يساهم إجراء الإسعافات الأولية للحروق في التقليل من الأعراض المرافقة لها والضرر الذي يحدث في الأنسجة، ممّا يساعد على منع ظهور الآثار والندب في مكان الإصابة بالحرق. لذا لا بدّ من الحرص على إجرائها بالطريقة الصحيحة وبأسرع وقت ممكن بعد التعرّض للحروق. [1]
وفي هذا المقال سنتعرف على أهم الإسعافات الأولية التي يجب القيام بها عند الإصابة بالحروق والحالات التي تستلزم مراجعة قسم الطوارئ في المستشفى.
محتويات المقال
الإسعافات الأولية للحروق بشكل عام
تتضمّن أهم الإسعافات الأولية للحروق التي يجب القيام بها فور التعرّض لحوادث الحريق مهما كانت درجة الحرق المُصاب به:
إخماد الحريق والابتعاد عنه
إنّ أولى الخطوات التي يجب القيام بها عند التعرّض لحوادث الحريق هي ابتعاد الشخص المصاب بالحروق والأشخاص الآخرين عن مصدر الحريق بالإضافة إلى إخماد الحريق، ويُمكن القيام بذلك عن طريق: [1][2]
- سكب الماء على مكان الحريق.
- وضع بطانية مبللة بالماء على مكان الحريق.
- إخماد الحريق باستخدام مطافئ الحريق المخصصة.
ومن المهم جدًا إزالة جميع المواد القابلة للإشتعال من المنطقة القريبة للحريق. وفي حال اشتعال الشخص متأثرًا بالحريق، فإنّه يُنصح بإلقائه على الأرض وإرشاده للقيام بحركات اللف أو التدحرج على الأرض أو وضع بطانية مبللة عليه لإطفاء الحريق. [2][3]
وفي حال كان الحريق ناجمًا عن تماس كهربائي، فيجب قطع التيار الكهربائي مباشرةً. بينما إذا حدثت الحروق نتيجة تفاعلات كيماوية، فيجب إزالة الملابس الملوثة بالمواد الكيماوية، ومن ثم غسل المنطقة المصابة من الجلد بالكثير من الماء، والاستمرار بذلك لمدة تصل إلى 60 دقيقة. أما بالنسبة للمواد الكيميائية الجافة، فيجب إزالتها بالفرشاة أولًا قبل وضع المنطقة المصابة بالحروق تحت الماء. [3][4]
إزالة الملابس والإكسسوارات
يجب إزالة الملابس والإكسسوارات القريبة من المنطقة المُصابة بالحروق لتجنُّب الإحتكاك بها، كما أنّ الحروق سوف تؤدي إلى انتفاخ المنطقة المُصابة بشكل سريع، ممّا سيُصعّب من عملية نزعها لاحقًا. [2][4]
مع أهمية الإنتباه لعدم إزالة الملابس الملتصقة بالمنطقة المصابة بالحروق فذلك يؤدي إلى زيادة تضرّر الأنسجة المُصابة. وبدلًا من ذلك يُمكن القيام بقصّ الملابس بحيث يتم إبقاء الجزء الملتصق بالجروح وإزالة باقي الأجزاء غير الملتصقة. [1][2][3]
تبريد المنطقة المصابة
يُعدّ تبريد المنطقة المتضرّرة من الحريق فورًا باستخدام الماء البارد إحدى أهم الإسعافات الأولية للحروق، حيث أنّ ذلك يساهم في تقليل الألم، والانتفاخ، وآثار الحروق، لكن من المهم تجنّب القيام بهذه الخطوة عند الإصابة بالحروق من الدرجة الثالثة فذلك يُمكن أن يزيد من سوء الحالة الصحية لدى الشخص. [2][4]
ويُمكن أن يتم تبريد المنطقة المُصابة بالحروق من خلال: [2][3]
- تعريضها للماء البارد لمدة 10- 20 دقيقة بعد التعرّض للحريق أو بأقرب وقت مُمكن.
- غمس المنطقة المتضرّرة في وعاء يحتوي على ماء بارد.
- استخدام كمادات ماء في حال عدم توفّر مصدر ماء متدفّق.
