الفطرية، وتعزز من علاج الاضطرابات الجلدية، خاصة لدى الأطفال والرُّضع.
نصائح للوقاية من القشرة
فيما يأتي بعض الخطوات التي تساعد على الوقاية من ظهور القشرة: [3][8]
- تجنب تسريح الشعر وهو مبلل تمامًا، والانتظار حتى يُصبح رطبًا.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، واستخدام طرق الوقاية من الشمس كارتداء القبعات المُناسبة لحجم الرأس.
- التعرض للهواء الطلق بشكل منتظم، إذ يُسهم في التقليل من تراكم الزيوت في فروة الرأس.
- تجنب الملامسة المتكررة لفروة الرأس ومقاومة الشعور بالحكة؛ لأنَّ ذلك يزيد من تهيج فروة الرأس، وهذا بدوره يُفاقم قشرة الشعر.
- مراعاة عدد مرات شطف الشعر وفقًا لنوعه وحالته، إذ يحتاج الشعر الدهني إلى عدد مرات أكثر تكرارًا، بينما يحتاج الشعر الجاف عدد مرات أقل وترطيب أعلى باستخدام المنتجات المناسبة.
- تجنب استخدام عدد كبير من منتجات تصفيف الشعر، حيث تتراكم مكونات هذه المواد على فروة الرأس، ويحث ذلك فروة الرأس على إنتاج المزيد من الزيوت.
اقرأ أيضًا: طرق الحفاظ على الشعر
متى يجب استشارة الطبيب؟
عادةً يتم السيطرة على القشرة في الحالات الخفيفة والمتوسطة بعد الالتزام باستخدام العلاجات المنزلية والطبية، ولكن قد تستدعي بعض الحالات اللجوء إلى الطبيب مرة أخرى لتجنب تطور القشرة أو ظهور المضاعفات، منها الآتي: [8]
- الحالات الشديدة التي لم تستجيب للعلاجات المنزلية أو الطبية التي تُصرف دون وصفة طبية.
- علامات تُشير إلى الإصابة بالعدوى، مثل: نزول القيح أو الشعور بالألم في فروة الرأس.
- المعاناة من بعض المشكلات الجلدية المزمنة التي تؤثر على فروة الرأس، مثل: الصدفية، والأكزيما، والعدوى الفطرية.
- ظهور طفح جلدي على فروة الرأس أو خط الشعر في مقدمة الرأس.
- مصاحبة القشرة لحكة شديدة، أو احمرار، أو تورم.
- نزول الدم بعد تساقط القشرة من الرأس.
نصيحة الطبي
تُعد قشرة الشعر مشكلة شائعة، ويُعد علاجها بسيطًا في معظم الحالات، وذلك من خلال العلاجات المنزلية أو العلاجات الطبية، ولكن قد تستدعي بعض العلامات المرافقة لقشرة الشعر استشارة الطبيب.
يُمكنك الآن الاستفسار عن أي سؤال يدور في ذهنك حول علاج قشرة الشعر أو غيره من خلال خدمة الاستشارات الطبية عن بعد، والتي يقدمها موقع الطبي على مدار 24 ساعة.