يتسبّب مرض الثعلبة بتساقط شعر الرأس والذي يظهر على شكل بقع خالية من الشعر ومن المُمكن أن تزداد مساحة هذه البقع في حال لم يتم علاج المشكلة. وهناك العديد من الخيارات التي يُمكن أن يستعين بها الفرد لعلاج الثعلبة، بما فيها الأدوية، والليزر، وبعض العلاجات المنزلية الطبيعية. [1][2]
وفي المقال التالي سنتحدث حول أفضل الطرق لعلاج الثعلبة.
محتويات المقال
هل يُمكن علاج الثعلبة نهائيًا؟
تُعدّ الثعلبة مرضًا ناتجًا عن اضطرابات مناعية تحدث في جسم المصاب مسببةً له تساقط في الشعر، وإجابةً على السؤال الذي يتبادر إلى أذهان العديد من الأفراد: هل يمكن علاج الثعلبة نهائيًا واستعادة الشعر المتساقط؟ فإنّه لا يوجد حتى الآن طريقة معروفة لعلاج الثعلبة نهائيًا. [1][2]
لكن، وفي ذات الوقت، تُعدّ الثعلبة من الأمراض القابلة للعلاج، أي أنّ الالتزام بالعلاجات الموصوفة يُمكن أن يُساعد في إبطاء تساقط الشعر في المستقبل، كما يُمكن أن تساهم العديد من العلاجات في نموّ الشعر مرة أخرى وبشكل أسرع لدى الأفراد المصابين بالثعلبة. [1][2]
ما هو أفضل علاج للثعلبة؟
لا يوجد علاج واحد ومحدّد يناسب جميع حالات الإصابة بالثعلبة، حيث من الصعب أن يتم التنبؤ بهذا المرض، ومن أجل تحديد أفضل علاج للثعلبة، سيقوم الطبيب بتجربة أنواع مختلفة من العلاجات لكل حالة على حدة لتحديد أيّها أكثر فعالية. [2][3]
كما يُمكن أن يعتمد اختيار خطة العلاج المناسب للفرد على عدّة عوامل، بما في ذلك: [3][4]
- شدّة الحالة وكمية الشعر التي تم فقدها.
- مكان الإصابة بالثعلبة.
- مدة الإصابة بالثعلبة وتساقط الشعر الناجم عنها.
- عمر المريض، فعلى سبيل المثال، يحتاج الأطفال إلى طرق علاج مختلفة عن الكبار البالغين.
- المخاطر والفوائد الفريدة لكل علاج.
- التفضيلات والأهداف الشخصية.
ولهذا، من الأفضل دائمًا مناقشة جميع خيارات العلاج المتاحة مع طبيب الأمراض الجلدية للعثور على الأدوية أو العلاجات المناسبة. [2][3]
ما هي طرق علاج الثعلبة؟
تتضمّن طرق علاج الثعلبة ما يلي:
الأدوية
تتعدّد أنواع أدوية علاج الثعلبة والتي يُمكن أن تتضمّن ما يلي: [2,3,4,5]
- الكورتيكوستيرويدات
تُعدّ الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroid) من العلاجات المضادة للالتهاب والتي يتم وصفها لعلاج الأمراض المناعية، بما في ذلك الثعلبة. ومن المُمكن أن يتم استخدام هذه الأدوية لعلاج الثعلبة بعدّة طرق، بما في ذلك: [1][2][3]
- حقنها موضعيًا في مكان الإصابة كل 4 إلى 6 أسابيع حسب الحاجة. وعندما يكون العلاج فعالًا، سيلاحظ المريض نموّ بعض الشعر في غضون 3 أشهر من الحصول على الحقنة الأولى.
- استخدامها على شكل كريمات ومراهم موضعية تدهن مرتين يوميًا على مناطق الإصابة، وهي من الخيارات الفعالّة والمفضلة لعلاج الثعلبة عند الأطفال بعمر 10 سنوات فما دون.
- تناولها عبر الفم، حيث يُمكن أن يصفها الطبيب لعلاج بعض الحالات المتقدّمة من الثعلبة.