ونؤكد هنا على ضرورة تجنُّب استخدام الثلج، أو الماء البارد جدًا، أو زبدة الجسم، أو المرطبات الزيتية، أو الكريمات وأنواع اللوشن التي تحتوي على مواد عطرية، علاوة على ذلك نؤكد على ضرورة تجنُّب استخدام معجون الأسنان وذلك لاحتمالية تسبّبه بالتهاب المنطقة المتضرّرة. [1][5]
تغطية المنطقة المتضررة
تتضمّن الخطوة التالي إجرائها عند تقديم الإسعافات الأولية للحروق القيام بتغطية المنطقة المتضرّرة بعد تبريدها، ويتم ذلك باستخدام ضمادات معقمة ونظيفة غير قابلة للالتصاق بالحروق، وفي حال عدم توفّر الضمادات يُمكن تغطية الحرق باستخدام بلاستيك تغليف الطعام، أو قطعة قماش نظيفة، أو كيس بلاستيكي نظيف. [1][2]
مع ضرورة تجنّب استخدام القطن، فمن المُمكن أن يلتصق بمنطقة الحرق. كما يجب تجنُّب تغطية الحروق بإحكام والشدّ عليها، حيث يؤدي ذلك إلى الضغط على المنطقة المُصابة وتفاقم الحالة. [4]
اقرأ أيضًا: أهم 10 مراهم للحروق ودواعي استخدامها
الإسعافات الأولية للحروق حسب درجتها
يُمكن أن يختلف ما يتم تقديمه من إسعافات أولية للحروق حسب شدّة ودرجة هذه الحروق، فغالبًا ما يكون التعامل مع الحروق من الدرجة الأولى أسهل مقارنةً بالحروق من الدرجة الثانية. أمّا بالنسبة للحروق من الدرجة الثالثة، فهي أكثر خطورة وتتطلب العلاج داخل المستشفى، ومع ذلك يُمكن تقديم بعض الإسعافات الأولية للحروق من الدرجة الثالثة بهدف الحفاظ على حياة المريض. [2][4]
وفيما يلي نذكر الإسعافات الأولية للحروق بمختلف درجاتها:
الحروق من الدرجة الأولى
تؤثر الحروق من الدرجة الأولى فقط على الطبقة السطحية من الجلد، وعادةً لا تتطلب الرعاية الطبية العاجلة ومن المُمكن التعامل معها وعلاجها داخل المنزل. وتتمثّل الإسعافات الأولية للحروق من الدرجة الأولى بالخطوات التالية: [2][5][6]
- الابتعاد عن مصدر الحريق وإزالة الملابس والإكسسوارات من المنطقة المٌصابة.
- تبريد المنطقة المُصابة من خلال وضعها تحت الماء البارد لمدة 10 دقائق أو حتى يخف الشعور بالألم.
- ترطيب المنطقة المُصابة بالحروق باستخدام المراهم التي تحتوي على البتروليوم (بالإنجليزية: Petroleum Jelly) مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا. كما يُمكن وضع منتجات الترطيب التي تحتوي على جل الألوفيرا.
- تجنُّب وضع مختلف أنواع زبدة الجسم، أو البودرة، أو المراهم، أو البخاخات، أو الزيوت على الحرق. كما يجب عدم استخدام المضادات الحيوية الموضعية إلاّ في حال تم وصفها من قبل الطبيب.
- استخدام صابون سائل خفيف لغسل المنطقة كل يوم.
- تغطية المنطقة بضمادة نظيفة وجديدة، وحمايتها من أشعة الشمس لتجنُّب حدوث المزيد من الضرر في المنطقة المُصابة.
- تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل: الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، لتقليل الألم والالتهاب في المنطقة المُصابة.
للمزيد: الآلام الناجمة عن تعرض الجلد إلى الحروق وطرق تخفيفها
الحروق من الدرجة الثانية
تُسبّب الحروق من الدرجة الثانية الاحمرار، والألم، والتورّم، بالإضافة إلى ظهور النفطات، وهي عبارة عن حبوب مملوءة بالسوائل. وبشكل عام، لا تختلف طريقة التعامل مع الحروق من الدرجة الثانية عن الطريقة المتبعة في حالات الحروق من الدرجة الأولى، لكنّها قد تتضمّن بعض الخطوات الإضافية التي تساعد على تقليل خطر حدوث الصدمة لدى المُصاب. [2][6]
وتتمثّل الإسعافات الأولية للحروق من الدرجة الثانية بالخطوات التالية: [2][6]
- إبعاد المُصاب عن مصدر الحريق وإزالة المجوهرات الملابس القريبة من مناطق الإصابة.
- غمر المنطقة المصابة في الماء البارد لمدة 10 دقائق على الأقل، ومن المُمكن أن يستغرق الأمر نصف ساعة حتى يزول الألم.
- القيام بما يلي لتجنُّب الإصابة بصدمة:
- تمدّد الشخص المُصاب بشكل مسطح.
- رفع قدميه فوق مستوى جسمه بحدود 30 سنتيمتر.
- رفع مستوى المنطقة المتضرّرة من الحروق إن أمكن ذلك لتقليل الانتفاخ الذي قد يرافق حالات الحروق.
- تدفئة الشخص المُصاب ببطانية مع ضرورة عدم تغطية المنطقة المتضرّرة بها، لتجنُّب الهبوط الحاد لدرجة حرارة الجسم.
- تجنُّب وضع الزيوت، أو زبدة الجسم، أو البودرة، أو مختلف أنواع المراهم على الحرق.
- تجفيف مكان الحرق بقطعة قماش ناعمة ونظيفة.
- تجنُّب فتح النفطات وإخراج السوائل منها فذلك يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. كما سوف تنفجر هذه النفطات من تلقاء نفسها في غضون أسبوع تقريبًا.
- تغطية المنطقة المصابة بشكل فضفاض باستخدام ضماد أو شاش غير لاصق. والقيام بتغيير الضماد في أي وقت يتسخ فيه.
- تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية.
