يتعرض كثير من الناس لعدد من الحوادث الطارئة التي تستدعي التدخل الفوري والمساعدة لتجنب أي مضاعفات أخرى، فمثلاً يحتاج المصاب بغيبوبة السكر المنخفض إلى التدخل الفوري وتقديم الاسعافات الاولية لتجنب المضاعفات التي قد تصل إلى خلل في وظائف المخ أو حتى الوفاة، تتطلب بعض الأمور تدخلاً بسيطاً، مثل الحروق من الدرجة الأولى والثانية، والجروح السطحية، وتتطلب حالات أخرى إسعافات أكثر تعقيداً، وهنا يقع بعض مقدموا الإسعافات الأولية غير المختصين في هذا المجال، أو غير العاملين في القطاع الطبي في عدد من المخالفات القانونية التي قد تضعهم في مأزق أحياناً، لذلك ينبغي معرفة المسؤوليات القانونية في الإسعاف الأولي.
المسؤوليات القانونية في الاسعافات الاولية
ينبغي اتباع مجموعة من القواعد خلال عملية تقديم الاسعافات الاولية لتجنب أي مخالفات قانونية أو مشكلات قد يتعرض لها المسعف في حال فشل الإسعافات مثلاً، إذ ترتكز الاسعافات الاولية على ثلاثة محاور رئيسية أو أهداف، هي حماية حياة المصاب ومنع تطور الحالة أو تدهورها، وتسريع الشفاء والتعافي، وحماية الحالات فاقدة الوعي.
من الوارد حدوث الأخطاء في الاسعافات الاولية نتيجة الخوف من الوقوع فيها أو المساءلة والملاحقة القانونية، مما يتسبب في الشعور بالقلق والتوتر، أو الخوف من تقديم الاسعافات الاولية انتهاء بالوقوع فيها، لكن في حقيقة الأمر، لا تنتشر تلك الملاحقات القانونية بكثرة في كل البلاد، إذ لم تنجح دعوى قضائية واحدة حتى الآن ضد الاسعافات الاولية في بعض البلاد، لكن من الأفضل دائماً معرفة المسؤوليات القانونية في الإسعاف الأولي، وتختلف تلك المسؤوليات من دولة إلى أخرى، لكن يمكن تلخيص أهمها في ما يلي:
هل تقديم الاسعافات الاولية الزامي؟
يعتقد كثير من الناس أن تقديم الإسعافات الأولية أمراً إلزامياً، لكن في واقع الأمر يقع على عاتق المسعف المدرب واجب تقديم الاسعافات الاولية لأي مصاب في مكان عمله فقط، بينما يعد تقديم الاسعافات الاولية خارج نطاق العمل أمر اختياري غير إلزامي، إذ يرجع الأمر في تلك الحالة إلى رغبة المسعف، وتقديره للموقف، وإمكانيته على تقديم الإسعافات.
إذا قرر المسعف التدخل في حالة خارج نطاق عمله، لا بد له من إتمام الإسعاف على أكمل وجه يستطيع تقديمه، وينبغي له الاستمرار في تقديم
الإسعافات في تلك الحالة حتى حدوث أمر من التالي:
- استقرار حالة المصاب أو عدم احتياجه إلى مزيد من الإسعافات الأولية.
- وصول سيارة الإسعاف أو أحد أفراد الطاقم الطبي.
- وجود خطر على المسعف، مثل نشوب حريق هائل في المكان، أو ماس كهربائي.
- تعب المسعف جسدياً، بحيث لم يعد باستطاعته مواصلة تقديم الإسعافات.
هل يجب الحصول على موافقة المصاب قبل تقديم الاسعافات الاولية؟
لا بد من الحصول على موافقة المصاب إذا كان واعياً، أو الحصول على موافقة أحد أقاربه قبل تقديم الاسعافات الاولية، وفي حال رفضه يجب مراقبة حالته دون التدخل، والاتصال بالاسعاف فوراً، لكن إذا كان المريض واعياً لكنه غير قادر على التحدث أو إبداء موافقته، أو إذا كان فاقداً للوعي ولا يرافقه أحد أقاربه، فإن المسعف يبدأ في تقديم الإسعافات الأولية دون انتظار الموافقة لصعوبة الحصول عليها، إذ يعتبر في نظر القانون في تلك الحالة حاصلاً على الإذن.
مكافحة العدوى اثناء الاسعافات الاولية
غالباً ما تخرج العديد من السوائل من المصاب، مثل الدم، واللعاب، والبول، وغيرهم، وقد يكون المريض مصاباً بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو أي مرض آخر يمكنه أن ينتقل إلى المصاب، كذلك قد تكون يدا المسعف ملوثتين، مما قد يضر بصحة المصاب، أو يتسبب في إصابته بعدوى أو التهاب عام، لذلك لا بد من ارتداء قفازات نظيفة قبل ملامسة المريض، ثم التخلص منها بعد الانتهاء، كذلك قد تتطلب بعض الحالات ارتداء كمامات، أو واقي للأعين، وقد يطلب من المسعف قبل العمل في بعض الأماكن إثبات أخذ تطعيم الفيروس الكبدي بي (بالإنجليزية: Hepatitis B).
اقرأ أيضاً: كيف يمكن الوقاية من التهاب الكبد الوبائي ب؟
توفير مكان للاسعافات الاولية
ينبغي توفير مكان مخصص لأدوات ومعدات الاسعافات الاولية في أي مكان عمل ووجود شخص متدرب على تلك الاسعافات. كذلك قد تتطلب بعض الأماكن وجود مسعف أولي للحالات العقلية.
هل يمكن ملاحقتي قضائياً عند تقديم الاسعافات الاولية لشخص مصاب؟
يبالغ كثير من الناس عند التحدث عن المسؤوليات القانونية في الإسعاف الأولي، لكن في الواقع لا يلزم المسعف أو الشخص المدرب على الإسعاف بتقديم الإسعافات الأولية في أغلب الحالات، كما لا يلزم أي شخص بتقديم الإسعافات الأولية في معظم الدول إلا إذا كان متورطاً في حادث ما، فحينها ينبغي له بذل كل طاقته لتقديم تلك الاسعافات للمصاب، ومحاولة إنقاذ حياته.
سجل الإصابات
قد يلزم المسعف بملء تقرير الحادث في حال تقديم الاسعافات الاولية في مكان العمل، لكن لا يلزم المسعف بعمل هذا التقرير في الأماكن العامة، إلا إذا طلبت الشرطة من المسعف ملء هذا التقرير أو الشهادة بما حدث.
ختاماً، ينبغي للجميع تعلم أساسيات الاسعافات الاولية، نظراً لكثرة الحالات التي تتطلب إسعافاً أولياً، وينبغي دائماً تجنب الخوف من تقديمها، إذ قد يخاف البعض من توجيه تهم لهم مثل مزاولة الطب بغير تصريح خلال تقديمها، أو غيرها من المخاوف التي يبالغ في تقدير حجمها في بعض الأحيان. إذ تعد تلك المخالفات بسيطة في أغلب الحالات ولا تستدعي الملاحقة القانونية، حيث لا يسأل مقدم تلك الإسعافات قانونياً عن الإصابات التي لحقت بالمصاب عند تقديمها بشكل سليم وحذر في أغلب الحالات.
اقرأ أيضاً: اهم اسعافات اولية لمرضى السكري