لكن، يُمكن أن تحتاج الكورتيكوستيرويدات لفترة زمنية طويلة حتى تعمل ويحصل الفرد على نتائج ملحوظة في علاج الثعلبة لديه. [1]
اقرأ أيضًا: الثعلبة عند الأطفال
- العلاجات المناعية الموضعية
يُمكن للطبيب وصف العلاجات المناعية الموضعية في خطة العلاج، ومن الأمثلة عليها الدايفينسيبرون (بالإنجليزية: Diphencyprone) أو استر بوتيل حمض السكويرك (بالإنجليزية: Squaric Acid Dibutyl Ester)، في حال معاناة الفرد من تساقط الشعر الشديد، حيث يقوم مبدأ عمل هذه العلاجات على إحداث رد فعل تحسسي عند تطبيقها على مكان الإصابة، ممّا يحفّز نموّ الشعر من جديد. [1][2][4]
يُعطى هذا العلاج اسبوعيًا بحيث يترك على المنطقة المصابة لمدة 48 ساعة، وعادةً ما يبدأ الشعر بالنموّ من جديد بعد حوالي 3 - 6 أشهر. [3][4]
- المينوكسيديل
يستخدم محلول المينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil) لعلاج الصلع، ويُمكن أن يصفه الطبيب لعلاج الثعلبة لدى بعض الحالات التي من المُرشح أن تستجيب له، حيث يتم استخدامه بمعدل 2 - 3 مرات يومًا على المنطقة المصابة، ومن المُمكن أن يستغرق العلاج بالمينوكسيديل حوالي 12 أسبوعًا لملاحظة نموّ الشعر مجددًا. [1][3]
ويجدر بالذكر بأنّ المينوكسيديل هو من الخيارات الجيدة لعلاج الثعلبة عند الأطفال نظرًا لعدم تسبّبه بأية أعراض جانبية خطيرة، وغالبًا ما يُستخدم لديهم بعد إيقاف الكورتيكوستيرويدات الموضعية. [3]
- الأنثرالين
يُمكن استخدام دواء الأنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin) على المناطق المصابة بالثعلبة في بعض الحالات التي يشخصها الطبيب، والذي يعمل على تهييج الجلد الأمر الذي يساعد على تحفيز نموّ الشعر بشكل طبيعي. [2][3]
يتم تطبيق كريم الأنثرالين على المنطقة المصابة لمدة 30 دقيقة ومن ثم يتم غسل المنطقة. ومن المُمكن أن ينمو الشعر من جديد خلال 2 - 3 أشهر من بدء استخدام هذا الدواء. وللحصول على نتائج أفضل، يُنصح باستخدام المينوكسيديل مع هذا الدواء بعدما يبدأ الشعر بالنموّ من جديد. [3][4]
- مثبطات المناعة
في بعض الحالات المتقدّمة، يُمكن أن يصف الطبيب الأدوية المثبطة للمناعة، مثل: الميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate) والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine)، لعلاج الثعلبة، حيث تعمل هذه الأدوية على تثبيط استجابة الجهاز المناعي. [2][3]
- مثبطات إنزيم جانوس كيناز
تُعدّ مثبطات إنزيم جانوس كيناز (بالإنجليزية: Janus Kinase inhibitors) من الأدوية الحديثة المستخدمة لعلاج ثعلبة الرأس، حيث تعمل هذه الأدوية على تقليل مستويات السيتوكينات (بالإنجليزية: Cytokines) المسؤولة عن حدوث الالتهاب في الجسم. [2][3]
وتشمل أنواع مثبطات إنزيم جانوس كيناز التي يُمكن استخدامها: [3][4]
- التوفاسيتينيب (بالإنجليزية: Tofacitinib).
- الروكسوليتينيب (بالإنجليزية: Ruxolitinib).
- الباريسيتينيب (بالإنجليزية: Baricitinib).
- الديوروكسوليتينيب (بالإنجليزية: Deuruxolitinibb).
- الريتلسيتينيب (بالإنجليزية: Ritlecitinib).
لكن يجب الحذر عند استخدام هذا النوع من أدوية علاج الثعلبة فمن المُمكن أن تتسبّب ببعض الأعراض الجانبية الخطيرة، مثل: [4]
- تأثيرات سلبية متعلقة بالقلب.
- العدوى.
- جلطات الدم.
العلاج بالليزر أو الضوء
هناك عدّة أنواع من العلاج بالليزر أو الضوء يُمكن للفرد تجربتها بهدف علاج الثعلبة واستعادة الشعر المتساقط بسببها، ومن هذه الأنواع: [2][4][5]
- العلاج بالأشعة فوق بنفسجية، فمن المُمكن أن تؤدي جلستان أو ثلاث جلسات من هذا العلاج كل أسبوع إلى تحقيق فوائد بعد حوالي 12 شهرًا. ومع ذلك، فإنّ معدلات الاستجابة تكون محدودة.
- العلاج الكيميائي الضوئي، حيث يتم استخدام مادة مسببّة للحساسية إلى جانب استخدام العلاج الضوئي بأطوال موجية محددة للأشعة فوق البنفسجية.
- العلاج بالليزر، وخلاله يتم تسليط جرعات محددة من الإشعاع على المنطقة المصابة بالثعلبة لتشجيع نموّ الشعر الجديد فيها.