كما يُنصح بمراجعة الطبيب بعد الأخذ بالخطوات السابقة، حيث سيقوم الطبيب بتحديد شدة الحروق المتعرّض لها الشخص ليصف له مضادات حيوية ومسكنات الألم، كما يُمكن أن يعطيه جرعة من مطعوم الكزاز إذا تطلبت الحالة ذلك. [2]
الحروق من الدرجة الثالثة
تُعدّ الحروق من الدرجة الثالثة، والتي تصل إلى طبقات الدهون والهياكل الأخرى تحت الجلد، مهدّدة لحياة الشخص، ومن المهم الاتصال مباشرةً مع الإسعاف من أجل نقل الشخص المُصاب إلى المستشفى على الفور. [6]
وفي غضون ذلك يجب الالتزام بالتعليمات التالية: [2][6]
- تغطية المنطقة المتضرّرة بالشاش المعقم وبشكل فضفاض.
- الفصل بين أصابع اليد والقدم بشاش معقم ونظيف إذا تم تعرّضهم للحريق.
- تجنُّب تبريد أو غمس المنطقة المتضرّرة بالماء، إضافةً لعدم وضع أي مرهم أو زبدة جسم مرطبة، لأنّ ذلك يزيد من خطر حدوث العدوى.
- القيام بالخطوات التالية لتجنُّب الإصابة بصدمة:
- تمدّد الشخص المُصاب بشكل مسطح.
- رفع قدميه فوق مستوى جسمه بحدود 30 سنتيمتر.
- رفع مستوى المنطقة المتضرّرة من الحروق أعلى من مستوى القلب، إن أمكن ذلك.
- تغطية الشخص المُصاب ببطانية.
- عدم وضع مخدة تحت الرأس عند تمديد الشخص في حال كان الحريق قد ألحق الضرّر بالمجاري التنفسية، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى إغلاقها.
- الحفاظ على وضعية الجلوس في حال تعرّض الوجه للحروق من الدرجة الثالثة.
- فحص النبض والتنفس للإطمئنان على الوضع الصحي العام لغاية وصول سيارة الإسعاف.
وفي هذه الحالة يحدد الطبيب ما يلزم لعلاج الحالة، إذ يمكن تزويد الشخص المُصاب بالأكسجين والسوائل لتعويض السوائل المفقودة بسبّب التعرّض للحرق وتجنُّب الإصابة بالجفاف.
للمزيد: أفضل العلاجات المنزلية للحروق والأخطاء الشائعة في علاجها
متى تجب مراجعة المستشفى؟
بمجرّد القيام بالإسعافات الأولية للحروق لا بدّ من مراجعة قسم الطوارئ في الحالات التالية لتقييم الحالة ودرجة الحروق وبناءًا عليها يصف الطبيب العلاج المناسب للحالة: [1][2]
- مساحة المنطقة المتضرّرة كبيرة بحيث يتجاوز حجمها حجم كف الشخص المصاب أو ما يزيد 20 سنتيمتر.
- الإصابة بحروق عميقة بحيث يصل الحريق إلى طبقات الجلد العميقة.
- الإصابة بحرق في منطقة الوجه، أو الرقبة، أو الأيدي، أو الأرجل، أو المفاصل، أو المناطق التناسلية، أو المجاري التنفسية.
- تفحُّم الجلد مع ظهور بقع بيضاء، أو سوداء، أو بنية اللون.
- الحروق الناجمة عن التفاعلات الكيمائية أو التماس الكهربائي.
- الإصابة بجروح نتيجة التعرّض للحريق.
- الإصابة بأحد الأعراض التي تدل على وجود العدوى في المنطقة المصابة، مثل:
- الانتفاخ.
- الألم الشديد.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- احمرار وتهيّج المنطقة.
- خروج السوائل من المنطقة المٌصابة.
- استمرار احمرار المنطقة والشعور بالألم بعد ساعات من الإصابة.
- ظهور فقاعات بعد التعرّض للحريق.
- الشعور بأحد الأعراض التي تدُل على الإصابة بالصدمة، مثل:
- الشعور بالبرد.
- رطوبة الجلد.
- التعرّق.
- تسارع التنفس أو صعوبة بالتنفس.
- الدوخة.
- الضعف العام.
- عمر الشخص المصاب أقل من 10 سنوات.
- الإصابة بأحد أمراض القلب، والرئة، أو الكبد، أو السكري.
- ضعف جهاز المناعة نتيجة الإصابة بأحد أمراض نقص المناعة الذاتية أو الخضوع للعلاج الكيماوي.
- استنشاق الأبخرة والدخان المرافق لحوادث الحريق.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع حروق الأطفال
نصيحة الطبي
يُنصح بتطبيق جميع الاسعافات الأولية مباشرةً بعد التعرّض للحريق أو بأقرب وقت مُمكن، وذلك لتقليل آثارها والأعراض المرافقة لها من الشعور بألم أو التهاب المنطقة المتضرّرة. كما يجب عدم العبث بالمنطقة المتضرّرة أو وضع عليها الكريمات المحتوية على مواد عطرية أو زبدة الجسم.
وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع لمعرفة المزيد حول الإسعافات الأولية للحروق.