- العلاج بليزر الإكزيمر، والذي يتم خلاله إرسال شعاع عالي الطاقة من الأشعة فوق البنفسجية مباشرةً إلى منطقة تساقط الشعر، فمن المُمكن أن يعمل ذلك على تدمير خلايا الجهاز المناعي التي تهاجم بصيلات الشعر. ويتم إجراء هذا العلاج بمعدل مرتين في الأسبوع لمدة أقصاها ستة أشهر.
العلاج بالبلازما
يُمكن أن يكون العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية من الخيارات الآمنة والفعالة لعلاج الثعلبة، وهو إجراء يتم في عيادة الطبيب وبستغرق 30 دقيقة، وفيما يلي نذكر خطواته: [4]
- يقوم الطبيب بسحب كمية صغيرة من دم المريض.
- يتم تدوير الدم في آلة تفصله إلى أجزاء، والهدف من ذلك هو سحب البلازما، وهي أحد أجزاء الدم والتي تُعتبر غنيّة بالصفائح الدموية.
- يأخذ الطبيب هذه البلازما ويحقنها في مناطق الجسم التي تعاني من الثعلبة.
- يتم تكرار العلاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية مرة واحدة في الشهر ولمدة ثلاثة أشهر في البداية، ومرة كل ثلاثة إلى ستة أشهر بعد ذلك.
المكملات الغذائية
يُمكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية على علاج مرض الثعلبة، ومنها: [2]
- الزنك.
- البيوتين.
- مستخلص نبات الفاوانيا (بالإنجليزية: Peony).
- مستخلص نبات عرق السوس.
العلاجات المنزلية الطبيعية
بشكل عام، تُعدّ العلاجات التقليدية والطبيعية للثعلبة محدودة جدًا، حيث لا يوجد دراسات كافية تدعم فعاليتها، لكن لا يزال بإمكان الفرد تجربة هذه العلاجات وذلك بعد استشارة الطبيب حول إمكانية استخدامها إلى جانب العلاجات الموصوفة. [4][6]
ومن الأمثلة الأعشاب والمواد الطبيعية التي يُمكن استخدامها لعلاج الثعلبة في المنزل ما يلي: [2][4][6]
- عصير البصل.
- عصير الثوم.
- خل التفاح.
- الشاي الأخضر.
- زيت اللوز.
- زيت إكليل الجبل.
- زيت الزعتر.
- زيت شجرة الشاي.
- زيت اللافندر.
- زيت خشب الأرز.
- العسل.
- حليب جوز الهند.
كما يُمكن أن يُنصح المريض بالالتزام بنظام غذائي محدّد والذي يتضمن تناول الأدوية المضادة للالتهابات، فذلك يُمكن أن يعمل على تقليل استجابات الجسم المناعية الذاتية. وتشمل أنواع الأطعمة المفيدة لمرضى الثعلبة ما يلي: [2][4]
- الفواكه والخضروات، مثل: التوت الأزرق، والبروكلي، والبنجر.
- المكسرات والبذور.
- البروتينات الخالية من الدهون، مثل: السلمون.
كيف يمكن التعايش مع الثعلبة؟
يمكن لبعض الأفراد أن يتعايشوا ويتأقلموا مع وجود الثعلبة، حيث أنّ علاجها قد يستغرق وقتًا طويلًا والذي يُمكن أن يمتد لعدّة شهور، وبالتالي فإنّه من الضروري اتخاذ بعض التدابير التي تخفي مظهر الثعلبة، وتشمل هذه التدابير ما يلي: [1][3][6]
- ارتداء الشعر المستعار، أو القبعات، أو الأوشحة عندما تكون الثعلبة في فروة الرأس.
- تركيب الرموش الاصطناعية أو ارتداء النظارات عندما تؤثر الثعلبة على الرموش وتُسبّب تساقطها.
- تركيب الحواجب أو رسم وشم مؤقت عندما تكون الإصابة بالحاجبين.
- حلق الشعر أو اللحية لإخفاء المناطق المصابة بالثعلبة.
- الحدّ من التوتر والمحافظة على صحة نفسية جيدة، فعلى الرغم من عدم إثبات ذلك علميًا إلى الآن إلّا أنّ التوتر يُمكن أن يكون أحد أسباب الإصابة بالثعلبة.
نصيحة الطبي
لا يوجد علاج نهائي للثعلبة، لكن الالتزام بالعلاجات الموصوفة يُمكن أن يعمل على إعادة نموّ الشعر المتساقط من جديد ومنع تساقطه مرة أخرى في المستقبل. ومن المُمكن أن تختلف فعالية العلاجات المستخدمة للثعلبة من حالة لأخرى، ومن أجل تحديد أفضل خيار لك، بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.